جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-18@01:52:23 GMT

دروس وعبر من "منخفض المطير"

تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT

دروس وعبر من 'منخفض المطير'

 

 

راشد بن حميد الراشدي

انتهى مُنخفض المطير بكل تفاصيله الحزينة والمفرحة لأهل السلطنة، بعد أيام عاشتها عُمان بحلوها ومرارتها مع أحداث هذا المنخفض الذي كشف لنا دروسا وعبرا يجب أن نقف أمام تقييمها بشكل مدروس ونصحح مساراتها وكل شيء حولها وصولا لأفضل السبل والحلول.

ومن أهم هذه الدروس: أولا: ضرورة الأخذ بالأسباب في تقييمنا للحالات الجوية القادمة وتطبيق قواعد جديدة وآليات للإجازات الاضطرارية أثناء الحالات الجوية وتعزيز التوعية بالمخاطر على أبناء المجتمع وتكاتف الأسرة والمجتمع مع الجهود الحكومية لتجنب الأضرار التي قد تحدث خاصة على الأرواح لا قدر الله ووجود قوانين رادعة لمن تسول له نفسه الاستهتار أثناء الحالات الجوية وتعريض نفسه والآخرين إلى الخطر مع الأخذ بكل الحلول أثناء الإجازات الاضطرارية كالتعليم عن بعد وتعويض أيام الدوام وغيرها من الحلول.

ثانيًا: التخطيط: فقد كشفت المنخفضات والأعاصير عدم جاهزية بعض المخططات في عدد من المشاريع بمختلف ولايات ومحافظات السلطنة وضعف البنية الأساسية لعدد من الأحياء السكنية ووقوع البعض منها على مجاري الأودية؛ مما تسبب في انجراف بعض المنازل والمدارس والأشجار والمركبات وغيرها والتي كانت في أماكن منخفضة وأظهرت هشاشة بنائها في هذا المكان.

من هنا وجب على الجهات المعنية التخطيط السليم وعدم السماح بالتمدد والتعدي على مجاري الأودية والأماكن المنخفضة وإلغاء جميع الحيازات الزراعية والسكنية.

ثالثا: آليات تنفيذ المشاريع: يجب تنفيذ المشاريع التنموية بمواصفات عالية ومحاسبة المقصر أثناء ظهور عيوب في مشاريعه مستقبلاً، فما حدث أظهر ضعف بعض المخططات وعدم تحقيق الجودة الكاملة في تنفيذ عدد من المشاريع الخدمية مثل الطرق وبعض المباني الحكومية والتي يجب أن يحاسب فيها المقصر، وكذلك يجب تنفيذ جميع المشاريع المستقبلية بمواصفات عالية تسهم في ديمومتها وعدم تأثرها بالمنخفضات الجوية وبعدها عن مجاري الأودية والأماكن المنخفضة.

اليوم ندرك ومن خلال ما حدث من أعاصير ومنخفضات مدى وجود وعي متكامل لدى أفراد الأسرة والمجتمع، ولكننا نؤكد للجميع ضرورة الحرص علي المحافظة عليها وعدم تعريض أبنائهم وعائلاتهم للخطر فالاحتياط واجب.

وأود أن أثني وأشكر كل من كان على الموعد في خدمة وطنه كرجال قوات السلطان المسلحة والدفاع المدني والإسعاف ومنتسبي شرطة عمان السلطانية والكوادر التربوية التي كانت لهم جميعاً جهود خالصة مقدرة نتمنى استمراريتها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

معالجة تعثر المشاريع

تزايدت حالات تعثر إنجاز وإتمام بعض المشاريع الحكومية خلال العشر سنوات الماضية، مما أوجد ظاهرة جديدة في بنية الأعمال، وهي توقف المشاريع الحكومية التي كان يُراد لها أن تكون إضافة ذات قيمة على البنية الأساسية التي انطلقت مع نهضة سلطنة عُمان في عام 1970م.

عناصر متعددة أدت إلى بروز هذه الظاهرة، وللأسف لا تزال مستمرة وتتكرر، وتمثل عبئًا ماليًا على الحكومة. فلا المشروع تم الانتهاء منه في وقته وشكّل قيمة مضافة، ولا المشروع تأجل ووفر أمواله لميزانية الحكومة. هذه الحالات المتكررة لتوقف المشاريع تدفعها مجموعة من العوامل، لعل أبرزها عدم وجود مرجعية واحدة كوزارة خاصة للأشغال كما كانت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وعدم وجودها في هيكلية الحكومة أوجد حالة من الاجتهاد والفراغ، مما أدى إلى احتمالية الصواب والخطأ.

