احتفى "مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة" بالسينما الفلسطينية؛ ضمن فعاليات الدورة الثامنة من المهرجان، التي تقام خلال الفترة من 20 حتى 25 أبريل الجاري من خلال ندوة نظمها حول برنامج "السينما من المسافة صفر". 


وقال مدير المهرجان، حسن أبو العلا، إن مشروع "السينما من المسافة صفر"، من المشروعات التي يعتز بها المهرجان؛ وهو المشروع الذي أطلقه المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، "وقد تجاوب معنا قبل 6 أشهر لعرض البرنامج في مهرجان أسوان"، مشيرا إلى عرض برنامج خاص للأفلام الفلسطينية خلال المهرجان.

 


وأعربت ليالي بدر، المخرجة والكاتبة الفلسطينية وعضو الهيئة الاستشارية للمشروع، عن شكرها للمهرجان لإلقائه الضوء على هذا المشروع السينمائي المهم الذي يوثق الجرائم والمذابح التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن السينما هي أحد أشكال التعبير، وموضحة أنهم يرغبون في تقديم الحكاية الحقيقية، بخلاف الرواية التي تصدرها إسرائيل للعالم، فالفلسطينيون يعبرون بالمقاومة وبالسينما وبكل وسائل التعبير. 


وتحدثت ليالي عن رشيد مشهراوي باعتباره أول مخرج يقرر تصوير فيلم من داخل فلسطين، وذكرت معاناته وهو يحاول صناعة الأفلام في فلسطين، كما أشارت إلى هاني أسعد المخرج الفلسطيني الذي ترشح للأوسكار مرتين، وقد حكي لي أن رشيد هو الذي علمه السينما وعلمه الشجاعة، وكيف كان يهرب من الاحتلال ويراوغ حتى يصنع أفلامه من قلب فلسطين. 


وأضافت ليالي: "كنا نبكي ونضحك كلما تحدثنا عن هذا المشروع من فرط التأثر، خاصة وأن رشيد اعتبر هذا المشروع حلمه، لعمل أفلام في غزة في ظل القصف والمشاهد الرهيبة التي نراها ويرسلها لنا الشباب، فهم يرسلون لنا الأفكار ونوافق عليها، ويرسلون لنا مشاهد وننفذ المونتاج لها، فالسينما من المسافة صفر مقتبسة من مقاومة الاحتلال وكيف أن الشباب الفلسطيني المقاوم يقف بجوار الدبابة ويفجرها". 
بدوره، قال رشيد مشهراوي: "أنا كسينمائي وفلسطيني من أهل غزة يجب أن يكون رد فعلي على الأحداث هو أن أقدم فيلما وفنا سينمائيا يصلح للعرض عالميا، لأنني أعرف أننا كعرب متفقين جميعا على القضية، في حين أن العالم كله منحاز للرواية الإسرائيلية، وفي هذه المرة قلت لن أقدم فيلما، بل سأقدم الشباب والفتيات الموجودين في غزة لعمل الفيلم؛ فمعظمهم يعيشون في خيام وفقدوا أهلهم، ويعيشون ظروفا قاسية، وصورنا 22 فيلما حتى الآن، بمشاركة أكثر من 100 سينمائي بغزة في (مشروع المسافة صفر)؛ فكل العالم يعرض صورة من غزة، وأنا أيضا أريد أن أخرج صورة من غزة، والرهان الحقيقي هو كيف أخرج بشيء مختلف؛ فقررنا التعامل مع الحكايات التي لم تُحكى، وركزنا على القصص الشخصية وكيفية سردها سينمائيا، عبر مشروع ثقافي فني يعيش لسنوات، بحيث تجد هذه الأفلام مكانا في أهم المهرجانات في العالم، فقبل يومين كان هناك حفل في سويسرا لتقديم المشروع أمام 700 شخص من السينمائيين والمهتمين، جميعنا وأنا منهم فقدنا أفراد من أقاربنا، ومعظم الشباب كان محبطاً ويفكر في الهجرة، والآن صار أملهم أن يخرجوا صور وحكايات أهل غزة من أرض الواقع، ولدى أصدقاء من فرنسا يقومون بالمونتاج والصوت".


