ناصح وطويل.. هكذا يتعرف الغزيون على الشهيد مجهول الهوية
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
"الشهيد مجهول ناصح وطويل ولابس ترنق توتي على كحلي، الشهيد مجهول كان لابس جاكت أسود" عبارتان التقطتا من لافتات موضوعة فوق كل قبر شهيد مجهول الهوية، لتصف حالته بسبب عدم التعرف على هويته، في مشهد متكرر منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
View this post on InstagramA post shared by يُوسُف ياسر (@ph_youseeff)
ونشر المصور الفلسطيني يوسف ياسر -عبر حسابه على منصة إنستغرام- صورة لقبر شهيد مجهول الهوية وصف بملامحه وملابسه أملا في أن يتم التعرف عليه.
وتكررت الصور ولقيت تفاعلا وتداولا كبيرين على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما أثارت استياء أغلب النشطاء، فقال أحدهم "متخيلين وين وصلنا كيف أهالينا يتعرفون على الشهداء متخيلين؟".
الشهيد مجهول
"ناصح وطويل، لابس ترنق توتي مع كحلي"
متخيلين وين وصلنا كيف أهالينا بتعرفوا على الشهداء متخيلين؟ pic.twitter.com/t79z5qOJUt
— ???????????????????????? ???? || فڕٱسۜ ???????? (@DiabFerass) April 23, 2024
"
الشهيد مجهول "چاكت أسود"
"وصل عدد جثامين الشهداء التي انتشلت من مجمع ناصر الطبي بخان يونس إلى 210 شهيد"
المجازر خلف الأضواء تفوق حدّ تخيلنا.???????? pic.twitter.com/CZQ34nvG62
— صدى????????????✌ (@najla1391335) April 21, 2024
بينما وجد بعض النشطاء أن اللافتة -التي وضعت على قبر شهيد مجهول الهوية تصفه وتصف ملابسه- كانت أملا ضئيلا من الذين أكرموه بالدفن بأن يتعرف عليه أحد من أفراد عائلته.
1- "شهيد مجهول ناصح وطويل ولابس ترنق توتي على كحلي"
2- "الشهيد مجهول كان لابس جاكت أسود"
تفضل ساعدنا في التعرف على الشهداء لو تكرمت
لأن من أكرمه بالدفن كان عنده أمل أن يعرفهم أحد من ذويهم.. https://t.co/ZGja5rJbrI
— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) April 22, 2024
الشهيد مجهول
ناصح وطويل
لابس توتي مع كحلي !! #غزة المكلومة #غزه_الآن #فلسطين #كتائب_القسام https://t.co/PZOtl1mgRC
— ???? ????????Naser ???? ???????? (@Nass_______er) April 22, 2024
وقد انتشل الدفاع المدني بغزة 73 جثة جديدة من المقابر الجماعية في مجمع ناصر بخان يونس ليرتفع إجمالي الجثث إلى 283. كما اكتشف 3 مقابر جماعية، وقد تم التعرف على 42 شهيدا، أما الباقي فمجهول الهوية، وقد تكرر المشهد في عدة مجازر بالقطاع.
وفي اليوم الـ200 من العدوان على غزة، تواصل قوات الاحتلال قصفها المكثف على مناطق عدة وسط القطاع. وقد كشفت وزارة الصحة بالقطاع عن ارتفاع عدد الشهداء إلى 34 ألفا و183 شهيدا، بينما وصل عدد الجرحى إلى 77 ألفا و143 جريحا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الشهيد القائد.. صوتُ الحق في وجدان الأُمَّــة
كتب /غيداء شمسان
ليست الشهادة نهايةً للرجال العظام، بل هي بدايةٌ لخلود أبديّ، يُضيءُ دروبَ الأجيال القادمة في ذكرى استشهاد السيد القائد حسين بدر الدّين الحوثيّ، لا نتحدث عن رحيل جسدٍ، بل عن بقاءِ رسالةٍ، وعن فكرٍ ثائرٍ لم تُخمدهُ رصاصاتُ الظلم، بل ازداد تألقًا بشهادة سجلت اسمه في سجل الخالدين، تضحيته لم تكن عبثًا، بل كانت بذرة أثمرت عزةً وكرامةً، وألهمت أُمَّـة بصمودها.
كان السيد القائد، رحمه الله، أكثر من مُجَـرّد رجلٍ سياسي، كان رمزًا للمقاومة والثبات، صوتًا يرن في وجدانِ الأُمَّــة، ينادي بالحرية والاستقلال، فكرُه كان ملهمًا، كلماتُه كانت مؤثرةً، وأفعاله كانت شاهدةً على إيمانه الراسخ بقضيته لم يكُن يخشى الموت، بل كان يرى في الشهادة النصر والخلود.
اختار الطريقَ الصعب، الطريق الذي يقتضي التضحية والصمود، الطريق الممطر بدماء الشهداء لم يكن ذلك مُجَـرّد اختيار شخصي، بل كان اختيارا لرسالة وقضية عظيمةٍ، قضيةٌ تتجاوز الحدود والثقافات، وتمثل أَمل الأُمَّــة في التحرّر من الظلم والاستبداد كان يؤمن بقدرة الشعب على صنع مستقبله، وكان يحارب؛ مِن أجلِ كرامة الإنسان، ومن أجل بناء مجتمع عادل، يحكم بالعدل والإنصاف.
دعوتُه لم تكن مُجَـرّد كلمات، بل كانت أفعالًا دعا إلى العودةِ إلى أصول الدين الحنيف، إلى إحياء قيم الأخوّة والعدل والحرية، إلى بناء مجتمع يحترم فيه كرامة الإنسان لم يكن هدفُه مُجَـرّد تغيير سياسي، بلْ كان يسعى إلى تغيير جذري في النفوس والقلوب، أراد بناءَ مجتمع يحكم بالقانون، ويرعى فيه حقوقَ المُستضعفين، ويحافظ على هُويته وثقافته.
في ذكرى استشهاده، لا نتذكر مُجَـرّد رجلٍ ارتقى شهيدًا، بل نتذكر فكرًا وإرثًا يستمرُّ في الإلهام، ورسالة تتجاوز حدود الزمان والمكان يجب علينا أن نستلهم من حياته ومثله، أن نسير على نهجه، أنْ نكمل رسالته بالجد والعزم قضيته لم تزل تستدعي الجهاد والنضال، وإرثه يتطلب منا أن نكونَ أوفياءَ لعهده، أوفياء للمثل والقيم التي دافع عنها بروحه.
شهادةُ السيد القائد لم تكن نهاية، بل كانت بداية لمسيرة طويلة، مُسيرةٍ تَستدعي الصَّمودَ والثَّباتَ، والإيمان بالنصر، والعزيمة على تحقيق الأهداف.
إن ذكرى استشهاده ليست مُجَـرّد يوم نتذكر فيه رجلًا شريفًا، بل هي يوم نجدّد فيه العهد مع المبادئ والقيم، مع الحرية والعدالة، مع الأمل في مستقبل أفضل للأُمَّـة فليشهد التاريخ أن تضحيته لم تكن عبثًا، بل كانت بذرة أثمرت عزة وكرامة لليمن وللأُمَّـة.