زيادة أسعار الخبز أم تشديد الرقابة؟
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
أعيد اليوم نشر مقالى بالوفد والذى تم نشره بتاريخ 9 مارس 2022 أى منذ حوالى عامين، لنؤكد للحكومة ووزارة التموين مدى صدق رؤيتنا بخصوص إعادة تسعير رغيف الخبز بعد أن انخفضت أسعار الدقيق، ولتؤكد للجميع أن وزارة التموين حاليًا لا تملك من اسمها سوى الدوواين التى يجلس فيها البقية الباقية من موظفى الزمن الجميل، ومنهم من خرج للمعاش، ومنهم من عاجله الدور، عندما كان مفتشو الرقابة التموينية يتمتعون بهيبة ونفوذ وردع لكل من تسول له نفسه الخروج عن القانون.
شهدت الأسابيع الماضية نقاشات عديدة على مختلف المستويات، لمناقشة أسباب ومبررات رفع سعر الخبز خمسة قروش، وتداولت صفحات عديدة مقاطع فيديو لبعض برامج التوك شو، أثناء مناقشتها لهذا المقترح، ولكى نناقش هذا الملف بطريقة حيادية، لا بد أن نعرف أن الحكومة ممثلة فى الموازنة العامة للدولة تخصص حوالى 50 مليار جنيه لدعم رغيف الخبز سنويا، ومن الممكن تقليص هذا الرقم الذى يذهب لغير المستحقين، عن طريق زيادة تشديد الرقابة التموينية على المخابز والمطاحن، ويجب أن تقوم الحكومة بتقييم كفاءة الرقابة التموينية، خصوصًا بعد إحالة مئات الآلاف من المراقبين التموينيين فى العشر سنوات الأخيرة لسن المعاش، ولم تعين الوزارة بديلًا عنهم، وأصبحت الإدارة التموينية التى كانت تتكون من أكثر من 200 موظف، ما بين مراقبين ومفتشين وإداريين وسائقين، لا يوجد بها سوى 30 موظفًا وربما أقل، وهذا العدد لا يستطيع تغطية النطاق الجغرافى الذى تقع فيه الإدارة التموينية، وبالتالى أصبحت الرقابة صعبة على المخابز البلدية، والتى يصل عددها تقريبا إلى 33 ألف مخبز على مستوى الجمهورية، أضف إلى ذلك ألاعيب الآلاف من أصحاب هذه المخابز بالحصص وبيعها بطرق ملتوية.
فعلى سبيل المثال، ما يحدث أثناء نقل الحصص اليومية من المطاحن إلى المخابز، والتى من الممكن أن يتم استقطاع أجزاء منها، عن طريق اتفاق مسبق بين البعض منها وبعض المطاحن، ومن الممكن ألا تستطيع الإدارات التموينية رصد هذه الطريقة، بسب تقلص إمكانياتها، وبشىء من التوضيح من الممكن حدوث اتفاق مع المطحن، على استلام نصف الحصة التموينية من الدقيق فقط، مقابل التنازل ضمنيًا عن باقى الحصة اليومية الخاصة به، على أن يشتريها منه المطحن بدلًا من بيعها فى السوق السوداء، وتعرض المخبز للرصد أثناء عملية البيع، وبعد ذلك يقوم المطحن بتجميع هذه الكميات، التى يشتريها من المخابز من القمح، أى قبل تحويلها إلى دقيق، وقيامها ببيع هذه الكميات لمطاحن القطاع الخاص، وذلك أثناء شحنها من الصوامع، دون أن تستطيع وزارة التموين ملاحقة هذه العمليات من التهريب الراقى، ويا ليت الأمر يتوقف على هذه الفروق التى تدخل خزينة المطاحن، ولكن هناك حسابات أخرى تتم، لتتضاعف مكاسب هذه المطاحن، من دماء المواطنين والسطو على مقدرات الدعم، التى تتكبدها الموازنة العامة للدولة، والمتمثلة فى صرف بدل طحن، وبدل نقل، وبدل تخزين لعدد الأطنان من القمح، التى لم تدخل من الأصل فى صوامع هذه المطاحن، ولنا أن نتخيل أنه لو تضاعفت الرقابة التموينية، وانضمت إليها رقابة مباحث التموين، التابعة لوزارة الداخلية، لتضييق الخناق على خطوط سير سيارات القمح، لاستطاعت الدولة توفير عشرات الملايين، من خلال هذا الجانب فقط، والجانب الآخر أتمنى أن تشارك أجهزة رقابية أخرى وزارة التموين، لمتابعة العمل الحقيقى داخل المخابز، عن طريق حملات مفاجئة، وعقد مقارنات بين ما تتم رصده يوميًا، مع التشغيل الفعلى لعدد الساعات مقارنة بعدد الأجولة، وأكاد أن أجزم أنها ستقع على صيد ثمين، خصوصًا أن بعض المخابز غير الملتزمة تجمع البطاقات من المواطنين، وتقوم منذ بداية فتح السيستم بإدخالها وخصم قيمتها من الحصة، بصرف النظر، سواء تم خبزها أم لا، المهم الاستفادة بإدخال أكبر عدد من البطاقات خلال ساعات السيستم، وإذا اكتشف الأمر مصادفة فيتم توقيع غرامة على المخبز لا تردعه، ويقوم بمعاودة هذه المخالفة لتعويض الغرامات المخصومة، والغريب فى الأمر أن هذه المخابز المخالفة لا تعطى المواطن سوى 20 قرشًا فقط للرغيف، فى حين أن وزارة التموين تحاسب المخابز على سعر 67 قرشًا للرغيف، وهذا الفرق يدخل جيب صاحب المخبز، فى حال حصول صاحب البطاقة على البدل النقدى مباشرة منه، أما إذا قام بشرائها من السماسرة، فيتم تقسيم المبلغ على الثلاثة، وتخرج الدولة صفر اليدين، من تلك القسمة الظالمة.
