بوابة الوفد:
2025-01-08@22:31:23 GMT

لماذا نُقدس مَن لا يجب تقديسهم؟

تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT

المحبة طبيعة بشرية. مَن لا يحب لا يزن العطاء ولا يمتن لأولى الفضل. أن تُقدر لشخص ما فعلًا ما أو إنجازًا بعينه، فذلك نُبل ووفاء وتقدير لمَن يستحق التقدير. كُلنا نُحب شخصيات عظيمة رحلت عن دنيانا، نرى فى بعضهم جمال العطاء ونفع الأثر فنشعر بامتنان لهم، ونُحيى ذكراهم، ونتلطف فى الحديث عنهم، وفى بعض الأحيان نُعظمهم فنُطلق أسماءهم على الشوارع والميادين الفسيحة، وربما نُقيم لبعضهم متاحف، ونُخصص جوائز ومهرجانات بأسمائهم.

كل هذا عظيم ومنطقى ومحمود، لكن ما يُمثل شططًا فى المحبة أو شذوذًا فى التقدير هو ألا نقبل نقدًا لأى منهم: زعيمًا كان أو مفكرًا، أو كاتبًا، فنانًا، أو عالم دين، أو أى عظيم. فذلك ديدن أهل الشرق تحت تصور واهٍ بأن الراحلين رحلوا وأن حقهم علينا ألا نذكرهم إلا بخير لدرجة أننا اخترعنا مقولة ونسبناها للدين تقول «اذكروا محاسن موتاكم»، وعممناها تعميمًا.

***

قبل سنوات ليست قليلة، أطلق الروائى والباحث المعروف يوسف زيدان خلال حوار إعلامى له طرحًا نقديًا ضد صلاح الدين الأيوبى، ذلك القائد القروسطى الذى حقق انتصارات عظيمة على الصليبيين، بعد هزائم متتالية نالها سلاطين وقادة سابقون، ونجح فى تحرير بيت المقدس من بين أيديهم.

وكان مما قاله «زيدان» وقتها إن صلاح الدين قائد دموى، وديكتاتور عتيد، وأنه كان مثل ساسة زمانه سفاحًا مستبدًا، وقامت القيامة على الرجل، واتهمه البعض بالخيانة، واتهمه آخرون بالعمالة للغرب، وبتعمد تشويه رموز التاريخ الإسلامى. ووصل الأمر ببعض مَن ينتسبون للتيارات الدينية أن كفروا الرجل وادعوا عليه ادعاءات متعددة شديدة الشناعة، وتوالت ردود الأفعال لتصل إلى مجلس النواب المصرى، حيث اقترح بعض نوابه وضع تشريع جديد يحظر نقد مَن أسموهم بالرموز التاريخية، وصولًا إلى تضمين الاقتراح عقوبة الحبس لهؤلاء المتجرئين على الشخصيات التى حكم الناس بعظمتها.

واتسعت رقعة اللعبة، فطرح البعض اسم جمال عبدالناصر، وطرح آخرون اسم أنور السادات، واعتبر آخرون مصطفى كامل شخصية عظيمة لا يجوز النيل منها، وذكرت أسماء أخرى مثل أحمد عرابى، وسعد زغلول، ثم اتسعت الرقعة لتشمل عظماء الفن والثقافة مثل أم كلثوم، وطه حسين، ونجب محفوظ وغيرهم.

وكان من فضل الله أن نسبة العقلاء فى بلادنا تزيد على نسبة المندفعين المتهورين، فانطفأت الغضبة العجيبة مع الوقت، وسكنت فكرة حبس الأنفاس وكتم الآراء الناقدة، وانشغل الناس بما هو أهم، لكن بقيت فئة كبيرة فى المُجتمع ترفض نقد السابقين العظماء، وتنفعل إن قال قائل إنه يرى أن فلانًا أخطأ.

وكأن المحبة تعنى القداسة، وكأن التبجيل والتقدير يُلزم الناس للأبد بالصمت وهز الرأس وتقبل كل فكرة، رغم أن هناك أفكارًا ما قد تكون سليمة فى وقت، وقد تكون غير صالحة فى وقت آخر.

***

فى سنوات المد الدينى بالعالم العربى، ارتبط الشارع برجال الدين وأحبوهم وقدروهم وأفرطوا فى تقديرهم وصولًا لمرحلة التقديس.

وأتذكر وأنا طالب حكاية الشيخ متولى الشعراوى، رحمه الله، عندما ذهب يومًا ما إلى جامعة القاهرة للمشاركة فى ندوة، وكانت شعبيته طاغية، حيث احتشد الطلبة وبعض الأساتذة حول سيارته، وقاموا- تقديرًا له- بحمل سيارته وهو داخلها حتى بوابة الخروج.

