الرئيس المصرى الراحل: اتفقنا مع مسئولى «تل أبيب» على استبعاد فكرة الاستيلاء على الأرض من أجل الأمن.. ونبحث عن «الأمان» للجميع فى ظل أوضاع عادلة

أكدت الوثائق أن مصر طرقت كل أبواب السلام لمحاولة استرداد أراضيها التى احتُلت فى عام 1967، وأنها طرحت «4 مبادرات سلمية» لاسترداد أراضيها المحتلة، إلا أن الجانب الإسرائيلى عاند، ورفض المبادرات المصرية، مما اضطرها إلى الحرب، لتحريك القضية واسترداد أكبر مساحة ممكنة من الأرض، مع استرداد باقى الأرض عبر المفاوضات.

أولى المبادرات المصرية السلمية لتحقيق السلام، حسب الوثائق، طرحها الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى مجلس الأمة يوم 4 فبراير 1971، التى تضمّنت مبادرة للانسحاب الجزئى للقوات الإسرائيلية عبر جدول زمنى، وتطهير المجرى الملاحى لقناة السويس، لإعادة فتحها للملاحة الدولية خدمة للاقتصاد العالمى.

وأوضح «السادات»، حينها، أن الانسحاب الإسرائيلى، هو تطبيق لقرار مجلس الأمن بالانسحاب من جميع الأراضى العربية التى احتُلت بعد يوم 5 يونيو 1967.

وأكدت اللجنة فى تقريرها، أن مصر طلبت رسمياً يوم 5 مايو 1971، انسحاب إسرائيل على مرحلتين، الأولى إلى خط يمتد من العريش إلى رأس محمد، والثانية الانسحاب خارج الحدود الدولية المصرية ومن قطاع غزة.

أما المبادرة المصرية السلمية الثانية لإحلال السلام؛ فكانت فى 15 فبراير 1971، حين أعلنت مصر استعدادها لعقد معاهدة سلام مع إسرائيل، شريطة الالتزام بما ينص عليه قرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967، والتى جاءت استجابة لما دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة، حين وجّه مذكرة لمندوبى مصر وإسرائيل فى المنظمة الدولية بتاريخ 8 فبراير 1971، والتى طالب فيها إسرائيل بالانسحاب إلى الحدود الدولية، مع تعهد مصر بإبرام اتفاق سلام مع إسرائيل، ولم تتفاعل «تل أبيب» مع تلك المبادرة.

وأمام استمرار عناد إسرائيل، اتخذت القيادة المصرية قرار الحرب، لتُحطم مصر خط بارليف، ويعلن الرئيس السادات -ومعارك الحرب لا تزال دائرة- أننا حاربنا من أجل السلام القائم على العدل، وأننا لم نحارب لكى نعتدى على أرض غيرنا، وإنما حاربنا ونحارب، وسنُواصل الحرب لهدفين، الأول استعادة أراضينا المحتلة بعد عام ١٩٦٧، والثانى هو إيجاد السُّبل لاستعادة واحترام الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.

وصدر عن مجلس الأمن الدولى قراران لوقف إطلاق النار، وعقد مفاوضات السلام، تضمنا الدعوة إلى عقد مؤتمر جنيف للسلام، والتى شهدت تقدّماً سريعاً نحو إقرار سلام عادل ودائم فى الشرق الأوسط، على أن يرأس المؤتمر أمريكا والاتحاد السوفيتى.

وأكدت اللجنة فى وثائقها أن سياسة «بناء السلام»، التى اتبعتها مصر هى التى أدت إلى فك الاشتباك الأول فى منطقتى سيناء والجولان، ثم فك الاشتباك الثانى فى سيناء، وما ترتب عليهما من إعادة فتح قناة السويس للملاحة الدولية واسترداد مصر بعض حقول البترول فى سيناء، كما أدّت هذه السياسة أيضاً إلى الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطينى داخل الأمم المتحدة وخارجها، وقبول لم يسبق له مثيل لوجهة النظر العربية».

