تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد حسن شحاتة وزير العمل خلال زيارته اليوم الثلاثاء ،إلى محافظة جنوب سيناء ،على أن التقدم الذي يحدث في مجال العمل ،ثمرة من ثمار الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني خاصة في محافظة جنوب سيناء التي تشهد عملية تنمية مستمرة في كل المجالات  .

.وأكد "الوزير" في كلمة له في إطار جولته اليوم في مدينة شرم الشيخ حيث يستقبله المحافظ اللواء د.

خالد فودة ،ع أن هذه الزيارة تتزامن مع عيد تحرير سيناء رقم 42 ،وكذلك حصول مدينة شرم الشيخ مؤخرا  على جائزة دولية في الأمن والأمان ،وافضل وجهة سياحية حول العالم ..مشيرا إلى جهود الوزارة في دمج ذوي الهمم في سوق العمل ،وتنمية مهارات الشباب على سوق العمل في الداخل والخارج ،ونشر ثقافة السلامة والصحة المهنية ،وتعزيز علاقات العمل في مواقع الإنتاج ،من أجل الاستمرار في صناعة بيئة عمل لائقة ،محفزة على الاستثمار ،والأمان الوظيفي للعمال ..

بدأ وزير العمل كلمته التي ألقاها في " ملتقى ختام مبادرة السلامة والصحة المهنية ودروها في النهوض بقطاع السياحة"،  بالقول :"إنه لمن دواعي سعادتي تواجدي اليوم ،على هذه الأرض الطيبة ....ونحن نحتفل بالذكرى الثانية والأربعين لتحرير سيناء....التي تجسد الدور الوطني والبطولى لقواتنا المسلحة ،وشعب مصر العظيم ....الذي يقف صفا واحدا ،في مواجهة كافة التحديات الداخلية والخارجية ..كل عام وانتم بخير ..ونجدها فرصه لكي نبعث ببرقية تهنئة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة....و الفريق أول محمد زكى القائد العام للقـوات المسلحـة وزير الدفاع والإنتاج الحربى ،بهذه المناسبة العزيزة على قلب كل مصري ..لنؤكد أن روح تلك الانتصارات الوطنية الكبيرة ،لازالت متواجدة بيننا.... نستعين بها في العبور  نحو الجمهورية الجديدة .."

وأضاف الوزير :"كما نجدها فرصة لكي نتقدم بخالص التهنئة ،بفوز مدينة شرم الشيخ بجائزة أفضل وجهة سياحية آمنة للزيارة في العالم، وكذا فوز اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، بالجائزة الذهبية، لأفضل محافظ قائد للتنمية لمدينة سياحية في العالم "رجل العام"..وذلك ضمن جوائز الاتحاد الأفريقي الآسيوي الذهبية...وهو ما يؤكد نجاح خطط تطوير وتنمية مدينة شرم الشيخ، باعتبارها أيقونة للسياحة المصرية ،ووجهة المؤتمرات العالمية ،لتتحول إلى مدينة ذكية خضراء"

وأكد الوزير شحاتة أن  العبور نحو بيئة العمل اللائقة يتحقق أيضا في كل شبر على أرض هذا الوطن العزيز  ...الذي يجني ثمار الانتصارات ....ليس على الاستعمار فقط ،بل على الإرهاب وأعوانه..نجني تلك الثمار في  المشروعات العملاقة التي تساهم في التنمية.... وتوفر فرص العمل ، وتصنع مناخ الأستثمار الأمن الذي تشهده مصر ،رغم التحديات المحيطة بنا من كل جانب .."

وقال :"لقد كانت توجيهاتي المستمرة إلى مديرية العمل بمحافظة جنوب سيناء، بتكثيف الجهود والتعاون مع كافة كافة شركاء العمل والتنمية في الملفات المشتركة خاصة التدريب المهني ،ودمج ذوي الهمم في سوق العمل..وكذلك في نشر ثقافة السلامة والصحة المهنية داخل كافة مواقع العمل والمنشآت للحفاظ على صحة العمل ،وأدوات الإنتاج ....خاصة وأن هذه المحافظة يتولى إدارتها شخصية فريدة من نوعها ،قامت بدورها الوطني  تجاه هذا الوطن ،ولا زالت قادرة على العطاء... وهو سيادة المحافظ اللواء د. خالد فودة ...له مني كل التقدير والاحترام على دوره البارز في استكمال عملية تنمية محافظة جنوب سيناء .."

