دار الإفتاء توضح حكم الاحتكار وتضليل البائعين في أسعار السلع
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
يلجأ بعض التجار إلى ممارسات غير أخلاقية، مثل الاحتكار وتضليل البائعين في أسعار السلع واستغلال الأحوال الاقتصادية الصعبة لتحقيق أرباح فاحشة على حساب معاناة الناس.
حكم احتكار السلعوأجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال حول حكم الاحتكار وتضليل البائعين في أسعار السلع واستغلال الأحوال الاقتصادية، مؤكدة أن ذلك محرم شرعًا، وأن من يقدم على ذلك يتعرض للإثم والعقاب.
وحذرت دار الإفتاء من ممارسات احتكار السلع وتضليل البائعين في الأسعار واستغلال الأزمات الاقتصادية، مؤكدة أن ذلك محرم شرعًا لما فيه من ظلم للناس وإضرار بهم، موضحة أن الأصل في البيع حله وإباحته، لكن الشارع نهى عن بعض الممارسات التي قد تضر بمصالح المتبايعين، ومن تلك الممارسات الاحتكار.
شروط تحريم الاحتكارووصفت الاحتكار بأنه حبس كل ما يضر العامة حبسًا عن طريق شراء السلع وحبسها، فتقل بين الناس، فيرفع البائع من سعرها استغلالًا لندرتها، ويصيب الناس بسبب ذلك الضرر، مؤكدة أن جمهور الفقهاء حملوا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الاحتكار وغيرها على الحرمة، وأن هذا التحريم لا يثبت إلا بشروط، منها الشراء وقت الغلاء، والمراد بالشراء شراء السلعة الموجودة في البلد، والحبس مع تربص الغلاء، وإحداث ضرر بالناس جراء الحبس.
حكم احتكار السلع غير الغذائيةوأوضحت دار الإفتاء أن حكم الاحتكار في غير طعام الناس يشمل سائر ما يحتاج إليه الناس في معايشهم من غير قصر له على القوت، لأن علة التحريم هنا هي الإضرار بالناس وهي متحققة في كل ما يحتاجون إليه ولا تقوم معيشتهم إلا به، مشيرة إلى أن بعض التجار قد يلجأون إلى حيلة التبرع بجزء من أرباحهم الزائدة من احتكار السلع، معتقدين أن ذلك يبرر ممارساتهم المحرمة، إلا أن هذا التبرع لا يصحح الخطأ، ولا يرفع الحرمة عن ممارسة الاحتكار، لأن البيع في هذه الحالة اقترن بما فيه حرمة من الظلم والكذب والكتمان.
وبينت أن الإسلام أباح لنا الكسب المشروع الذي يكون مبنيًا على الرضا وطيب النفس لا على الغش والخيانة، وحرم علينا اتخاذ الأسباب المحرَّمة في المكاسب، وأمر بالسعي في طلب الرزق الحلال والبعد عن الكسب الحرام.
حكم التعامل مع التجار المحتكرينوحذرت دار الإفتاء من التعامل مع التجار المحتكرين للسلع، مؤكدة أن من يقدم على شراء مثل هذه السلع ممن هو مستغل لحاجة الناس، مع عدم وجود ضرورة لذلك، أو مع وجود طريقة أخرى للشراء أو لا توجد سلعة أخرى تقوم مقامها، فهو بهذا الفعل أيضًا يكون مخالفًا لأوامر الله تعالى مرتكبًا محظورًا وإثمًا.
وأكدت على أن الإسلام دين يسر وسماحة، لا يجيز الظلم ولا الإضرار بالناس، وأن على المسلمين الالتزام بأوامره ونواهيه، والسعي في طلب الرزق الحلال، والابتعاد عن كل ما حرمه الله تعالى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دار الإفتاء الاحتكار أسعار السلع الأحوال الإقتصادية احتکار السلع دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
كيفية أداء سنة الجمعة وعدد ركعاتها.. الإفتاء توضح
قالت دار الإفتاء أن أداء سنة صلاة الجمعة بعد الأذان الأول أمر جائز، ولا مانع من ذلك طالما دخل وقت الجمعة وفقاً للتوقيت المحلي لمكان إقامة المسلم، حيث يبدأ وقت صلاة الجمعة بزوال الشمس من منتصف السماء، وهو نفس وقت صلاة الظهر.
في سياق إجابتها عن سؤال: "كيف تُصلّى سنة الظهر يوم الجمعة؟"، استشهدت دار الإفتاء بما ورد عن الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُصلّي قبل الجمعة أربعاً وبعدها أربعاً، ويجعل التسليم في آخرهن ركعة".
وقد أخرج هذا الحديث الإمام الطبراني في كتابه "الأوسط"، واعتبر حديثاً حسناً.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن سنة الجمعة تتشابه مع سنة الظهر؛ حيث تُصلّى أربع ركعات قبل الجمعة، وركعتين بعدها، والأكمل أن تُصلّى أربع ركعات قبلها وأربع بعدها، كما ذهب إلى ذلك السادة الشافعية.
وأضافت دار الإفتاء دليلاً آخر من الحديث الشريف، إذ رُوي عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كان منكم مصلياً بعد الجمعة فليصلّ أربعاً"، وهذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" وأورده الترمذي في "سننه"، ووصفه بـ"حديث حسن صحيح".
وقد أوضح الإمام النووي رحمه الله في كتابه "المجموع" أن السنة الراتبة لصلاة الجمعة هي الصلاة قبلها وبعدها، وأقلها ركعتان قبل الجمعة وركعتان بعدها، والأكمل أن تُصلّى أربع ركعات قبلها وأربع ركعات بعدها.
وفي "منهاج الطالبين" للإمام النووي، جاء توضيح إضافي حول سنة الجمعة القبلية والبعدية، مشيراً إلى أنها سنّة مؤكدة على الصحيح من الآراء، وفي "صحيح البخاري" ورد الأمر بها، أي بأربع ركعات بعد الجمعة، وما قبلها بما يُماثل سنة الظهر.
كيفية أداء سنة الظهر القبليةوفي إطار توضيح كيفية أداء سنة الظهر القبلية، أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن استفسار حول كيفية صلاة سنة الظهر، تحديداً إذا كانت تُصلّى أربع ركعات بتشهد أوسط أم مثنى مثنى.
وبيّن الدكتور شلبي أن الطريقتين مقبولتان بإذن الله؛ فيمكن للمصلي أن يؤدي سنة الظهر القبلية أربع ركعات متصلة، بأن يُصلّي ركعتين ويتشهد التشهد الأوسط، ثم يقوم للركعة الثالثة، ويختتم الصلاة بتشهد نهائي بعد الركعة الرابعة، ويسلّم تسليمة واحدة، كما في صلاة الظهر، وهذه طريقة صحيحة وجائزة.
أما الطريقة الأخرى، فهي أن يُصلّي المسلم ركعتين، ثم يتشهد ويُسلّم، ثم يأتي بركعتين أخريين، ويتشهد ويُسلّم، فتُصلّى مثنى مثنى، وهذه الطريقة أيضاً جائزة، وهي ما عليه معظم العلماء.
بهذا التوضيح، تبين دار الإفتاء المصرية أهمية أداء السنة القبلية والبعدية لصلاة الجمعة، ومرونة كيفية أدائها، بما يناسب المسلم، سواءً اختار الأداء المتواصل أو الصلاة مثنى مثنى، مؤكدةً أن كلتا الطريقتين صحيحتان ومعتمدتان.