قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، إن حلف الناتو ليس لديه خطط لتغيير تكوين قواته النووية أو نشر مثل هذه القوات في بولندا.

وأوضح ستولتنبرج خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في وارسو: "لا توجد خطط لتوسيع ترتيبات التقاسم النووي للناتو، ولا خطط لنشر المزيد من الأسلحة النووية في دول إضافية بالناتو".

وفي وقت سابق، قال الرئيس البولندي أندريه دودا في مقابلة مع صحيفة "فاكت"، إن السلطات البولندية تعتزم نشر رؤوس حربية نووية على الأراضي البولندية في إطار برنامج المشاركة النووية التابع لحلف شمال الأطلسي. 

وزعم دودا أن النشر المحتمل للرؤوس الحربية النووية لحلف شمال الأطلسي في بولندا سيكون خطوة نحو ردع روسيا.

ولكن أمس الاثنين، قال الرئيس البولندي أندريه دودا، إن مشاركة بولندا في برنامج المشاركة النووية التابع لحلف شمال الأطلسي "الناتو" كان موضوع نقاش، لكن لم يتم اتخاذ قرار في هذا الصدد.

وأضاف دودا خلال مؤتمر صحفي: "لم يتم اتخاذ أي قرار"، مشيرا إلى أن هذه القضية تطرح بين الحين والآخر خلال لقاءاته مع شركاء الناتو.

الرئيس البولندي يكشف حقيقة نشر أسلحة نووية تابعة لـ«الناتو» في بلاده الرئيس البولندي: غير واثق من قدرة أوكرانيا على إعادة القرم إلى سيطرتها

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حلف الناتو الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج بولندا الاسلحة النووية وارسو ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني الرئيس البولندي اندريه دودا لحلف شمال الأطلسی الرئیس البولندی

إقرأ أيضاً:

البوصلة البولندية لفهم ما يجري في أوروبا

في كل قارة هناك دولة أو بضعة دول تكون هي المفتاح لفهم التحولات السياسية والعسكرية التي يجري فيها. وبولندا كانت دوما هي البوصلة التي تحدد مستقبل أوروبا، فهي دولة مركزية كبيرة تقع في شرق أوروبا انضمت للاتحاد الأوروبي، وهي جسر جغرافي وسياسي وثقافي بين أوروبا الغربية من جهة وبين روسيا وأوروبا الشرقية من جهة أخرى. وتشير علاقات وارسو الحالية مع كل من أوكرانيا والاتحاد الأوروبي وروسيا إلى أن ما يدور فيها يساعد بشكل كبير في فهم التحولات المصيرية التي تموج بها القارة الأوروبية.

فبداية، بولندا هي العنوان الكبير في الحروب العالمية التي دارت رحاها بشكل رئيس بين الأوروبيين. فهي الدولة التي لم تكن لتقوم وتحصل على استقلالها لولا انهيار ثلاث إمبراطوريات في الحرب العالمية الأولى، وهو الإمبراطورية النمساوية المجرية، والقيصرية الألمانية، والإمبراطورية الروسية، إذ كانت الأراضي البولندية مقسمة بين أراضي كل هذه الإمبراطوريات. أما في الحرب العالمية الثانية فكانت شرارة البدء من بولندا عندما غزتها ألمانيا بقيادة أدولف هتلر.

وبولندا الحالية تتحسس مسدسها مما يجري في أوكرانيا، وقد أعلنت استهداف تدريب مائة ألف متطوع في الجيش سنويا لتعزيز الاحتياطات العسكرية. ولا تخفي وارسو خشيتها من أن تكون الثانية على قائمة الغزو الروسي على غرار أوكرانيا، إذ طالب الرئيس البولندي أندريه دودا الولايات المتحدة الأمريكية بنشر أسلحة نووية في أراضي بلاده، كوسيلة للردع ضد ما عبر عنه صراحة بأنه عدوان روسي مستقبلي.

هذا الأمر يعني أكثر مما يوصف بأنه عسكرة لأوروبا، أي العودة إلى أساليب التسليح التقليدي لمواجهة المخاطر العسكرية المحتملة في هذه القارة التي لطالما تغنت بالتعلم من دروس حروب الماضي. والحالة البولندية تظهر أن الطموح الروسي ماض في طريقه أوروبيا كما شرحنا في عدة مقالات خلال السنوات الماضية.

ومن ناحية أخرى، فإن ما يجري في بولندا يشي بأن مشاريع الاندماج بين أوروبا الشرقية والمنظومة الغربية ممثلة سياسيا في الاتحاد الأوروبي وعسكريا في حلف شمال الأطلسي الناتو هي مشاريع لم تؤت الثمار المرجوة منها. وذلك لأن عضوية بولندا للناتو لم تعد مقنعة لوارسو في قدرتها على الحماية من غزو روسي، بدليل هذه الزيادة الرهيبة التي تستهدفها في جنود الاحتياط في الجيش، وبدليل آخر متعلق بطلب نشر هذه الأسلحة النووية.

أما على صعيد الاتحاد الأوروبي فيكفي أن نعرف أن أحد الأسباب الرئيسة لتصويت البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي هو العمالة البولندية التي اعتبرها البريطانيون منافسة لهم في سوق العمل، والأدهى من ذلك اعتبروها مهددة لثقافتهم المحلية بعد الانتشار الكبير للبولنديين في البلاد لدرجة أصبحت فيها اللغة البولندية هي اللغة الثانية في بريطانيا بعد الإنجليزية. بعبارة أخرى، لم تطق واحدة من أكبر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عضوية بولندا بعد الاندماج وتركت لها الاتحاد برمته.

إذا عرفنا كيف تنظر روسيا لبولندا تكتمل لنا دائرة الفهم، فموسكو ترى في بولندا ليس فقط قطعة سابقة من أراضيها قبل الحرب العالمية الأولى ولكن رأس حربة للمشروع السوفييتي سابقا في قلب أوروبا، فحلف وارسو كان المعادل الأمني للمعسكر الشرقي في مواجهة حلف شمال الأطلسي الناتو. وحين ترى روسيا أن هذا الحليف التاريخي لا يُستخدم فقط لدعم أوكرانيا في مواجهتها، ولكن يستخدم في بناء قواعد أمريكية كتلك التي أعلنت الولايات المتحدة عن إقامتها في مدينة بوزنان شرق البلاد قبل عامين، فإنها بالتأكيد تنظر لما يجري بشكل عدائي.

x.com/HanyBeshr


مقالات مشابهة

  • أمين البحوث الإسلامية : التعاون يؤكد ريادة مصر في مجال علوم الفضاء
  • بالتزامن مع تهديدات الزبيدي.. حلف قبائل حضرموت يدعو للقاء عاجل الأربعاء القادم
  • البوصلة البولندية لفهم ما يجري في أوروبا
  • رياح قوية وأمواج عالية على طول المحيط الأطلسي طيلة يومين
  • الصين تطرح 5 نقاط بشأن التسوية المناسبة للقضية النووية الإيرانية
  • نائب الرئيس الأمريكي يتفاجأ بتصريحات بولندا حول نشر الأسلحة النووية في أوروبا الشرقية
  • الصين تطرح خمس نقاط بشأن التسوية المناسبة للقضية النووية الإيرانية
  • بولندا على موعد مع انتخابات رئاسية حاسمة
  • فانس: ترامب يعارض نشر الأسلحة النووية في أوروبا الشرقية
  • أوكرانيا ترفض طلب ترامب التخلي عن فكرة الانضمام إلى حلف “الناتو”