الناعبي: أكثر من ١٥٠٪ نسبة الاكتفاء الذاتي لسلطنة عمان من الأسماك

الكلبانية: يعكس الحضور الكبير للشركات العمانية التوجه الوطني نحو تطوير الصناعات البحرية

الرويضي: الأسماك العمانية علامة معروفة ومرغوبة من قبل المستهلكين العالمين

شاركت سبع شركات عمانية متخصصة في إنتاج وتسويق الأسماك في المعرض الدولي للمنتجات البحرية الذي تستضيفه مدينة برشلونة الإسبانية في الفترة من ٢٣ إلى ٢٥ أبريل، بهدف عرض الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع الصيد التجاري والاستزراع المائي والتصنيع السمكي في سلطنة عمان، وللوصول إلى أسواق جديدة من خلال عقد شراكات مع الكيانات المختلفة للقطاع حول العالم في ظل وجود مسؤولين وممثلي شركات من أكثر من ٨٧ دولة.

وحول الإقبال العالمي، والأوروبي خاصةً التي تحظى به المنتجات السمكية والبحرية العمانية، أكد المشاركون المحليون في لقاءات حية أجرتها "عمان" أنهم لقوا إقبالا واسعًا من حضور المعرض بمختلف خلفياتهم المهنية، وقالوا إن المستهلكين ينظرون إلى اسم سلطنة عمان على المنتجات السمكية كعلامة أكيدة لجودتها، نظرًا للاشتراطات الصحية والمهنية الرصينة التي تفرض على هذه المنتجات، ونظافة المياه التي تأتي منها.

ويرجع بدر الناعبي، مدير عام تطوير الأعمال بشركة تنمية أسماك عمان (الذراع الاستثماري لجهاز الاستثمار العماني في قطاع الثروة السمكية) هذا الإقبال المطرد إلى ما تتميز به المنتجات العمانية من جودة عالية مع مراعاة معايير الاستدامة، إضافة إلى الظروف الاقتصادية العالمية والمتعلقة بسلاسل الإمداد والتوريد التي تعطي سلطنة عمان الأفضلية من ناحية الموقع والمورد في الفترة الحالية.

ويقول الناعبي إن سلطنة عمان نجحت في تحقيق نسبة اكتفاء ذاتي من الأسماك تجاوزت ١٣٥ بالمائة، مما يدفعنا إلى الخطوة التالية والمتمثلة في التصنيع السمكي لتحقيق فائدة ودخل أكبر للقطاع.

وخلال المعرض، تشارك شركة تنمية أسماك عمان في مناقشات حول الصيد التجاري المستدام، وقدرة القطاع على مواجهة التغيرات المناخية، وتعزيز سلاسل التوريد القابلة للتتبع. وتسعى الشركة إلى الدخول في السوق الأوروبية من خلال تقديم منتجات التونة وغيرها من المأكولات البحرية التي يتم صيدها بطريقة مسؤولة.

وتعليقًا على أهمية المشاركة العمانية في الحدث الأضخم من نوعه في القطاع، قالت الدكتورة عبير بنت علي الكلبانية، مديرة دائرة القيمة المحلية المضافة بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه: تعد مثل هذه المشاركات الدولية فرصة مهمة لعرض منتجات الثروة السمكية العمانية والتقدم الذي أحرزه القطاع وتعزيز مكانته في السوق العالمية، كما تعد فرصة للتبادل التجاري والثقافي مع الشركات والمهتمين في صناعة المأكولات البحرية على المستوى العالمي، إضافة إلى دورها في تعزيز التعاون الثنائي والفرص الاستثمارية بين سلطنة عُمان والشركات العالمية المهتمة بقطاع الثروة السمكية.

وأضافت: يعكس هذا الحضور الكبير للشركات العمانية الدعم الذي يحظى به قطاع الثروة السمكية والتوجه الوطني نحو تطوير الصناعات البحرية ذات القيمة المضافة والترويج للمنتجات السمكية العمانية على المستوى الدولي لما في ذلك من إسهام كبير في تعزيز الاقتصاد الوطني وتعظيم قيمة الصادرات البحرية وفتح أسواق جديدة للشركات المحلية، وتأكيدًا لمكانة عُمان ودورها التاريخي البحري العريق والممهد نحو المستقبل برؤية اقتصادية واعدة.

ومن جانبه، يرى المهندس نبيل الرويضي، الرئيس التنفيذي لشركة الأسماك العمانية أن المشاركة في المعرض مهمة جدًا لبقاء الشركات المحلية في المكانة العالية التي تحظى بها في القطاع، كون الحدث يقدم لها فرصة الاطلاع على مستجدات الصناعات السمكية ومناقشة أبرز الحلول والتقنيات والالتقاء بغالبية الموردين من جميع أنحاء العالم تحت سقف واحد.

ويقول: أصبحت الأسماك العمانية علامة معروفة ومرغوبة من قبل المستهلكين والموردين العالمين، الذين ينتظرون مشاركتنا كل عام ليطلعوا على جديد منتجاتنا، وذلك بسبب الجودة العالية لهذه المنتجات وقدرة سلطنة عمان العالية على تغطية احتياجات السوق العالمية بالكميات المناسبة.