وتعرّضت مفاوضات السلام فى جنيف لمناورات وتسويف وتعويق، نتيجة لإثارة بعض الإجراءات الشكلية، ليبدو فى بعض الأوقات أن عقد المؤتمر «فى حكم المستحيل»، ثم دخلت محادثات إتمامه «متاهات لا نهاية لها»، رغم تحديد الأمم المتحدة شهر مارس 1977، كموعد أقصى لبدء «محادثات جنيف»، وفى 30 أكتوبر 1977، خرج الرئيس السادات، ليُحذر: «إننا لسنا على استعداد، لأن تكرر تجربة مؤتمر نزع السلاح، حينما استمر خمسة وعشرين عاماً، ومصر تريد أن تذهب إلى مؤتمر جنيف للاتفاق الكامل على مضمون الحل بعد إزالة كل العقبات المتعلقة بالإجراءات».

أما المبادرة الرابعة؛ فتحدث عنها الرئيس السادات أمام مجلس الشعب فى يوم 26 نوفمبر 1977، وقال إنه تم الاتفاق مع المسئولين الإسرائيليين على استبعاد فكرة الاستيلاء على الأرض من أجل الأمن والبحث فى توفير الأمن للجميع فى ظل أوضاع عادلة.

ووجّه الرئيس السادات الدعوة إلى عقد مؤتمر القاهرة التحضيرى فى 3 ديسمبر 1977 لكل من سوريا والأردن ولبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية، وكذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى وإسرائيل والسكرتير العام للأمم المتحدة. وأوضحت أن الهدف من هذا الاجتماع غير الرسمى فى القاهرة هو الإعداد لمؤتمر جنيف وضمان نجاحه بغية التوصّل إلى تسوية شاملة لنزاع الشرق الأوسط بإحلال السلام العادل والدائم فى المنطقة، لكن رفضت سوريا والأردن ولبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية، والاتحاد السوفيتى حضور المؤتمر.

وواصل «التقرير»: «بدأت اجتماعات القاهرة، ثم تبعتها مباحثات الإسماعيلية بين الرئيس السادات ومناحم بيجين رئيس وزراء إسرائيل، فى ٢٦ ديسمبر سنة ١٩٧٧، وتم الاتفاق على تشكيل لجنتين، لجنة سياسية ولجنة عسكرية، يرأسهما وزراء الخارجية والدفاع، وتعقد اللجنة العسكرية فى القاهرة واللجنة السياسية فى القدس».

واجتمعت اللجنة فى القدس فى 17 يناير 1987، لكن أصدر «السادات» توجيهاته لها بالانسحاب بعد ساعات من بدء الاجتماعات، بعدما أظهرت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى ووزير خارجيته أن الهدف هو «تمييع الموقف وطرح حلول جزئية لا يمكن أن تؤدى إلى إقرار سلام دائم وعادل وشامل فى منطقة الشرق الأوسط».

وتابعت اللجنة: «يبدو أن إسرائيل لم تكن قد استوعبت بعد مدى ما ترمى إليه مبادرة السلام المصرية؛ فقد ثبت أن المفاوض الإسرائيلى فى مؤتمر القاهرة تم فى مباحثات السلام بالإسماعيلية، ثم فى مباحثات اللجنة السياسية بالقدس، ثم فى مباحثات اللجنة العسكرية بالقاهرة، أنه يحاول استغلال عنصر الوقت، ويتشبث بمبدأ التوسّع مع الإصرار الكامل على الاحتفاظ بالأرض المحتلة».

وواصل التقرير: «توقّفت المباحثات لفترة، إلا أن الجهود الدبلوماسية المكثّفة استمرت فى مختلف الميادين واستطاعت الدبلوماسية المصرية أن تحصل على تأييد واسع لموقف مصر، فى الوقت الذى تعرّضت فيه إسرائيل لكثير من الضغوط حتى من أشد أنصارها داخل جماعات الضغوط المؤثرة فى الولايات المتحدة، التى كانت دائماً الحليف الطبيعى لإسرائيل، ورفضت مصر استئناف المباحثات، وطالبت الولايات المتحدة بالقيام بدور الشريك الكامل فى حل هذا النزاع حتى يمكن بدء الحوار مع إسرائيل».