وقال شحاتة :"إن هذه الفعاليات الذي نشهدها اليوم ،تأتي استكمالا لدور وجهود الوزارة في تنفيذ خطط العمل،حيث توفير 80 عقد عمل لذوي الهمم ،في إطار  جهود الوزارة بدمج ذوي الهمم في سوق العمل  تنفيذًا لتوجيهات فخامة الرئيس السيسي ،رئيس الجمهورية ،وتنفيذ سياسية الحصر والتدريب والتشغيل ،وكانت النتيجة توفير أكثر من  14 الف فرصة عمل لذوي الهمم في كافة المحافظات ،منذ بداية عام 2023 ،وحتى الأن،منهم ما يقرب من 1500 فرصة عمل في شهري فبراير ومارس الماضيين فقط ..كما نشهد اليوم  توقيع بروتوكول تعاون مع مديرية التربية والتعليم وبعض الفنادق بجنوب سيناء ،للتدريب من أجل التشغيل ،في اطار جهود الوزارة في ملف التدريب المهني ،الذي يشهد تطوير ،ليس فقط من خلال المراكز الثابتة والمتنقلة،التابعة للوزارة في المحافظات ،ولكن أيضا أطلقنا في يناير الماضي مشروع "مهني 2030"،لتطوير منظومة التدريب المهني بالتعاون مع القطاع الخاص ،مستهدفين تنمية مهارات مليون متدرب سنويا على المهن التي يحتاجها سوق العمل في الداخل والخارج..كما تختتم وزارة العمل في هذه الفعالية ملتقى نظمته الإدارة المركزية للسلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل بالوزارة ،في إطار  فعاليات مُلتقيات، ومُبادرات "السلامة والصحة المهنية"،بجميع المحافظات،إحتفالًا بيوم "السلامة العالمي"،الذي يُوافق يوم 28 أبريل من كل عام......حيث بدأ هذا المُلتقى الأول ،بمدينة شرم الشيخ،لتسليط الضوء على" دور السلامة والصحة المهنية في النهوض بقطاع السياحة "....وتأتي هذه النوعية من المُبادرات،والحملات ،إستكماًلا لدور "الوزارة" في نشر ثقافة "السلامة والصحة المهنية"، في المنشأت،وبين أطراف العمل والإنتاج ....ويتضمن برامج التوعية موضوع "تأثير التغيرات المناخية على العاملين في بيئة العمل"،والذي تتبناه منظمة العمل الدولية،في إحتفالاتها بيوم "السلامة العالمي" لعام 2024.."..

وتحدث المحافظ اللواء خالد فودة ،مرحبا بالحضور ،وتقدم بالتهنئة  لوزارة العمل على الاختيار الموفق لعقد الملتقى الأول للسلامة والصحة المهنية ،في مدينة شرم الشيخ ،بإعتبارها عاصمة المؤتمرات ،وحصولها على  الجائزة الذهبية كأفضل وجهة سياحية في العالم،والاعتراف الدولي بها كمدينة آمنة  .وقال كل ذلك كان لن يتحقق لولا أن شرم الشيخ متميزة في معايير السلامة والصحة المهنية ..وقال إن ما تشهده مصر بقيادة الرئيس السيسي من تقدم وتنمية ،غير مسبوقة في ظل الجمهورية الجديدة ،وقال أن وزارة العمل لديها رؤية واضحة ومتميزة في نشر ثقافة السلامة والصحة المهنية مما يخلق بيئة عمل لائقة ،تحقق للمزيد من الإنتاج ..وأضاف أنه سعيد للمشاركة مع وزير العمل عقود عمل لذوي الهمم ،وبروتوكول التعاون بشأن التدريب المهني للشباب السيناوي وتأهيلهم للعمل ..

