عقد من التهديد إلى التقارب.. هل تتحقق المصالحة بين تركيا وسوريا؟
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مرّ عقد من الزمن على تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للرئيس السوري بشار الأسد، بقوله "قسماً بربي ستدفع الثمن غالياً"، خلال هذه الفترة، شهدت العلاقات بين البلدين توترات وصراعات حادة، وصلت إلى حد التدخل العسكري التركي في شمال سوريا.
لكن مؤخرًا، ظهرت مؤشرات على محاولة تقارب بين البلدين، حيث صرح أردوغان بأنه "مستعد للقاء الأسد".
كما التقى وزير الخارجية التركي آنذاك مولود جاويش أوغلو مع نظيره السوري فيصل المقداد، في أعلى لقاء دبلوماسي بين الجانبين منذ 12 عامًا.
كما ظهرت مؤشرات على محاولة استدارة سياسية قام بها الزعيم التركي تجاه عدد من الدول، ومن ضمنها سوريا، فقبيل الانتخابات الرئاسية الماضية في تركيا، وتحديدًا خلال شهر مايو، أي بعد 10 سنوات بالضبط من تهديده للأسد، خرج أردوغان في تصريحات أثارت انزعاجاً كبيراً في أوساط المعارضة السورية، إذ قال "مستعدون للقاء الأسد، فليس هناك عدو دائم ولا صديق دائم في السياسة".
وتسعى تركيا من خلال هذا التقارب إلى تحقيق عدة أهداف، منها:
"صفر مشكلات"، إذ تهدف السياسة الخارجية التركية إلى الوصول إلى حالة "صفر مشكلات" مع الدول المجاورة، وسوريا ليست استثناءً.
كما تريد تركيا التخلص من عبء اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها، من خلال إعادة بعضهم إلى سوريا.
بينما تسعى تركيا لمنع نشاط وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، التي تعتبرها امتدادًا لـ"حزب العمال الكردستاني".
كما تمتلك تركيا استثمارات كبيرة في سوريا، وتريد الحفاظ عليها من خلال تحسين العلاقات مع دمشق.
كما يواجه التقارب التركي السوري العديد من العقبات والتحديات، منها:
تعارض الولايات المتحدة الأمريكية أي تطبيع للعلاقات بين تركيا والنظام السوري، خشية عودة الأسد إلى السلطة.
كما ترى إيران في تركيا عدوًا لدودًا في سوريا، وتسعى لمنع أي تقارب بين أنقرة ودمشق.
بينما تشترط سوريا انسحاب القوات التركية من شمال سوريا قبل أي تطبيع للعلاقات.
في حين تتهم جهات حقوقية النظام السوري بارتكاب جرائم حرب ضد شعبه، مما يعيق أي تقارب مع تركيا.
كما تلعب روسيا دورًا هامًا في الوساطة بين تركيا وسوريا، حيث تسعى إلى تعزيز التعاون بين البلدين وتشجيع التفاهم بينهما. وتعتقد روسيا أن التطبيع بين أنقرة ودمشق سيعزز من مكانتها الإقليمية، ويساهم في إيجاد حل للأزمة السورية.
ومن المؤكد أنه لا يزال من المبكر تحديد ما إذا كان التقارب التركي السوري سيحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع، فالعقبات والتحديات التي تواجه هذا التقارب كبيرة ومعقدة.
وتشير بعض التحليلات إلى أن التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين قد يستمر، حتى لو لم يتحقق التطبيع الكامل للعلاقات.
في الختام، يُعد التقارب التركي السوري ملفًا معقدًا مليئًا بالتناقضات والتحديات. فبينما تسعى تركيا لتحقيق مصالحها الخاصة من خلال هذا التقارب، تواجه عقبات كبيرة من قبل جهات إقليمية ودولية.
ويبقى السؤال مفتوحًا: هل تتمكن تركيا وسوريا من تجاوز هذه العقبات وتحقيق مصالحة حقيقية؟.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: عقد التهديد التقارب المصالحة تركيا سوريا بین البلدین من خلال
إقرأ أيضاً:
من أنقرة إلى دمشق: تركيا تدعم مشاريع البنية التحتية في سوريا من الإنترنت إلى الطيران
أعلن وزير النقل والبنية التحتية التركي عبدالقادر أورال أوغلو عن بدء مناقشات مع الجانب السوري بشأن توفير البنية التحتية للإنترنت في سوريا من تركيا. وأكد الوزير أن التعاون بين البلدين في هذا المجال يأتي ضمن إطار خطة عمل شاملة تتضمن تبادل الخبرات في عدة مجالات.
وفي حديثه الذي تابعه موقع تركيا الان٬ أوضح أورال أوغلو أن اللقاءات بين الوفود التركية والسورية تتواصل بشكل مستمر، مشيراً إلى أن “الأيام القليلة الماضية شهدت استضافة تركيا لإدارة الطيران المدني السورية في البلاد لمناقشة سبل تعزيز التعاون في هذا القطاع”. وأضاف أن زيارة وزير الاتصالات السوري إلى تركيا قد تتم في القريب العاجل، حيث سيجري الحديث عن تنفيذ مشروع الإنترنت الوطني في سوريا.
توركسات في خدمة سوريا
وأكد أورال أوغلو أن سوريا أبدت رغبتها في الاستفادة من جميع إمكانيات شركة “توركسات” التركية، مشيراً إلى أن التعاون لا يقتصر على ذلك فقط، بل يمتد ليشمل تشغيل أحد الموانئ السورية بواسطة مستثمر تركي. كما أشار إلى استعداد تركيا لتقديم كافة أنواع التدريب والدعم التقني واللوجستي من خلال إرسال فرق متخصصة إلى سوريا في مجالات النقل والطيران.
اقرأ أيضاازدحام مروري غير مسبوق في إسطنبول
الأربعاء 26 مارس 2025مشروعات بنية تحتية في سوريا
على صعيد آخر، أكد وزير النقل التركي أن تركيا قد نجحت في إعادة تأهيل مطار دمشق بشكل كبير، رغم وجود بعض التحديات التي تحتاج إلى حلول إضافية. ولفت إلى أن تركيا تواصل العمل على إصلاح خطوط السكك الحديدية بين تشوبان بي وحلب، بالإضافة إلى دعم قطاع الطيران السوري من خلال تقديم المساعدة في إصلاح الطائرات غير الصالحة للطيران أو تأمين طائرات مستأجرة.