واجتمع وزراء خارجية مصر وإسرائيل والولايات المتحدة فى ليدز ببريطانيا فى يوليو سنة 1978، وتدخل الرئيس الأمريكى جيمى كارتر شخصياً بدعوة مصر وإسرائيل، بحضور الولايات المتحدة كشريك كامل، للاجتماع فى كامب ديفيد فى 5 سبتمبر سنة ١٩٧٨، ليتم إصدار اتفاق «كامب ديفيد»، وما استتبعه من خطوات للسلام، وصولاً لإصدار معاهدة السلام «المصرية - الإسرائيلية».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معاهدة السلام إسرائيل سيناء الاحتلال غزة فلسطين مصر السادات الولایات المتحدة الرئیس السادات

إقرأ أيضاً:

"قال لي هيفتح عربية مشروبات وتاني يوم جالي شايل ابني جثة".. والدة طفل السلام تروي تفاصيل الجريمة

 

استمعت نيابة شرق القاهرة الكلية، برئاسة المستشار باسل النجار، لأقوال والدة طفل السلام، ضحية زوجها العرفي، في القضية رقم 395 لسنة 2025 جنايات السلام أول، والمتهم فيها موظف بشركة مياه بقتل نجلها بعد خلافات حادة نشبت بينهما نتيجة تعاطيه المخدرات وتخليه عن عمله، ما دفعها إلى الانفصال عنه ورفض محاولات الصلح.

نص أقوال الأم أمام النيابة:

ذكرت السيدة، أنها كانت حاضنة لولديها – المجني عليه وشقيقه – وتزوجت المتهم عرفيًا نظرًا لقدرته آنذاك على الإنفاق، إلا أنه سرعان ما تغير حاله بسبب تعاطيه للمواد المخدرة وتوقفه عن العمل، ما أدى إلى خلافات مستمرة بينهما دفعتها لمغادرته والإقامة مع طفليها بمفردها في العقار محل الواقعة. وفي ليلة الجريمة، اتصل بها المتهم وأخبرها بعزمه على بدء مشروع عربة مشروبات لتحسين أوضاعه المادية، وطلب زيارتها، إلا أنها رفضت وغضبت منه.

وفي اليوم التالي، وأثناء وجودها بالمنزل مع الشاهدة الثانية، سمعت طرقًا على الباب، وحينما فُتح الباب، فوجئت بالمتهم يحمل نجلها بين ذراعيه مدعيًا سقوطه من الدرج، فنقلوه إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. وأكدت الأم شكوكها في تورط المتهم، مشيرة إلى خلافاتهما السابقة كدافع للجريمة.

نتائج التحقيقات والمعاينة:

أكدت تحقيقات النيابة أن المتهم أقدم على قتل الطفل انتقامًا من والدته بعد أن رفضت العودة إليه. وشرحت معاينة النيابة لموقع الجريمة، أن الحادث وقع داخل وحدة سكنية تحت الإنشاء، خالية من السكان، تغطي أرضيتها الأتربة، وتبين وجود آثار زحف بالأرض، إلى جانب بقايا طعام من نوع "شيبسي"، مما يعزز من وجود الطفل داخل الوحدة قبل وفاته بدقائق.

مقالات مشابهة

  • خلال لقائه بوزير الداخلية.. مسئول بالأمم المتحدة يشيد بدور الشرطة المصرية المحوري
  • برلماني: ذكرى تحرير سيناء تأكيد جديد على قوة الإرادة المصرية
  • عاجل:- الرئيس السيسي يضع إكليل الزهور على النصب التذكاري لشهداء القوات المسلحة ويزور قبر السادات في ذكرى تحرير سيناء الـ43
  • أحمد موسى يكشف تفاصيل انسحاب إسرائيل الأخير من سيناء في ذكرى تحريرها
  • تصاعد تحريض الاحتلال على مصر: يروننا العدو الأول ويخرقون كامب ديفيد
  • إسرائيل: من كامب ديفيد إلى وإنا فوقهم قاهرون (2-2)
  • جبالي مهنئا الرئيس السيسى: تحرير سيناء كان أهم مكاسب ملحمة أكتوبر المجيدة
  • "قال لي هيفتح عربية مشروبات وتاني يوم جالي شايل ابني جثة".. والدة طفل السلام تروي تفاصيل الجريمة
  • وزيرا خارجية مصر ولبنان يؤكدان ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية
  • وزير الخارجية: نؤكد على الانسحاب الكامل لإسرائيل لتحقيق الأمن والاستقرار في لبنان