صورة إردوغان وقادة أحزاب سُنية تفجر جدلاً في العراق
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
سرايا - أثار لقاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع قادة وأعضاء الكتل السياسية السنية، خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد، جدلاً واسعاً بين مؤيد رأى أنها امتداد للقاءات شيعية مماثلة مع الزعماء الإيرانيين، ومعارض يعتقد أنها تكشف حجم تأثير العامل الإقليمي في موازين السياسة العراقية في العقدين الأخيرين.
وانعكس هذا التباين في المواقف من لقاء إردوغان على شكل نقاشات ومنشورات ساخنة حفلت بها مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، مثلما عبَّرت عنها تصريحات بعض السياسيين والمراقبين من هذا الطرف أو ذاك.
وعلى هامش زيارته الأخيرة، ظهر إردوغان في صورة بثها إعلام حزبي، وهو يستقبل في بغداد قادة قوى سنية في جلسة نالت كثيراً من النقاش والجدل، بشأن دور تركي محتمل في الخلافات السُّنية حول منصب رئيس البرلمان.
وقال قيادي سُني لـ«الشرق الأوسط»، إن الجلسة لم تناقش أي ملف سياسي، وإنها «مجرد اجتماع ودي للترحيب بالرئيس التركي»؛ لكن معلقين مقربين من التحالف الشيعي الحاكم انتقدوا الجلسة، وقالوا إنها «تعكس حالة الوصاية على القرار السني».
ويلاحظ أن معظم القيادات السنية وحتى تلك المتخاصمة فيما بينها والمتنافسة على منصب رئاسة البرلمان المعطل، كانت حاضرة في الاجتماع، بمن فيهم رئيس حزب «تقدم» محمد الحلبوسي، ورئيس تحالف «عزم» خميس الخنجر، ومثنى السامرائي، ووزير المالية الأسبق رافع العيساوي.
إخراج «غير لائق»
ورأى مصدر سياسي سني أن طريقة إخراج اللقاء الذي جمع إردوغان بالقيادات السنية من قبل السفارة التركية، كانت «غير لائقة بالمرة».
وأضاف السياسي الذي فضَّل عدم الإشارة إلى هويته، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «أي سياسي قبل دعوة الرئيس (إردوغان) ووجد نفسه في ذلك الموقف، فلن يقوى على فعل أي شيء، ولن يقوم بإثارة أي مشكلة خلال زيارة وصفها الجميع بالتاريخية».
وتابع بأن «شكل اللقاء كان غير مناسب ومكرر، بمعنى أنه يشبه لقاءً مماثلاً جمع الزعامات السنية مع إردوغان في أنقرة قبل سنوات. لقد عمدوا إلى أن يجلسوهم بالطريقة نفسها».
ورأى المصدر أن قيام الجانب التركي بحشد الزعماء والقادة السنة بهذه الطريقة «دون أن يحدث أي حوار، كان هدفه التقاط صورة اللقاء وحسب، ودلالتها هي إرسال رسالة بشأن العائدية السنية لتركيا، ولا نتفق مع ذلك».
وخلص إلى القول: «لقد وُجهت دعوة وتمت تلبيتها؛ لكن طريقة إخراجها من قبل السفارة والرئاسة التركية كانت غير لائقة أبداً. إن رص جميع الوجوه السنية بهذه الصورة مع إردوغان أعطى انطباعاً واضحاً بنوع التبعية، وطريقة إصدار الأوامر للقوى السنية».
من جانبه، قال القيادي في تحالف «العزم» حيدر الملا، تعليقاً على اجتماع إردوغان بالقوى السنية، إن «الاجتماعات الجانبية للرئيس التركي رجب طيب إردوغان تمت بالتنسيق مع الجانب الحكومي العراقي، ومكتب السوداني هو من قام بكل الإجراءات اللوجيستية للاجتماعات كافة».
وأضاف في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن «الاجتماع مع القيادات السياسية السنية ناقش تأخير حسم انتخاب رئيس البرلمان العراقي، ومناقشة تشكيل ما تبقى من الحكومات المحلية»، في إشارة إلى حالة الشغور التي يعانيها البرلمان الاتحادي منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد إقالة رئيسه محمد الحلبوسي بقرار من المحكمة الاتحادية، وحالة التنافس على المنصب داخل القوى السنية التي حالت دون التوصل إلى صيغة اتفاق على اختيار مرشح جديد للمنصب.
ويبدو أن إردوغان ناقش مع القوى السنية -طبقاً لكلام الملا- حالة التعثر التي تعاني منها محافظة كركوك التي تتوفر فيها أقلية تركمانية، غالباً ما كانت محل اهتمام أنقرة.
