قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ارتكبا جرائم حرب في السودان.

الخرطوم ــ التغيير

و أكد وزير الخارجية الأمريكي خلال مخاطبته فعالية إطلاق تقرير حقوق الإنسان للعام 2023، إن مناصرة الحرية وحقوق الإنسان تمثل  السلوك الصحيح، و أن الدفاع عن هذه الحقوق العالمية وغير القابلة للتصرف يصب في مصلحة أمريكا الوطنية إلى حد بعيد،.

وقال بلينكن إن تقرير حقوق الإنسان للعام 2023، يوثق فظائع تذكرنا بأسوأ الفترات التي عرفتها البشرية و أضاف لقد ارتكبت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع جرائم حرب في السودان.

و تابع الوزير بلينكن: يسعدني أن أتواجد هنا في فعالية إطلاق تقرير حقوق الإنسان للعام 2023. لقد احتفلنا نهاية العام الماضي بالعيد الخامس والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يؤكد على الفكرة الأساسية القائلة:  يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق”.

وأشار بلينكين إلى أن هذه الكلمات أتت قبل 75 عاما لتكرس مجموعة واسعة من الحقوق العالمية – المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وقال :”يما فيها الحق في التعبير عن النفس بحرية وحق اختيار قادتنا وحق العبادة كيفما أردنا وحق التعلم وحق التمتع بظروف عمل عادلة”.

وأوضح بلينكين أن التقرير الذي أطلق اليوم يمثل وصفا واقعيا ومنهجيا لسجلات حقوق الإنسان عبر نحو 200 دولة وإقليم.

و أكد أنه تم تطبيق المعيار عينه على كافة هذه الدول، سواء كانت متقدمة، أو نامية أو منافسة أو حليفة أو شريكة لنا، لآفتاً إلى أن التقرير يركز على التحديات في مجال حقوق الإنسان خارج الولايات المتحدة، و قال “لكننا ندرك أن الولايات المتحدة تواجه هي الأخرى عيوبا في هذا المجال. تتسم الديمقراطيات المماثلة لنا بقدرتها على مواجهة هذه العيوب بصراحة بدون غض الطرف عنها وإنكار وجودها”.

وأضاف  “ها نحن نرى حقوق الإنسان وحكم القانون عرضة للكثير من الضغوط بأشكال وأماكن إضافية في مختلف أنحاء العالم في وقت تواصل الحكومات سجن المواطنين الذين يتحدون أصحاب السلطة ويطالبون بمستقبل أفضل، بدءا من بيلاروس وصولا إلى فينزويلا. كثيرون من هؤلاء المواطنين من الشباب. على سبيل المثال، يبلغ متوسط عمر السجناء السياسيين في كوبا والبالغ عددهم حوالي ألف سجين 32 عاما”.

وقال بلينكن “هذه مجرد أمثلة قليلة من العديد من البلدان التي يغطيها هذا التقرير، والتقرير نفسه ما هو إلا إحدى الطرق العديدة التي تعمل بها الولايات المتحدة لتعزيز احترام حقوق جميع الناس وكرامتهم”.

و أضاف “:ليست هذه سوى بضع أمثلة من الدول الكثيرة التي يشتمل عليها هذا التقرير الذي يمثل بحد ذاته أحد الأساليب الكثيرة التي تعمل الولايات المتحدة من خلالها لتعزيز احترام الحقوق والكرامة للجميع”.

وكان قد دعت منظمة العفو الدولية لتوسيع حظر الأسلحة في السودان و نبهت إلى أن النزاع الدائر في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، أسفر عن مقتل ما يزيد على 14,600 سوداني في جميع أنحاء البلاد.

كما أكدت المنظمة الدولية، نزوح ما يفوق 8 ملايين شخص، لجأ نحو مليونين منهم إلى الدول المجاورة.

وتابعت: لا يجد المدنيون العالقون وسط القتال طعاماً ولا ماءً ولا سبل وصول للخدمات طبية. وأضافت: في ظل الاتصال المحدود بالإنترنت، لا يحصلون على معلومات حول الممرات الآمنة أو مكان العثور على الدواء.

الوسومأنتوني بلينكن الجيش الدعم السريع تقريرحقوق الإنسان جرائم حرب وزير الخارجية الأمريكي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أنتوني بلينكن الجيش الدعم السريع جرائم حرب وزير الخارجية الأمريكي

إقرأ أيضاً:

"رايتس ووتش" تتّهم قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال عنف جنسي في السودان  

 

 

الخرطوم - اتّهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد التي تشهد حربا دامية منذ أكثر من عام ونصف العام.

