تعافي طبقة الأوزون والسبيل لحماية الكوكب
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
شيي باستيدا ــ روبرت ريدفورد
منذ وقت ليس ببعيد، بدا استنفاد طبقة الأوزون على الأرض بمثابة تحد لا يمكن التغلب عليه. لقد هددت عقود من استخدام المواد الكيميائية الضارة، مثل مركبات الكربون الكلورية الفلورية (CFCs)، بإحداث أضرار لكوكبنا لا يمكن إصلاحها. وفي غياب إجراءات سريعة وفعّالة، واجهنا خطر زعزعة استقرار المناخ، وانهيار النظام البيئي ونظامنا الغذائي.
ولكن بعد ذلك، حدث شيء مذهل: اتحدت البشرية لحماية طبقة الأوزون. واستجابة لتحذيرات العلماء الحائزين على جائزة نوبل بول كروتزن وماريو مولينا وشيروود رولاند، الذين أكدت أبحاثهم على خطورة التهديد، لم نتجاهل أو نرفض الأدلة العلمية، ولم نتجنب المشكلة وندعي أن التحدي كان شاقًا للغاية. بدلا من ذلك، أدرك المجتمع العالمي الحاجة الملحة إلى العمل الجماعي. ومن خلال تسخير المعرفة العلمية، تم تحويل صناعات بأكملها ووضع سياسات عادلة لحماية البلدان التي لم تسهم في المشكلة.
وبفضل بروتوكول مونتريال، الذي صادقت عليه 197 دولة، تم التخلص التدريجي من ما يقرب من 99% من المواد المُستنفدة لطبقة الأوزون. ويشمل ذلك خفض واستبدال مركبات الكربون الكلورية الفلورية، الأمر الذي أدى إلى تباطؤ تغير المناخ لمدة عشر سنوات على الأقل. وينبغي أن تكون الجهود العالمية الناجحة لحماية طبقة الأوزون بمثابة منارة أمل لنا جميعًا. إنها تعد إحدى أعظم الإنجازات البيئية التي حققتها البشرية، حيث تُظهر ما يمكننا تحقيقه عندما نعمل معًا بالتزام واحترام وعزم.
ومع ذلك، يمكن أيضًا أن تكون بمثابة تحذير. فقد كشفت دراسة أجراها يوهان روكستروم و28 من كبار علماء المناخ في عام 2023 عن واقع جديد مُروع، مما يؤكد الحاجة إلى اعتماد نهج تعاوني لحماية الكوكب قبل فوات الأوان.
ويقدم نموذج حدود الكواكب، الذي قدمه روكستروم وخبراء آخرون في عام 2009، إطارًا مفيدًا لتقييم صحة الكوكب. ويحدد هذا النموذج تسعة عوامل مترابطة -بما في ذلك المناخ، وتوافر المياه العذبة، والتنوع البيولوجي، واستخدام الأراضي- والتي تشكل أهمية بالغة لاستقرار الكوكب وقابليته للسكن. وقد وجد روكستروم وزملاؤه في دراستهم الأخيرة أن ستة من هذه الحدود التسعة قد تم اختراقها بالفعل، مما يضع الأرض على مسار خطير يُقوض قدرة الكوكب على الصمود ويُعرض رفاهية الإنسان للخطر. والجدير بالذكر أن طبقة الأوزون هي المنطقة الوحيدة التي تظهر عليها علامات التحسن.
وبالنظر إلى أن الأرض تعمل كنظام مترابط، فلا يمكننا حل مشكلة واحدة دون معالجة المشاكل الأخرى. وعلى الرغم من إدراكنا للدور الحاسم الذي تلعبه حدود الكواكب في الحفاظ على قابلية كوكبنا للسكن، إلا أننا لم نتصرف بشكل حاسم بالقدر الكافي لوقف انزلاقنا نحو الكارثة.
على سبيل المثال، نعلم أن أكثر من مليون نوع من الكائنات الحية أصبحت على وشك الانقراض، وهو ما قد يؤدي إلى انهيار أنظمة بيئية بأكملها. ونعلم أيضًا أن فقدان النيتروجين والفوسفور يؤدي إلى تكاثر الطحالب السامة في المحيطات وأنظمة المياه العذبة، وبالتالي انتهاك حدود التدفق الجيوكيميائي الحيوي.
