"حرب الخنادق".. أوكرانيا تواجه روسيا بذات السلاح
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
ربما لا يتسع للقوات الأوكرانية التقدم لوقف زحف القوات الروسية التي تهرع لاقتحام المناطق التي استعادتها كييف، لكن بدلا من التقدم للإمام ربما يتعين على الجنود الأوكرانيون النزول إلى أسفل والبدء في "الحفر" في محاكاة لتكتيك حرب الخنادق الذي يستخدمه الروس بالفعل للحفاظ على مناطق السيطرة.
وتسارع كييف الزمن من أجل بناء التحصينات على طول حوالي 600 ميل من خط المواجهة هذا العام، حيث خصصت الحكومة الأوكرانية لهذه العملية حوالي 800 مليون دولار.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إنه وبعد فشل الهجوم الأوكراني المضاد، ومع شتاء طويل من صد الهجمات الروسية، أصبحت القوات الأوكرانية منهكة وتواجه نقصا حادا في الموارد.
وتظهر صور الأقمار الاصطناعية جزء من التحصينات التي بدأت أوكرانيا في تنفيذها.
ويعتمد المحللون العسكريون الأميركيون، على صور الأقمار الصناعية وغيرها من المعلومات الاستخبارية، ويعملون بشكل وثيق مع ضباط الاتصال الأوكرانيين لتحديد الثغرات في الدفاعات الأوكرانية.
بناء الخنادق
في الوقت الحالي، ومع وجود حقول الألغام والتحصينات التي تجعل من الصعب الهجوم والمناورة دون خسائر كبيرة، يعتمد كلا الجانبين بشكل كبير على الخنادق.
ويمكن أن يشمل ذلك الخنادق العميقة المحصنة بالإسمنت، والحماية العلوية، والتدفئة، ومناطق النوم، وهو ما يتطلب قوة بشرية كبيرة للبناء والدفاع.
ومع ضعف صفوف أوكرانيا بسبب الخسائر البشرية، يظل من غير الواضح ما إذا كانت كييف ستقوم بالمهمة في الوقت المطلوب لجعل الأمر مكلفا قدر الإمكان بالنسبة لروسيا.
وقال المسؤولون إن الدفاعات تشير أيضا إلى استراتيجية عبر جزء كبير من خط المواجهة تتضمن إبقاء القوات الروسية على أهبة الاستعداد بهجمات صغيرة والسعي لاستغلال العيوب في دفاعاتها.
وقال جيمس راندز، المحلل العسكري في شركة جينز، وهي شركة استخبارات دفاعية مقرها في لندن، إن الدفاعات التي بنتها أوكرانيا خلال الصراعات السابقة مع روسيا كانت استثنائية، وأضاف أن المخابئ في دونباس جافة ومحمية بغطاء علوي ومقاوم للحريق وحماية من الصواريخ الباليستية.
وأضاف: "المراكز التي عادوا إليها ليست في نفس المستوى بأي حال من الأحوال، وتحتاج أوكرانيا الآن إلى بناء سلسلة من المواقع الدفاعية أثناء الاتصال - وهو أمر صعب".
حماية مناطق الجنوب والشرق
ويعتقد المحللون أنه من غير المرجح أن تبدأ أوكرانيا هجوما مضادا كبيرا هذا العام، واختارت بدلا من ذلك قضاء الوقت في إعادة تشكيل قواتها، لكنها ستظل بحاجة إلى محاولة درء الهجمات الروسية ومنع أي مكاسب صغيرة لموسكو من أن تصبح اختراقات كاملة.
ومنذ بداية العام، قامت أوكرانيا ببناء خطوط دفاعية طويلة عبر منطقتين في الجنوب، خيرسون وزابوريزهيا.
وإلى جانب الدفاعات الجديدة في الجنوب، أشار مسؤولون في البنتاغون ومحللون مستقلون أيضا إلى دفاعات أخرى خارج أفديفكا في الشرق.
ويحرص الجيش الأوكراني على منع تكرار ما حدث حول أفدييفكا في فبراير، بعد أن دخل الروس إلى تلك المدينة، حيث سمحت الدفاعات الأوكرانية الضعيفة لموسكو بمواصلة التقدم غربا.
وبينما قال أربعة مسؤولين في مقابلات، إن الدفاع القوي والمتعدد الطبقات لا يزال على بعد أسابيع، إن لم يكن أشهر، عبر القائد الأعلى للقوات الأمريكية في أوروبا، الجنرال كريستوفر جي كافولي، عن تفاؤله معتبرا أنه بالدعم المستمر ستتحسن الأوضاع.
الدفاع عن كوراخوف
وتختلف الدفاعات المقامة في شرق أوكرانيا بشكل ملحوظ عن العديد من تلك الموجودة في الجنوب، وبدلا من الخطوط الدفاعية العريضة، توجد منشآت تهدف إلى تحصين المناطق الحضرية التي تقع في مرمى النيران الروسية.
وتعتبر كوراخوف واحدة من هذه المدن والتي تقع شمال شرق مارينكا، والتي بدأت روسيا محاولة الدخول إليها عام 2014، عندما كانت تقوم بعمليات توغل في الأراضي الأوكرانية.
وبعدما سقطت مارينكا في أواخر العام الماضي، تظهر صور الأقمار الصناعية الآن أن أوكرانيا تعمل على حماية كوراخوف.
