سرايا - قال خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري، الثلاثاء، إن محاولات المستوطنين لإدخال قرابين عيد الفصح اليهودي إلى المسجد الأقصى "فشلت".

وأضاف، أن الاحتلال الإسرائيلي "يستغل أعياده ومناسباته بهدف الانقضاض على المسجد الأقصى وتغيير الأمر الواقع فيه"، موضحا أن هذه المحاولات ليست جديدة.

وأشار صبري إلى أن هذه المحاولات "اشتدت العام الحالي" أكثر فأكثر، لأن أصحاب القرار في الحكومة الإسرائيلية هم "المتطرفون والطامعون في المسجد الأقصى ويتوهمون أن هذه الفرصة فرصتهم لتحقيق أهدافهم العدوانية".



وبين أن "ما حصل هو اقتحامات للمسجد الأقصى بأعداد كبيرة، لكن لم يحصل أي إدخال للقرابين المزعومة ولن نسمح بذلك"، مرجحا وصول أعداد المقتحمين ليوم الثلاثاء إلى أكثر من ألف مستوطن.

"المستوطنون فشلوا العام الماضي والعام الحالي في إدخال القرابين، ونحن نعدّ هذه الإجراءات انتقامية عدوانية بهدف فرض السيادة على المسجد الأقصى وسحب الصلاحيات من الأوقاف الإسلامية في إدارة المسجد"، وفق صبري.

وأكد أن ما يحيط بالمسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس المحتلة "ثكنة عسكرية".

واقتحم عشرات المستوطنين، صباح الثلاثاء، يقودهم عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، المتطرف" يهودا غليك" باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، في أول أيام عيد الفصح اليهودي، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وتواصل "جماعات الهيكل" المزعوم تحشيد أنصارها من المستوطنين المتطرفين، لتنفيذ مخططها لإدخال وذبح "قرابين" الفصح اليهودي، داخل المسجد الأقصى، حيث دعت إلى اقتحام واسع للمسجد، منتصف الليلة التي تسبق عيد الفصح اليهودي، في الثالث والعشرين من نيسان، لتقديم "القربان".

وعيد الفصح، عيد رئيسي عند اليهود، ويحتفل به في ذكرى خروج "بني إسرائيل" من مصر، ويحظر دينياً العمل في اليوم الأول والأخير منه، ويستمر سبعة أيام.

"منظمات الهيكل" كانت قد طلبت من أنصارها التجمع عند باب المغاربة الساعة العاشرة ليلا وإحضار قرابينهم لاقتحام المسجد في منتصف تلك الليلة لتقديم "القرابين" داخل المسجد.

ورصدت الجمعيات الاستيطانية مكافأة مالية بقيمة 50 ألف شيكل قرابة (13 ألف دولار أميركي) لكل مستوطن ينجح باقتحام المسجد وذبح "قربان" في باحاته في تلك الليلة.

ووفقا للتعاليم التوراتية التي يروّج لها هؤلاء المتطرفون، فإن "القربان" يجب أن يُذبح عشية عيد الفصح، وأن يُنثر دمه عند قبة السلسلة، وهو بمثابة "إحياء معنوي" للهيكل.

وتجري جماعات الهيكل المزعوم منذ العام 2016 محاكاة لـذبح "قربان الفصح"، في أماكن بعيدة عن المسجد الأقصى، تمهيدا لتنفيذ ذلك داخل المسجد.

في العام 2016، وبعدما تأكدت الجمعيات الاستيطانية من إتقان "طقوس القربان"، نقلت "المحاكاة" إلى جبل الزيتون شرقي المسجد الأقصى.

وفي العام 2017، نقلت "جماعات الهيكل" القربان إلى داخل البلدة القديمة من القدس أمام "كنيس الخراب"، لأول مرة منذ احتلال المسجد الأقصى.

وفي العام 2018، نفذت محاكاة القربان عند القصور الأموية الملاصقة للسور الجنوبي للمسجد الأقصى، وفي العام 2019، قُدّمت في البلدة القديمة قرب سوق اللحامين المطل على المسجد، فيما قُدمت في العام 2021 في ساحة مركز "ديفيدسون" داخل باب المغاربة في سور المدينة المقدسة.

