يمانيون:
2024-07-04@02:51:31 GMT

سيناريو الشرق الجديد

تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT

سيناريو الشرق الجديد

عبدالرحمن مراد

منذ بداية الألفية بدأت فكرة الشرق الجديد، واشتغلت عليها الإدارة الامريكية، وكان شمعون بريز قد كتب كتابا بعنون “الشرق الأوسط الجديد “، وتضمن الكتاب خارطة جديدة يحلم مؤلفهبنظام إقليمي، يقوم على أسس قومية، وثقافية، وبخطط اقتصادية طموحة، وفيه يرى ضرورة طمس تاريخ الشعوب العربية، وشمعون بريز من قادة الصهيونية الذين كانت لهم أدوار في الإبادة العرقية للشعب الفلسطيني، وقد اشتغلت الدبلوماسية الامريكية على فكرة الكتاب الذي صدر عام 1994م، واشتغلت كل الدوائر الثقافية والاعلامية على الترويج لأفكاره الى مطلع الألفية، حيث تحولت أفكار الكتاب الى خطوات اجرائية، وموجهات بالغة الأهمية في السياسة الخارجية الامريكية، ولعل الذاكرة تختزن علائق من الخطاب الاعلامي حول الشرق الجديد، ومن اللاعبين في هذا المضمار الأكثر بروزا وزيرة الخارجية السمراء السابقة كونداليزا رايس، استمر هذا الاشتغال على فكرة الشرق الجديد الى عام 2006م – وقد سبق لي أن كتبت مرارا وتكرارا حول الموضوع – حين اصطدمت الادارة الامريكية بحرب تموز في لبنان عام 2006م إذ جاءت عكس المتوقع، فسارعوا الى استبدال فكرة الشرق الجديد بفكرة الخلافة الاسلامية، واتخذوا من استراتيجية مؤسسة راند لعام 2007م في الاشتغال على فكرة دعم فكرة اسلام معتدل، فكانت تركيا هي الخيار الأمثل للفكرة بحكم المسار التاريخي العالق في التاريخ الاسلامي القديم والحديث.

حدث تحول عميق في تركيا بعد عام 2007م في كل البنى الثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، وأضحت تركيا رقما كبيرا ساهم الاعلام في الترويج لمواقفها الاسلامية – وقتئذ – من القضية الفلسطينية حتى تجد لها مكانا في الوجدان الاسلامي العام، ثم حدثت اضطرابات ما سموه بالربيع العربي، والهدف منها – أي الاضطرابات – كان الاخلال بالنظام العام والطبيعي وشيوع الفوضى، واضطراب الحياة وتبدلها في المجتمعات العربية، تمهيدا في اعادة البناء والتقسيم على أسس طائفية وثقافية وعرقية، فتعثر من مشروعهم ما تعثر، ونجح ما نجح منه، ونشطت حركة تطويع الانظمة العربية من خلال التلويح بفكرة الربيع الذي اجتاح بعض الدول، فخضع الكثير خوفا من فقدان العروش، فسارعوا الى التطبيع، أو الرضى به ضمنا دون الاعلان عنه كما هو الحال عند السعودية، ولذلك فشل العرب في توحيد موقف من حرب الابادة في غزة، وفشلوا حتى في عقد قمة عربية لمناقشة ما يدور في المنطقة كما كانوا يفعلون سابقا، وكأن الامر لا يعنيهم رغم أهميته ومساسه بمصالح الكثير من الدول مثل مصر، والاردن، وسوريا، ولبنان، وغير أولئك ممن يكون المساس بهم ثانويا أي غير مباشر.

تمضي “إسرائيل” اليوم ومن ورائها أمريكا وبريطانيا والدول دائمة العضوية بمجلس الامن الى تنفيذ فكرة الشرق الجديد، وتنفيذ الخطط الاقتصادية، ومنها الخطط المتعلقة بحركة التجارة العالمية، والسيطرة على مساراتها، وهم ماضون في تحقيق الحلم القديم الذي نشأ بعد تأميم قناة السويس في عام 1956م والمتمثل في انشاء قناة ابن غوريون التي تعمل على تسهيل الحركة بين البحرين الاحمر والابيض المتوسط في مسارين دون توقف أو اعاقة حركة منسابة وسهلة لا يمكن لقناة السويس توفيرها بسبب الجغرافيا، والمشروع كبير ويدر دخلا قوميا كبيرا جدا وفق خططه ودراساته المتوفرة.

اليوم “إسرائيل” – ومن خلفها امريكا وبريطانيا – تقوم بالتمهيد للفكرة من خلال حرب الابادة والتهجير والتصفية العرقية لسكان قطاع غزة، والعالم يضغط على مصر والأردن في استقبال المهجرين في صحراء سيناء المصرية، والضفة الغربية الاردنية، والضغط العسكري على أشده في رفح حتى يضيق الناس أو يموتوا جوعا على أسوار الحدود في رفح.

