البقرة العاشرة.. «ماء النجاسة» لتطهير اليهود لـ100 عامًا
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
يؤمن اليهود بوجوب التطهر من نجاسات الموتى عن طريق رش المتنجس بالماء المخلوط برماد "بقرة حمراء" خالص لونها، لا يعتريها عيب، لم تشتغل ولم تضع، ولم تحلب. وتعد هذه الطقوس من الممارسات الدينية التي يتعذر إنجازها، ويصعب توفر شروطها، لذلك لم يتمكن اليهود من تأديتها على مدى تاريخهم الطويل، سوى 9 مرات، كان آخرها منذ ما يقارب 2000 عام.
وتعتبر طقوس التطهر برماد البقرة الحمراء، من الفرائض الدينية التي يحتفي بها اليهود، ويشاركهم فيها البروتستانت والمسيحية الأصولية التي تستند إلى تعاليم "العهد القديم"، وتؤمن بعودة المسيح إلى الأرض.
شروط محددةويجب أن تتوفر مجموعة من الشروط في البقرة، لتصبح صالحة للذبح والتطهر بها، ألا وهي: أن يكون شعرها أحمر خالصا، لا يشوبه أي لون آخر. وأن تكون قرونها وحوافرها ورموشها حمراء. ولم تسخر لأي نوع من العمل، ولم يوضع في رقبتها حبل، ولم يمتط ظهرها أو يتكئ عليها أحد، ولم تحمل على ظهرها وزنا، ولم يصعد على ظهرها حيوان ذكر، وتستثنى من ذلك الطيور. وأن تكون عفية خالية من العيوب والأمراض والتشوهات. وأن تربى في "أرض إسرائيل". وألا تكون خضعت للتزاوج قط. أن تكون قد دخلت عامها الثالث عند الذبح.
صالحة للتطهر لمدة 100 عامًاوبحسب المعتقدات التلمودية، بعد ذبح البقرة الحمراء وحرقها، يتم أضافة خشب الأرز ونبات الزوفا وصوف مصبوغ باللون القرمزي الداكن أثناء الحرق، ثم يجمع الرماد ويدق، ويوضع في إناء فيه ماء نقي، ويرش به الشخص المراد إزالة نجاسته، في عملية تستمر 7 أيام، حتى تزول عنه النجاسة، ويرش الإنسان المتنجس بالماء في اليوم الثالث، ولا يصبح التطهر مقبولا حتى يرش في اليوم السابع.
ويزعم أن خليط الرماد هذا يظل فعالاً لمدة تصل إلى 100 عام ويمكن خلطه بمياه الينابيع حسب الحاجة.
وخلال هذه الفترة، يقيم الكاهن المكلف بتأدية الطقوس مدة 7 أيام، في غرفة حجرية وألا يأكل أو يشرب إلا بآنية حجرية، ولا يمس شخصا أو شيئا ينجسه. ويشترط عند الذبح حضور حكماء وجمهور من بني إسرائيل، لا سيما الرجال، وكل من يحضر عليه أن يتعمد بالمياه الطاهرة.
وتذبح البقرة على مرأى من الكاهن المكلف، ثم ينثر دماءها باتجاه الهيكل 7 مرات، ولا الكاهن يشارك بالذبح ولا بالحرق ولا بجمع الرماد ولا برش الماء، لكن يقوم بكل واحدة من هذه المهام رجل آخر طاهر. وتحرق البقرة كاملة، ويكلف بجمع الرماد 3 صبية ذكور طاهرين، يتراوح عمرهم بين 7 و8 أعوام. ويرش الماء المخلوط بالرماد، أو ما يسمى "ماء النجاسة"، على كل من تنجس وعلى الناس جميعا والأمتعة والمكان الذي سيقام عليه الهيكل، ويحفظ شيء منه في كل مدينة لعمل التطهير اللازم لمن تنجس.
9 بقراتعلى مدى تاريخ بني إسرائيل الطويل، استطاع اليهود –بحسب روايتهم- التضحية بـ9 بقرات فقط، وهي: البقرة الأولى: أعدها النبي موسى عليه السلام، حوالي عام 1455 قبل الميلاد. البقرة الثانية: عام 515 قبل الميلاد. البقرة الثالثة والرابعة: عام 275 قبل الميلاد. البقرة الخامسة والسادسة: أعدهما الكاهن الأعظم لبني إسرائيل، يوحانان عام 200 قبل الميلاد. البقرة السابعة: عام 70 قبل الميلاد. البقرة الثامنة: أعدها حننمل المصري عام 37 قبل الميلاد. والبقرة التاسعة: أعدها إسماعيل بن فابوس عام 59 ميلادي.
