الجزيرة:
2024-11-14@04:28:45 GMT

الثورة العربية الكبرى

تاريخ النشر: 30th, July 2023 GMT

الثورة العربية الكبرى

الثورة العربية الكبرى ثورة مسلحة قادها أمير مكة الشريف الحسين بن علي، بدعم من بريطانيا، في التاسع من شعبان عام 1334ه‍ (العاشر من يونيو/حزيران 1916)، ضد الدولة العثمانية، لتزايد الشعور القومي عند العرب حينها، ورغبة كثيرين منهم في الاستقلال عن العثمانيين.

أسباب الثورة العربية الكبرى

لقيام الثورة العربية الكبرى ضد الدولة العثمانية عدة عوامل، أولها سياسة التتريك والتجنيد الإجباري، وسياسة القمع التي نهجها الأتراك بعد عزل السلطان عبد الحميد الثاني، ومشاركتهم في الحرب العالمية الأولى عام 1914 إلى جانب ألمانيا، وما خلفه ذلك من أوضاع اجتماعية قاسية.

وعام 1915 عاشت عدة مناطق عربية مجاعة، بسبب مصادرة السلطات العثمانية للمحاصيل الزراعية، والأملاك الفلاحية، لتمويل قواتها العسكرية المشاركة في الحرب.

وكان السبب الثاني ناتجا عن مشاركة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا، في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1914، ما أخاف وأزعج بريطانيا، إذ خشيت ثورة المسلمين ضدها، خاصة لو خرج العثمانيون منتصرين.

وكان انتصار الدولة العثمانية احتمالا مطروحا، وكان من شأنه أن يحيي فكرة الوحدة العربية أو الإسلامية عند العرب والمسلمين، ما يهدد الوجود البريطاني في المنطقة وآسيا بأكملها.

وأكدت هذه المخاوف مذكرة إستراتيجية أعدَّتها الدائرة السياسية في حكومة الهند البريطانية، مبرزة أن المخاطر تتمثل في "الخوف من ثورة المسلمين في مصر والهند ضد الوجود البريطاني، وإحياء فكرة الوحدة الإسلامية مجددا"، ودعت المذكرة إلى زعزعة استقرار الدولة العثمانية وإضعافها من الداخل لإنهاء هذه المخاطر.

في حين كان السبب الثالث في قيام هذه الثورة هو طموح الشريف الحسين بن علي ليصبح خليفة للعرب وللمسلمين، بعد الوعود التي قدمتها له الحكومة البريطانية، حينما اختارته بديلا للسلطان العثماني على المناطق العربية التي كانت تحت حكم العثمانيين.

بداية الثورة

بعد اقتناع بريطانيا بضرورة إنهاك الدولة العثمانية، التي كانت تشكل خطرا على وجودها في المنطقة العربية وآسيا، عبر إحيائها لفكرة الوحدة بين المسلمين؛ بدأت الحكومة والمخابرات البريطانية في البحث عن بديل، ليحل محل السلطان العثماني فخر الدين باشا، في المناطق العربية التي كان يحكمها العثمانيون.

مع ضرورة امتلاك هذا البديل لصفات وشروط محددة، تجعله يحظى بالإجماع من طرف العرب وعموم المسلمين، ليضمن البريطانيون عدم ثورة هؤلاء عليهم.

واختير الشريف الحسين بن علي أمير مكة بديلا، وهو منحدر من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يمتلك سلطة روحية كبيرة على عموم المسلمين بفضل هذا النسب.

وكانت علاقة الشريف الحسين بن علي مع الحكومة العثمانية متوترة جدا، بسبب رغبة العثمانيين في الإطاحة به من إمارة مكة، وهو ما كان يدركه، خاصة بعد إطاحة حكومة الاتحاد والترقي التركية بالسلطان عبد الحميد الثاني.

وبدأ البريطانيون في مراسلة الشريف الحسين بن علي، عن طريق المندوب السامي البريطاني في مصر هنري مكماهون، فيما سمي تاريخيا بـ"مراسلات الحسين- مكماهون" سنة 1915، لتشجيعه على الثورة ضد العثمانيين، ووعدوه بتنصيبه خليفة على المسلمين.

وفي 30 أغسطس/آب 1915، بعث هنري مكماهون رسالة تحريضية إلى الشريف الحسين بن علي، جاء فيها "إن جلالة ملك بريطانيا العظمى يرحب باسترداد الخلافة إلى يد عربي صميم من فروع تلك الدوحة النبوية المباركة".