قبول مصر لفكرة مشروع “رأس الحكمة” سيكون هو العامل الضاغط مستقبلا وربما حاضرا فالاقتصاد المصري تتداعى أركانه اليوم، وقد ساهم المبلغ المودع في البنوك المصرية الخاص بمشروع رأس الحكمة في تراجع سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار، ومثل ذلك تخدير موضعي آني يعود ألمه متى حادت مصر عن المسار، ويخف متى خضعت للمصالح الصهيونية والامريكية، وفي ظني أن مصر سوف تقبل بتسكين سكان غزة في صحراء سينا خضوعا للضغط الاقتصادي القاهر الذي يساهم فيه المال العربي بقدر وافر، وبذلك تكون “إسرائيل” قد وصلت الى مشارف الحلم في الشرق الجديد، وربما في تحقيق كيان “إسرائيل” الكبرى التي تمتد من النيل – ملتقى النهرين – الى الفرات.

كل الذي مضى من تاريخ العرب الحديث منذ تفردت أمريكا بحكم العالم عام 1990م كان عبارة عن مقدمات بدأت نتائجها اليوم تبرز على سطح الواقع، ومواجهة هذا المشروع يحتاج بعدا معرفيا متفاعلا مع العلوم الحديثة حتى نكون عنصرا فاعلا في خارطة وجود العالم المعاصر، ومالم نتسلح بالمعرفة وبفكرة المقاومة لفرض الوجود وبمشروع حضاري بديل وقادر على التفاعل وصناعة الحيوات فأننا نذهب الى الفناء المؤجل، ومن نافلة القول أننا نحتاج الى حركة فكرية وثقافية تعيد ترتيب النسق الحضاري الاسلامي، ليكون المشروع الاسلامي هو الخيار الأمثل في اعادة ترتيب الحيوات المعاصرة وفق أسس وقيم انسانية واسلامية قال التاريخ القديم بقدرتها وحيويتها وفاعليتها في التأثير والصناعة.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

باتريك جوهانسون رئيسًا لإريكسون في الشرق الأوسط وأفريقيا

أعلنت إريكسون عن تعيين باتريك جوهانسون رئيساً جديداً للشركة لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ونائباً أولاً لرئيس الشركة العالمي، وسيحل جوهانسون، الذي يشغل حالياً منصب رئيس قسم مراقبة أعمال البرمجيات والخدمات السحابية في إريكسون، مكان فادي فرعون الذي أعلن عن قراره مغادرة الشركة في مايو الماضي.

سيتولى جوهانسون مهام منصبه الجديد في 1 أغسطس 2024، وسيكون مقره في الرياض، المملكة العربية السعودية.
يتمتع باتريك جوهانسون بخبرة واسعة في مجالات التكنولوجيا والأعمال وقد خدم في مناطق سوق متعددة، حيث تنقل منذ انضمامه إلى إريكسون في عام 1997، بين السويد وكوريا والهند والنمسا والصين وفيتنام.

 وقد شغل عدة مناصب مهمة كرئيس عالمي للمبيعات والإدارة التجارية لشبكات منطقة الأعمال، ورئيس وحدة العملاء في كوريا بالإضافة إلى العديد من المناصب المالية والتجارية التنفيذية.
 قال بوريه إيكهولم، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة إريكسون: "يتمتع باتريك بخبرة واسعة في مجال التكنولوجيا واستراتيجية اريكسون الخاصة بالأعمال، وهما عاملين رئيسيين   في سياق مواصلة ضمان مكانتنا الرائدة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وأنا سعيد للغاية بقبوله هذا التكليف وأتطلع قدماً إلى انضمامه إلى الفريق التنفيذي للشركة".
أضاف باتريك جوهانسون: "يشرفني جداً أن يتم تكليفي بهذا المنصب، تتمتع شركة إريكسون بمكانة رائدة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إذ أن شبكات الاتصالات تعد الأساس الذي تنطلق منه عملية تطور وتحول الشركات والمجتمعات إلى الرقمنة، ونحن نتصدر بفخر هذه الصناعة من خلال توفير شبكات عالية الأداء وقابلة للبرمجة بالكامل، وأنا أتطلع بشدة إلى مقابلة عملاء إريكسون وشركائها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، والعمل معاً ومع زملائي في المنطقة لتوفير أحدث التقنيات والابتكارات، سعيا دائما منا لتقديم قيمة متميزة لعملاء شركة إريكسون".

مقالات مشابهة

  • هل تعيد فرنسا سيناريو عام 2002؟
  • وفاة أشهر كاتب سيناريو في هوليوود روبرت تاون
  • وفاة روبرت تاون.. أشهر كاتب سيناريو في هوليوود
  • ستكون أشد وطأة: سيناريو مرعب لـ حرب لبنان.. كارثة غزة جنة أمام المتوقع!
  • من هو المرشح الجديد لمنصب وزير الخارجية في مصر؟
  • باتريك جوهانسون رئيسًا لإريكسون في الشرق الأوسط وأفريقيا
  • حرب ضروس قد تلتهم الشرق الأوسط
  • الإعلام الإسرائيلي يرسم "سيناريو إيرانيا" قرب مصر
  • تقرير لـNational Interest: الحرب بين حزب الله وإسرائيل من شأنها أن تلتهم الشرق الأوسط
  • تركيا تسعى للتوازن مع إيران في سوريا ولبنان؟