لوموند: انتكاسة غربية كارثية في منطقة الساحل
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
يؤكد رحيل القوات الأميركية من النيجر، بطلب من المجلس العسكري الحاكم، بعد مغادرة آخر جندي فرنسي نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023، وجود اتجاه قوي نحو طرد الغربيين، بالتنسيق مع روسيا التي تأخذ مكانهم في منطقة الساحل، كما قالت صحيفة لوموند.
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحيتها- أن الولايات المتحدة كانت تحتفظ بقوة من نحو 1100 عنصر بالنيجر في قاعدتين، أكبرهما في أغاديس شمال البلاد، ولكنها لم تكن نشطة منذ الانقلاب الذي أطاح في يوليو/تموز 2023 بالرئيس محمد بازوم، وطرد على إثره السفير والجنود الفرنسيون من النيجر.
ومع أن الأميركيين كانوا يأملون مواصلة نشاطهم هناك، فإن وفدا حكوميا أميركيا رفيعا فشل في مقابلة رئيس المجلس العسكري عبد الرحمن تياني، وعلم من خلال وسائل الإعلام أن النيجر أنهت اتفاقية التعاون المشتركة، قبل أن يقول رئيس وزراء النيجر علي لامين زين يوم الجمعة الماضي في واشنطن إن القوات الأميركية لم تعد موضع ترحيب في بلاده.
ملعب القوى الأجنبيةولم يتم بعد توضيح مصير القاعدة الأميركية في أغاديس، ولا مصير عدة مئات من الجنود الألمان والإيطاليين الذين ما زالوا هناك، لكن يكفي وصول 100 "مدرب" روسي من الفيلق الأفريقي (خليفة مليشيات فاغنر) الأسبوع الماضي إلى العاصمة نيامي -حسب الصحيفة- لفهم أن السلطات الجديدة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر تبايع موسكو وتطرد الغربيين من الساحل.
وليس من قبيل الصدفة أن وصول المدربين الروس إلى نيامي كان موجبا لتنظيم مظاهرة مناهضة لأميركا، وأن رئيس وزراء النيجر استبق زيارته لواشنطن بزيارة موسكو ثم طهران حيث استقبله الرئيس إبراهيم رئيسي، مما يبعث مخاوف أميركية من اتفاق يتيح لإيران الوصول إلى احتياطيات اليورانيوم في النيجر.
ونبهت لوموند إلى أن العلاقات مع تشاد لم تعد واضحة هي الأخرى منذ أن زار رئيسها محمد ديبي موسكو في يناير/كانون الثاني واستقبله الرئيس فلاديمير بوتين، رغم أن القوات الفرنسية والأميركية تحتفظ بمواقعها هناك، كما أن باريس تواصل دعمها بدون تحفظ للرئيس التشادي آخر حليف للغرب في المنطقة.
وختمت الصحيفة بأن هذا الجزء من أفريقيا أصبح ملعبا للقوى الأجنبية، وفي المقام الأول روسيا التي "تضمن أمن الأنظمة الانقلابية هناك وتنظم حملات تضليل ضخمة تؤدي إلى الإطاحة بالقوات الغربية، وهو توجه خطير أدركه الأميركيون والأوروبيون بعد فوات الأوان" دون أن يعرفوا كيف يردون عليه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
النيجر.. تنصيب الجنرال تياني رئيسا انتقاليا لمدة 5 سنوات
في خطوة لم تكن مفاجئة، أُعلن اليوم الأربعاء في العاصمة نيامي تنصيب الجنرال عبد الرحمن تياني رئيسا لجمهورية النيجر لولاية انتقالية مدتها 5 سنوات، كما أصدر الجنرال تياني مرسوما يقضي بترقية نفسه إلى رتبة فريق في الجيش.
وقال المجلس العسكري الحاكم إن هذه الخطوة جاءت إيذانا ببدء التنفيذ الكامل لمخرجات الحوار الوطني لإعادة التأسيس، الذي تم تنظيمه في الفترة الممتدة من يوم 15 إلى 20 فبراير/شباط الماضي، وشارك فيه أكثر من 700 شخصية مدنية وعسكرية ضمت رؤساء، ورؤساء حكومات سابقين.
