في مبادرة رائدة تُعد الأولى من نوعها بالمنطقة، دشنت وزارة البيئة والمياه والزراعة، أول مزرعة حضرية للزراعة العمودية داخل أسواق ومتاجر المنتجات الغذائية، حيث تقدم تجربة فريدة للمستهلك، تمكّنه من الحصول على منتجات غذائية طازجة وحيوية، من خلال مزارع صغيرة يتم إنشاؤها داخل المتاجر والأسواق.

وشهد وكيل الوزارة للزراعة المهندس أحمد بن صالح العيادة، إطلاق التجربة الأولى لهذا المشروع، الذي نفّذته إحدى الشركات الرائدة في مجال التقنيات الحديثة للزراعة الحيوية باستخدام الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وذلك في أسواق الدانوب بالرياض، حيث احتوت وحدات العرض التجارية بالمتجر، على مزارع صغيرة شملت العديد من النباتات والمنتجات الزراعية المتنوعة، مثل الخس، والكزبرة، والبقدونس، والبروكلي، ومعظم هذه المنتجات كان يتم استيرادها من خارج المملكة.


وتُعد المزرعة الحضرية، بداية الانطلاق لهذه التجربة الرائدة، التي تستهدف الوصل إلى نحو (600 إلى 1000) مزرعة خلال السنوات الخمس المقبلة، داخل منظومة التجزئة في أسواق المملكة كافة، حيث توفّر هذه المزارع من 20 إلى 40% من الاحتياج للمنتجات الزراعية والخضراوات.

وتهدف المزارع الحضرية للزراعة العمودية داخل المتاجر إلى المحافظة على الموارد الطبيعية وتوازن النظام البيئي، وزيادة الإنتاجية بشكل مستدام دون إضرار بالبيئة، وتقليل الفقد والهدر عبر تقليص سلاسل الإمداد، وتحسين الظروف الزراعية واستحداث نموذج زراعي جديد يناسب المزارعين المحليين في المملكة والقطاع التجاري.

وتحقق التجربة العديد من الفوائد للمستهلكين؛ حيث تتيح لهم الحصول على أعلى مستويات الجودة من الخضراوات والفواكه، مما يحافظ على وضعها الصحي والطازج لفترات أطول بأكثر من خمسة أضعاف، مقارنة بالطرق التقليدية للعرض، بالإضافة إلى ذلك، تعمل هذه المزارع على توطين الوظائف؛ لوجودها داخل المدن، كما توفر بيئات نظيفة وتتطلب جهدًا أقل، وتوفر دخلاً أكبر، فضلًا عن مساهمتها في تجاوز التحديات اللوجستية التي تواجه المنتجات الزراعية عند نقلها إلى المستهلكين.

ويعتمد المشروع الذي يتم إنشاؤه عبر مزارع صغيرة في وحدات عرض تجارية داخل المتاجر والأسواق؛ على نظام تشغيل آلي تتم إدارته من خلال أنظمة ذكية وآليات متطورة، تقوم بمراقبة إنتاج الخضار والفواكه ومتابعة حالتها بدقة، إلى جانب قيام هذه الوحدات بإنشاء بيئات زراعية افتراضية باستخدام أحدث التقنيات المتطورة، التي توفّر بيئة مثالية لنمو المحاصيل، كما تقدم مزايا الزراعة النظيفة والعضوية بأعلى مستوياتها؛ مما يسهم في توطين هذه الصناعة وتعزيزها في المملكة.