وخلال كلمتها ، رحبت وفاء نجاح مدير مديرية العمل بجنوب سيناء ، بوزير العمل ، والسادة الحضور ،..وقال "هذه الفعاليات  تنظمها المديرية بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية الذى يوافق 28 ابريل من كل عام ، حيث انطلقت فعاليات ملتقى السلامة والصحة المهنية بشرم الشيخ في الفترة من 22 الى 23 ابريل 2024 ، بعنوان "دور السلامة والصحة المهنية في النهوض بقطاع السياحة " ، ذلك النشاط الهام والذى تتميز به المحافظة ، حيث توجت مدينة شرم الشيخ بالمدينة السياحية ، والتي فازت بأفضل وجهه سياحية امنه على مستوى العالم من الاتحاد الافريقى الاسيوي للتنمية والسياحة والتكنولوجيا ، وقد ساهم ذلك الحدث العالمى على زيادة الاقبال على المدينة السياحية المتميزة وكافة مدن المحافظة مما انعكس على زيادة فرص العمل التي يوفرها هذا القطاع الهام ومن خلال مبادئ الجمهورية الجديدة التي أرسى دعائهما الرئيس عبد الفتاح السيسى وتوجيهات فخامته بالاهتمام بذوي الهمم ودمجهم داخل سوق العمل ومتابعة تشغيلهم بالمنشآت ، معلنة عن تسليم عدد 25 عقد عمل من اصل 80 فرصة عمل جرى توفيرها خلال شهر ابريل الجارى .."

وأضافت مدير المديرية :" انطلاقاً من رؤية الدولة المصرية 2030 للتنمية المستدامة ، وإطلاق وزارة العمل لمشروع مهنى 2030 الذى يستهدف تدريب مليون متدرب سنويا من اجل الوصول لعمالة مدربة وماهرة بالداخل والخارج ، فإن المديرية بصدد توقيع بروتوكول تعاون مع مديرية التربية والتعليم ومجموعة من فنادق مدينتي شرم الشيخ ودهب ، لتدريب خريجي التعليم الفني على الهمن المطلوبة بالقطاع السياحي وتشغليهم بعد التدريب ، حيث يحظى ذلك بمتابعة مديرية العمل، لما بعد التدريب حيث سيتم تشغيل المتدربين داخل تلك المنشات التي تم تدريبهم فيها" ..ووجهت مديرية المديرية  الشكر إلى  محمد عقل وكيل وزارة التربية والتعليم بجنوب سيناء ، وكذلك مجموعة الفنادق المشاركة على التعاون المثمر تحت رعاية وزير العمل حسن شحاتة ، واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء ..

وفي ختام اللقاء سلم الوزير حسن شحاتة "درع العمل " ، لمحافظ جنوب سيناء..وسلم المحافظ هدية تذكارية عبارة عن مصحف شريف إلى وزير العمل ..

FB_IMG_1713872439917 FB_IMG_1713872437922 FB_IMG_1713872436091 FB_IMG_1713872434259 FB_IMG_1713872432175 FB_IMG_1713872427063 FB_IMG_1713872424795 FB_IMG_1713872422144 FB_IMG_1713872420197

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاستقرار السياسي السلامة والصحة المهنية اللواء خالد فودة حسن شحاتة وزير العمل ذكرى تحرير سيناء ذوي الهمم عقود عمل مبادرة السلام محافظة جنوب سيناء وزارة العمل السلامة والصحة المهنیة مدینة شرم الشیخ التدریب المهنی وزارة العمل بجنوب سیناء جنوب سیناء وزیر العمل خالد فودة سوق العمل حسن شحاتة العمل فی الهمم فی عمل فی

إقرأ أيضاً:

أمريكا الإسرائيلية وإسرائيل الأمريكية.. الأسطورة التي يتداولها الفكر السياسي العربي!

الكتاب: أمريكا... "إسرائيل" الكبرى... التاريخ الحقيقي لأمريكا في العالم العربي
 الكاتب: د. عبد الحي زلوم
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2009 ـ عدد الصفحات 408

هل فعلاً أنَّ اللوبي الصهيوني يمتلك القدرة على توجيه القرار العام الخارجي الأمريكي، لما يخدم مصلحة "إسرائيل"، وليس أمريكا؟ وهل من الصحيح أن هناك سلطة أحادية الجانب في السياسة الخارجية الأمريكية، هي سلطة اللوبي الصهيوني، ولاسيما في الشق المتعلق بالشرق الأوسط تمارس ضغطاً مباشراً على الرؤساء الأمريكيين، حيث أن نجاح أو إخفاق أي رئيس أميركي يبقى مرهونا بأموال وأصوات اللوبي الصهيوني، كما تروج له الفكرة السائدة في العقل السياسي العربي؟