وفي يوم 10 مارس/آذار الجاري، تسلم الجنرال تياني التقرير النهائي لنتائج الحوار من اللجنة السياسية التي كانت مشرفة على تنظيمه وصياغة مخرجاته.
وقالت اللجنة المشرفة إن المؤتمر الوطني لإعادة التأسيس أوصى بتنصيب الجنرال رئيسا للبلاد لفترة انتقالية تسمح له بمواصلة ما سمته بالإصلاحات وتعزيز مسار السيادة.
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، قالت نائبة منسق مؤتمر إعادة التأسيس مريم غاتامي إن المؤتمرين أوصوا بفترة انتقالية مدتها 5 سنوات قابلة للتجديد، بسبب قناعتهم بضرورة تحسين الأوضاع الأمنية التي تعتبر أساسية في تنظيم الانتخابات النزيهة.
قرارات رئاسيةوبالتزامن مع إعلان تنصيبه رئيسا للجمهورية، أصدر تياني مراسيم رئاسية، أحدها يقضي بترقية نفسه إلى رتبة فريق، ليكون الأكبر رتبة في القوات المسلحة النيجرية.
إعلانكما وقّع مرسوما بالعفو العام عن السجناء السياسيين والعسكريين، في خطوة تعكس التوجه العام نحو المصالحة والانفتاح، حسب ما قالت وسائل الإعلام الحكومية.
وفي السياق، أعلن الرئيس الجديد حل جميع الأحزاب السياسية في البلاد البالغ عددها 171، والبدء في إعادة تشكيل خريطة سياسية تتماشى مع التوجه العام للأمة بضرورة كتابة تاريخ جديد للنيجر.
ملامح الدولة الجديدةوقد أعلن الرئيس الانتقالي التزامه التام بتنفيذ التوصيات الصادرة عن المؤتمر الوطني لإعادة التأسيس الذي حدد مواضيع أساسية شكّلت محور النقاشات التي تم تدارسها من قبل المدنيين والعسكريين.
وتتمثل هذه المواضيع في قضايا السياسة والسلام، والأمن والسيادة، والمصالحة الوطنية، وإعادة كتابة التاريخ.
وفي كلمته بمناسبة افتتاح مؤتمر التأسيس خلال الشهر الماضي، قال تياني إن النيجر قررت القطيعة مع العهد الماضي وبناء دولة جديدة تقوم على السيادة وخدمة الوطن.
ومنذ أن تولى العسكر مقاليد الحكم في منتصف 2023، أعلنوا القطيعة مع فرنسا ومنظمة إيكواس، وقرروا فك الارتباط مع الوجود العسكري الأجنبي، بما في ذلك القواعد الأمريكية التي كانت تعمل على محاربة الجماعات المسلحة في منطقة أغاديز شمال البلاد.
وتعكس ملامح التوجه العام للعسكريين في النيجر الابتعاد عن فرنسا وحلفائها، وبناء شراكات مع لاعبين جدد في المنطقة مثل روسيا وتركيا والصين.
كما دخلت النيجر في تكتل إقليمي جديد (كونفدرالية دول الساحل)، يهدف إلى تشكيل قوة مشتركة لمحاربة الإرهاب في منطقة "ليبتاغو غورما"، ويقف في وجه منظمة إيكواس التي تتهمها حكومات الساحل بالتنسيق مع باريس في سياسية غرب أفريقيا.
خلفيات ومساروينحدر الفريق تياني من قبائل الهوسا ذات الأغلبية السكانية في البلاد، وهو من مواليد عام 1961 في مدينة تيلابيري، التي تقع على بعد 130 كلم شمال غربي العاصمة نيامي، وانتسب للقوات المسلحة عام 1984.
وتم إرساله في بعثات خارجية للتدريب نحو عديد من الدول، وشغل منصب الملحق العسكري في سفارة النيجر بألمانيا، وعام 2011 شغل منصب قائد الحرس الرئاسي، ونال رتبة جنرال في 2018.
إعلانوفي عام 2021 تعرض الرئيس السابق محمد بازوم لمحاولة انقلاب قبل يومين من تنصيبه، لكن الجنرال تياني استطاع إفشالها، فقويت علاقته في القصر وزاد نفوذه، وأصبحت له لمسة في اختيار الوزراء.
وفي 26 يوليو/تموز قاد انقلابا عسكريا ضد بازوم، وبرر ذلك بتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية للبلاد.