ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (الدعاء للغير بظهر الغيب مستحب، بل ومستجاب إن شاء الله تعالى، إلا أنه لم يرد في الشرع ما يفيد تقييد الداعين بعددٍ معين، ولا بكونهم غرباء.

دعاء المطر .. ردد بيقين 100 دعوة مستجابة تقضي حوائجك وتزيل همومك أوقات استجابة الدعاء في رمضان.. اغتنم ساعتين لا ترد فيهما دعوة دعوة أربعين غريبا

وأجابت دار الإفتاء على السؤال، بأن الدعاء عبادة مستحبة؛ لِما فيها من التضرع والتذلّل والافتقار إلى الله تعالى، وقد حثَّنا الله تعالى عليها فقال سبحانه: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]، وقال أيضًا عزَّ وجلَّ: ﴿ٱ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55].

وقد ورد في السنة النبوية المطهرة بيان فضل الدعاء؛ فعن سيدنا النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ»، ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60] أخرجه الأربعة في "سننهم".

وبخصوص استجابة دعوة أربعين غريبًا، أجابت دار الإفتاء على هذه المسألة في عدة نقاط:

أولًا: أن هذه المقولة المسؤول عنها (دعوة أربعين غريبًا مجابة) ليست حديثًا نبويًّا، وإنما هو ممَّا شاع على ألسنة الناس واشتُهر، ولم نقف عليه في كتب السنة بهذا اللفظ، إلا أنَّ معناه ثابتٌ في حديث سيدنا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ أَسْرَعَ الدُّعَاءِ إِجَابَةً؛ دَعْوَةُ غَائِبٍ لِغَائِبٍ» رواه أبو داود والترمذي في "سننيهما".

دعوة الغريب

قال الإمام المظهري في "المفاتيح شرح المصابيح" (3/ 130، ط. دار النوادر): [قوله: "إنَّ أسرعَ الدعاءِ إجابةً دعوةُ غائبٍ لغائبٍ"؛ يعني: إذا دعا أحدٌ لغائب يُستجابُ دعاؤه له؛ لأنه بعيدٌ عن الرياء والطمع، بل لا يدعو غائبٌ لغائب إلا خالصًا لله، وما كان خالصًا لله يكون مقبولًا] اهـ.

ثانيًا: الدعاء للغير مشروع، وهو أشد تأكيدًا وأرجى في القبول إذا كان بظهر الغيب؛ أي في غيبة المدعو له؛ لأنه أبلغ في الإخلاص؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (17/ 49، ط. دار إحياء التراث العربي) : [وفي هذا فضل الدعاء لأخيه المسلم بظهر الغيب، ولو دعا لجماعة من المسلمين حصلت هذه الفضيلة، ولو دعا لجملة المسلمين فالظاهر حصولها أيضًا، وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة؛ لأنها تستجاب ويحصل له مثله] اهـ.

هل دعوة 40 غريب مستجابة

ويضاف إلى ذلك ما جاء في "شرح سنن أبي داود" للإمام بدر الدين العيني (5/ 446، ط. مكتبة الرشد): [قوله: «بظهر الغيب» أي: في سرّه وبغير حضوره، كأنه من وراء معرفته ومعرفة الناس؛ لأنه دليل على إخلاص الدعاء له كمثل ما يجعله الإنسان وراء ظهره، ويسْتره عن أعين الناس] اهـ.

جاء في "تاريخ علماء الأندلس" للقاضي ابن الفرضي الأندلسي (2/ 156، ط. مكتبة الخانجي) عن عبد الله بن هُبَيْرة رحمه الله تعالى: [أن النّعمان بن عبد الله الحضرمي خرج إلى الأنْدَلُس غازيًا، فخرجت مشيعًا له، فلما هممنا بالانصراف قال: يا أبا هبيرة: ادْعُ لنَا رَحِمك الله في مغيبتنا بخَيْر، فإنّه بلغني: أنه ليس من دعوة أقمن أن تُجاب من دعوة غائب لِغائب] اهـ.

ثالثًا: لم يرد في الشرع ما يدل على تقييد العدد بأربعين أو غيره كقيد لاستجابة الدعاء، وإنما مطلق الدعاء بظهر الغيب مستجاب إن شاء الله كما بينَّا سابقًا.