وأضاف أن القطاع كان قد شهد تطورا ملموسًا منذ اعتماد رؤية عمان ٢٠٤٠ وبدء العمل بها، إلا أن هناك تحديات تتعلق بمخزون الأسماك والمنافسة الحادة إضافة إلى الأوضاع المناخية التي تسببت في تفاوت مواسم الصيد، مشيرًا إلى أن هذه العوامل مجتمعة تدفع الشركات المحلية اليوم إلى إعادة تشكيل خططها الإنتاجية وتوجهاتها وتبني مفاهيم وصناعات مستحدثة لضمان بقائها بشكل فاعل في السوق.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأسماک العمانیة الثروة السمکیة سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

موارد عمان يطلق أبحاثًا مبتكرة لاكتشاف النباتات الغذائية والعلاجية

"عمان": يقوم فريق متخصص من مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية (موارد) التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بتنفيذ مهام سنوية لجمع عينات نباتية من مختلف محافظات سلطنة عمان، وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه هذا العمل من حيث صعوبته وخطورته والوقت والجهد الذي يتطلبه، فإن المركز يواصل هذه الجهود لتلبية ستة أهداف رئيسية تهدف إلى تعزيز الحفاظ على التنوع البيولوجي، ودراسة التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة، وتحقيق الاستخدام الزراعي والاقتصادي المستدام، والاستجابة للطوارئ البيئية، بالإضافة إلى دعم البحث العلمي والحفاظ على التراث الزراعي والثقافي.

تشمل أولويات مركز "موارد" الحفاظ على النباتات المهددة بالانقراض في سلطنة عمان، نتيجة للتغيرات المناخية أو الأنشطة البشرية. إذ يساعد جمع بذور هذه النباتات على ضمان بقائها وتوفير فرصة لاستزراعها في المستقبل. ومنذ بداية مشروع جمع العينات في عام 2018، حقق المركز إنجازات ملحوظة، حيث نفذ 81 مهمة جمع، وزار231 موقعًا مختلفًا في 50 ولاية، وسجل 352 نوعًا من النباتات البرية. كما تمكن الفريق من جمع 174 مجموعة بذرية، منها 18 مجموعة مهددة بالانقراض، تم إدراجها في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة.

إنجازات ملموسة

خلال السنوات السبع الماضية، تمكن المركز من إدخال بيانات 883 مدخلًا في قاعدة بيانات النباتات البرية، وجارٍ إدخال هذه البيانات في منصة معلومات الموارد الوراثية النباتية. بالإضافة إلى ذلك، تم تسجيل 17.623 قراءة للموارد الوراثية النباتية المستهدفة، ما يعكس الجهود المبذولة في تعزيز فهم التنوع البيولوجي المحلي وحمايته.

تستمر هذه المبادرة في دعم جهود سلطنة عمان لتحقيق التوازن بين الحفاظ على البيئة وتعزيز الموارد الطبيعية، مع الاهتمام المستمر بالحفاظ على التراث الزراعي والثقافي.

الظروف المتغيرة

تتعرض النباتات في سلطنة عمان لظروف مناخية قاسية، مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى الأنواء المناخية الاستثنائية التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة. ومن خلال جمع بذور هذه النباتات، يقوم الباحثون بدراسة خصائصها الوراثية التي تمكّنها من التكيف مع هذه التغيرات البيئية. تساهم هذه المجموعات المدخلة في قاعدة بيانات النباتات البرية في تعزيز التكيف المستدام مع الظروف البيئية المتغيرة، مما يتيح لها البقاء والنمو في بيئات قاسية.

الاستخدام الزراعي والاقتصادي

تسعى سلطنة عمان إلى الاستفادة من النباتات المحلية في العديد من المجالات الزراعية والصناعية، من خلال جمع وحفظ بذورها بهدف تأمين موارد غذائية وطبية واقتصادية مستدامة. كما تعمل على تعزيز استدامة الموارد الطبيعية عبر استزراع النباتات العمانية. وتستهدف مسودة اتفاقية مستقبلية مع شركة تنمية نخيل عمان استزراع بعض النباتات لاستخلاص الزيوت والعناصر القابلة للاستخدام الصناعي، مما يسهم في تعزيز الاستخدام الاقتصادي لهذه النباتات ويعود بالنفع على الاقتصاد الوطني.

الاستجابة للطوارئ البيئية

في حالات الطوارئ البيئية أو الكوارث الطبيعية، يلعب حفظ بذور النباتات دورًا حاسمًا في استعادة الأنواع النباتية المهددة بالانقراض. مع تسجيل 17.623 قراءة للموارد الوراثية النباتية المستهدفة، توفر هذه البيانات إمكانيات استجابة سريعة وفعّالة لاستعادة النباتات في حالات الطوارئ البيئية، مما يعزز قدرة السلطنة على مواجهة التغيرات البيئية المفاجئة وحماية التنوع البيولوجي المحلي.