ولا شك أن الفعل لا يُمكن تفسيره سوى بالمحبة الطاغية، وهى نعمة من الله عز وجل، لكن الموجع والمؤسف هنا أن هذه المحبة اشتطت لدى البعض فاعتبرت كل ما يقوله الرجل هو عين الصواب، وأنه وحده يمثل الدين الصحيح، وانحازت لفتاواه فى تحريم الفائدة البنكية، وتجريم نقل الأعضاء، والتبرع بها، رغم مخالفة علماء أجلاء أكثر تنويرًا وعلمًا لهذه الآراء، ورغم تغييره لرأيه فيما بعد.

ومع تسليم أجيال واسعة من الناس عقولها للرجل الذى تميّز ببلاغته اللفظية وتعبيراته التمثيلية أكثر مما تميّز بأطروحاته الاجتهادية أو الفكرية، وصل الأمر بالبعض أن كفروا بعض الكُتاب الذين انتقدوا الرجل خلال حياته. ولم يكن غريبًا أن أسمع بأذنى أحدهم، وهو رجل متعلم ومثقف يُقسم بأنه سيضرب الكاتب فلان الفلانى بالحذاء إن رآه، لأنه هاجم الشعراوى.

ومع تمدد ما عُرف وهمًا بـ«الصحوة الإسلامية» وتصاعد ظاهرة الدعاة واتساع الحركة السلفية تأسست قداسات جديدة لرجال أكثر تشددًا وأحَدّ ادعاء للالتزام الدينى، فرأينا عشرات الآلاف يسيرون مُخدرين وساكنين خلف شيوخ مثل أبى إسحاق الحوينى، ومحمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، وغيرهم. وصار لكل منهم جمهور من المناصرين أشبه بـ«الألتراس» يصفقون لما يقولون، ويرهبون من ينتقد شيوخهم.

وكان مما اخترعه ألتراس المشايخ مقولة ترهيبية ما أنزل الله لها من سلطان تقول «لحوم العلماء مسمومة»، وكأنها نوع من التحذير المخيف للآخرين من انتقاد هؤلاء العظماء المقدسين.

وأتذكر أن كاتبًا إسلاميًا صديقًا كتب يومًا مقالًا عن الشيخ يوسف القرضاوى، رحمه الله كان عنوانه «لا يخالفه سوى فاسق، ولا يختلف معه سوى جاحد»، وسألته وقتها إن كان من الممكن للقرضاوى أن يُخطئ، فقال لى «كيف يُخطئ وهو العلامة والحافظ والقارئ و..»، ثم تذكر أنه بشر فقال «يمكن أن يخطئ»، فقلت له: «إذن كيف تحكم على مَن يُصحح للقرضاوى خطأ بالفسوق، وكيف يُصبح من يختلف معه جاحدًا أو آثمًا». إنها حصرية التعصب، وتقديس البشر. ولا مجال للعقل أن يعمل فى ظل ذلك.

***

لقد تواترت القداسة فى محيطنا تجاه الراحلين، فأممت فكرة النقد، ووئدت أصول المراجعة، وتحول كثير من البشر إلى أنبياء، فاعتبر البعض من ينتقد الصالحين فى أعمالهم الدنيوية معتديًا آثيمًا، واشتط التعصب بالبعض ليصل إلى ساحات الجامعات، فوجهت اتهامات العمالة والتخوين إلى كل مَن راجعوا التاريخ الإسلامى وقيموا أفعال الخلفاء الرشدين، واتسعت الدوائر لتشمل كُل مَن شهد زمن النبى، ثم كل التابعين، وكل مَن اعتبره سلفًا صالحًا.

واختارت الأغلبية الصمت، لأن هناك كثيرين منحوا القداسة... وما زالوا.

والله أعلم

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشوارع

إقرأ أيضاً:

أجراس المحبة .. البابا يرأس قداس «عيد الميلاد المجيد» والرئيس لـ «المصريين»: لا تقلقوا

الأقباط يستقبلون «السيسي» بالورود والزغاريد وهتاف «عاشت مصر».. والبطريرك: وحدتنا باقية إلى آخر الأزمنة

 

