صحف عالمية: غزة مأزق إستراتيجي لنتنياهو وتدفع الإسرائيليين لهجرة عكسية
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
ركزت صحف ومواقع إخبارية عالمية على تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد 200 يوم على اندلاعها، خاصة على المستويين العسكري والسياسي في تل أبيب، حيث يتزايد الانقسام الداخلي في إسرائيل.
وفي مجلة "نوفيل أوبس" الفرنسية يقول الكاتب بيير آسكي إن انتهاء جولة التوتر بين إسرائيل وإيران أعاد إلى الواجهة حرب غزة واستمرار الرعب فيها.
ويجزم الكاتب أن عودة غزة إلى الواجهة تكشف المأزق الإستراتيجي الذي يتخبط فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جراء الضغوط الداخلية عليه وما سماه "افتقار البلاد إلى خطة واضحة للخروج من هذا الصراع أو لما بعده".
بدوره، يرى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عاموس هاريل أن استقالة رئيس شعبة المخابرات العسكرية الإسرائيلية أهارون حاليفا على خلفية 7 أكتوبر/تشرين الأول كانت ضرورية.
ويشير هاريل إلى أن استقالة حاليفا سيتردد صداها في جميع أنحاء النظام الإسرائيلي الذي سيضطر إلى استخلاص الاستنتاجات نفسها التي توصل إليها المسؤول العسكري.
ويعتقد أن هذا الأمر سيحدث فور انتهاء التحقيق الداخلي الذي يجريه الجيش الإسرائيلي وربما قبل ذلك، خصوصا بعد الهدوء النسبي في القتال بغزة، إلى جانب الشعور المبرر لدى الجمهور بأن الحرب على الجبهات كافة وصلت إلى طريق مسدود وأدت إلى تعقيدات إستراتيجية.
من جانبها، ذكرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن حكومة الحرب الإسرائيلية تشهد مزيدا من التمزق بسبب الخلافات بشأن مستقبل الحرب في غزة.
وتساءلت الصحيفة: السؤال الآن هو متى سينفجر هذا التحالف الذي وصفته بالتكتيكي، قبل أن تنقل على لسان دبلوماسي إسرائيلي -لم تذكر اسمه- القول إنه "أصبح من الصعب على الجيش أن يتلقى من رئيس الحكومة أوامر لا يوافق عليها وزير الدفاع".
أما موقع "أوريون 21" الفرنسي فقد نشر تحقيقا من إسرائيل يكشف تذمر الإسرائيليين وخوفهم من المجهول بسبب الحرب على غزة، مستندا إلى شهادات العديد من الإسرائيليين الذين هاجر بعضهم إلى إسرائيل حديثا وأبدوا عزما على العودة من حيث أتوا.
ويلفت التحقيق إلى أن عبارة "بلد لا يستحق العيش فيه" تكررت كثيرا على لسانهم، في حين تحدث دبلوماسي أوروبي عن ارتفاع ملحوظ في طلبات الحصول على جوازات سفر تلقتها السفارات الأوروبية في إسرائيل.
من جانبه، يقول الكاتب جوليان برغر في صحيفة "غارديان" البريطانية إن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) "تذكير لإسرائيل بالتزاماتها تجاه الفلسطينيين باعتبارها قوة احتلال، وبالتالي هي بالنسبة لبعض الإسرائيليين عدو يجب القضاء عليه بغض النظر عن التكلفة في أرواح الفلسطينيين".
وجاء تعليق برغر تعليقا على التحقيق الدولي الذي نفى وجود أدلة على ضلوع موظفين في الأونروا بهجوم "طوفان الأقصى".
وفي سياق ذي صلة، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن الاحتجاجات الحالية داخل الجامعات الأميركية بدأت تكتسب قوة أكبر بعدما اندلعت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بمعدلات متفاوتة.
ورأت أن الخيارات المتاحة أمام المسؤولين الذين يتعاملون معها تتضاءل بسرعة، مؤكدة أن المظاهرات ستستمر في بعض الجامعات حتى نهاية العام الدراسي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
محللون: المقاومة لن ترضخ لمحاولات نتنياهو ابتزاز الفلسطينيين
يرى محللون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول المناورة بالنيران واستخدام سلاح التجويع للانقلاب على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن المقاومة الفلسطينية لن ترضخ لابتزازاته وستواصل تمسكها بالاتفاق.
وأمر نتنياهو بوقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى غزة اعتبارا من صباح اليوم الأحد، بعد عرقلته الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية التي كان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى للاتفاق (3 فبراير/شباط الماضي).
