تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعود تقاليد احتفال الكنيسة الأرثوذكسية بسبت النور وعيد القيامة في القدس إلى العصور القديمة. في بداية الأمر، كانت الاحتفالات مفتوحة لجميع الفرق الدينية في المدينة، حيث يعود ذلك إلى أكثر من ألف عام. يُعتقد أنها نشأت في القرن التاسع، مما يجعلها تقليدًا غارقًا في قرون من الإيمان.

ومع مرور الزمن، شهدت هذه الاحتفالات تطورًا وتقييدًا من قبل كنيسة الروم الأرثوذكس، اما مراحل تطور تقييد الاحتفال تاريخيا فتتضمن تحديد الأوقات والأماكن للصلوات، ووضع الشروط للمشاركة في الاحتفالات، وتنظيم الطقوس بشكل دقيق. يُعزى هذا التقييد إلى الاعتقاد في أهمية الحفاظ على تقاليد وعادات الكنيسة وضمان سلسلة استمراريتها، وتطور هذه التقاليد إلى تغير في النظرة الدينية والثقافية نحو الاحتفال، وإلى الرغبة في الحفاظ على تقاليد الكنيسة وممارساتها بشكل صحيح.

 يُعتبر عيد القيامة واحدًا من أهم الأعياد في الديانة المسيحية وبالأخص في القدس. ويحتفل بهذا العيد بقيامة السيد المسيح من بين الأموات، وهو رمز للفرح والأمل. وبحسب تقييم عام 2024، فإن الحد الأقصى لعدد الأفراد المسموح لهم بدخول كنيسة القيامة وباحتها الخارجية هو 4200 شخص، بينما يتعرض المجتمع المسيحي الذي يبلغ عمره 2000 عام في المنطقة لهجوم متزايد، حيث تعمل الحكومة الإسرائيلية على تشجيع المتطرفين الذين قاموا بمضايقة رجال الدين وتخريب الممتلكات الدينية بوتيرة متسارعة. وقد سبق أن حذر البطريرك اللاتيني المعين من قبل الفاتيكان، بييرباتيستا، من أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة برئاسة نتنياهو جلبت موجة من العنف ضد المسيحيين وجعلت الحياة أسوأ في مهد المسيحية.

تاريخيًا تم تقييد الاحتفال بسبت الفرح في القدس عدة مرات، حيث احتفل المسيحيون بسبت النور في كنيسة القيامة بالقدس الشرقية المحتلة، رغم قيود الشرطة الإسرائيلية. يجمع الاحتفال بالنار المقدسة آلاف الحجاج، ودعا رؤساء الكنائس المسيحيين إلى تجاهل القيود والمشاركة في الاحتفالات الدينية. ويسافر المسيحيون من جميع أنحاء العالم للمشاركة في هذا الاحتفال الذي يرمز إلى قيامة المسيح.

وعلى مدى السنوات، كان يجتمع حوالي ١٠ آلاف حاج في كنيسة القيامة، وكان آخرون يحتشدون في الأزقة المحيطة بالبلدة القديمة. ولكن للسنة الثانية على التوالي، تم تقييد الدخول بأعداد معينة لأسباب أمنية. وترفض الكنائس الزعم بأن هناك حاجة لفرض القيود، ويتعرض المسيحيون المحليون لمضايقات وأعمال عنف متزايدة في القدس في هذا اليوم المميز، بينما ينتظرون بفارغ الصبر لرؤية شعلة النار المقدسة تنتقل من شخص لآخر حول الكنيسة في لحظة تجمع بين الإيمان والتاريخ والتقاليد الدينية.

تخيل أنك جزء من هذه اللحظة المذهلة، محاطًا بزملائك الحجاج، كل منهم يحمل آماله وأحلامه وصلواته. يتجاوز حفل النار المقدسة الزمان والمكان، ويربطك بسلسلة من الذين وجدوا العزاء والإضاءة في هذا الحدث الإلهي، واذ فجأه يتم تقييد الاحتفال هذا العام لأسباب أمنية للسنة الثانية على التوالي، وتم تحديد أعداد معينة للحجاج الذين يحضرون للاحتفال في كنيسة القيامة بالقدس المحتلة. يأتي هذا القرار نتيجة للتوترات والمضايقات التي يتعرض لها المسيحيون المحليون في المنطقة، وخاصه بعد العدوان علي غزة، ومازالوا يرون أن الاحتفال بالنور المقدسة يمثل لهم لحظة تجمع بين الإيمان والتاريخ والتقاليد الدينية. 

