واشنطن "د.ب.أ": رغم نجاح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في حسم معركة الانتخابات التمهيدية وفوزه بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة أمام الرئيس الحالي مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، يبدو أن فرص ترامب في الفوز بفترة رئاسية ثانية بعد ابتعاده عن البيت الأبيض 4 سنوات تراجعت بعد ظهور روبرت كينيدي الابن كمرشح مستقل في الانتخابات المقبلة.

وفي تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست قال جاكوب هايلبرون رئيس تحرير المجلة والباحث الكبير غير المقيم في مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، إن روبرت كينيدي، يمكن أن يعيد سيناريو المرشح المستقل روس بيرو في انتخابات الرئاسة عام 1992، عندما خاض الانتخابات وحصل على 19% من الأصوات ليسمح بالمرشح الديمقراطي بيل كلينتون بالفوز بالرئاسة بعد حصوله على 43% من الأصوات مقابل حصول منافسه الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جورج بوش الابن الذي حصل على 37.4% من أصوات الناخبين.

ويقول هايلبرون مؤلف كتاب "إنهم عرفوا أنهم على صواب: صعود المحافظين الجدد" إن التاريخ يمكن أن يعيد نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث يمكن أن يقطع كينيدي الطريق على المرشح الجمهوري الشعبوي ترامب. ورغم أن كينيدي ينحدر من سلالة ديمقراطية، فإن جاذبيته لدى القاعدة الانتخابية لترامب أقوى منها لدى الديمقراطيين.

وأظهر استطلاع حديث للرأي أجرته جامعة ماريست الأمريكية أن دعم بايدن يزداد عندما يكون السؤال عن اختيار مرشح من بين ثلاثة مرشحين، حيث تفوق على ترامب بمقدار 5 نقاط مئوية، كما اظهر استطلاع لقناة إن.بي.سي نيوز تفوق بايدن على ترامب بمقدار نقطتين مئويتين عندما يكون السباق بين أكثر من مرشحين اثنين.

وكما لاحظ أرون بليك في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست، فإن كييندي يحصل على تأييد 15% من الناخبين الذين اختاروا ترامب في الانتخابات السابقة، مقابل 7% فقط من بين الناخبين الذين اختاروا بايدن في السابق.

هذه النتيجة يمكن أن تثير ذعراً في معسكر ترامب. حتى الآن، كانت الرؤية التقليدية ترى أن كينيدي يشكل تهديدا لفرص بايدن في إعادة انتخابه، وكان الديمقراطيون يشعرون بالقلق من احتمال حصول كينيدي على ترشيح حزب القانون الطبيعي. لكن أحدث استطلاعات الرأي تشير إلى أن مواقف كينيدي غير العادية، بما في ذلك معارضته لبرامج التطعيم ضد الأمراض والتي تجتذب الناخبين الذين كان يمكن أن يدعموا ترامب، حيث يروج الجمهوريون في ولاية نيو هامبشاير، لمشروع قانون يلغي اشتراط حصول الطفل على لقاح شلل الأطفال لتسجيله في مراكز رعاية الأطفال.

وكما يقال فإن المصائب لا تأتي فرادى بالنسبة لترامب، فلم تعد الأخبار السيئة لمعسكره تقتصر على تقدم شعبية كينيدي التي تخصم من شعبيته، وإنما تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن بايدن لا يتقدم في المنافسة أمام ترامب فحسب، بل يتفوق عليه في الواقع. ويشير استطلاع ماريست إلى أن بايدن يتمتع بفارق ثلاث نقاط مئوية على ترامب بين الناخبين المسجلين على المستوى الوطني، وليس على مستوى الولاية. و فقد ترامب دعم المستقلين، كما زادت نسبة الرافضين له، وبعد أن كان ترامب يتفوق على بايدن بفارق 15 نقطة لدى هذه الفئة من الناخبين، أصبح الاثنان متعادلين بشكل أساسي.