في سياق المحاولات لفهم طبيعة العلاقة بين "إسرائيل" والولايات المتحدة الأمريكية، كثيرا ما يجري تناولها من زاوية محددة، أو بنظرة أحادية الجانب، إذْ تحرص "إسرائيل" والحركة الصهيونية العالمية على تقديم صورة مضخمة لنفوذ اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية وهي تهدف من وراء ذلك تخويف أعداء "إسرائيل" وإظهار هذه الأخيرة بمظهر القوي المتحكم في القرار السياسي الأمريكي ليبدو وكأنه يتقمّص سمات الموقف الإسرائيلي بصورة لا يستطيع أحّد أن يفرّق بين صوت رئيس الوزراء الإسرائيلي من صوت الرّئيس الأمريكي في كل الأوساط الدّوليّة داخل وخارج الأمم المتّحدة.

وفيما درج الفكر السياسي العربي على إظهار الولايات المتحدة أمة تستحق الإشفاق، إذ إن قرارات هذه الدولة العظمى وتوجهاتها وسياساتها تصنع على يد الطباخين اليهود، حيث تستثمر "إسرائيل" هذه الصورة المضخمة لتيئيس العرب والمسلمين من إمكانية التأثير في الرأي العام الأمريكي والسياسة الخارجية الأمريكية المنحازة إلى جانب الكيان الصهيوني، فإنَّه يهمنا من جانبنا أن نؤكد على أنَّ "إسرائيل" ليست إلا مجرد أداة أمريكية تقوم بدور وظيفي لحماية المصالح الاستراتيجية الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما بعد أن شيعت الولايات المتحدة مبدأ مونرو لتخرج من عزلتها التقليدية إلى معترك الصراع الدولي، وتعاظم دور الأداة لتتحول إلى عصا غليظة لإخضاع شعوب المنطقة وتنفيذ المخطط الأمريكى فى الهيمنة. وتدحض الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنانفي عام 2006 بما لا يقبله الشك نظرية اللوبي الصهيوني، لأنَّنا وجدنا بأن أمريكا كانت أكثر حماسا لخوض "إسرائيل" هذه الحرب، وكانت متمسكة بإطالة أمدها العدواني، وذلك من أجل تقديم مساعدة لما يسمى بحرب أمريكا على الإرهاب. ف"إسرائيل" في تلك الحرب كانت تقوم بوظيفة حربية في خدمة استراتيجية الإمبريالية الأمريكية...

هل إنَّ اللوبي الصهيوني هو الذي يسير السياسة الأمريكية؟

ومع ذلك، فإن الدكتور عبد الحي زلوم في كتابه: أمريكا..."إسرائيل" الكبرى، يقدم لنا صورة مضخمة جدا عن اللوبي الصهيوني، إذ يقول: "من أبلغ المؤشرات على مدى ما يحظى به اليهود من نفوذ في الولايات المتحدة ما صدر عن المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأخيرة. فما إن ضمن باراك أوباما ترشيح الحزب له حتى: "حثّ الخطى إلى مؤتمر تعقده لجنة العلاقات الأمريكية ـ الإسرائيلية AIPAC، أقوى جماعات الضغط الإسرائيلي في البلاد، وهناك ألقى كلمة كسر فيها سائر الأرقام القياسية المسجلة في إظهار الخنوع وممارسة التزلف على حد تعبير الكاتب وعضو الكنيست الصهيوني السابق يوري أفنيري في عموده المنتظم بتاريخ 10 يونيو/حزيران 2008 وأضاف أفنيري: "انظروا كيف أن أول عمل أقدم عليه أوباما بعد ضمان ترشيح الحزب له كان التضحية بمبادئه.. وها قد أقبل أوباما زاحفاً وسط الغبار لينكب على أقدام "إيباك" ويخرج عن خطه المعهود في تبرير سياسة تناقض تماماً أفكاره التي طالما نادى بها".

الذي يهم فعلاً هنا هو وجه التشابه الكبير بين المشروعين الأمريكي والصهيوني، على المستويين: الروحي والمادي لدرجة يمكن معها القول إن: "إسرائيل" ليست سوى أمريكا الصغرى، وإن أمريكا هي "إسرائيل" الكبرى. وجدت في هذه الجملة أبلغ تعبير عن مضمون كتابي فوقع عليها اختياري كعنوان للكتاب..وجاء في مقالة أفنيري أيضاً القول: "الذي يهم فعلاً هنا هو وجه التشابه الكبير بين المشروعين الأمريكي والصهيوني، على المستويين: الروحي والمادي لدرجة يمكن معها القول إن: "إسرائيل" ليست سوى أمريكا الصغرى، وإن أمريكا هي "إسرائيل" الكبرى. وجدت في هذه الجملة أبلغ تعبير عن مضمون كتابي فوقع عليها اختياري كعنوان للكتاب".