تنبع أهمية وجود جهة ذات اختصاص ومرجعية واحدة للمشاريع الحكومية من كونها توفر الكثير من الضمانات، لعل أبرزها ضمان اكتمال المشروع، والالتزام بالوقت في التنفيذ، وتوفر العناصر ذات الاختصاص الفني في الإنشاءات، والاستفادة من الخبرة التراكمية لها في تحليل العروض والجوانب الفنية والإسناد والتوصيات بأفضل الشركات المتقدمة، ليس فقط من حيث عروض الأسعار، بل من جوانب سجل الالتزام والجودة.

هناك عوامل مؤثرة تجعل المشروع يتوقف عند مرحلة ما، منها أنه يتم إسناد بعض المشاريع إلى شركات من القطاع الخاص يكون المشروع أكبر من حجم إمكانياتها المالية والفنية، ولا تستطيع أن تكمل مراحله. نعم، قد تكون نجحت هذه الشركة في مشروع سابق أصغر حجمًا وأقل ميزانية مالية، لكن ذلك لا يعني أنها ستنجح في مشاريع أخرى.

أيضًا، اختيار بعض الشركات التي ليست لديها الخبرة الكافية من أجل إتاحة الفرصة لها ليس خيارًا جيدًا، فقد نفذت مشاريع لم يكن تنفيذها بالمستوى الفني والجودة المطلوبة.

لا تعني أقل أسعار العروض في تنفيذ مشاريع تدعم البنية الأساسية في الدولة والتي ستبقى لعشرات السنوات القادمة أنها الخيار الأنسب. فتجربة بعض الشركات التي توقفت مشاريعها لأكثر من 10 سنوات تكلف ميزانية الحكومة مبالغ إضافية بسبب هذا الاختيار. فالطرق لها شركات متخصصة بجودة عالمية، ومد شبكات المياه والصرف الصحي والاتصالات ومجاري الأمطار وبناء السدود وتشييد الجسور لها أيضًا شركات متخصصة في كل مجالها، مما يعطي نتائج إيجابية. وبالتالي، فإن وتيرة العمل تسير بشكل صحيح.

أيضًا، من العوامل التي تؤثر في توقف العمل في مثل هذه المشاريع عدم توفر السيولة المالية لدى هذه الشركات في حالة تأخر استلام الدفعات المالية من الحكومة، خاصة خلال الفترة من 2018 إلى 2022 أثناء الحالة الاقتصادية وتراجع العائدات النفطية وحالة كورونا، مما أدى إلى تعثر الاستمرار في مراحل الإنجاز.

أضف إلى بعض الإجراءات التي تستحدث خلال تنفيذ المشاريع، كالتأخر في الحصول على الأعداد الكافية من العمالة الوافدة وعدم قدرة الشركة المعنية على توظيف العدد المطلوب من المواطنين فيها.

سوق الإنشاءات والمشاريع في الدولة يحتاج إلى التجديد ودعم الشركات من القطاع الخاص، لإيجاد حالة حراك في التدوير المالي، وتعظيم دور هذه الشركات وإبراز وجوه جديدة في هذا السوق، إلا أن كل هذا لن يتحقق إن لم تكن هناك إرادة مشتركة من الحكومة والقطاع الخاص لدعم الشركات الناشئة بشكل تدريجي في هذا المجال ورعايتها وتوفير سبل نجاحها، ليس فقط على المستوى المحلي، بل نحتاج إلى شركات من القطاع الخاص تعمل خارج حدود الدولة، ليكون الخيار أمامها أكثر تنوعًا ولإظهار أيضًا قدرات هذا القطاع في التفوق وتوفير فرص العمل.

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية يلقي درس التراويح بالجامع الأزهر حول غزوة بدر الكبرى
  • مفتي الجمهورية يلقي درس التراويح في الجامع الأزهر حول غزوة بدر الكبرى
  • مفتي الجمهورية: غزوة بدر مدرسة في التخطيط وحسن التدبير
  • معالجة تعثر المشاريع
  • يعقوب المطير: الهلال ويوكوهاما لن يلتقيا إلا في النهائي.. فيديو
  • مناقشة مستوى تنفيذ وإنجاز المشاريع في أمانة العاصمة
  • المكتب الإعلامي في وزارة الدفاع لـ سانا: مجموعة من ميليشيا حزب الله تقوم وعبر كمين بخطف ثلاثة من عناصر الجيش العربي السوري على الحدود السورية اللبنانية قرب سد زيتا غرب حمص، قبل أن تقتادهم للأراضي اللبنانية وتقوم بتصفيتهم تصفية ميدانية
  • درس التراويح بالجامع الأزهر يبيّن الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرى
  • كيف تأتي النعم من قلب المحن؟.. دروس من قصة يوسف عليه السلام
  • بعد الطقس المشمس.. منخفض جوي يصل لبنان في هذا الموعد