وطلب نتنياهو -كما كشفت تفاصيل المفاوضات الأخيرة بين إسرائيل والوسطاء- إفراج حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن 5 أسرى أحياء و10 جثث مقابل أسرى فلسطينيين وزيادة المساعدات، وهو ما رفضته حماس مؤكدة تمسكها بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وتوقيعه عبر الوسطاء.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي محمد الأخرس إن نتنياهو يحاول بقراراته ابتزاز أهالي قطاع غزة والمجتمع الفلسطيني عبر المساعدات الإنسانية والعودة للقتل، ويحاول أن يناور بالنيران وبالتجويع كي ينقلب على الاتفاق، ولكنه سيعود إلى سكة العمل الدبلوماسي، لأنه لا يملك خيارات أخرى من أجل استعادة الأسرى في غزة وأيضا من أجل الحفاظ على الدعم الأميركي.
إعلانوفي المقابل، تؤكد حماس والمقاومة أن استعادة الأسرى يكون عبر استمرار عملية التبادل كما بدأت، ويقول الأخرس إن العودة إلى الحرب ليس خيار المقاومة، بل إن خيارها الأول هو الحفاظ على الاتفاق ومنع نتنياهو من اختراقه، وهو ما سعت وتسعى إليه عبر التزامها الكامل بما نص عليه هذا الاتفاق.
وللعلم، فقد رفضت حركة حماس خطة اقترحها المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف لهدنة خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي (12-20 أبريل/نيسان) وهي الخطة التي لم يعلن عنها من قبل من طرف ويتكوف.
وبنظر الصحفي والخبير بالشأن الإسرائيلي وديع عواودة، فإن "نتنياهو لديه غايات خبيثة" ويريد التخلص من الاتفاق الذي يتضمن استحقاقات، مثل إنهاء الحرب في غزة والانسحاب من محور فيلادلفيا والانسحاب الكامل من غزة، وهذا يهدد مصيره في التاريخ وفي الحكم.
كما يسعى عبر المناورات التي يقوم بها -يضيف المتحدث- إلى محاولة استعداء الإدارة الأميركية على حركة حماس والفلسطينيين، من خلال إظهار أن حماس تستخف بهذه الإدارة، بالإضافة إلى سعيه إلى تهدئة الشارع الإسرائيلي الذي يتظاهر ضد استئناف الحرب وتعطيل الصفقة.
وحسب عواودة، فإن نتنياهو يقوم بالتهديد والوعيد بالعودة إلى الحرب، لكنه لن يفعل ذلك، لأن الشارع الإسرائيلي يرفض الأمر لخطورة الحرب على الأسرى المتبقين لدى المقاومة في غزة، فضلا على أن استئناف الحرب سيعني سقوط المزيد من الجنود القتلى، خاصة وأن حماس تمكنت من تجهيز نفسها لأي سيناريو.
ويقترح المتحدث نفسه أن يتخذ الوسطاء موقفا حازما لمنع محاولة نتنياهو وحكومته العبث بالاتفاق، وأن يكون هناك موقف عربي لمنع تجويع أهالي غزة من جديد، وهو التجويع الذي يشكل -حسبه- انتهاكا للقانون الدولي والمواثيق الدولية بهذا الشأن.
تفويض أميركيوفي السياق نفسه، يلفت الخبير في الشؤون الإسرائيلية شادي الشرفا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول استخدام كل الأساليب الممكنة من أجل تحقيق منجزات لها علاقة بالمصلحة الذاتية والشخصية له.
إعلانوفي تقدير الشرفا، فإن ما يجري غير مسبوق عبر التاريخ، حيث يفرض الحصار والتجويع على شعب من أجل مصلحة ذاتية لشخص واحد وهو نتنياهو لكي يبقى على سدة الحكم. وقال "إن هناك تفويضا أميركيا لإسرائيل باستخدام عصا التجويع والحصار والمساعدات الإنسانية على قطاع غزة" وأشار إلى أن هذا الأمر لم يكن سابقا في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
وأوضح -في مداخلة سابقة على قناة الجزيرة- أن "التجويع بالشكل الذي يؤدي إلى قتل النساء والأطفال استخدم فقط خلال الحقبة النازية" مشيرا إلى أن الاحتلال سيواصل سياسة الحصار والتجويع حتى لو قامت المقاومة بتسليمه جميع الأسرى لديها.
ودعا الشرفا إلى ضرورة العودة إلى القانون الدولي الذي يقول بوضوح إن "استخدام التجويع ضد فئة أو جماعة معينة بشكل متعمد يعتبر جريمة حرب وجريمة إبادة جماعية". وقال إن محكمة العدل الدولية عليها أن تتخذ القرار بوضوح.