وقال مسؤولون إنه مع قيام روسيا الآن باجتياح كامل، فمن غير المرجح أن تتمكن أوكرانيا من حماية هذه المدينة.
حرب الخنادق
تعتبر حرب الخنادق من الحروب البرية الدفاعية بدرجة أولى، حيث تسمح هذه الخنادق للقوات بالاختباء بشكل جيد من النيران، وتكون مؤمنة إلى حد كبير من المدفعية. ثمة حروب خنادق دامت لسنوات عديدة في الجبهة الغربية خلال الحرب العالمية الأولى، وبعد تلك الحرب، صار اسم "حرب الخنادق" يوازي حالة الانفراج العسكرية، وحرب الاستنزاف، والحصار. يزداد الاستخدام العسكري لحروب الخنادق عندما يصعب على القوات التحرك ومواكبة التطورات الكبيرة في القوة النارية. على الجبهة الغربية من العام 1914 إلى 1918، أنشأ كلا الطرفين شبكة خنادق معقدة، وتحت الأرض، وشبكة مخابئ محفورة مقابل لبعضها على طول خط الجبهة التي كانت مكشوفة أمام نيران المدافع من الجانبين. مع تطور الحرب وظهور تكتيكات جديدة وأسلحة متطورة، تراجع الاهتمام بحروب الخنادق.المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات القوات الأوكرانية التحصينات الدفاعات الأوكرانية الخسائر البشرية القوات الروسية الهجمات الروسية الدفاعات الأوكرانية الدفاع القوي شرق أوكرانيا أوكرانيا روسيا الهجوم الروسي القوات الأوكرانية التحصينات الدفاعات الأوكرانية الخسائر البشرية القوات الروسية الهجمات الروسية الدفاعات الأوكرانية الدفاع القوي شرق أوكرانيا أزمة أوكرانيا
إقرأ أيضاً:
وكيل النواب يحذر من التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي «فيديو»
تحدث النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، عن أهمية الذكاء الاصطناعي وما أحدثته التكنولوجيا من تطور كبير، محذرًا من التحديات الكبرى التي تواجه استخداماته، والتي تتطلب تضافر الجهود العربية لوضع استراتيجية تضمن الاستخدام الأمثل لهذه التقنيات.
وقال وكيل مجلس النواب، خلال أعمال دائرة الحوار العربي للذكاء الاصطناعي، التي نظمتها جامعة الدول العربية تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي في العالم العربي وبثها الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج «على مسئوليتي»، المذاع على قناة «صدى البلد»، أن تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية »، برئاسة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وبحضور الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومحمد أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، والدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري والدكتور عبد المجيد بن عبد الله، رئيس جامعة نايف للعلوم الأمنية.
وتابع أبو العينين: « ما شاهدناه خلال الفترة الأخيرة من استخدامات خطيرة للذكاء الاصطناعي في مجالات التسليح وعمليات الاغتيال عن بُعد، والتي تابعناها في منطقتنا، يحتم علينا التحرك العاجل لوضع رؤية واضحة لمستقبل الذكاء الاصطناعي»، معتبرًا أن ذلك «واجب حيوي وخطير» يستلزم الإسراع في اتخاذ خطوات استباقية لمواكبة التطور، ووضع ضوابط لاستخداماته.
وطالب وكيل مجلس النواب المصري مائدة الحوار العربية بضرورة وضع استراتيجية عربية متكاملة للتعامل مع الذكاء الاصطناعي، تشمل سياسات وتشريعات وممارسات واقعية، مشددًا على أهمية البدء بمناقشة التحديات التي تعيق تحقيق هذه الاستراتيجية، لضمان تحقيق أقصى استفادة منها لخدمة المنطقة العربية.
كما شدد على ضرورة أن تستفيد الدول العربية من دروس الثورات الصناعية السابقة، والتي لم تتمكن خلالها من امتلاك مفاتيح التكنولوجيا، بل اكتفت باستيرادها حتى اليوم. وأكد أنه "آن الأوان لأن تستثمر الدول العربية في قدراتها العقلية والعلمية لتحقيق نهضة تكنولوجية وصناعية وفكرية كبرى".
وأشار إلى أن الشباب العربي أصبح أكثر وعيًا بأهمية استثمار قدراته في المجالات التكنولوجية، ويسعى لاستكشاف آفاق جديدة نحو المستقبل، مما يستدعي وضع استراتيجية واضحة لبناء مستقبل هذه الصناعة التكنولوجية الحيوية.
وجدد التأكيد على أهمية وضع خارطة طريق لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في الدول العربية، في ظل ما تمتلكه المنطقة من إمكانيات قادرة على تطوير تطبيقات وتكنولوجيا تعبر عن احتياجاتها، خاصة مع تصاعد المخاطر المرتبطة بالأسلحة التكنولوجية.
اقرأ أيضاًدائرة الحوار العربية تناقش تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتحدياته الأخلاقية
وزير الاتصالات يؤكد أهمية وضع إطار تنظيمي لحماية الدول العربية من مخاطر الذكاء الاصطناعي
أبو الغيط يفتتح دائرة الحوار العربية حول الذكاء الاصطناعي في العالم العربي: