جريدة الرؤية العمانية:
2024-06-30@01:37:12 GMT

أين تجد المساعدة الفكرية؟

تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT

أين تجد المساعدة الفكرية؟

 

محفوظ بن راشد الشبلي

mahfood97739677@gmail.com

 

 

مهما يصل الإنسان لعقل مُدبر ولحصافة فكر مُبدع ويُحسن التصوير والرسم والتخطيط إلا أنه يمر أحياناً بفراغ فكري ويحتاج لمن يجمع له شتات أفكاره الشاردة عنه ويُكمّل له نقصانه الذي اعتراه ويُعينه لإدارة قضاياه وحَلحَلتها وإتمامها وإنجازها، وأُشير هُنا للمساعدة الفكرية البحتة أمّا المِهنية فهي سهلة وسيجدها حتمًا من حوله وحواليه ومن القريبين منه ولن يبخلوا عليه بها.

إنَّ قضية المساعدات الفكرية هي التي يبحث عنها الإنسان المُفكّر في وقتنا الراهن والتي يحتاجها عند الضغوطات التي تعتريه للتدخل السريع معه فكريًا لإيجاد الحلول المناسبة والسريعة لها والتي تتطلب النجاعة الفكرية وسرعة البديهة والدقة في تنفيذها والتي تختزلها بعض الأنظمة في مفهوم تقدير ردة الفعل السريع لإعادة التنظيم عندما تتصادم الأفكار بواقع غير الذي وضعت له خطته المسبقة، وهي المعيار الذي يبحث عنه صاحب الفكر لمساعدته والعمل معه فكريًا كالفريق الواحد.

وقد علمتنا التجارب أنَّ المساعدات المِهنية والبدنية متوفرة ومتاحة بنسبة كبيرة وبواقع سهل إيجاده، نظير إيجاد المساعدات الفكرية سريعة التدخل عند الحاجة لها والتي يشح إيجادها لتنفيذ أمر مُستعجل تنفيذه وخاصة عندما يعيش الإنسان في بيئة شحيحة التوجّه الفكري وتعتمد شبه كلّياً على العامل البدني والمهني، ناهيك عن الذين لا يُفضلون إرهاق أذهانهم وأفكارهم لمساعدتك عندما تطلب منهم ذلك معتمدين اعتمادا كليا على التنفيذ فقط دون التفكير الذي يسبق ذلك التنفيذ، حتى تجدهم وقد وصلوا لمرحلة العبء عليك.

إنَّ القريبين منك بالأخص يقع عليهم واجب اجتهاد المساعدة الفكرية وعدم النأي بالنفس عن ذلك ولو بفكرة وضع نقطة فوق حرف أو تحريك حرف ساكن لجعله متحركاً، وقد علِمنا بأن اجتماع الأفكار تكون نتائجه الإبداع وأن لا يعتمد الإنسان لتحريك جسده فقط دون تحريك فكره وعقله وذهنه ويرمي حمل التفكير لكبير القوم أو للمسؤول عنه ويكون هو في خانة التنفيذ فقط، بل عليه أن يُشارك من حوله وحواليه بطرح فكرة أو مشورة أو رأي وأن يكون شريكهم فكريًا وألا يكون في طبقة الفئة المنفذة فقط.

الخلاصة..

يقول اللّه سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ) ولم يُشر سبحانه للذين يُشاهدون ويتفرجون فقط بل الذين يتفكرون، فمن منطلق قول الحق تبارك وتعالى بأن مسألة التفكير هي مسألة فطرية وحاجة تسبق كل شيء قبل تنفيذه، ويجب على الإنسان أن يجتهد فيها ويستخدم طاقته ويُسخرها ويكون عونًا لغيره فكريًا، فالزوجة مسؤولة عن مساعدة زوجها فكرياً وكذلك شأن الموظف والعامل والصديق والقريب وكل من ينتمي لمنظومة بشرية أينما تواجد فيها، لأنَّ الصخرة الكبيرة تحتاج لشخص أو شخصين لوضع فكرة لدحرجتها، بينما تحتاج لعشرة أشخاص أو أكثر لحملها من مكانها لمكان آخر وربما تكسر ظهورهم من وزنها، وهنا تظهر حاجة المساعدة الفكرية لإنجاز أي عمل أو لاجتياز أي مهمة بمجرد التفكير بإيجاد الحلول لها قبل البدء العشوائي لتنفيذها، وما أحوجنا لتلك المساعدة الفكرية في حياتنا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المنظمات الأهلية الفلسطينية: 10 آلاف حالة إعاقة في غزة بسبب العدوان الإسرائيلي