بالإضافة إلى ما سبق؛ فإن المطلوب من المسلم أن يهتم بإصلاح نفسه واجتناب موانع استجابة الدعاء؛ كأكل الحرام والظلم واستعجال الإجابة، أو الدعاء بظلم أو قطيعة رحم، وأن يتحين أوقات الاستجابة كثلث الليل الأخير، وبعد الصلاة المكتوبة، ويوم الجمعة، وعند فطر الصائم، وفي السجود، وأن يثق في فضل ربه ورحمته وأن يتيقن من الإجابة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الدعاء عبادة مستحبة فضل الدعاء الله تعالى

إقرأ أيضاً:

نزول المطر: لحظة استجابة وفرصة للتقرب من الله

نزول المطر: لحظة استجابة وفرصة للتقرب من الله، المطر هو هدية من السماء، تروي الأرض وتُنعش الحياة، وتذكرنا دائمًا بقدرة الله ورحمته. 

في الإسلام، وقت نزول المطر يُعد من أعظم الأوقات التي يستحب فيها الدعاء، حيث تكون السماء مفتوحة لاستجابة أمنيات العباد.

 إنه وقت للتأمل في نعم الله، والتقرب إليه بطلب المغفرة وتحقيق الأمنيات.

تنشر لكم بوابة الفجر الإلكترونية في السطور التالية مجموعة من الأدعية يمكن الدعاء بها وقت نزول المطر.

دعاء المطر: وقت استجابة ورحمة من الله المطر: نعمة عظيمة

قال الله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ" (سورة الشورى: 28). 

نزول المطر: لحظة استجابة وفرصة للتقرب من الله

المطر ليس مجرد ماء يسقي الأرض، بل هو رسالة من الله بأن رحمته لا تنقطع أبدًا، وأن الأمل يتجدد مع كل قطرة تنزل من السماء.

فضل الدعاء وقت المطر

الدعاء في وقت المطر له مكانة خاصة، فهو وقت تستجاب فيه الدعوات،عن النبي ﷺ قال: "ثنتان لا تردان: الدعاء عند النداء وتحت المطر" (صحيح الجامع). 

هذه اللحظات فرصة لكل مسلم لأن يتوجه إلى الله بما في قلبه من رجاء وحاجات، طالبًا المغفرة والرحمة.

دعاء المطر: وقت استجابة ورحمة من الله أدعية مأثورة أثناء المطر

من الأدعية التي وردت عن النبي ﷺ:

1. عند نزول المطر: "اللهم صيبًا نافعًا".


2. عند شدة المطر: "اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر".


3. بعد انتهاء المطر: "مُطرنا بفضل الله ورحمته".

دعاء المطر: أوقات الاستجابة وموارد البركة اغتنام وقت المطر في العبادة

نزول المطر هو فرصة للتقرب من الله ليس فقط بالدعاء، ولكن بالتأمل في عظمته وشكره على نعمه. 

يمكن للمسلم أن يدعو لنفسه ولأحبائه، وأن يطلب الخير للأمة الإسلامية جمعاء، فهو وقت تتجلى فيه الرحمة الإلهية بوضوح.

نزول المطر يحمل في طياته الخير والبركة، وهو دعوة للتأمل والدعاء والاقتراب من الله. 

فلا تفوّت هذه اللحظات المباركة، وارفع يديك بالدعاء واملأ قلبك باليقين أن الله يسمع ويرى، وأن رحمته تشمل كل شيء.

 

مقالات مشابهة

  • الدكتور حسن مكي: ما حدث في الخرطوم غريب وقد نحتاج إلى سنوات لنفهمه
  • ثواب عيادة المريض وحكم الدعاء له
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • دعاء رفع الظلم.. ردده واترك أمرك في يد الله
  • نزول المطر: لحظة استجابة وفرصة للتقرب من الله
  • المطر: نعمة من الله ودعوة للتضرع والدعاء
  • دعاء المطر: وقت استجابة ورحمة من الله
  • حدث ليلا: تصعيد أوكراني خطير على روسيا.. وشمال إسرائيل يحترق.. وذكرى أربعين السنوار| عاجل
  • «سبحانَ الذي يسبحُ الرعدُ بحمدِه والملائكةُ من خيفتِه».. أدعية مستجابة وقت نزول المطر
  • عاجل - دعاء المطر لفك الكرب