هذه الأرقام من الممكن أن تختلف من منطقة لأخرى، وقد تختلف طرق حساب الرغيف من منطقة لأخرى، ولكن الجميع يتفقون على تجميع البطاقات، وسرقة أموال الدعم، لذلك نرجو من مجلس النواب أن يعدل مواد العقوبات ويوافق على تشديدها لحماية مخصصات الدعم، وعدم ذهابه لغير مستحقيه، خصوصًا فى هذه المرحلة الحرجة التى يعانى فيها معظم سكان العالم من أزمات غذائية، خصوصًا محصول القمح الذى سيتأثر توريده إلى معظم بلدان العالم، بسبب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، والتى أظهرت جشع تجار الدقيق ورفع سعره ما يقرب من ثلاثة آلاف جنيه خلال أسبوع واحد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هموم وطن طارق يوسف زيادة أسعار الخبز تشديد الرقابة الرقابة التموینیة وزارة التموین من الممکن خصوص ا
إقرأ أيضاً:
زيادة 0.2%.. ارتفاع محدود للذهب في البورصة العالمية والأوقية تسجل 2633 دولارا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ارتفع الذهب العالمي مع بداية تداولات الأسبوع بعد أن استطاع أن ينهي تداولات الأسبوع الماضي بشكل إيجابي، وذلك بالرغم من التراجع الذي سجله خلال الأسبوع الماضي بفعل توقعات البنك الفيدرالي الأمريكي بخصوص أسعار الفائدة.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع خلال تداولات اليوم الاثنين للجلسة الثالثة على التوالي بنسبة 0.2% ليسجل أعلى مستوى عند 2633 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2622 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2628 دولار للأونصة، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.
وارتفع يوم الجمعة الماضية بنسبة 1.1% بفعل ضعف الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة بعد أن أشارت البيانات الأمريكية إلى تباطؤ التضخم الأساسي وفقاً لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يعد مقياس التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي.
تباطؤ التضخم أعطى بعض التفاؤل للأسواق أن البنك الفيدرالي في استطاعته استكمال عمليات خفض أسعار الفائدة في العام المقبل، نظرا لأن تراجع التضخم يمكن البنك الفيدرالي من استمرار سياسة التيسير النقدي.
يأتي هذا بعد أن أعلن البنك الفيدرالي الأمريكي خلال الأسبوع الماضي عن خفض أسعار الفائدة للاجتماع الثالث على التوالي وللمرة الثالثة هذا العام، ليقوم بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ويصل بذلك إجمالي عمليات الخفض خلال العام إلى 100 نقطة أساس.
بينما أشارت توقعات أعضاء البنك الفيدرالي إلى تقليل عمليات خفض الفائدة خلال 2025 إلى مرتين فقط، بعد أن كانت التوقعات السابقة تشير إلى خفض الفائدة 4 مرات خلال العام المقبل، ليتسبب هذا في دفع أسعار الذهب إلى تسجيل أدنى مستوى منذ شهر عند 2583 دولار للأونصة يوم الأربعاء الماضي، بينما ارتفع الدولار لأعلى مستوياته في عامين مقابل سلة من العملات الرئيسية.
بقاء أسعار الفائدة مرتفعة يعد أمر سلبي بالنسبة لأسعار الذهب وذلك لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للمعدن النفيس الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
من جهة أخرى قالت رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي واثنان آخران من صناع السياسات في الفيدرالي إنهم يشعرون بأن البنك من المرجح أن يستأنف تيسير السياسة النقدية خلال العام المقبل لكنهم أشاروا إلى أنهم سيأخذون وقتهم نظرًا لأن الفترة الانتقالية من سياسة التشديد النقدي إلى التيسير النقدي قد انتهت.
وتبدأ أحجام التداول في الأسواق المالية بالتراجع بداية من هذا الأسبوع بسبب فترة الأعياد، وقد بدأ الذهب هذه الفترة بشكل إيجابي بعد أن استطاع أن يغلق تداولات الأسبوع الماضي فوق المستوى 2600 دولار للأونصة، وأن يجد بعض الدعم من تراجع التضخم الأمريكي.
الحدث الكبير القادم بالنسبة لأسعار الذهب قد يكون تولي دونالد ترامب الرئاسة في يناير القادم، والقوانين الجديدة التي سيتم فرضها، والتي قد تحدد مصير تحركات الذهب على المدى القصير إلى المتوسط، خاصة أن الأسواق تضع احتمال حالياً أن يستكمل البنك الفيدرالي خفض الفائدة في شهر يونيو 2025، وأن يكون مجمل عمليات الخفض مرتين فقط خلال العام.