وقد فعلت الإغراءات البريطانية فعلتها في نفس الشريف الحسين بن علي، الذي كان يطمح لخلافة المسلمين، وأعلن بالتالي الثورة على العثمانيين في العاشر من يونيو/حزيران عام 1916، بعد أن أطلق الرصاصة الأولى، من شرفة قصره في مكة، إيذانا بانطلاق الثورة العربية الكبرى ضد حكم العثمانيين.

وأثلج هذا الحدث صدر مكماهون، فبعث رسالة إلى وزارة الخارجية البريطانية في لندن في 14 أغسطس/آب عام 1916، يقول فيها "إن لدينا فرصة فريدة قد لا تسنح مرة أخرى، في أن نؤمّن بواسطة الشريف نفوذا مهما على الرأي العام الإسلامي والسياسة الإسلامية، وربما نوعا من السيطرة عليهما".

ودعمت بريطانيا الشريف الحسين بن علي بالسلاح والمال، بعدما أمدته خلال السنة الأولى من الثورة بـ71 ألف بندقية، وأكثر من 40 مليون طلقة، كما عززت جيشه بأعداد كبيرة من الأسرى العرب الذين كانوا تابعين للجيش العثماني.

أهم الأحداث

بدأت هجمات الثورة العربية المدعومة من طرف الجيش البريطاني على الوحدات العثمانية، وانطلقت المعارك بشكل فعلي في جدة، بتاريخ 13 يونيو/حزيران 1916، وانهزم العثمانيون هناك.

وكان الاستيلاء على مدينة جدة بمينائها البحري انتصارا سياسيا وعسكريا حاسما للعرب، إذ سهّل لهم عملية وصول الإمدادات الغذائية والعسكرية.

وتمت بعدها السيطرة على مكة في التاسع من يوليو/تموز 1916، في حين استمرت الحامية العثمانية صامدة في المدينة المنورة، وصمدت بقوة ضد القوات العربية، تحت قيادة الفريق عمر فخر الدين باشا، ورفضت الاستسلام حتى يناير/كانون الثاني عام 1919.

الملك فيصل الأول ابن الشريف حسين ملك سوريا والعراق (الجزيرة)

وبعد السيطرة على مكة، استولى العرب على ثغري "الليث" و"المويلح" على البحر الأحمر، كما حاصروا مدينة الطائف بقيادة الأمير عبد الله بن الحسين، نجل الشريف علي بن الحسين.

واستولت القوات العربية على العديد من المدن الساحلية الأخرى على البحر الأحمر، بمساعدة البحرية الملكية البريطانية.

وعُد المئات من الرعايا العرب العثمانيين من هذه المدن أسرى حرب، وأُجبروا على القتال في صفوف القوات العربية، كما أرسلت بريطانيا جنودا مسلمين من مصر، التي كانت إحدى مستعمراتها، للقتال مع القوات العربية ضد العثمانيين.

ورغم ذلك، لم تكن الثورة العربية ضد العثمانيين في بدايتها بالقوة المطلوبة في نظر البريطانيين، ما دفعهم إلى إرسال مساعدات عسكرية للقوات العربية، كما قرر ضابط المخابرات البريطاني توماس إدوارد لورنس، المعروف تاريخيا بـ"لورانس العرب"، تحمل مسؤولية قيادة الثورة بشكل مباشر.

وشكل لورانس عصابات قبلية ومليشيات تهاجم القوات العثمانية، وتعمل في الوقت نفسه على تدمير خط السكك الحديدية الذي أنشأه العثمانيون بالحجاز، لتعطيل خطوط الإمداد، وتقييد حركة الجيوش العثمانية، وتحييد دفاعها عن الجبهات الرئيسية الأخرى، كالعراق وفلسطين.

وفي عام 1917، نسّق "لورانس العرب" مع الأمير فيصل، أحد أبناء الشريف علي بن الحسين، لشن هجوم ناجح على ميناء العقبة، حيث واجها مقاومة قوية من سكان المنطقة، الذين ظلوا يحاربون إلى جانب العثمانيين، لكنهما نجحا في الاستيلاء على الميناء.