الجدير بالذكر أن الزراعة العمودية توفر مساحات زراعية وأيدي عاملة واستهلاك مياه أقل بما يُقارب من 80% إلى 90% من الزراعة التقليدية، إلى جانب خلق بيئات زراعية بحجم إنتاج مرتفع من المنتجات الزراعية على مدار العام.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: وزارة البيئة مبادرة البيئة المتاجر والأسواق داخل المتاجر

إقرأ أيضاً:

«السلامة الغذائية»: تحسن بمخرجات التفتيش على مستوى إمارة أبوظبي

إبراهيم سليم (أبوظبي) 

أخبار ذات صلة حديقة جديدة على شارع الشيخ راشد بن سعيد بأبوظبي حديقة أم الإمارات تحتفي بالصداقة الإماراتية الصينية

حثت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، المنشآت الغذائية بإمارة أبوظبي، على الالتزام بالشروط والأحكام، بما يضمن سلامة الغذاء والحفاظ على سلامة وصحة المستهلكين، وذلك خلال اللقاء السنوي الذي نظمته هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية مع المنشآت الغذائية، تحت عنوان: «سلامة الغذاء مسؤولية مشتركة»، والذي شاركت فيه المنشآت العاملة بمجال الغذاء على مستوى الإمارة، وتم خلاله مناقشة العديد من القضايا المرتبطة بأمن وسلامة الغذاء بإمارة أبوظبي، وضرورة الالتزام، وذلك في اجتماع تم عبر «تيمز».
كما تناول اللقاء برنامج التدريب الأساسي على سلامة الأغذية، وما يتطلبه ذلك من ساعات التدريب، وشركات التدريب المعتمدة، ونظام الرقابة الذاتية ومميزاته، وتطرق اللقاء لمناقشة مخرجات التفتيش للإدارة، وتحليل مخرجات التفتيش للمناطق، وسلامة زادنا، والرقابة الذاتية، وتقييم زادنا.
واستعرضت الهيئة مخرجات التفتيش على مستوى إمارة أبوظبي، ومقارنتها بالعام الماضي 2023، والتي أظهرت تحسناً في بعضها، وارتفاعاً في مخالفات البعض الآخر، وتبين أن المخالفات الأكثر تكراراً على مستوى إمارة أبوظبي، في العام الجاري بند مكافحة الحشرات، ثم المواد المنتهية الصلاحية، أسطح الأرضيات، تنظيف وتطهير المعدات المستخدمة في تجهيز وتصنيع المواد الغذائية، ثم نظافة أحواض غسيل الأيدي، ثم استلام المواد الغذائية الخام، والسلوكيات الفردية للعاملين، والتي انخفضت بصورة ملحوظة خلال عام 2024، والتي بلغت 31 مخالفة على مستوى الإمارة، في حين كان العام السابق قد تم تسجيل 371 مخالفة، باعتباره من المؤشرات الإيجابية داعية إلى استمرار هذا الانخفاض حتى تلاشيه.
ودعت الهيئة إلى ضرورة تكثيف العمل على الحد من المخالفات الأكثر تكراراً والخاصة بمكافحة الحشرات، والتي سجلت زيادة بـ 29 مخالفة، عن عام 2023 والتي بلغت 1082مخالفة، زادت إلى 1111 مخالفة في عام 2024، داعيةً إلى أهمية السيطرة ومنع تواجد الحشرات ودخولها المنشأة الغذائية، ووضع الخطط اللازمة لمواجهتها، والاعتماد على الشركات الموثوقة في هذا الشأن، ولفتت إلى ضرورة تفريغ الأقفاص أو الأكياس في حاويات تابعة للمحل تجنباً لوجود أي حشرات بداخلها، وحماية مداخل المنشأة، ومخارجها، والتأكد من عدم وجود أي أماكن أو فتحات بالمنشأة، تؤوي حشرات، والتي قد تتكاثر، وعدم وجود أي مخلفات أو فتات غذائية أو سكر لمنع تكاثر الحشرات، علماً بأن المخالفات في عام 2024 انخفضت في هذا البند، مقارنةً بالعام الماضي.