وفي العام 2022، نفذت الجماعات المتطرفة محاكاة "تقديم القربان" في منطقة القصور الأموية الملاصقة للمسجد.

وهذا العام 2024، تنطوي محاولة إدخال "القربان" إلى المسجد الأقصى على خطورة كبيرة، في ظل وجود حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، وانشغال العالم بما يجري من مجازر بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.

وتكمن خطورة نجاح المستوطنين بإدخال القرابين وذبحها في المسجد الأقصى، بإكمال دورة "العبادات" التوراتية، خاصة أنها نفذت معظم الطقوس التي تتعلق بالهيكل داخل الأقصى، كالنفخ في البوق برأس السنة العبرية، وتقديم القرابين النباتية في عيد العرش.

وبتحقيق ذبح القرابين يصبح المسجد "هيكلا" من الناحية المعنوية، وهو ما سيدفع المستوطنين وجمعياتهم إلى تنفيذ الجزء المادي، مما يعني بدء تقسم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، كما حدث في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل.

وتستغل سلطات الاحتلال الأعياد والمناسبات اليهودية للتضييق على الفلسطينيين وفرض العقوبات الجماعية بحقهم، من خلال إغلاق الحواجز وتشديد الإجراءات العسكرية عليها، وإعاقة حركة تنقل الفلسطينيين ومنعهم من الوصول إلى الأماكن المقدسة، في الوقت الذي تُسهّل فيه اقتحامات المستوطنين للمدن الفلسطينية، والمقامات الإسلامية والأثرية في الضفة، خاصة الحرم الإبراهيمي في الخليل، والمسجد الأقصى في القدس.
 
إقرأ أيضاً : خبير اقتصادي لسرايا: الحرب شلَّت العدو واستنزفته بشكل غير مسبوق .. وطبول الحرب تقرع في الداخل المحتل !إقرأ أيضاً : 2979 فتوى طلاق في الأردن خلال رمضان وايقاع 736 حالةإقرأ أيضاً : وزارة العمل: ضبط 68 حالة عمل أطفال خلال الربع الأول من عام 2024


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: المسجد الأقصى الفصح الیهودی عید الفصح وفی العام فی العام

إقرأ أيضاً:

85 ألف مصل فلسطينى يؤدون العشاء والتراويح فى المسجد الأقصى

أدى 85 ألف مصل فلسطينى، مساء اليوم الجمعة، صلاتى العشاء والتراويح فى المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة.


وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن 85 ألف مصل أدوا الصلاة فى اليوم السابع من شهر رمضان المبارك فى رحاب المسجد الأقصى المبارك.


وكان 90 ألف مصل، أدوا صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك، فى المسجد الأقصى، وفق ما أعلنته دائرة الأوقاف الإسلامية فى القدس، رغم إجراءات الاحتلال وتشديداته على الحواجز العسكرية على مداخل المدينة وداخلها.


من جهة أخرى، أصيب مواطن فلسطينى يبلغ من العمر 55 عامًا بجروح متوسطة الخطورة، مساء الجمعة، بعد أن صدمت آلية عسكرية إسرائيلية مركبته فى مدينة جنين، وتم نقله إلى مستشفى ابن سينا لتلقى العلاج.


يأتى هذا الحادث فى ظل استمرار العدوان الإسرائيلى على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ46 على التوالي، والذى أسفر حتى الآن عن استشهاد 30 فلسطينيًا وعشرات الإصابات والاعتقالات، بالإضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية وعشرات المنازل.


 

 

مقالات مشابهة

  • الشيخ صبري: معركة العدو حول الأقصى لن تكسبه حقًا فيه
  • عشرات المستوطنين يدنسون المسجد الأقصى
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • مصر.. فضيحة "مذبحة الحمير" تهز السيرك القومي والقضاء يتدخل
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
  • عاجل| مصادر للجزيرة: مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى
  • 60 ألف مصلٍ يؤدون العشاء والتراويح في المسجد الأقصى رغم إجراءات الاحتلال
  • كيف يمر رمضان على مرابطة مبعدة عن الأقصى؟
  • 85 ألف مصل فلسطينى يؤدون العشاء والتراويح فى المسجد الأقصى
  • لبنان يدين انتهاك إسرائيل لسيادة أراضية بإدخال مستوطنين جنوب البلاد