تعمل اللجنة الأمريكية ـ الإسرائيلية للشّؤون العامّة التي تعرف اختصارا باسم "ايباك"AIPAC ، The American-Israel: Public Affairs Committee ، وتضم في عضويّتها عدّة منظّمات صهيونيّة مثل بناي بريث، وتعقد اللجنة مؤتمراً سنويّاً يحضره عدد كبير من الشّخصيّات الأمريكية السّياسيّة من مجلس الشّيوخ والنّوّاب وغير ذلك، تعمل على تضخيم دورالنفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال الصورة التي تقدمها في أجهزة الإعلام الأمريكية والعالمية على أساس أنها هي التي تتحكم بالقرار السياسي الأمريكي.

ويحاول اللوبي الصهيوني الموالي لـ "إسرائيل" داخل أمريكا أن يوهم الرأي العام العالمي، ولا سيما الرأي العام العربي، من أنه يمتلك قدرة خاصة على التأثير من خلال اتصاله برجال الإدارة والشيوخ والنواب وامتلاكه لقاعدة معلوماتية وإمكانيات التأثير على الحملات الانتخابية من خلال المساهمة في تمويلها.

وفي الحقيقة، فإن هذا التأثير في مجرى الانتخابات الأمريكية هو محدود جدا، لأن الذي يقررمصير الانتخابات الرئاسية هو المجمع الصناعي العسكري في الولايات المتحدة والاحتكارات النفطية الأمريكية، التي تأتي دائما بالرئيس المناسب الذي يخدم مصالحها في كل مرحلة تاريخية محددة.

ويستند اللوبي الصهيوني في تضخيم دوره لعدة عوامل أهمها مكانة دولة "إسرائيل" في الاستراتيجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، ودور القوة العظمى التي تقوم بها أمريكا اليوم والمرجعية الأيديولوجية ـ الثقافية الأمريكية والتي تنعكس في علاقة المجتمع الأمريكي بالجالية اليهودية القائمة على الإدماج والتبني والعلاقة الخاصة بالدولة الإسرائيلية.

لقد استطاع اللوبي الصهيوني أن يبني أوهاماً دعائية حول المصالح المشتركة بوصفها أساس العلاقة بين الولايات المتحدة و"إسرئيل"، وكيف هيأ دعاوى إعلامية وسياسية مغلوطة، هدفها إبراز قوة اللوبي الصهيوني هذا وكأنها هي التي تسير السياسة الأمريكية، وهذا ما يتناقض مع منطق الأمور وحقيقة السياسة الأمريكية، إذ كيف يمكن لإمبراطورية بقوة وجبروت الولايات المتحدة الأمريكية أن تسير بقوة لوبي معين، حتى لوكان صهيونيا.

لقد شاعت دائما مقولة في الدوائر العربية الرسمية بأن السياسة الأمريكية الخارجية في الشرق الأوسط يوجهها اللوبي الصهيوني الذي يصول ويجول ويرهب الساسة الأمريكيين لكي يقدموا دائما المصالح الإسرائيلية حتى لو تعارضت مع المصالح القومية الأمريكية.

ولكن لم تظهر دراسات تسلط الضوءعلى الحجم الحقيقي للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية، لأن مثل هذه الدراسات تعتبر من المحرمات. والواقع أنه في مختلف المحطات كانت قوة اللوبي الصهيوني مستمدة من طبيعة النظام السياسي الأمريكي وليس في مواجهته، ومن حيوية شبكة العلاقات التي صاغتها مجموعة المنظمات التي تمثل اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، ومن طريقة عمل النظام السياسي الأمريكي ذاته، لا من القوة الذاتية لهذا اللوبي التي تضخمها أجهزة الإعلام لأسباب سياسية وإيديولوجية، حتى تبث روح الاستسلام في العقل السياسي العرب.

لكن هذا اللوبي الصهيوني يكتشف يوما بعد يوم أنه لم يعد يقود اليهود الأمريكيين، كما كان يفعل في إيهام الرأي العام خلال العقود الماضية. فاليهود الأمريكيون يعلمون أن "إسرائيل" ليست الترياق الذي بإمكانها استخدامه لحل إشكالاتها الداخلية.