وبالنسبة للأغذية منتهية الصلاحية تبين زيادة عدد المخالفات في العام الجاري عن العام الماضي، خاصة فيما يتعلق بالبطاقة الغذائية، وهي واضحة تماماً من حيث تاريخ انتهاء الصلاحية، داعيةً إلى التعاون في هذا الشأن، والحد من هذه الممارسات والتأكد من تطابق المواد الغذائية، مع الوقاية من الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء، لافتة إلى أن المخالفات بلغت 559 مخالفة عام 2023، زادت إلى 809 مخالفات في عام 2024.
وشددت الهيئة على أنه لا يجوز لمتداولي الغذاء الذين يعانون من مرض أو يحملون مرضاً قد ينتقل عبر الغذاء، تداول الغذاء أو التواجد في مناطق تداوله إن كان من المحتمل أن يتسببوا بالتلوث، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، كما يجب أن تتم تغطية جروح المصابين والذين يسمح لهم بالعمل في مناطق تداول الغذاء بأغطية ملائمة ومقاومة المياه، وعلى متداولي الغذاء الحفاظ على مستوى عال من النظافة الشخصية وارتداء الملابس النظيفة والملائمة والواقية عند تداول الغذاء، بما في ذلك القفازات وأغطية اللحي.
كما شددت على أنه يجب مباشرة التحكم بدرجات الحرارة، إذ ألزمت الهيئة بتخزين الغذاء والمحافظة عليه ضمن ظروف تبريد مناسبة وعلى درجات حرارة ملائمة لنوع الغذاء، وذلك للحد من أية مخاطر صحية، حيث تجب المحافظة على الغذاء ضمن درجات الحرارة الآتية: «الغذاء المبرد - على درجة حرارة أقل من (C5)»، و«الغذاء المجمد - على درجة حرارة - 18 أو أقل C)‏»، كما يجب أن يتم تقديم الغذاء المطبوخ، والذي قد يشكل مخاطر محتملة على درجة حرارة أقل من (5) أو أعلى من (60) ولمدة لا تزيد على أربع ساعات.
وتطرقت الهيئة إلى برنامج «سلامة زادنا»، والذي يشمل نحو 9.000 منشأة غذائية في الإمارة، ويقيِّمها وفق أربعة مستويات، بهدف دعم الجهود الرامية إلى تعزيز السلامة الغذائية ومعايير جودة الغذاء.. ويعد إحدى المبادرات المبتكرة التي تنفذها الهيئة لتعزيز السلامة الغذائية في المنشآت الصغيرة وتحسين الممارسات المتبعة فيها، باعتباره من النقاط الحيوية في الاستراتيجية الخاصة بتحسين مستوى الممارسات المتبعة في المنشآت الغذائية في كل مراحل السلسلة الغذائية، ومتابعتها ميدانياً بشكل دوري لقياس مدى التطبيق الفعلي لمعايير التحسين والتطوير التي يطرحها الجهاز للمنشآت.

مقالات مشابهة

  • «هيئة البيئة - أبوظبي» تفوز بالجائزة الذهبية لأفضل مبادرة لتحويل وتقليل النفايات
  • كيفية إنشاء مزرعة أسماك بأعلى إنتاجية ؟
  • السيسي يدعو إلى تحسين كفاءة إنتاج السلع وتقليل الهدر
  • تخدم 150 ألف عامل.. الصناعات الغذائية تدشن مبادرة «العمل اللائق»
  • الفئات الغذائية الثلاث الأكثر خطورة على الأمعاء
  • «السلامة الغذائية»: تحسن بمخرجات التفتيش على مستوى إمارة أبوظبي
  • مصر تعزز منظومة تحليل متبقيات المبيدات لضمان جودة الصادرات الزراعية
  • بصيرة: حلول مبتكرة لتحسين جودة حياة ضعاف البصر
  • أستاذ موارد مائية: صادراتنا الزراعية ارتفعت من 2.5 لـ 5.2 مليار دولار
  • نصدر لـ 160 دولة.. أستاذ موارد مائية: المنتجات الزراعية تحقق قفزة نوعية بالأسواق الدولية