وقالت ليالي بدر إن هناك بعدا عربيا للمشروع، فالفنان العراقي نصير شمة يقدم الموسيقى الخاصة بالأفلام، والشاعر المصري زين العابدين فؤاد قدم أشعارا وأغاني للأفلام. 
وتحدثت هنا علاء عن نزوحها لمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، والعيش في مخيمات، وتحدثت عن الفيلم الذي قدمته في "السينما من المسافة صفر"، مؤكدة أنها قدمت جزءا من الحياة والمعاناة التي تعيشها كأم في رفح الفلسطينية. كما تحدث علاء دامو من غزة عن حبه للسينما ومشاركته في "أفلام من المسافة صفر"، وقال إنه لم يتوقع أن يصور أصدقاءه تحت الأنقاض. 


وأشار مشهراوي إلى "الزنانة" أو "الدرون" التي تحوم في أجواء غزة، وقرروا أن يصنعوا أفلامهم رغم الزنانة؛ فهناك فيلم عن الدمي وفيلم رسوم متحركة عن الأطفال ويجب أن يسجلوا صوت الأطفال، وكان يجب أن يستيقظ الأطفال الساعة الثانية منتصف الليل ليسجلوا أصواتهم.
أما بخصوص المخاطر، التي يتعرض لها السينمائيون أنفسهم، قال مشهراوي: "استخدمنا الخيمة بجوار مستشفى الأقصى، وقد قصفوا الخيمة التي كان يعمل بها 5 في إدارة المشروع، لأنهم كانوا يعملون حتى الساعة 3 فجرا والاحتلال قصف الخيمة الساعة 6 وكان هناك ضحايا وجرحى، لكن ليس من العاملين في المشروع. وكانت هناك معاناة كبيرة حتى يستطيعوا شحن بطاريات لشحن الموبايلات واللاب توب، وهناك مشاهد في أفلام تم تصويرها على أضواء الموبايل". 


وتحدثت ليالي عن المحاولات المستمرة لتطوير المشروعات، لكن رشيد لم يتفق قائلاً إن هذا مشروعهم، ويجب أن تشبههم أفلامهم وتعكس حياتهم، مضيفا "نصف الأفلام تم مونتاجها في غزة والنصف الآخر تم مونتاجه بالخارج، لأنه لا توجد كهرباء، ورأيي الشخصي في الأفلام أنقله للمخرجين مباشرة، وأقول لهم إن كل فيلم من المسافة صفر أريد أن يعجب الجمهور والنقاد والسينمائيين، ونحن نستهدف العالم ، وسنعرض هذه الأفلام بشكل مستقل في خيمة بمهرجان كان بعد 3 أسابيع". 


وقالت ليالي إنهم سيصممون خيمة مثل خيام غزة وسيضعون صوت الزنانة "الدرون" خلال عرض الأفلام، مشددة على أن الشعب الفلسطيني يواجه حرب إبادة، ورغم ذلك هناك تشجيع وإصرار على العمل.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

صراخ ودماء وتلاعب بالعقول.. أدوات تخويف الجمهور في أفلام الرعب

تحظى أفلام الرعب بشعبية واسعة بين الجماهير، إذ توفر لصناع السينما فرصة استكشاف التأثيرات البصرية والأساليب المتنوعة للتلاعب بمشاعر المشاهدين وإيصالهم إلى ذروة الخوف والتشويق.

وتتنوع هذه الأفلام وفقًا للحبكة وأسلوب التخويف والتقنيات المستخدمة، مما أدى إلى ظهور فئات فرعية تلبي اهتمامات عشاق الرعب على اختلاف أذواقهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2روز الخالدة.. رحلة كيت وينسلت من التنمر إلى المجدlist 2 of 2العثور على الممثل الأميركي جين هاكمان وزوجته متوفيين داخل منزلهماend of list

ويبدع المخرجون والكتّاب في استلهام أشكال جديدة من الرعب من المواقف اليومية العادية، مما يمكنهم من ابتكار قصص تستند إلى استغلال المخاوف البشرية بأساليب مبتكرة.

متى عرض أول فيلم رعب في السينما؟

عُرض أول فيلم رعب في تاريخ السينما عام 1896، وكان يحمل عنوان "القلعة المسكونة" (The Haunted Castle)، واستمرت مدته 3 دقائق. اكتشف في أرشيف الأفلام بنيوزيلندا عام 1988، ويدور حول لقاء بين الشيطان وأشباحه داخل قلعة قديمة. ومع ذلك، لم يكن الهدف من الفيلم تخويف الجمهور كما هو الحال في أفلام الرعب الحديثة، بل كان يسعى إلى تسليتهم واستكشاف أساليب بصرية جديدة.

أما أول فيلم رعب أنتج خصيصًا لإثارة الخوف فكان "كابينة الدكتور كاليجاري" (The Cabinet of Dr. Caligari) الذي صدر عام 1920. يُعد هذا الفيلم الألماني الصامت من أبرز أعمال التعبيرية الألمانية، ويحكي قصة الدكتور كاليجاري الذي يصل إلى قرية ألمانية برفقة رفيقه المنوم مغناطيسيًّا تنويمًا أبديًّا، ليجعله ينفذ أوامره من دون وعي، ثم تبدأ سلسلة من جرائم القتل تدفع سكان القرية إلى الشك في أن الطبيب ورفيقه يقفان وراء هذه الجرائم.

إعلان

كان لهذا الفيلم ولحركة التعبيرية الألمانية تأثير عميق على صناعة أفلام الرعب، إذ أسهمت الأجواء القاتمة والمظللة التي ميزت هذه الأفلام في تجسيد المزاج السوداوي السائد آنذاك في ألمانيا وأوروبا بأسرها.

استمر ظهور أفلام الرعب الخارقة للطبيعة بعد فيلم "كابينة الدكتور كاليجاري"، ولجأ صناع الأفلام إلى الكلاسيكيات الأدبية كمصدر لقصص تلك الأفلام. أصدرت أستوديوهات أديسون بأميركا أول فيلم مقتبس من رواية فرانكشتاين، وفيلمي دكتور جيكل ومستر هايد والمستذئب، ليبدأ هذا النوع من الأفلام في ترسيخ وجوده تدريجيا والاقتراب من الجمهور، وشهدت ثلاثينيات القرن العشرين أول استخدام لمصطلح "رعب"، بعد أن كانت هذه النوعية من الأفلام سابقا تصنف كميلودراما مظلمة.

أفلام الرعب النفسي تركز على الاضطرابات العقلية والنفسية ويعتمد المخرج على استكشاف المخاوف الداخلية (شترستوك) أنواع فرعية من أفلام الرعب

يضم الرعب العديد من الأنواع الفرعية، وأقدمها الأفلام التي تتناول الشياطين والأشباح والظواهر الخارقة للطبيعة. يتميز هذا النوع بإثارة الخوف دون الحاجة إلى مشاهد مرعبة مباشرة، بل يعتمد على عناصر مثل تحرك الأثاث من دون سبب، أو هبوب الرياح بشكل غامض، أو حدوث تموجات غير مفسرة في الماء. تُعد المنازل المسكونة من أكثر المواضيع شهرة في هذا النوع، كما يظهر في أفلام مثل "ظاهرة الرعب" 2007 (Paranormal Activity) و"الشعوذة" 2013 (The Conjuring).

أما النوع الثاني، والذي يُعد من أكثر أنواع الرعب شهرة، فهو أفلام مصاصي الدماء. أسهم الأدب الإنجليزي بشكل كبير في نشر قصص مصاصي الدماء التي نشأت في الأصل كحكايات عن الأشباح العائدة من الموت لمطاردة الأحياء. وشهدت السينما إنتاج العديد من أفلام دراكولا التي غالبًا ما صُنعت بميزانيات منخفضة، مثل "رعب دراكولا" 1958 (Horror of Dracula)، و"عرائس دراكولا" 1960 (The Brides of Dracula)، و"كلب دراكولا" 1977 (Dracula’s Dog).

إعلان

وفي عام 1994، صدر فيلم "مقابلة مع مصاص الدماء" (Interview with the Vampire)، المقتبس من رواية آن رايس، ومن إخراج نيل جوردان. حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، وكان من أبرز أفلام مصاصي الدماء، بفضل أدائه القوي من قبل براد بيت وتوم كروز.

النوع الثالث هو الرعب النفسي الذي يركز على الاضطرابات العقلية والنفسية، إذ يعتمد المخرج على استكشاف المخاوف الداخلية العميقة وتحويلها إلى تهديدات ملموسة. لا يستند هذا النوع من الأفلام إلى ما يراه المشاهد فعليا، بل إلى ما يعتقد أنه يراه، مما يجعله يعيش حالة من التوتر والارتباك طوال المشاهدة.

غالبًا ما تدور أحداث أفلام الرعب النفسي حول مواضيع مثل الجنون، والعزلة، والقلق الوجودي، والتشكيك في السلامة العقلية، والشعور بالضياع، وغالبًا ما تكون نهاياتها غامضة دون تفسير واضح، مما يترك الجمهور في حالة من التساؤل. ومن أبرز الأمثلة على هذا النوع فيلم "The Shining" (البريق، 1980) للمخرج ستانلي كوبريك، وفيلم "Rosemary’s Baby" (طفل روزماري، 1968) للمخرج رومان بولانسكي.

أما النوع الرابع فهو أفلام الوحوش، ويدور غالبا حول وحش بحري أو فضائي أو مخلوق ما معاد للبشر، يظهر بصورة غير متوقعة في بيئة هادئة، وتزداد قوة هجماته تدريجيا على البشر، مثل فيلم الطيور 1963 لألفريد هيتشكوك.

أفلام السحر تُعد الفرع الخامس من أفلام الرعب، وغالبًا ما تتمحور حول شخصية "الساحرة" التي تكون في معظم الأحيان امرأة غامضة تمتلك قوى خارقة. تتنوع هذه الأفلام بين الغموض والرعب الصافي وأحيانًا الرعب الكوميدي، حيث تتناول موضوعات مثل التعاويذ والطقوس السحرية الغامضة، واستخدام السحر للتحكم في الحياة والموت.

ومن أبرز الأمثلة على هذا النوع فيلم "الساحرة" 2015 (The Witch) الذي يستعرض كيف يمكن للسحر أن يدمر حياة عائلة تعيش في القرون الوسطى. وفيلم "وراثي" Hereditary) 2018) الذي يدمج بين الرعب النفسي والخوف من قوى ما وراء الطبيعة والسحر الأسود، مما يخلق تجربة مرعبة ومقلقة للمشاهدين.

أفلام العنف الدموي، أو ما يُعرف "بأفلام التقطيع"، تُعد النوع السادس من أفلام الرعب، وتركز بشكل أساسي على مشاهد العنف الشديد والإصابات الجسدية البالغة، مثل تمزيق الأحشاء، وتحطيم العظام، وتشويه الأجساد.

إعلان

تعتمد هذه الأفلام بشكل كبير على المؤثرات الخاصة والمكياج المبالغ فيه لخلق مشاهد مرعبة وصادمة، وغالبًا ما يكون الهدف الرئيسي منها هو إثارة الرعب والاشمئزاز بدلا من تقديم حبكة درامية متماسكة.

في كثير من الأحيان، لا يهتم صُنّاع هذا النوع من الأفلام بتطوير القصة بقدر اهتمامهم بتقديم مشاهد دموية مكثفة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك سلسلة أفلام "مرعب" (Terrifier) بأجزائه الثلاثة، من إخراج داميان ليون، وقد تميّز الجزء الثالث بشكل خاص بتركيزه الكامل على العنف والتقطيع من دون حبكة واضحة أو حتى حوار يُذكر.

مقالات مشابهة

  • التمور الليبية تتحصل على المركز الأول للعام الثالت في مهرجان القاهرة الدولي
  • رشيد يدعو إلى أهمية الحفاظ على استقرار العراق
  • امرأة تخلع زوجها بسبب حبه لأفلام الكرتون
  • صراخ ودماء وتلاعب بالعقول.. أدوات تخويف الجمهور في أفلام الرعب
  • مصر: رجل في قبضة القانون بسبب إدمانه لأفلام الكارتون
  • "جامع الشيخ زايد" يحتفي بالفائزين في جائزة "فضاءات من نور"
  • محمد سامي يحصل على جائزة أفضل مخرج عربي من مهرجان العراق الدولي
  • حفل تكريم للعميد الراحل عبد الرزاق مولاي رشيد بحضور شخصيات بارزة
  • تحالف الأحزاب المصرية يستضيف اتحاد المرأة الفلسطينية.. ويؤكد رفضه للتهجير ودعم القيادة السياسية
  • تحالف الأحزاب المصرية يستضيف اتحاد المرأة الفلسطينية.. ويؤكد رفضه للتهجير