ويحاول الكاتب أن يقدم عدة شهادات تبرز الدور القوي للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، فيقول: "ولعل ما حصل مع اثنين من الأكاديميين الأمريكيين المعروفين مؤخراً ما يشكل مثالاً على طريقة عمل اللوبي اليهودي المناصر ل"إسرائيل" في الولايات المتحدة. فقد طلبت مجلة "أتلانتيك ماغازين"، من أستاذين من جامعة شيكاغو وجامعة هارفارد، إعداد دراسة عن اللوبي الإسرائيلي . وبعد عامين من العمل والبحث والتمحيص، أبلغهما رئيس التحرير بأن المجلة لن تتمكن من نشر الدراسة. وفي ذلك يقول البروفيسور جون ميشيمر: "عملنا على إعداد الدراسة على مدى عامين بالتعاون مع محرري "أتلانتيك ماغازين". وفي يناير/كانون الثاني 2005 أرسلنا لهم النص النهائي، الذي جاء منسجماً تماماً مع ما تم الاتفاق عليه ومتضمناً مقترحاتهم كافة. بعدها بأسابيع فوجئنا برئيس التحرير يبلغنا بأن المجلة قررت عدم نشر الدراسة".

قرَّر الأستاذان جون ميشيمر وستيفن وولت توسيع الدراسة وإعدادها للنشر ككتاب صدر عام 2007 بعنوان: "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة" أوضح االمؤلفان في كتابهما بأن الفكرة الرئيسية التي شكلت موضوع الدراسة المرفوضة كانت بسيطة ومباشرة، وهي أن الولايات المتحدة تقدم دعماً مادياً وسياسياً ل"إسرائيل" بمعدلات غير عادية، وبأن هذه المساعدات لا يمكن تبريرها على أسس إستراتيجية أو أخلاقية على حد سواء. وبدلاً من ذلك "فإن هذه المساعدات هي نتاج القوة السياسية للوبي ال"إسرائيل"ي في المقام الأول".

ويرى المؤلفان "أن السياسة الأمريكية المنحازة تماماً ل"إسرائيل" تضر بالمصالح القومية للولايات المتحدة بل هي ضارة بالمصالح ال"إسرائيل"ية نفسها على المدى البعيد". ولتوضيح حجم الدعم الذي تحظى به "إسرائيل" من الولايات المتحدة من حجم ما تتلقاه من مساعدات أميركية يمولها دافعو الضرائب الأمريكيون في المقام الأول. فحتى عام 2005 كان حجم ما تسلمته "إسرائيل" من مساعدات أميركية قد وصل إلى 154 مليار دولار معظمها هبات لا ترد"...، ولمثير هنا أن المساعدات الأمريكية ل"إسرائيل" تأتي بمعدل 100 ألف دولار لكل أسرة إسرائيلية مكونة من أربعة أفراد في وقت يعاني فيه 45 مليون أميركي من ضيق الحياة المعيشية ويصنفون تحت خانة الفقراء، طبقاً لمكتب الإحصاءات الرسمي في واشنطن، الأمر الذي ينسف المقولة الأمريكية الشهيرة: الإحسان يبدأ من البيت".

يحاول اللوبي الصهيوني الموالي لـ "إسرائيل" داخل أمريكا أن يوهم الرأي العام العالمي، ولا سيما الرأي العام العربي، من أنه يمتلك قدرة خاصة على التأثير من خلال اتصاله برجال الإدارة والشيوخ والنواب وامتلاكه لقاعدة معلوماتية وإمكانيات التأثير على الحملات الانتخابية من خلال المساهمة في تمويلها.هذا الكتاب لم يأت بشيء جديد على صعيد الدراسة المعمقة لدور اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، وللعلاقة الخاصة التي تحكم "إسرائيل" بأمريكا، بل أنه كرر نفس الأسطورة التي يتداولها الفكر السياسي العربي حول التأثير الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية، علماً أنَّ هذه الأسطورة ليست قدرًا على العرب والمسلمين أن يستسلموا لها، بل إنَّ المطلوب هو القيام وبعمل دؤوب لمواجهة هذا النفوذ الصهيوني، إذ يوجد في أمريكا أكثر من عشرة مليون عربي ومسلم، وهو عدد يفوق عدد اليهود الأمريكيين. والحال هذه بإمكان العرب والمسلمين الأمريكيين أن يشكلوا لوبي عربي منافس للوبي الصهيوني، داخل هذه التكتلات البشرية العربية والمسلمة يعتمد بالدرجة الأولى على السيطرة الاقتصادية الممكنة في هذه التكتلات واستغلال الرأي العام الشعبي الأمريكي المتعاطف نسبيا مع الشعب الفلسطيني خلال الانتفاضة الكبرى في الثمانينات، وإلى حد ما مع الانتفاضة الثانية، حتى وإن كان دوافع هذا التعاطف هي الممارسات القمعية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تتناقض مع ما هو عالمي في القيم.