ولم يتمكن اليهود من الحصول على "البقرة الحمراء العاشرة" والتطهر بها منذ ما يقارب 2000 عام، فقد كان الحصول على المواصفات المخصوصة في البقرة الحمراء دوما أمرا غاية في الصعوبة. وفضلا عن ذلك، تم طرد اليهود من الأرض المقدسة، وتشتتوا في البلاد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اليهود البقرة الحمراء بقرة المسجد الأقصى الهيكل البقرة الحمراء قبل المیلاد
إقرأ أيضاً:
غضب عارم ضد دعوة الرئيس الأمريكي لتطهير قطاع غزة عرقيا.. بيان رسمي
عبر المجلس القومي لحقوق الإنسان عن إدانته المُطلقة للتصريحات الأخيرة التي نُسبت إلى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والتي تدعو إلى الاستيلاء على قطاع غزة وترحيل سكانه قسراً.
وأكد المجلس أن هذه التصريحات تعد انتهاكاً جسيماً لمبادئ القانون الدولي الإنساني وقواعد حقوق الإنسان، وتتناقض صراحةً مع ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف الرابعة (1949)، لا سيما المادة (49) التي تحظر النقل القسري للأفراد تحت الاحتلال، والمادة (33) التي تُجرم العقاب الجماعي، كما تتعارض مع المادة (13) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تكفل حرية التنقل والاختيار.
وقال المجلس، إن قطاع غزة، باعتباره جزءاً لا ينفصل عن الأراضي الفلسطينية المحتلة، يتمتع سكانه بالحماية القانونية الكاملة بموجب القانون الدولي، مشير إلى أن الدعوة إلى ترحيلهم تندرج ضمن إطار الجرائم الدولية التي يُعاقب عليها النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (المادة 8)، والتي تشمل التهجير القسري كجريمة حرب.
تهجير سكان قطاع غزةوشدد القومي لحقوق الإنسان على أن مثل هذه الخطابات ليست فقط تحريضاً على العنف، بل هي استمرارٌ لسياسات التطهير العرقي التي تُمَأسَسُ الاحتلال وتُعَقد أي فرص للسلام العادل.
وطالب المجلس القومي لحقوق الإنسان بما يلي:
أولا: تحرك عاجل لمجلس الأمن، يتضمن:
اعتماد قرارٍ يُدين هذه التصريحات ويُصنفها كتهديدٍ للسلم والأمن الدوليين.دعوة مجلس الأمن الدولي إلي تفعيل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (181) لسنة 1947 الخاص بالتقسيم وإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة.تفعيل آلية المساءلة القانونية ضد أي جهة تُروج أو تنفذ سياسات التهجير القسري.ثانيا: التزام المجتمع الدولي بمسئولياته من خلال:
وقف الدعم السياسي والمالي والعسكري لأي كيان ينتهك القانون الدولي.دعم التحقيقات الدولية الجارية في انتهاكات حقوق الفلسطينيين، بما في ذلك تقارير الأمم المتحدة حول جرائم الحرب في الأراضي المحتلة.ثالثا: حماية صمود الشعب الفلسطيني من خلال:
تعزيز آليات الدعم الإنساني والقانوني للفلسطينيين في مواجهة سياسات التهجير والاستيطان.إعادة إحياء مفاوضات السلام على أساس حل الدولتين، وفقاً لحدود 1967 وقرارات الشرعية الدولية.رابعا: ضمان عدم الإفلات من العقاب بواسطة:
دعم دور المحكمة الجنائية الدولية في ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة في الأراضي الفلسطينية.إدراج الأطراف الداعمة لهذه الانتهاكات في قوائم العقوبات الدولية.وقال المجلس القومي لحقوق الإنسان، إنه إذ يُذكر بأن الصمت الدولي تجاه مثل هذه التصريحات يُشكل تواطؤاً معنوياً، يؤكد أن استهداف المدنيين وتجريدهم من حقوقهم الأساسية هو هدمٌ لمنظومة القيم الإنسانية المشتركة.
كما حذر المجلس من أن استمرار سياسات التوسع الاستيطاني والتهجير القسري سيُعمق الأزمات الإقليمية، ويُهدد بانفجارٍ شاملٍ تُدفع ثمنه البشرية جمعاء.
وأعلن المجلس عن إطلاق حملة دولية بالشراكة مع منظمات حقوقية لإعداد تقرير مفصل يُوثق الانتهاكات المرتبطة بهذه التصريحات، وسيُرفع إلى الأمم المتحدة والهيئات القضائية الدولية.