ليس هذا فقط، فمن المنتظر أن تظهر استطلاعات الرأي في الشهور المقبلة، تقدما إضافيا في شعبية بايدن، مع تكثيف حملات بايدن الانتخابية في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا، التي أعلن فيها مؤخرا عن إجراءات حمائية جديدة للحد من واردات الصلب لصالح الصناعة المحلية. في المقابل يجد ترامب نفسه متهما أمام هيئة محلفين في إحدى محاكم مانهاتن بتهم التستر الجنائي والتآمر للتأثير على نتيجة انتخابات الرئاسة في 2016.كما يواجه ملاحقات قضائية عديدة بتهم الفساد والاحتيال والتشهير.

وطوال الوقت، كان أنصار ترامب يزعمون انه كرجل استعراض بارع سيكون قادرًا على التلاعب بالمحاكمة في نيويورك لمصلحته الخاصة. لكن العكس قد يحدث. فمع انكشاف مخالفات ترامب السياسية والمالية في عام 2016 في قاعة المحكمة، قد تتضاءل جاذبيته في نظر الناخبين المستقلين بدلا من أن تتزايد.

ومع التركيز على تهمة محاولة "تزوير الانتخابات"، كما فعل المدعي العام ماثيو كولانجيلو، فإنه سيتم حرمان ترامب من إحدى نقاط حديثه المعتاد واستخدامها ضده للطعن في شخصيته وسلوكه.

أخيرا يمكن القول إن بريق حملة ترامب يتلاشى، وفرص فوزه في الانتخابات المقبلة تتضاءل مرة بسبب وجود مرشح ثالث قادر على التهام جزء لا بأس به من قاعدته الانتخابية، ومرة بسبب الملاحقة القضائية المستمرة ضده.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی الانتخابات ترامب فی یمکن أن

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: ترامب ونتنياهو يجتمعان لإعادة الدفء للعلاقات بعد برودة عهد بايدن

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الاجتماع الوشيك بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يهدف إلى إظهار وجود علاقات وثيقة بينهما بعد أكثر من عام من الحرب بين إسرائيل وحماس التي أدت إلى توتر شديد في العلاقة بين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق جو بايدن.

وذكرت الصحيفة، في تحليل نشرته اليوم الثلاثاء، أنه من المتوقع أن يركز اجتماع ترامب ونتنياهو على المفاوضات الجارية بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، وجهود إيران لإنتاج سلاح نووي، وشحنات أسلحة جديدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو يرغب في إظهار وجود علاقة وثيقة مع ترامب بعد أن أدت حربه في غزة إلى توتر العلاقات مع بايدن، موضحة أن ترامب ونتنياهو كان بينهما شراكة وثيقة خلال فترة ولاية ترامب الأولى. وفي تصريحات للصحفيين مطلع الأسبوع الجاري، قال الرئيس الأمريكي إنه يتطلع إلى الاجتماع.

محلل سياسي فلسطيني: ترامب يسعى لتغيير حدود إسرائيل خارج اتفاقيات 1948منظمة العفو: ترحيب ترامب بنتنياهو المطلوب جنائيا ازدراء للعدالة الدوليةوزير الخارجية الأسبق: نتنياهو أول زائر أجنبي للبيت الأبيض بعد تنصيب ترامبمبعوث ترامب: مكان إقامة الفلسطينيين قضية حساسة والعمل جاري على حلها

غير أن محللين أوضحوا أن نتنياهو سيذهب إلى اجتماعه وهو على خلاف مع ترامب بشأن العديد من القضايا الرئيسية بينها كيفية مواجهة الطموحات النووية الإيرانية ومدى سرعة إنهاء الحرب في غزة.

ولفتت الصحيفة إلى أن إدارة ترامب أوضحت أنها تريد أن ترى جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس يعودون ثم الانتقال إلى صفقة كبرى، وكل هذا يتوقف على إنهاء القتال في قطاع غزة.

وقالت نيويورك تايمز في تقريرها إنه مع تعرض حكومة نتنياهو اليمينية للخطر إذا انتهت الحرب مع بقاء حماس في السلطة هناك، وفي غياب أي خطة أخرى لغزة، يتوقع المحللون أن يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي تأخير الانتقال إلى المرحلة التالية من الصفقة، والتي تدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار.

ونقلت عن شيرا إيفرون، المحللة في منتدى السياسة الإسرائيلية، وهي مجموعة بحثية مقرها نيويورك، قولها: "لقد أبرم نتنياهو هذه الصفقة"، في إشارة إلى الاتفاق المكون من ثلاث مراحل مع حماس. 