دقت أجراس كاتدرائية ميلاد المسيح للمرة الثامنة احتفالًا بعيد الميلاد المجيد، وعند بوابة الكنيسة الكبرى وقف قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، منتظرًا وصول الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، لحضور القداس الثامن على التوالى بالعاصمة الجديدة.
وترأس البابا تواضروس الثانى قداس عيد الميلاد المجيد، مساء أول أمس، بمعاونة عدد من أساقفة المجمع المقدس، والكهنة، والشمامسة، فى حضور مئات الأقباط، وعدد من الوزراء، والشخصيات العامة، والسفراء، وكبار القيادات التنفيذية، والشعبية، ورؤساء الطوائف المسيحية.
وقبيل دخوله إلى قاعة الكنيسة الكبرى صافح الرئيس نحو 10 أساقفة كانوا فى استقباله، ومن خلفه البابا تواضروس، واستأثر الأنبا إرميا رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى بحديث امتد بضع دقائق مع «السيسي» إبان مصافحته.
خلف الباب الرئيسى للكنيسة، وبمجرد دخول الرئيس والبابا معًا، ضجت القاعة بالتصفيق، والهتافات، وتناثرت ورود بيضاء، وخفقت الأعلام المصرية تزامنًا مع تحية متبادلة بين «السيسي»، والحضور.
وتراجع البابا تواضروس قليلًا، بعد أن بدا واضحًا حرص الرئيس على مصافحة الأقباط على جانبى الممر المؤدى إلى المذبح الكنسى، لدرجة سماحه لبعض حضور القداس بالتقاط صور تذكارية معه.
وأعرب البابا عن سعادته بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للكنيسة فى قداس عيد الميلاد المجيد، فى أعقاب تهنئة الأقباط فى مصر والعالم، واصفًا الزيارة بأنها تفرح الجميع، ويزداد بها العيد بهجةً، وسرورًا إبان تهنئته المصريين ببداية العام الجديد، وعيد الميلاد المجيد.


دوى الزغاريد كمشهد معتاد لدى وصول «السيسي» -الذى حرص على تقديم التهنئة للأقباط بحضور القداس كتقليد رئاسى لأول مرة فى تاريخ الكنيسة- رسم ابتسامة واضحة على وجه البابا، وبعد تحيات متبادلة بين الأقباط والرئيس، صعدا معًا إلى المذبح الكنسى لإلقاء كلمة التهنئة.
وأعرب الرئيس عبد الفتاح السيسى فى معرض تهنئته للأقباط، والبابا تواضروس بعيد الميلاد المجيد عن أمله فى أن يكون العام الجديد أفضل من الأعوام السابقة.
وبادل الأقباط التحية نظير هتافات متكررة «عاش السيسى وتحيا مصر»، قبيل إشارته إلى أنه يخاطب العالم من كاتدرائية ميلاد المسيح، ووجه خطابه للمصريين جميعًا «لا تقلقوا»، لافتًا إلى أن القلق مشروع، بسبب الظروف الصعبة القائمة منذ فترة طويلة، واستطرد قائلًا: «لكننا فى مصر لا ننسى الله، وربنا يحفظنا كلنا».
وبعث الرئيس برسالة طمأنة للمصريين قائلًا: «لا أحد يظن أن الأمور ليست منضبطة تمامًا، ولا تتصوروا أن الدنيا متروكة هباءً، لكن ثقوا برب البشر، نحن جميعًا مؤمنون، ونعلم أن الله موجود، ولا يستطيع أحد أن يفعل شيئًا إلا بإذنه».
ولفت إلى أن الدولة تأخذ بأسباب الحماية، والتى على رأسها المحبة بين المصريين، معرجًا على أن رصيد المحبة بين أبناء الوطن يزداد يومًا بعد يوم، وهو أمر لا بد أن يؤخذ فى الاعتبار.
وأشاد «السيسي» بفهم الشعب المصرى، ورؤيته لما يجرى، وقدرته على التعامل على المواقف، مؤكدًا تعامله مع كل الأمور بشرف، ونزاهة، وأردف قائلًا: «تخافون فقط إذا كان المسئول عنكم شخص تلوثت يده بالدماء، أو أخذ مال أحد».
واستطرد قائلًا: «لا هذه موجودة، ولا الأخرى موجودة، ومصر كبيرة جدًا».
وجدد الرئيس تأكيده على احترامه، ومحبته لـ «البابا تواضروس»، معربًا عن أمله فى أن تكون الأيام القادمة أفضل لمصر، والمصريين.
وقبل مغادرته، التقط المرنمون صورة تذكارية معه على المذبح الكنسى فى تقليد يجرى لأول مرة، وودع الأقباط الرئيس بالهتافات، والزغاريد.
وقبيل عظة القداس، أناب البابا تواضروس الثانى، الأنبا إرميا، رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى، فى توجيه الشكر للمهنئين من الوزراء، والسفراء، والقيادات التنفيذية، والشعبية، ممن قدموا التهنئة بالمقر البابوى، أو حضور القداس.
وقاطع الأقباط الأنبا إرميا بالتصفيق 3 مرات، لدى ذكره الرئيس عبد الفتاح السيسى، وفضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والفريق أول عبد المجيد صقر، وزير الدفاع.
وقال: «إن الكنيسة تصلى، وتطلب من الله أن تنتهى الحروب من العالم، وأن تنتصر الإنسانية لحق الحياة للشعوب، وأن يحفظ الله بلادنا، وأن تكون محاطة بسياج من جيشها، وشرطتها، قائمة على أعمدة راسخة بمؤسساتها، محمية بتماسك شعبها، ودماء شهدائها، وأن تكون الملجأ الآمن للأمن والأمان».
إلى ذلك أعرب البابا تواضروس الثانى عن سعادته بزيارة الرئيس السنوية للكاتدرائية، لافتًا إلى أن الأقباط يزدادون بهجة، وسرورًا لحرصه على تقديم التهنئة للمصريين جميعًا من الكنيسة.
وقال: «إن هذه مناسبة تتجلى فيها صورة شعب مصر المتماسك، ووحدته التى تربطنا جميعًا إلى آخر الأزمنة».
وأضاف خلال كلمته بقداس عيد الميلاد المجيد، مساء أول أمس، أن ميلاد المسيح يعطى مزيدًا من الدروس، ويكشف مجموعة من الرسائل، لافتًا إلى أن ثمة قلوب متنوعة اجتمعت حوله، وانقسمت إلى صنفين «باردة، ودافئة».
وحذر البابا من القلوب الباردة التى تعيش بعيدًا عن الله، وتسلك طرق العنف، والجريمة، لافتًا إلى أن الكنيسة حسب تقليدها قبل بداية الصوم الذى يسبق العيد، تعلم أمثال السيد المسيح، ومنها، مثل الزارع.
وأوضح أن مثل الزارع، يعنى أن إنسانًا خرج ليزرع فسقط منها بعض البذور على 3 نوعيات من الأرض، وهذه النوعيات تمثل القلوب الباردة، ومنها أرض الطريق، وأرض الحجر، أثمر عليه الزرع قليلًا ثم مات، والآخر أرض الشوك، التى تقتل أى نبات ينمو.


