محلل سياسي يحذر من التغول الأوكراني الدبلوماسي في دول القارة الإفريقية
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
رغم ما تسطره النصوص والاتفاقيات الدولية من قواعد والتزامات على عمل البعثات الدبلوماسية والسفارات في الدول المستضيفة لها، إلا أن الواقع يقول إن الدول لا تلتزم جميعها بمقتضيات تلك القواعد والاتفاقيات، ويترتب على ذلك في أحيان كثيرة توترات وأزمات دبلوماسية شديدة، وحتى فرض أجندات ونفوذ على الدول المستضيفة.
وهذا حال الدول الإفريقية التي انتفض العديد منها في وجه النفوذ الفرنسي، التي أصبحت تواجه الآن معضلة جديدة بسبب عزم النظام الأوكراني افتتاح سفارات له في بلدان القارة السمراء، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام الأوكرانية.
ففي شهر أبريل الجاري لوحده افتتحت أوكرانيا 3 سفارات في كل من ساحل العاج وجمهورية رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وتعتزم فتح ممثليات أخرى في القارة الإفريقية بحسب ما أفاد به نائب وزير الخارجية الأوكراني.
واعتبر مراقبون أن الانتفاضة الكبيرة التي يواجهها النفوذ الفرنسي في القارة الإفريقية، دفع بواشنطن لإرسال أوكرانيا إلى الساحة من أجل ملء الفراغ الذي خلفته باريس، تحت عنوان مجابهة النفوذ الروسي.
قال المحلل السياسي والباحث في الشؤون الإفريقية، محمد خالد، إن قبول الدول الإفريقية بافتتاح السفارات الأوكرانية على أراضيها ينتهك حياد هذه الدول تجاه الحرب الدائرة شرقي أوكرانيا، خصوصًا وأن التوسع الكبير للتمثيل الدبلوماسي الأوكراني في القارة الإفريقية هدفه المعلن مجابهة النفوذ الروسي والصيني.
وأكد المحلل السياسي، أن الهدف غير المعلن لتوسيع أوكرانيا تمثيلها في الدول الإفريقية بهذا الشكل المتسارع يهدف لتعويض النفوذ الغربي الذي ينحسر تدريجيًا مع خسارة فرنسا لمصالحها في دول الساحل الإفريقي.
وكان نائب وزير الخارجية الأوكراني مكسيم صبح قد ألقى الضوء على استعداد بلاده للتعاون في مجال الغذاء خلال حفل افتتاح السفارة الأوكرانية في الحي الدبلوماسي بالعاصمة الإقتصادية لساحل العاج، قائلًا أن «الحرب تدور في مكان بعيد، لكن الزيادة الكارثية في أسعار المواد الغذائية أثرت بالفعل في حياة ملايين الأسر الإفريقية»، الأمر الذي أستهجنه العديد من المراقبين، كون أوكرانيا بطبيعة الحال تعاني من أزمات اقتصادية ضخمة وتعتمد بشكل كامل على المساعدات الغربية.
وتعليقًا على ذلك قال الباحث والمشارك في المركز العربي للأبحاث والدراسات السياسية، محمد المصري، أن التغول الأوكراني الدبلوماسي في دول القارة الإفريقية سيتبعه انتشار خطير للمرتزقة الأوكران في المنطقة، مضيفًا أن أوكرانيا دولة غير قادرة على التعاون في المشاريع السياسية أو الاقتصادية، ولكنها تستطيع تمرير الأجندات الغربية في المنطقة وكبح جماح الشعوب الإفريقية التي تنتفض بوجه النفوذ الفرنسي والغربي.
وأشار المصري إلى أن أحد الأهداف الأوكرانية الرئيسية في الدول الإفريقية المستضيفة لسفاراتها هو جمع المعلومات الإستخباراتية والتوغل في المؤسسات الحكومية وإقامة جسر اتصالات مع ساسة ومفكرين وحتى معارضين، لكسب النفوذ والتحكم بسياسات حكومات الدول المستضيفة.
اقرأ أيضاًرئيس الوزراء البريطاني يؤكد دعم بلاده الثابث لأوكرانيا
الصين تحذر واشنطن: أزمة أوكرانيا لن تحل بتشويه سمعة الآخرين
ضابط إسباني: أوكرانيا غير قادرة على هزيمة روسيا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أوكرانيا القارة الإفريقية النظام الأوكراني وسائل الإعلام الأوكرانية النفوذ الروسي السفارة الأوكرانية القارة الإفریقیة الدول الإفریقیة
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي عن أوامر الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وجالانت: ليست لها سابقة تاريخية
قال عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، إن قرار المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية باستدعاء وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت، ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في سابقة تاريخية، حيث لأول مرة توضع إسرائيل في قفص الاتهام فيما يتعلق بجرائم ضد الإنسانية.
وأضاف «مطاوع»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية لما جبريل، على قناة إكسترا نيوز، أن تأخر صدور هذا القرار يرجع لممارسات أمريكية طوال الفترة الماضية، للدرجة التي أدت إلى استقالة القاضية التي كانت مسؤولة عن هذا الملف، وذلك في إضاعة المزيد من الوقت، لأن هناك أدلة كافية وكارثة لا يمكن التغاضي عنها، وكان لابد من خروج هذا القرار.
وتابع: «جزء من هذا الموضوع سياسي، رغم أنه إجراء قضائي بحت، لكن تنفيذه وتوقيته نتيجة ضغوطات سياسية، وكان هناك هدف لإعطاء نتنياهو مزيدا من الوقت حتى يحقق أهدافه الاستراتيجية، والتي أعلن عنها وزير الخارجية أنتوني بلينكن منذ أسابيع عندما قال إن إسرائيل حققت أهدافها الاستراتجية، كما أن الدول التي أعلنت بشكل واضح استجابت وأعلنت أنها ستنفذ هذا القرار في حال وصول نتنياهو أو جالانت لأراضيها، هي دول وازنة في الاتحاد الأوروبي».
اقرأ أيضاً«تنسيقية الأحزاب» ترحب بمذكرة المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وجالانت
فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية بحق «نتنياهو» و«جالانت»
أمريكا تتحدى المجتمع الدولي.. مستشار الأمن القومي لـ«ترامب»: الجنائية الدولية لا تتمتع بأي مصداقية