ومن جانب آخر، ساعد الثوار العرب الجنرال البريطاني إدموند ألنبي، قائد التجريدة المصرية (حينما كانت مصر تحت الانتداب البريطاني) في شن هجمات على الخط الدفاعي العثماني في غزة، على مستوى بئر السبع ووادي نهر اليرموك، ما ساعد البريطانيين على الاستيلاء على القدس في ديسمبر/كانون الأول 1917.

واستمرت هجمات القوات العربية مدعومة من قوات الحلفاء في التقدم طوال عام 1918، مما أدى إلى تحييد المواقع التابعة للعثمانيين، وتسبب في تراجع جيوشهم واستسلامهم في الأخير، لتتمكن القوات العربية من الاستيلاء على دمشق في بداية أكتوبر/تشرين الأول 1918.

وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول 1918، تم التوقيع على هدنة مودروس، بين العثمانيين وقوات الحلفاء التي كانت ضمنها جيوش الحسين بن علي العربية، والتي أنهت الأعمال العدائية بين الدولة العثمانية والحلفاء بشكل رسمي.

وفي مارس/آذار عام 1920، أعلن المؤتمر الوطني السوري تنصيب الأمير فيصل بن الحسين بن علي ملكا على سوريا، لكن هذا التنصيب لم يستمر طويلا مع بداية مفاوضات ما بعد الحرب العالمية الأولى.

النتائج السياسية

قبل نهاية الحرب العالمية الأولى، وقّعت بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية سرا سنة 1916، على ما سمي بـ"اتفاقية سايكس بيكو"، التي تم بموجبها اقتسام تركة الدولة العثمانية، وكان من بين شروط توقيع هذه الاتفاقية أن تبقى طي الكتمان، كي لا يعلم زعماء العرب بها حتى انتهاء الحرب.

وفي 24 مايو/أيار 1917، جست بريطانيا ومعها فرنسا نبض الشريف الحسين، لمعرفة مدى استعداده لقبول فكرة استعمار فرنسا لسوريا.

وعندما قابله الدبلوماسيان البريطاني سايكس والفرنسي بيكو، كان رده "إنه لا يمكنه أن يكون طرفا في عمل يرمي إلى تسليم مسلمين لحكم مباشر من قبَل دولة غير إسلامية".

وبعد شهور قليلة، اندلعت ثورة البلاشفة في روسيا في أكتوبر/تشرين الأول 1917، وقام الثوار في روسيا بنشر الوثائق السرية التي عثروا عليها، وكان من بين هذه الوثائق، وثيقة الاتفاقية السرية "سايكس – بيكو"، فعلم بذلك الشريف الحسين بن علي.

وعندما استفسر من البريطانيين عن حقيقة الاتفاقية وفحوى بنودها، كان جوابهم أن ما عثر عليه البلاشفة الروس ليس إلا سجلا لمحادثات قديمة، وتفاهم مؤقت بين بريطانيا وفرنسا وروسيا، وليس معاهدة رسمية.

وصدّق الشريف الحسين قول البريطانيين، وهنأهم بعد استيلائهم على مدينة القدس قائلا "إن هذا النبأ مستلزم للفخر العظيم"، إذ كان يظن أن القدس ستكون ضمن أراضي مملكته المنشودة.

وبعد نهاية الحرب وتوقيع هدنة مودروس، ظهرت حقيقة بريطانيا المؤلمة تجاه العرب، فلم تف بوعودها التي قدمتها لهم لإقامة دولتهم الموحدة، وتبخرت أحلام الشريف الحسين بن علي، الذي كان يطمح إلى أن يكون ملكا على دولة العرب الموحدة.

وبقي ملكا على الحجاز فقط، لسنوات قليلة قبل تنازله عن العرش، لصالح ابنه الذي لم يعمر فيه طويلا هو الآخر.

ومن جانبها احتلت فرنسا سوريا تنفيذا لاتفاقية "سايكس – بيكو"، وطردت منها الأمير فيصل نجل الشريف الحسين بن علي، الذي أصبح ملكا على سوريا بعدما أعلن عن تأسيس حكومة عربية في دمشق عام 1918، وفرضت بريطانيا انتدابها على فلسطين وبدأت في جمع اليهود من مختلف بقاع العالم وتوطينهم بها، تنفيذا لوعد بلفور الذي سبق أن قدمه آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا، إلى الصهيوني ليونيل دي روتشيلد.