والتقييد هنا يشمل زفة النور او المسيرة والتي تنطلق من البلدة القديمة (حارة النصاري) بحيث يشترك بها المئات من المؤمنين والحجاج ويتقدمها الكشافة بالات العزف المختلفه وتكون مسيرة مميزة جدا، يحتفل بها جميع المشتركين بإطلاق الاناشيد الدينية، والتعميم جاء بأن يتم الغاء عزف الكشافه واي مظاهر احتفالية اخرى، في سابقه لم تحدث في الماضي لذلك سيكون تسليم النور على ابواب الكنائس دون مظاهر احتفالية، تضامنًا مع ضحايا الحرب المستمرة في غزة، ويمكن النظر إلى تقييد الاحتفالات كرسالة سياسية للاحتلال الإسرائيلي، تُظهر تمسك الفلسطينيين بدينهم ومقدساتهم، وصمودهم في وجه الظلم والقمع، وتأكيد على هوية القدس وتعزز من صمود الوجود المسيحي فيها، في ظلّ محاولات تهويد المدينة وطمس هويتها، حيث تتداخل العوامل الدينية والسياسية والإنسانية لتُشكل واقعًا مُعاشًا، وتُعدّ بمثابة انعكاس لِمشاعر الحزن والتضامن والصمود.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سبت النور كنيسة القيامة المسيح کنیسة القیامة فی القدس

إقرأ أيضاً:

كيف نتأكد من مصدر المعلومة الدينية؟.. السيد عبد الباري يجيب

أكد الدكتور السيد عبد الباري، من علماء الأزهر الشريف، على أهمية التحقق من مصدر المعلومة، خاصة إذا كانت تتعلق بالدين، محذرًا من خطورة "السيولة المعرفية" التي أصبحت تنتشر عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي دون رقيب أو تدقيق.

وقال عبد الباري، خلال تصريحات له:  "إن المعلومة الدينية مش زي أي معلومة، دي بتتعلق برضا ربنا وسخطه، يعني مش زي خبر كروي أو سياسي أو اقتصادي، خطأ فيهم قد يكون ضرر، لكن في الدين؟ الخطأ قد يضلّ الناس، بل قد يوقع في الكفر أو البدعة والضلال".

وكشف عن أن كثرة تكرار المعلومة لا يعني صحتها، فـ"الشير" وحده لا يجعل المعلومة علمًا،كما أن كثرة النشر لا تجعل الباطل حقًّا، والله تعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)، ومن هنا كيف نعرف المصدر ونتأكد منه؟.

رئيس جامعة الأزهر: لهذا السبب تمت الموافقة على مناقشة رسالة دكتوراه لباحثة بعد وفاتهاوكيل الأزهر الأسبق: ارتداء فنان بدلة رقص عار على مصر وتاريخهاهل يجوز للمرأة أن تتصدق من مال زوجها دون علمه؟.. الأزهر يجيبحكم قطع صلة الرحم مع الأقارب الذين يكثرون من الإساءة إلي ولأسرتي؟.. الأزهر يجيب

وتابع:  "هل المعلومة التي تصلك، دينية أو غير دينية، تعرف مصدرها؟ تعرف مين اللي كتبها؟ هل هو عالم مؤهل؟ ولا مجرد شخص يتحدث بلهجة أهل العلم؟ لأن للأسف، بعض الناس يتزيّا بزي أهل الدين، ويدخل بألفاظ دينية مألوفة على جمهور عاطفي بطبعه، فيُقبل كلامه دون تحقق".

وأشار  إلى أن تطور وسائل المعرفة سهّل الوصول إلى المعلومة، لكنه أيضًا زاد من حجم المغالطات والتحريفات، فزمان كنا نبحث عن حديث في الموسوعات الضخمة ونمشي وراء كل كلمة وحديث، والبحث كان متعب لكنه مثرٍ، دلوقتي تاچ واحد على الموبايل يطلع لك الحديث، بس ممكن يكون مزيف أو محرف، وهناك ما يُعرف في علوم الشريعة بـ'التصحيف'، يعني غلطة في نقطة تغيّر معنى الكلمة، والناس مش واخدة بالها".

وأكد أن التحري عن صحة المعلومة الدينية واجب شرعي، خصوصًا في هذا الزمن الذي تشوش فيه الحقائق وتُخلط فيه الشائعات بالعلم، والمعرفة الحقيقية بالخرافة، مضيفا: "مفيش حاجة اسمها اتقال وقالوا وقال أهل العلم، من غير ما تعرف مين اللي قال، ولا هو قال فين، ولا قال ليه، لازم تبحث، لازم تتأكد ده دينك!".

وأضاف قائلا: "يا جماعة الخير، ضروري تسألوا: المعلومة دي جت منين؟ مين الأستاذ اللي قالها؟ هل تربى على مائدة العلم والعلماء؟ ولا مجرد واعظ لطيف؟ من حقك تشك، ومن واجبك تبحث، لأن دا دين".

مقالات مشابهة

  • وفد جامعة دمياط يزور كنيسة العذراء مريم لتهنئة الأخوة الأقباط بعيد القيامة المجيد
  • أجواء روحانية استثنائية في كنيسة القيامة استعدادًا لأسبوع الآلام والفصح المجيد
  • محافظ دمياط يزور كنيسة العذراء ضمن احتفالات عيد القيامة
  • محافظ دمياط يزور كنيسة الروم الأرثوذكس للتهنئة بعيد القيامة
  • تهور الاحتفالات
  • المجلس الاقتصادي ينتقد تقييد حق الجمعيات في الانتصاب كطرف مدني في قضايا المال العام
  • عمارة يصطدم بوهبي في قضية تقييد شكايات الجمعيات في قضايا الفساد
  • حزب المؤتمر يرفض مقترحات حظر سفر الأطباء ويعتبرها تقييد للحرية ومخالفة للدستور
  • الدولة والسلفيات الدينية والمذهبية
  • كيف نتأكد من مصدر المعلومة الدينية؟.. السيد عبد الباري يجيب