وفضلا عن ذلك، فإن مسؤولية العرب والمسلمين جميعا تتمثل في دعم هذه الجالية العربية والمسلمة بكل الوسائل لتشكل لها موطئ قدم في الحياة الاقتصادية الأمريكية، والعمل على تنمية ثقافة هذه الجالية وتوجيهها من أجل تغيير الصورة المشوهة التي اكتسبها الشعب الأمريكي عن العرب والمسلمين بعد أحداث الحادي عشر من أيلول.

وعلى مستوى دوام العلاقات والمرجعية النفعية، فإن هناك إمكانية للتأثير والتداخل، وهو ما حدث فعلاً خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة حيث برزت الجاليات العربية والمسلمة كقوة ملموسة تؤخذ في الحسبان في الجولات القادمة. إلا أن هذا لن يؤدي في المدى المنظور لوضع الطابع المتميز للعلاقات الأمريكية ـ ال"إسرائيل"ية موضع تساؤل وإنما زيادة أو نقصان تكلفة أو هامش المناورة المتروك ل"إسرائيل" واللوبي في الولايات المتحدة الأمريكية.

فالطابع الخاص للعلاقات الأمريكية -الإسرائيلية يعمل الآن على ضبط الصراع العربي ـ الصهيوني أكثر مما يسهم في تسويته لمصلحة كافة أطرافه. ويبقى ما هو مطلوب من العرب والمسلمين الأمريكيين أن يقوموا بالدراسات الفكرية والسياسية لبلورة سياسة إعلامية ونشرها عبر وسائل الإعلام الحديثة وشبكة الأنترنت من أجل إنشاء لوبي عربي ومسلم قوي في الولايات المتحدة قادرعلى مواجهة الدعاية المضللة للوبي الصهيوني.

إنَّ الحديث عن اللوبي يتطلب الدراسة المعمقة وغير المبسطة لعملية صنع القرار في السياسة الخارجية، إذ إن هناك عملية تبسيط واختزال في فهم السياسة الخارجية الأمريكية لدى الفكر السياسي العربي، إما عبر الاعتماد على نظرية اللوبي الصهيوني المسيطر على كل مقدرات السياسة الخارجية، وإما على أساس الاعتماد على اختزال كل عملية صنع القرار بشركات النفط والسلاح.

مقالات مشابهة

  • المشهد اللبناني: بين الاستقرار والكباش السياسي!
  • فؤاد: نسعى للاستفادة من التقدم التكنولوجي في الحد من التلوث وصون التنوع البيولوجي
  • الثقافة بجنوب سيناء تواصل الاحتفال بإبداعات صلاح چاهين
  • أمريكا الإسرائيلية وإسرائيل الأمريكية.. الأسطورة التي يتداولها الفكر السياسي العربي!
  • "بحوث الصحراء" يطلق قافلة بيطرية لتحسين صحة الثروة الحيوانية بجنوب سيناء
  • جنوب سيناء في 24 ساعة.. مصرع شخصين في انقلاب سيارة نقل.. وافتتاح معرض اهلا رمضان بابوزنيمة
  • معاون محافظ جنوب سيناء: انضمامي للبرنامج الرئاسي نقطة تحول في مسيرتي المهنية
  • محافظ جنوب سيناء: الرئيس السيسي أكد انتهاء معركة السلاح في شبه الجزيرة
  • محافظ جنوب سيناء: تنفيذ مشروعات تنموية لتحسين مستوى المعيشة وتعزيز الاستقرار
  • شيخ قبيلة بجنوب سيناء يكشف سر الاعتماد على شجر الدوم لاسترداد طابا