وهو الأمر الذي لم يستسغه الشريف الحسين، ورفض التوقيع على معاهدة فرساي سنة 1919، التي أسدلت الستار على أحداث الحرب العالمية الأولى، بين الحلفاء وأتباعهم من جهة وألمانيا من جهة أخرى، وهو ما دفع بريطانيا إلى التخلي عن الحسين بن علي.

وبدأت في الوقت نفسه بدعم منافسه عبد العزيز آل سعود أمير نجد بشكل سري، كما تخلى الشريف الحسين عن العرش لنجله الآخر علي بن الحسين، وأبحر في اتجاه العقبة ليدعم ابنه ضد آل سعود، الذين اجتاحوا منطقة الحجاز عام 1924، وأسسوا فيها دولتهم.

وهُزم علي بن الحسين، الذي غادر إلى الهند بعد ذلك، ومنها إلى العراق حيث مات، وطرد عبد العزيز آل سعود الشريفَ الحسين بن علي الذي هرب إلى العقبة، قبل أن تجبره بريطانيا على مغادرتها والذهاب إلى العيش في منفاه الإجباري في قبرص.

وفي 23 يونيو/حزيران 1921 وصل الأمير فيصل، الذي طردته السلطات الفرنسية من سوريا إلى العراق، وتوج ملكا عليها بعدما نصّبته بريطانيا.

وقبل ذلك كان الأمير عبد الله، النجل الآخر للشريف الحسين، قد وصل إلى مدينة مَعان عام 1920، حيث احتضنه أهالي شرق الأردن، وأسَّس هناك إمارة شرق الأردن عام 1921.

علم الثورة

كان التصميم الأول لعلم الثورة العربية الكبرى مكونا من 4 مستطيلات بـ4 ألوان (أبيض وأسود وأخضر وأحمر)، وبعد ذلك تم تعديله من خلال جعل اللون الهاشمي الأحمر مثلثا متصلا بالألوان الثلاثة الأخرى، ويشير الأسود إلى علم الدولة العباسية، والأخضر للدولة الفاطمية والأبيض للدولة الأموية.

وذكرت بعض المصادر التاريخية أن تصميم راية الثورة استلهم من "رموز الصحوة العربية"، ولم يكن هناك تدخل أجنبي في وضع هذا التصميم. ورفعت الثورة العربية الكبرى هذا العلم أول مرة في السادس من يوليو/تموز 1917، حينما دخلت قواتها مدينة العقبة في الأردن الحالية.

لكن في بداية الثورة، حملت القوات العربية العلم الهاشمي الأحمر، الذي كان راية الهاشميين منذ عهد الشريف أبو نمي الثاني، الذي كان معاصرا للسلطان العثماني سليم الأول، وحتى عام 1916.

وبسبب أهميتها ورمزيتها التاريخية، تسمى راية الثورة العربية الكبرى بأم الرايات، إذ أصبحت بعد ذلك مصدرا لتصميم العديد من رايات الدول العربية (المتأسسة بعد سقوط الدولة العثمانية)، والتي اعتمدت الألوان والأشكال الأربعة لراية الثورة العربية في تصميم أعلامها الوطنية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الدولة العثمانیة القوات العربیة الاستیلاء على یونیو حزیران الأمیر فیصل التی کانت التی کان الذی کان ملکا على

إقرأ أيضاً:

بوحدة كتلة قوى الثورة تسقط كتلة قوى الحرب الظلامية .. وتسقط بس !!