ولم تتوصل المكونات الرئيسية في كركوك (الكرد، والعرب، والتركمان) إلى اختيار منصب المحافظ ورئيس مجلس المحافظة حتى الآن، رغم مرور نحو 4 أشهر على إجراء الانتخاب المحلية في المحافظات العراقية.
ورأى الملا أن «القيادة التركية لديها علاقات استراتيجية مع القيادات السياسية العراقية كافة، ضمن الفاعل السياسي الشيعي والسني والكردي والتركماني، وهناك اهتمام بملف دعم الحكومة العراقية من قبل الأطراف السياسية السنية؛ وخصوصاً ملفات العراق الخارجية مع تركيا».
بدوره، قال الكاتب والصحافي فلاح المشعل، إن صورة إردوغان مع ما وصفه بـ«المحفل السني» لا تساعد في إنجاح زيارة الرئيس التركي.
وعدَّ المشعل في تغريدة عبر منصة «إكس» أن من الإيجابي أن يتم «توقيع عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم المتعلقة بملفات الماء والأمن والقناة الجافة وغيرها» مع الجانب التركي؛ لكن «اللقاء بالمحفل السياسي السني ثم المحفل الكردي، دون اللقاء بالمحفل الشيعي، قد يجعل من اتفاقات إردوغان مع السوداني موضع شك في التطبيق؛ خصوصاً ما يتعارض مع مصالح إيران السياسية والاقتصادية».
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
أسود الرافدين في مواجهة الحسم: هل يحسم العراق الصدارة أمام البحرين؟
ديسمبر 25, 2024آخر تحديث: ديسمبر 25, 2024
المستقلة/ – في مواجهة مرتقبة تجمع بين منتخب العراق وشقيقه البحريني، تنطلق في تمام الساعة الثامنة والنصف من مساء اليوم الأربعاء، يدخل أسود الرافدين اللقاء بمعنويات عالية وأهداف واضحة لتعزيز تفوقهم التاريخي على المنتخب البحريني وضمان التأهل المبكر إلى الدور المقبل. تأتي المباراة ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة الثانية في بطولة خليجي 26 التي تُقام في الكويت وتستمر حتى الثالث من كانون الثاني المقبل.
تحضيرات مكثفة وروح معنوية عاليةاستكمل المنتخب العراقي استعداداته بإجراء آخر حصة تدريبية على ملعب الكويت، حيث شهدت التدريبات اكتمال صفوف الفريق بانضمام اللاعب زيدان إقبال، الذي يُعد إضافة مميزة لتشكيلة المنتخب. وركز الجهاز الفني بقيادة الإسباني خيسوس كاساس على تصحيح الأخطاء التي ظهرت في المباراة الافتتاحية أمام اليمن، بالإضافة إلى تطبيق خطط جديدة تهدف إلى الحد من خطورة المنتخب البحريني الذي يمتاز بقوة هجومية.
أهمية المباراة وصراع الصدارةيدرك المدرب خيسوس كاساس واللاعبون أن الفوز في مواجهة اليوم ليس مجرد ثلاث نقاط، بل هو خطوة حاسمة نحو تصدر المجموعة وضمان التأهل المبكر. يحتل المنتخب البحريني حالياً صدارة المجموعة الثانية برصيد ثلاث نقاط بعد فوزه على السعودية بنتيجة (3-2)، متقدماً على منتخبنا بفارق الأهداف فقط. وبالتالي، يُعتبر الفوز ضرورياً للعراق لضمان تفوقه في المجموعة، مع انتظار نتيجة اللقاء الآخر الذي يجمع بين السعودية واليمن.
التفوق التاريخي وتعزيز الآمالتاريخياً، يمتلك المنتخب العراقي سجلاً مميزاً أمام نظيره البحريني، وهو ما يمنح أسود الرافدين دافعاً إضافياً لتقديم أداء قوي. ويُعد المنتخب العراقي أحد أبرز المرشحين للتتويج باللقب، خاصة بعد الأداء اللافت الذي قدمه في المباراة السابقة أمام اليمن.
ترقب جماهيري وآمال عريضةالجماهير العراقية تترقب هذا اللقاء بحماس كبير، وتؤمن بقدرة أسود الرافدين على تحقيق الفوز واستعادة أمجاد الكرة العراقية في بطولة الخليج. ومع تصاعد المنافسة، يبقى الأمل معقوداً على الجهاز الفني واللاعبين لتقديم أداء يعكس طموحات الشارع الرياضي العراقي.