البحث العلمي

يعد جمع بذور النباتات المحلية المخزنة من الركائز الأساسية للبحث العلمي المستمر في سلطنة عمان، حيث يوفر للمختصين مادة غنية لدراسة خصائص النباتات الوراثية واستخداماتها في مشاريع الاستدامة وتحسين الأنواع الزراعية. كما يسهم هذا البحث في إيجاد حلول مبتكرة للموارد الوراثية النباتية المحلية المستهدفة، مما يعزز من أهمية هذه النباتات في مستقبل الأمن الغذائي والعلاجي.

على سبيل المثال، نشر الفريق البحثي في مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية ورقة علمية حول "استكشاف الإمكانات الغذائية والعلاجية لشجرة الشوع في سلطنة عمان". كما شارك المركز في نشر عدد من الأوراق العلمية الأخرى في مجلات علمية محكمة، مثل ورقة حول استكشاف شجرة العفة البرية (كف مريم، سليخة، زليخة) Vitex agnus-castus L للاستخدامات الصيدلانية، وورقة عن إمكانات نبات البيذمان Boiss Salvia macilenta كمكمل غذائي في عمان، بالإضافة إلى ورقة أخرى حول إمكانات شجرة الشوع peregrina (Forssk) Fiori من الناحية الغذائية والعلاجية. كما تم نشر دراسة عن الخزامى البري (غزغاز) Lavandula subnuda وتركيبها الكيميائي بهدف دراسة استخدامها في التطبيقات الطبية والعطرية.

الحفاظ على التراث

تعتبر بعض النباتات في سلطنة عمان جزءًا لا يتجزأ من التراث الزراعي والثقافي للبلاد، حيث تعد العديد من هذه النباتات فريدة من نوعها ولا توجد في أي مكان آخر في العالم. لذلك، يسعى مركز عمان للموارد الوراثية من خلال جمع وحفظ بذور هذه النباتات إلى الحفاظ على الهُوية الثقافية العمانية. وفي إطار هذه الجهود، يتم تنظيم محاضرات علمية وزيارات ميدانية للمدارس والجامعات لزيادة الوعي حول قيمة هذه النباتات في المجتمع العماني. كما تم تنظيم لقاءات إذاعية وتلفزيونية بالإضافة إلى نشر مقالات في الصحف المحلية لتعريف الجمهور بالمشروع وأهمية الموارد الوراثية النباتية في سلطنة عمان. وقد شارك ممثلو المشروع في تعليم الطلاب عبر الزيارات المباشرة في المناسبات العلمية، كما قدموا محاضرات لطلبة جامعة السلطان قابوس وجامعة نزوى وكلية صحم المهنية.

رؤية المركز المستقبلية

وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد بن ناصر اليحيائي، مدير مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية: "العالم من حولنا يتغير بشكل سريع، وهذه التغيرات نتيجة للأنشطة البشرية غير المستدامة التي أثرت وتستمر في التأثير على البيئات الطبيعية وكل الكائنات الحية التي تشكل أساس غذائنا ودوائنا ورفاهيتنا، وبالتالي هي مصدر لبقائنا. لذا، نحن في المركز نقوم بالتعاون مع المؤسسات الوطنية المعنية بحفظ الموارد الوراثية المهددة أو المهمشة، والتوعية بأهمية الحفاظ عليها".

وأضاف اليحيائي: "إذا فقدنا أي كائن حي، سواء بسبب التغيرات المناخية أو التوسع العمراني، فإننا نفقد فرصًا علمية واقتصادية وجمالية لا يمكن تعويضها. كما أن فقدان أي كائن حي يؤثر على النظام البيئي المتوازن الذي تعتمد عليه الطبيعة. ونحن جزء من هذا النظام، وبالتالي فإن أي ضرر يصيب الطبيعة ينعكس في النهاية علينا".

وأكد أن النباتات العمانية تعد موارد وراثية قيمة استخدمها الإنسان عبر العصور، وأن الباحثين في المركز يمتلكون العديد من الأسباب لجمع وحفظ هذه النباتات ودراسة خصائصها لاكتشاف الفرص الاستثمارية الكامنة فيها.

مقالات مشابهة

  • سلطنة عمان تحذر من انعكاس التصعيد ضد اليمن على أمن المنطقة
  • لماذا يستبعد ليفاندوفسكي هداف برشلونة الحليب من نظامه الغذائي؟
  • موارد عمان يطلق أبحاثًا مبتكرة لاكتشاف النباتات الغذائية والعلاجية
  • آخر تحديث لسعر الأسماك والمأكولات البحرية اليوم 15-3-2025
  • أسعار الأسماك والمأكولات البحرية اليوم السبت 15-3-2025
  • آخر تحديث لسعر الأسماك والمأكولات البحرية اليوم 14-3-2025
  • لحم 50 درهم.. مبادرة تلقى إقبالا واسعا بالحسيمة
  • تأثر أجواء سلطنة عمان بأخدود من منخفض جوي
  • تأثر أجواء سلطنة عمان بأخدود من منخفض جوي .. عاجل
  • الزراعة تمنع صيد الأسماك لغاية تموز المقبل لمنحها فرصة للتكاثر