 

كشفت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، اليوم السبت، عن استشهاد المئات من الأشخاص ذوي الإعاقة، وإصابة الآلاف منهم بجروح.. موضحة إصابة عشرة آلاف مواطن بإعاقات مختلفة جراء العدوان الإسرائيلي، بالإضافة إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص ذوي الإعاقة وتعرضهم لظروف النزوح الصعبة، فضلا عن الصدمات النفسية الصعبة التي يتعرضون لها. 

مصر تواصل جهودها في تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة

وحذر قطاع تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة في الشبكة ، في بيان ، من التداعيات الخطيرة للعدوان الإسرائيلي المتصاعد والمستمر في قطاع غزة على واقع الأشخاص ذوي الإعاقة وحياتهم، في ظل الكارثة الإنسانية غير المسبوقة على المستويات كافة.

وأشار القطاع إلى أن قيام الاحتلال بتدمير البنى التحتية والطرق الرئيسية وتدمير مقرات المنظمات العاملة في مجال التأهيل، تسبب في الحد من قدرة الأشخاص ذوي الإعاقة على الحركة والوصول إلى الخدمات، وبالتالي الحد من فرص التنقل والإخلاء، ما عرّض ويُعرّض حياتهم للخطر الشديد، بالإضافة إلى خسرانهم لأدواتهم المساعدة، بسبب اضطرارهم إلى ترك الأدوات المساعدة بسبب القصف. 

وذكر أن حياة الأشخاص ذوي الإعاقة تتعرض للخطر، بسبب النقص الحاد في مصادر المياه والغذاء والطاقة، والأدوية، والعلاج الطبي والتأهيلي، وفيما يتعلق بالنزوح، فإن العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة يواجهون صعوبات كبيرة في مراكز الإيواء المكتظة بالنازحين وغير المناسبة لهم ، والتي لا تتوفر فيها مقومات الشمول، ما يضاعف صعوبة حصولهم على المساعدات الإنسانية، واستخدام الحمامات، وغيرها من الاحتياجات والمتطلبات الضرورية. 

وشدد القطاع على أن عدم مواءمة مراكز الإيواء بالإضافة إلى الاكتظاظ، يمثلان إشكالية إضافية تحد من وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى الخدمات المتوفرة على قلتها، إذ يعاني الأشخاص ذوو الإعاقة أكثر من غيرهم من سوء التغذية، ما يُعرّضهم للأمراض المزمنة، واحتمال الوفاة. 

وطالب قطاع تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة بأهمية توفير الحماية العاجلة للأشخاص ذوي الإعاقة، كما أدان الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، وبشكل خاص ما يقترفه من مجازر وإبادة جماعية مقصودة في قطاع غزة. 

ودعا إلى الإسراع في توفير الاحتياجات الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك الأدوات المساعدة كالكراسي المتحركة، والعكاكيز، والسماعات الطبية، والعصا البيضاء الخاصة بالإعاقة البصرية، والفرشات الطبية، وغيرها، ودعم المؤسسات التي تعمل في مجال تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعزيز قدرتها على الاستجابة لاحتياجاتهم.

.

مقالات مشابهة

  • كيف نقرأ واقع المجتمعات الإنسانية؟
  • إسرائيل: الانتقال للمرحلة "ج" بغزة قد يمنع حربا في الشمال
  • باسيل: أهم ما في التيار هو الإنسان وكرامته
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: 10 آلاف حالة إعاقة في غزة بسبب العدوان الإسرائيلي
  • الصمت الانتخابي.. فترة التفكير الحر للناخبين
  • كتاب جدد حياتك للشيخ محمد الغزالي
  • باحث بشئون الجماعات الأصولية: الإخوان يريدون طمث الهوية الفكرية والثقافية لمصر (فيديو)
  • هيئة الدواء تستقبل عدداً من ممثلي الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة
  • أطباء وممرضون أميركيون يتحدثون عن أهوال الحرب في غزة
  • ابتكار مولد نانوي يستخرج الطاقة من دم الإنسان