وعلى نحو مماثل، فإن التغاضي عن المستويات الخطيرة من التلوث الكيميائي والسماح لأطفالنا بابتلاع المواد البلاستيكية الدقيقة يضر بأنظمة دعم الحياة الضرورية لبقاء البشرية. وفي سبيل عودة استقرار الأرض، يتعين على الحكومات إدراك الحاجة إلى احترام حدود الكواكب التسعة. يتطلب هذا الأمر التزاما سريعا ومُستمرًا بالحد من انبعاثات الغازات المُسببة للانحباس الحراري العالمي وحماية التنوع البيولوجي والموارد المائية.
فضلا عن ذلك، فإن فرص نجاحنا تتزايد بشكل هائل عندما نتعاون: فإذا تمكن المجتمع الدولي من الاتحاد كما حدث عندما وافق على إصلاح طبقة الأوزون، فسوف يظل الأمل قائما. ولكن يجب علينا أولا الاستجابة إلى نصائح الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية واحترام ما تمليه علينا طبيعتنا.
على الرغم من أن مجتمعات السكان الأصليين تُشكل أقل من 5% من سكان العالم، إلا أنها تُعد بمثابة الوصي الحكيم على الكوكب، حيث تحمي ما لا يقل عن ربع أراضي وبحار العالم و80% من التنوع البيولوجي. ولتعزيز هذا النهج، قمنا بتوحيد جهودنا مع منظمة «حراس الكواكب»، وهي مجموعة مستقلة من القادة العالميين والعلماء والمدافعين عن البيئة الذين يناصرون نموذج حدود الكواكب. يتمثل هدفنا في تعزيز اعتماد هذا النموذج كإطار لتقييم وتوجيه العمل المناخي الجماعي. من خلال توحيد القادة من مختلف البلدان والصناعات والفئات العمرية والأجناس والثقافات، يهدف «حراس الكوكب» إلى الاستفادة من خلفياتنا وتجاربنا المتنوعة لإيجاد حلول لحماية الكوكب.
في حين تُعد موارد كوكبنا محدودة إلى حد ما، إلا أنه لا يوجد حد للإبداع البشري وقدرتنا على حل المشاكل المُعقدة. السؤال الحقيقي هو ما نوع الكوكب الذي نرغب في تركه للأجيال القادمة. من المؤكد أنه لا توجد إجابات بسيطة أو حلول سريعة. يتوقف مستقبلنا على الخطوات التي يرغب كل واحد منا في اتخاذها. ومع ذلك، بالنظر إلى قدرتنا على إنقاذ طبقة الأوزون، أظهرنا بالفعل أن اتخاذ إجراءات جماعية سريعة ومُستنيرة يمكن أن يُسهل عملية إجراء التغييرات اللازمة للحفاظ على الحياة البشرية على الأرض.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: طبقة الأوزون
إقرأ أيضاً:
تحقيق لموقع ميدل إيست آي يكشف عن ازدهار في عمليات تهريب الذهب على حدود السودان مع مصر
التجارة التي تشمل عشرات الآلاف من الأفراد اجتذبت أشخاصًا من دول خارج السودان ومصر وهي جزء من شبكة الجـريمة المنظمة التي تمتد على طول الحدود، التدافع على الذهب في المنطقة يشارك فيه كل من بريطانيا وروسيا وأستراليا وغيرهم من اللاعبين الدوليين حيث افتتحت مصر مؤخرًا مناطق تعدين ذهب جديدة أخرى في الصحراء الشرقية في منطقة #المثلث الذهبي" وهي منطقة الحدود المثلثة بين مصر والسودان وليبيا.
▪️ التجارة التي تشمل عشرات الآلاف من الأفراد اجتذبت أشخاصًا من دول خارج السودان ومصر وهي جزء من شبكة الجـريمة المنظمة التي تمتد على طول الحدود.
▪️ التدافع على الذهب في المنطقة يشارك فيه كل من بريطانيا وروسيا وأستراليا وغيرهم من اللاعبين الدوليين حيث افتتحت مصر مؤخرًا مناطق تعدين ذهب جديدة أخرى في الصحراء الشرقية في منطقة #المثلث الذهبي" وهي منطقة الحدود المثلثة بين مصر والسودان وليبيا.
