أنت المعنى بهذا الاجتماع السنوى السرى الخطير، لكنك لست مدعوًا، سيحددون لك الخطوط بدقة لكثير من أمورك الاقتصادية، الصحية، التعليمية، بل الحياتية عامة من عمل وثقافة وإعلام، ويحددون لك ما يجب أن تعرفه وتهلل له، ومالا يجب أن تعرفه أبدًا، ما يجعلك تشتعل غضبًا وثورة، وما يجعلك تسير منبطحًا مرعوبًا تحت الجدران وتتلفت خلفك ذعرًا داخل تابوهات من الخوف.
سيفرضون عليك السير على هذه الخطوط شئت أم أبيت، لأنهم ببساطة لن يأخذوا رأيك، ولن يضعوا فى اعتبارهم مطالبك لتعيش فى رفاهية أو حتى مستورًا بحد الكفاف، لن يضعوا فى اعتبارهم ما تحتاج إليه وما ينقصك، بل هم من سيحددون كل هذا وباتفاقات بينهم، وبأدوار متوزعة، لأن يرون أنهم سادة العالم، قادته، لسببين، الأول أنهم يمتلكون رؤوس الأموال العالمية، ويحتفظون لأنفسهم بحق التحكم فى حركة المال وأسعار العملات بل واقتصاديات الدول وما يمكن أن تقيمه هذه الدول من مشروعات من عدمه، وما يقدمونه من تمويلات للدول أو عقوبات يفرضونها بافتعال أسباب أو حتى دون إبداء أسباب على الإطلاق.
والسبب الثانى أنهم يمتلكون الفكر الممتد من نفوذ بعضهم السياسى ومكانته فى المجتمع الدولى، كل هذا يتم فى اجتماع خطير، سرى وليس بسرى، يعلم العالم والإعلام بانعقاده فى لحظة انعقاده فقط ودون إعلان مسبق لا عن الزمان ولا المكان، حيث يتم الاتفاق بين أعضاء هذا النادى أو الجماعة بصورة داخلية خفية عن كل ما هو عداهم.
ما أقوله ليس سطورًا من رواية غامضة لإرهاب القارئ، وما أقوله أيضاً ليس اجتماعًا للمنظمة الماسونية إياها بكل خطورتها، وليس ترويجًا لنظرية المؤامرة، بل هو مؤتمر واقعى يحدث مرة كل سنة لجماعة يطلق عليها جماعة «بيلديربيرج» أو بالهولندية «بيلدنبيرخ»، عصبة منغلقة، وكأنهم على قسم واحد ألا تخرج كلمة مما يقولونها خارج جدران صالة الاجتماع، التى يتم تأمينها بالحراس وبرفع كل أجهزة التصنت والكاميرات، حيث يعقد الاجتماع فى فندق كبير يتم اختياره من الجماعة فى بلد غربى، مائة شخص أو على أقصى تقدير 150 شخصًا، هم من كبار رجال المال والأعمال والبنوك فى العالم، كبار السياسيين من أصحاب الشخصية والنفوذ والتأثير، كبار الشخصيات المرموقة المؤثرة فى مجالات الصناعة، والجامعات، والعمل، والإعلام، كبار رجال المخابرات.
فقط يمكنك كمواطن فى أى بقعة فى العالم أن تعلم متأخرًا أن هذا الاجتماع تم بالأمس، من خلال خبر عابر فى صحيفة أو أى وسيلة إعلامية فضولية، ولكن لن تقرأ أى تفاصيل عما دار داخل الاجتماع، مما يفجر التساؤلات ويتيح الفرصة للتكهنات والتأويلات، وستعلم فقط عن بعض الشخصيات التى حضرت الاجتماع على غرار الاجتماع الذى عقد فى مايو 2019 مثلًا وراء أبواب مغلقة فى منتجع مونترو بسويسرا لمدة أربعة أيام، وكان من الحضور مثلًا «جاريد كوشنر» زوج ابنة الرئيس ترامب، و«ساتيا ناديلا» الرئيس التنفيذى لمايكروسوفت، و«إريك شميت» رئيس جوجل السابق، والملياردير بيتر ثييل مؤسس «باى بال» وهو موقع ويب تجارى يسمح للمستخدم بتحويل المال عبر الإنترنت والبريد الإلكترونى، وهنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى السابق.
المثير أن الأمر لا يقتصر أحياناً على حضور الشخصيات المرموقة والمؤثرة على الساحة الدولية، بل تتم دعوة بعض الأشخاص الذين نتفاجأ أنهم أصبحوا بعد هذا الاجتماع فى مكانه سياسية واقتصادية مرموقة، على سبيل المثال عندما حضر بيل كلينتون فى عام 1991 اجتماع «بيلدنبيرخ»، فاز فى العام التالى فى انتخابات الرئاسة بترشيح من الحزب الديمقراطى، وعندما حضر تونى بلير اجتماعهم فى عام 1993، تولى فى العام التالى زعامة حزب العمال عقب وفاة جون سميث ليتم انتخابه بعد ثلاث سنوات رئيسًا للوزراء، وكل هذا ليس مصادفة بالطبع، فهذه نماذج مما تم رصدها عبر ساسة ومراقبين لتلك الجماعة المثيرة للجدل.
ولكن كيف ومتى ولماذا نشأت هذا العصبة؟.. للحديث بقية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإجتماع السنوي فكرية أحمد
إقرأ أيضاً:
المالطي: لن نعتد بنتائج جلسة انتخاب تكالة
أكد عضو مجلس الدولة، نوح المالطي، أنهم لن يعتدوا بنتائج جلسة انتخاب محمد تكالة، مشيرا إلى أنهم سينتظرون حكم المحكمة في 26 نوفمبر الجاري.
وقال المالطي في تصريحات لقناة “المسار”: “لم يتحقق نصاب الاقتراع في المناصب الأربعة، إذ لم يتجاوز عدد المقترعين الـ70 عضوًا، ونستغرب حضور 69 من إجمالي 140 عضوًا”.
وأضاف “الجلسة لم يُنادى فيها كل أعضاء المجلس، كما حضرها من ليس عضوًا في المجلس”.
الوسومالمالطي تكالة ليبيا مجلس الدولة