وعن القلوب الدافئة قال البابا: إن السيد المسيح شرح 3 نماذج منها، فالقلب الدافئ الأول يعيش حياة الخوف، من كل شيء، وهذا يثمر بنسبة 30 %، والثانى يعمل بالأجرة وينتظر المكافأة، ونسبة ثمرة 60%ـ أما الثالث فأعطى 100% من الثمار، لأنه يعمل بالحب.
ودعا البابا إلى الحياة البسيطة التى تطلق روح الإنسان، مشيرًا إلى أن عنصر الاستهلاك صار حاكمًا الآن، وزادت معه تعقيدات الحياة.
واستطرد قائلًا: «كن إنسانًا باحثًا عن الحقيقة، لأن العالم صار مليئًا بالزيف، والضلال، ونحن فى بداية عام جديد إجعل المحبة هدفًا، مع الرحمة، والحكمة».
ولفت البابا إلى أن الكنيسة تشكر الله على نعمة السلام، والاستقرار، والأمان الذى تعيشه مصر، معربًا عن تقديره لكل المسئولين الذين يحفظون أمن البلاد.
وجدد دعوته للوحدة الوطنية قائلًا: «كما أشار السيد الرئيس لا ينبغى أبدًا جرح وحدتنا، لأجل الحفاظ على مصر».
واختتم قائلًا: «نصلى على الدوام من أجل كل إنسان فى مسئولية ليعطيكم الله سلامًا، وبركة».
يشار إلى أن عددًا من الوزراء حضروا قداس عيد الميلاد المجيد من بينهم، كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء وزير الصناعة، وأشرف صبحى، وزير الرياضة، هانى سويلم، وزير الموارد المائية والرى، د. منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، شريف فتحى، وزير السياحة والأثار.

مقالات مشابهة

  • دعاء جميل في المساء.. كلمات تقربك من الله وتطمئن قلبك
  • لماذا ينمو شعر وأظافر بعض الناس أسرع من غيرهم؟
  • أجراس المحبة .. البابا يرأس قداس «عيد الميلاد المجيد» والرئيس لـ «المصريين»: لا تقلقوا
  • الافتراء على الله
  • بالونة بيضاء تشعل الجدل.. إمام عاشور يرد على الإنتقادات|ما علاقة منى فاروق؟
  • الظروف القاسية في مخيمات غزة لم تخفت حديث الناس
  • لماذا تآكلت الثقة بين الناس وما جدوى تعزيزها؟
  • محمود الأبيدي: التوكل على الله من أهم أصول الدين
  • بين الدين والعلم
  • مقال تهنئة خاصة الي الباشمهندس / ميشيل قسطندي بمناسبة عيد الميلاد