▪️ على الجانب الآخر من الحدود، تم افتتاح أو توسيع مناطق تعدين سودانية في ولايات البحر الأحمر والشمالية ونهر النيل منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
▪️ المواقع القريبة من الحدود المصرية تحظى بنجاح ملحوظ لأسباب لوجستية، وخاصة سهولة نقل الإمدادات من مصر.
▪️ عامل التعدين إبراهيم قال للموقع "هناك مناطق تعدين جديدة مفتوحة أو مناطق قديمة موسعة في ولاية البحر الأحمر بالقرب من الصحراء التي تمتد بين مصر والسودان" و"ازدهرت هذه المنطقة، حيث يتم التعدين في مناطق #المطار والميرج وجبل نمر #ونورايا #والأنصاري #والتبريدة والعبار من بين مناطق أخرى".
▪️ ووفقا لتحقيق الموقع يأتي العشرات من عمال مناجم الذهب #السودانيين إلى أسواق الذهب في #أسوان لبيع الذهب الذي بحوزتهم للمشترين، ولكن لأن هذا النشاط غير قانوني، فقد تم تهـ ر*يب الذهب عادة إلى مصر من قبل العصابات المنظمة والمهـ ر*بين.
▪️ وفقًا لمصادر متعددة، تم تهريب كميات هائلة من الذهب من السودان إلى مصر بينما يعود #الوقود الرخيص والأسـ لحة والسلع الأخرى في الاتجاه الآخر.
▪️ سائق متورط في عمليات التهريب قال لموقع ميدل إيست آي: "أحد الأساليب الرئيسية لتغطية العمليات هو تغيير السيارة التي تستخدمها لنقل الذهب عبر الحدود.. في بعض الأحيان أبيع السيارة فور دخولي مصر وفي بعض الأحيان أبيعها كقطع غيار بعد تفكيكها".
▪️السلطات المصرية تغض الطرف مع تزايد اتساع تهر*يب الذهب وتُتهم السلطات المصرية بغض الطرف عن التجارة غير المشروعة حيث تحتاج البلاد إلى زيادة احتياطياتها من الذهب لدعم الجنيه المصري، الذي تدهور بشكل حاد مقابل الدولار.
▪️ خفضت مصر قيمة عملتها في يناير 2023 بنسبة 40 في المائة إلى 0.03 دولار وعومتها في مارس 2024، مما أدى إلى انخفاض القيمة إلى 0.02 دولار.. في الوقت نفسه، زادت احتياطيات الذهب المصرية في عام 2023 إلى 126 طنًا، وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق.
▪️ وفقًا لإحصاءات مختلفة فقد زادت مصر بسرعة عائداتها من إنتاج الذهب من 6 مليارات دولار في عام 2022 إلى 8.4 مليار دولار في ديسمبر 2023، لتصل إلى 9.5 مليار دولار في النصف الأول من عام 2024.
▪️ تاجر ذهب سوداني كان يعمل في سوق ذهب بالخرطوم قبل الحـ رب قال للموقع إن سعر الذهب في مصر أعلى من سعره في السودان وخاصة الذهب عيار 21 الذي يعد نادرًا جدًا في مصر، ففي السودان يبلغ سعر جرام الذهب عيار 21 60 دولارًا، بينما في مصر يزيد عن 80 دولارًا.
وأوضح تاجر الذهب أن الذهب عيار 21 أكثر قابلية للتسويق في مصر من أشكال الذهب الأخرى المنتجة محليًا، مثل عيار 24.
▪️ واضاف التاجر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية لموقع ميدل إيست آي: "لهذا السبب، أصبح الذهب السوداني مرغوبًا للغاية في السوق المصرية، وقد أدى هذا إلى تغذية طموحات تجار الذهب والمهربين الذين يتطلعون إلى الربح".
واشار: "علاوة على ذلك، نحن لا نتحدث فقط عن التجار الأفراد فلدى السلطات المصرية طموحات لإنشاء احتياطيات واسعة من الذهب في البنك المركزي المصري من أجل المساعدة في استقرار العملة والاقتصاد".