كاتب أميركي: الهجمات الإسرائيلية على غزة ليست أخطاء بل جرائم
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
يقول الكاتب والصحفي الأميركي هاري زينر إن ما تقوم به إسرائيل في الأراضي الفلسطينية ليست مجرد أخطاء غير متعمدة، بل جرائم تتسق مع قيمها التي تتجسد في حرب الإبادة الجماعية التي تشنها في غزة.
وأوضح زينر في مقال له بمجلة "ذا نيشن" الأميركية أن وسائل الإعلام والسياسيين الأميركيين يصورون حرب إسرائيل على أنها عادلة وضرورية، ولكن بعد أن اختطفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعصابته من المتشددين المعرضين للخطأ، انحرفت عن مسارها.
وأورد مثالا على ذلك خطابا تم نقاشه على نطاق واسع لزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر ألقى فيه باللوم على "المتطرفين" في الحكومة الإسرائيلية لفشل إسرائيل في الارتقاء إلى مستوى "قيمها"، معربا عن أسفه لأن "إسرائيل تفشل في الحفاظ على هذه القيم اليهودية الواضحة التي نعتز بها جدا، ويجب أن نكون أفضل من أعدائنا، حتى لا نصبح مثلهم".
وأشار الكاتب إلى أن السيناتور بيرني ساندرز، هو الآخر، ردد تعليقات شومر، وانتقد نتنياهو لتحويله إسرائيل إلى "دولة أصولية دينية".
وذكر أن هيئة تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" عرضت هذه الرواية بشكل واضح تماما، وصورت نتنياهو و"حلفاءه القوميين المتطرفين" على أنهم مجرد "متطرفين".
رواية تحجب قيم حرب الإبادة الجماعيةوعلق الكاتب قائلا إن هذه الرواية تحجب حقيقة أن تصرفات نتنياهو ليست انحرافا، وليست أخطاء، بل جرائم متعمدة، ولا تتعارض مع قيم إسرائيل المفترضة، بل على العكس فهي تجسد قيم حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة.
وأوضح أنه لا توجد جريمة حرب أوضح في التعمد و"الإصرار المسبق" من قيام إسرائيل بقتل 7 من عمال الإغاثة التابعين لمنظمة "المطبخ المركزي العالمي" في وقت سابق بداية أبريل/نيسان الجاري تماشيا مع نمط إسرائيل الواضح في استهداف عمال الإغاثة والصحفيين والأطباء بلا تمييز.
وأضاف أن الولايات المتحدة تجد صعوبة متزايدة في ادعاء قيادة "النظام الدولي القائم على القواعد" في الوقت الذي تنتهك فيه إسرائيل القانون الدولي وتقوض الأمم المتحدة علنا، وحتى كبار المسؤولين في وزارة الخارجية يعترفون بأن الحرب تخلق "مشكلة مصداقية كبيرة".
نفاق أميركا يتعمق
واستمر يقول إنه مع كل صورة لجثة فلسطينية شوهتها الدبابات، ومع كل عملية إعدام جماعي في فناء أحد المستشفيات، ومع كل طفل هزيل يتضور جوعا حتى الموت، ومع كل سفير أميركي يستخدم حق النقض ضد قرار للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، يتعمق النفاق.
وتحدث الكاتب عن حروب أميركا في فيتنام والعراق وغيرهما، وقال إنها صُورت باعتبارها حروبا شُنت بحسن نية من قبل أناس محترمين بسبب سوء الفهم المشؤوم والثقة الأميركية المفرطة وسوء التقدير، وأنها أخطاء مأساوية وليست إدانة دامغة للإمبراطورية الأميركية، وقصف 6 رؤساء أميركيين متعاقبين العراق، لا تخرق هذه الرواية.
وقال إنه كما كان الحال في فيتنام والعراق، فهو اليوم في غزة: كل هذه الحروب أخطاء مبررة، وفقا للراوية الأميركية.
قيمها هي المحو العنيف للفلسطينيينوفي هذا التصوير، يقول زينر، إن أي نتائج بغيضة ستُعزى إلى أخطاء تتناقض مع "المبادئ" الإسرائيلية. وتساءل: ما هي "قيم" إسرائيل، إن لم يكن المحو العنيف للشعب الفلسطيني؟.
وقال إنه وبنفس الطريقة التي تم بها تحويل ما جرى في العراق وليبيا وفيتنام إلى أساطير تفترض نوايا حسنة، فإن البيت الأبيض وشركاءه الإعلاميين المخلصين يعيدون بشكل محموم صياغة هجوم الإبادة الجماعية الإسرائيلي على غزة باعتبارها خطأ تكتيكيا وحربا عادلة أخرجها نتنياهو وحلفاؤه اليمينيون عن مسارها.
ويختم الكاتب مقاله بالقول إنه بهذا الخطاب تتم حماية النظام الأساسي للإمبريالية الأميركية الإسرائيلية من النقد، "لذا، لا تنخدعوا بمحاولاتهم الساخرة لحفظ ماء الوجه، لأن النظام بأكمله مذنب".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات الإبادة الجماعیة
إقرأ أيضاً:
10 قتلى باشتباكات في بنين
كوتونو (وكالات)
أخبار ذات صلةأوقعت اشتباكات في بنين الأسبوع الماضي بين جماعات مسلحة والجيش 10 قتلى، بينهم جندي بينما تواجه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا تصاعداً في وتيرة الهجمات على مواقع القوات المسلحة. وتستمر العاصمة الاقتصادية للبلاد كوتونو جذب السياح في حين يشهد شمال بنين الفقير منذ سنوات مثل هذه الهجمات التي غالباً ما تنسبها الحكومة إلى جماعات إرهابية تسعى إلى توسيع نفوذها من بوركينا فاسو والنيجر.
وقال مصدر مقرب من القيادة العسكرية العليا، إن «الجيش شن ليل الخميس الجمعة عملية هجومية أدت إلى تحييد 9 إرهابيين».
وجاءت العملية التي قال مصدر محلي إنها جرت في بلدة كريماما، بعد أن أدى انفجار عبوة ناسفة إلى مقتل جندي وإصابة اثنين في كانتورو.
وقال ضابط إن «العمليات الجوية الهجومية بدعم من قوات برية أسفرت عن تدمير مركز لوجستي مهم تابع لإرهابيين».
ويسيطر تنظيم «داعش» الإرهابي وجماعات مرتبطة بـ«القاعدة» على مساحات واسعة من الأراضي في ريف بوركينا فاسو والنيجر، مستفيدة في كثير من الأحيان من النزاعات.
وأثارت الهجمات في شمال بنين قلق المراقبين من اتساع رقعة أعمال العنف في البلاد.