وأضافت "إنه يحاول دائما كسب وقت ويؤجل الأمور لاحقا - وهو أمر يتقنه. يريد ترامب الوصول إلى الهدف وإنهاء الحرب".

وبحسب الصحيفة، فإن موقف نتنياهو ضعيف أيضا على المستوى الدولي، إذ أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال تتهمه بارتكاب جرائم حرب أثناء الصراع مع حماس.

وقال توماس نايدز، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل: "إن المخاطر عالية حقا بالنسبة لرئيس الوزراء، لكي نكون واضحين. الرئيس ترامب يحمل كل الأوراق وهو واضح حقا أنه يريد رؤية جميع الرهائن يعودون إلى ديارهم ". 

وأشار إلى أن المفاوضات بدأت في التحرك إلى ما هو أبعد من المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، والتي تعهدت حماس خلالها بالإفراج عن 33 سجينا مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بالسكان في غزة والحرية لمئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وقالت الصحيفة إن ما زاد من القلق في المنطقة أيضا هي التقارير التي وردت أمس الاثنين وتفيد بأن مسؤولي الاستخبارات الأمريكية يعتقدون أن إيران تسعى إلى إنتاج سلاح ذري أكثر بدائية يمكن تطويره بسرعة إذا قررت القيادة في طهران القيام بذلك.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا القرار قد تم اتخاذه، وقد أشار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أنه يرغب في بدء مفاوضات مع إدارة ترامب حتى مع استمرار العلماء النوويين في البلاد في جهودهم.

ووفقا للصحيفة، من المرجح أن يناقش ترامب ونتنياهو طرقا أخرى لمنع إيران من النجاح في بناء قنبلة، بما في ذلك إمكانية اتخاذ إجراء عسكري ضد المنشآت النووية في طهران. ودعا نتنياهو إلى اتخاذ إجراء عسكري في الماضي، لكن إسرائيل كانت تتراجع دائما بعد ضغوط من الولايات المتحدة.

كما يتضمن جدول أعمال اللقاء طلب نتنياهو من الولايات المتحدة المضي قدما في مجموعة من عمليات نقل الأسلحة المعلقة إلى إسرائيل والتي تبلغ قيمتها أكثر من 8 مليارات دولار من القنابل والصواريخ والمدفعية والأسلحة الأخرى. ولا تزال هذه الطلبات في عملية مراجعة غير رسمية في الكونجرس. 

وقال مسؤول أمريكي كبير، طلب عدم ذكر اسمه لأنه ليس مخولا بالتحدث علنا عن شحنات الأسلحة، إن إدارة ترامب بدأت في تقديم الإخطارات غير الرسمية اللازمة إلى الكونجرس لبدء عمليات نقل الأسلحة. وقد أوقف بايدن شحنة واحدة من أكبر القنابل المصنوعة في الولايات المتحدة إلى إسرائيل وسط غضب إزاء القصف الذي شنته القوات الإسرائيلية في غزة، وأمر ترامب البنتاجون بالمضي قدما في نقل الشحنة.

مقالات مشابهة

  • بدء ماراثون انتخابات «الأطباء البيطريين» في القاهرة والجيزة الجمعة المقبلة
  • انتخابات نيودلهي: آلاف الناخبين يتوجهون إلى مراكز الاقتراع
  • خلال لقائه ترامب.. نتنياهو يشير إلى التوتر مع إدارة بايدن
  • نيويورك تايمز: ترامب ونتنياهو يجتمعان لإعادة الدفء للعلاقات بعد برودة عهد بايدن
  • تحقيق معدل النمو 3.5%.. كيف يمكن زيادته خلال الفترة المقبلة؟
  • أكسيوس: بايدن يبدي تعاطفًا مع الفلسطينيين ويُظهر عدم ثقة كبيرة بنتنياهو
  • «مصر أكتوبر»: نستهدف تقديم دور توعوي وخدمي وتثقيفي لأهالي
  • مباحثات ألمانية كندية للرد على الرسوم الجمركية الأمريكية
  • «التنسيقية» تعقد ندوة في معرض الكتاب عن «جدل النظام الانتخابي»
  • "البديل الألماني" يتلقى تبرعات ضخمة لخوض غمار الانتخابات المقبلة