بقلم / عمر الحويج

جاء في الأخبار ، جريدة الشرق الأوسط ، الخبر التالي ( أن قوى سياسية وعسكرية سودانية تبحث خطة "اليوم الأول" بعد الحرب .. في اجتماع بالقاهرة شارك فيه 15 حزباً ، ونظاميون متقاعدون المعروفين بإسم "تضامن" ، وهو أول إجتماع لقوى كانت ترفض الجلوس مع بعضها البعض ، كما بحث الاجتماع دور القوى المدنية في إيقاف الحرب، وتقريب المواقف وإغاثة الضحايا .. ) إلى نهاية هذا الخبر الهام والملفت للنظر ، وهو يذكرنا ، ببداية المدخل القديم الجديد في أيامه العاصفات ، حين الشروع في تكوين وتجميع قوى الحرية والتغيير برؤاها المختلفة والمتنوعة ، قي نسختها الأولى ، التي تمكنت بوحدتها ، أن تنهي نظام الإسلإمويين بعد ثلاثينيتهم البغيضة ، والتي أدت بالعودة المتأسف عليها بتشزرم قوى الحرية والتغيير وتشظيها وتشتتها ، إلى أن تواصل قوى الردة ، سنواتهم الظلامية ، بخامسة أخرى اكملوا بها ثلاثينيتهم ، التي ختموها بحرب الأرض الخراب ، مع توأمهم الفالت ، المليشيا التي أنكروا عنها تسمية المليشيا ، في زمانهم بإجازة برلمانهم قانون تبعيتها للقوات المسلحة ، او بالأحرى تحت حماية رئيس دولتهم ، ليطلق عليها بلسانه وصف حمايتي ، وعادت بهم الضرورة الآن لوصمها ووصفها بالمليشيا ، وإن كان لنا الحق في وصفهم بمليشيا الدعم السريع ملحقاً بهم ، مؤسسهم الذي تحول معهم إلى مليشيات عددا ، ويغضبهم العالم بحكوماته وإعلامه ، حين يردد أن الحرب نزاع بين طرفين . ويقضبهم أكثر حين أهل البلاد تقول أنها نزاع بين جنرالين ، ولكل مرفقاته وتابعيه ومبايعيه ، يوم دخلا في حرب سباق عبثية لعينة ، اكلت الأخضر واليابس ، يخوضانها من أجل الوصول إلى السلطة ، وإحتكارها كل لنفسه ، أيهما إنتصر ، وإن كنا نظن ، والظن ليس بإثم ، في حالنا لأن المنهزم لن يخرج من المولد بدون حمص ، فقط سيكون الثاني داخل كيكة السلطة ، فلازال هناك فتواهم بعد التعديل أو التأويل سيان ، إذا جنحوا للسلم فاجنح له ، والفتوى مقصورة على توأمهم المليشي ، والآخرون يمتنعون ، وإن كنا نجزم بأن حربهم بلا نهاية أذا واصلوها ، لا منتصر فيها ولامهزوم ، ولا حل لها إلا نداء الحياة "لا للحرب" .

والآن هل نعشم في "تنسيقية تقدم" ، أن تتواضع ليس قليلاً وإنما كثيراً وكثيراً جداً ، بقدر ما تستطيع وما لاتستطيع قدراتها ، على التنازل والخروج من عزلتها المجيدة ، ورغبتها الأكيدة والمريبة ، في الزعامة المتوهمة ، التي اكتسبتها بالطرق الشائكة ماها عديلة!! ، التي تدري دروب تحريها ، دون لعواقبها أن تدريها ، وظنها المجحف لما فيها ، والثقيل الحلف على ماضيها ، فهي في القدرة المنفردة ، مسلوبة الإمكان والإقدام بالإقتحام ، على إيقاف هذه الحرب ، أو حتى النجاح في تأمين مناطق آمنة للمواطنين ، كما في طلبها المشروع منطقاً، لساناً أعجمياَ مشرعاَ على بياناتها ومكرفوناتها ، لإنقاذ النازحين المشردين الذين ، تنهشهم الكوليرا وحمى الضنك ، ويحصدهم رصاص ودانات اسيرات المليشيا من جهة ، وتمزق أجسادهم الرهيفة ، قاذفات لهب براميل مليشيات العسكركوز الحارقة ، وحصارات البراؤون وكتائب الظل اللحيقة ، من جهة أخرى ، وإن كان هؤلاء المقهورين يشكرون ويثمنون لتنسيقية تقدم سعيها المشكورا في المطالبة بانقاذهم من هاتيك الفلولا .. !! .
بعد هذا كله ، هل لازالت تعشم "تقدم" في وقف الحرب ، يعقبها فتح الطريق
لدولة مدنية ديمقراطية ، وهي منفردة وسعيدة بدورها المعارض ، فهي قد اطلقت العنان لغيرها ، في الإجتهاد والعمل لوقف الحرب ، كل بناءً على مصالحه ، وليس مصلحة شعب السودان المغدور به ، من الجهات الأربعة ، تشملها بعنايته في الداخل ، المصلحة الكبرى والكنكشة في مواصلة حرب العودة إلى السلطة من الطرفين الإسلاموييوكوز .
وإن تبدلت إسلامويتهم وهم غير نادمين علي تبديلها ، متى حكم لهم فقه الضرورة ، فأصبحت الحرب حرب قبائل وعنصرية منتنة حتى انفصال بتراضي متبادل وهم به فرحين ..!! .

لقد شابهت تنسيقية تقدم ، بعد كل هذه التوقعات والخيبات في سعيها غير الموفق ، كونها هي الأخرى ، تشابه عليها بقر الطريق ، فسارت وقع الحافر على الحافر ، بلا وجود فاعل وكأنها (معارضة الأمر الواقع) كما (حكومة الأمر الواقع )حيث تعادل الطرفين. في الفجيعة ، هم وتلك المتقوقعة في بورتكوز بلا حيلة ، غير الاعلام والإعلان الإنصرافي ، وكأنها تقول ، نعم للحرب ، بنصفها المستتر ، وبنصفها الآخر المعلن ، لا للحرب بلا فاعلية .

لقد حانت الفرصة لشعب السودان في الإمساك بحبل الوحدة المبشرة وواعدة ، تقوم على أسس جديدة ، إذا تحرك الحس الوطني لفعالياتنا السياسية ، وليست الحزبية ، حيث مصلحتي ومصلحتك ، خطتي وخطتك ، والسودان وشعبه إلى ضياع إن لم يكن إلى الجحيم في مسلكهم النافر من النعيم !! .

فالحل في البل السلمي الوحدوي ، وهو أن تتقدم تنسيقية تقدم بكتلتها أو بأطرافها الهلامية منفردة ، وليأتي الآخرين بكتلتهم ، حتى لو كانت بالمثل هلامية ، والمعلن عنها في اجتماعها المخبر عنه ، او منفردة بأحزابها أو بأطرافها الواردة في الخبر أعلاه، لتفتح الأبواب المغلقة إحكاماً نهائياً بفعل قذف الدانات . وتفجيرات البراميل المدمرة ، فهل آن لتنسيقية القوى الديمقراطية " تقدم" ان تمد يدها لهم او يمدونها هم والأمران سيان ، دون السؤال ، من الداعي ومن المدعو ، من الزعيم ومن الوصيف ، ومن تنازل لمن بلا جدوى . وبلا شروط المفاصلات ذاتها وصفاتها ، أو مثيلاتها التي اودت بغيرهم إلى مزابل التاريخ ، فهي هنا ليست حرب كرامة ، إنما هي ضد حرب الكرامة المفتعلة . وعلى الجميع ، تناسي ألاعيب السياسة المتطاولة دون معنى ، التي درجت عليها نخبة إدمان الفشل كما قال بلدياتي ، الناير فكره منصور خالد ، وبلادهم ومواطنيهم وحتى أحزابهم . يلتهمها بغاث الطير من كل فج جائع لسلطة إستبداد عميق ، أو مُّلتهِم لمواردنا لِهِّيفُ جِرِّيف ،

فلا بد للجميع ، من جمع كافة أطراف قوى ثورة ديسمبر العظيمة ، لوقف الحرب ، كما أسقط جمعها ووحدتها من قبل النظام الإسلاموي ، وما حك جلد وطنك وظفره ، مثل وحدة قوى الثورة ، لتكتمل مهمة تلك الثورة المستمرة ، ولتسقط ثانية وثالثة ، وشعارها (تسقط بس ) ، ولتكن هذه الجولة فقط لوقف الحرب ، وإكمالها في اليوم التالي لوقفها ، بالعسكر للثكنات والجنجويد ينحل ، والدولة مدنيااااااو .

omeralhiwaig441@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • صحيفة الثورة الاربعاء 11 جمادي الاولى 1446 – 13 فبراير 2024
  • دروس عيد الجهاد
  • انعقاد مجلس الحديث التاسع لقراءة “صحيح البخاري” من مسجد الإمام الحسين.. غدًا
  • غداً.. انعقاد مجلس الحديث التاسع لقراءة “صحيح البخاري” من مسجد الإمام الحسين
  • غداً.. انعقاد مجلس الحديث التاسع لقراءة «صحيح البخاري» من مسجد الإمام الحسين
  • هبة الحسين: ما عندي شك إني أجمل امرأة بالعالم .. فيديو
  • بوحدة كتلة قوى الثورة تسقط كتلة قوى الحرب الظلامية .. وتسقط بس !!
  • رئيس الجمهورية يتلقى تهاني ملك بريطانيا بمناسبة سبعينية الثورة
  • الفريق أول شنقريحة: الثورة التحريرية ستبقى إحدى أعظم المحطات الكبرى في التاريخ
  • صور للأميرة رجوة الحسين بالشعر الأشقر .. هل يليق بها؟