وأكّدت المنظمة في تقرير نشرته الاثنين 16ديسمبر2024، أن عشرات النساء والفتيات، تراوح أعمارهن بين 7 سنوات و50 عاما، تعرّضن للعنف الجنسي، بما في ذلك اغتصاب جماعي واستعباد جنسي في ولاية جنوب كردفان السودانية.

وتخضع ولاية جنوب كردفان بجزء كبير منها لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، وهي مجموعة مسلحة عناصرها إلى حد كبير من الإثنية النوبية وغير ضالعة مباشرة في النزاع الحالي.

منذ نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي.

وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليون شخص وتسبّبت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.

وتواجه قوات الدعم السريع أيضا الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال للسيطرة على المنطقة.

وبحسب "هيومن رايتس ووتش"، تعرّضت الكثير من الضحايا للاغتصاب الجماعي في منازلهن أو منازل جيرانهن وغالبا أمام عائلاتهن، بينما اختطفت بعضهن واستُعبدن.

وروت امرأة نوبية عمرها 35 عاما أن ستة مقاتلين من قوات الدعم السريع "يرتدون زيا باللون الكاكي اقتحموا مسكن" عائلتها، "وقال أحد الرجال: يا نوبية، اليوم يومك". ثم اغتصبها الرجال جماعيا. وأضافت "حاول زوجي وابني الدفاع عني، فأطلق أحد مقاتلي الدعم السريع النار عليهما وقتلهما. ثم استمروا في اغتصابي، الستة جميعهم" بحسب التقرير.

وقالت امرأة ثانية عمرها 18 عاما إن "مقاتلي قوات الدعم السريع أخذوها في شباط/فبراير مع 17 امرأة وفتاة أخريات من فايو إلى قاعدة عسكرية، حيث احتُجزن مع مجموعة من 33 امرأة وفتاة كن هناك أصلا".

وتابع التقرير "تحت السيطرة الكاملة لخاطفيهن من قوات الدعم السريع، احتُجزت النساء والفتيات في ظروف استعباد، وفي بعض الأحيان رُبطن بالسلاسل"، وأضاف "كل يوم لثلاثة أشهر، اغتصب المقاتلون النساء والفتيات وضربوهن، ومن بينهن الضحية البالغة من العمر 18 عاما، وهي جرائم تشكل أيضا استعبادا جنسيا".

وروى التقرير كذلك قصة هبة (22 عاما) التي فرت من منزلها في كادقلي التي اجتاحها القتال أيضا أواخر العام 2023. وبينما كانت عائلتها تمر عبر ضواحي بلدة قريبة، "اقترب منهم أفراد قوات الدعم السريع بزيهم الرسمي وأجبروهم على الركوع على الأرض، ثم أمروا الأسرة باتباعهم. رفضت عائلة هبة، فبدأ المقاتلون إطلاق النار، فقتلوا والدها ووالدتها وزوجها".

وروت هبة "بعد ذلك قالوا +إلى أين أنت ذاهبة؟ سنستخدمك ثم نتخلص منك+ (...) اغتصبني الخمسة جميعهم، واحدا تلو الآخر. كان أطفالي بجواري مباشرة، يشاهدون ويبكون. قالوا لأطفالي أن يصمتوا ثم اغتصبوا أختي أيضا".

- "انتهاك للقانون الانساني" -

واعتبرت المنظمة أن هذه الحالات من العنف الجنسي هي "انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، وجريمة حرب" داعية "الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التحرك بشكل عاجل لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة".

ولفتت إلى أن "أعمال العنف الجنسي هذه (...) تؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات دولية جادة لحماية المدنيين وتحقيق العدالة".

وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر حذّر الشهر الماضي خلال زيارة للسودان من وباء عنف جنسي تتعرض له النساء في البلد الغارق في الحرب، محذّرا من أن نطاق هذه الاعتداءات الجنسية "غير مقبول".

وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر قالت الأمم المتحدة في تقرير إنّ جرائم الاغتصاب في السودان أصبحت "معممة".

وأوضحت المنظمة الأممية أنّها أجرت تحقيقا أكّد أنّ معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع.

وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان محمد شاندي عثمان في بيان "لقد صعقنا بالنطاق المهول للعنف الجنسي الذي نقوم بتوثيقه في السودان. إن وضع المدنييّن الأكثر حاجة، ولا سيما النساء والفتيات من جميع الأعمار، يبعث على القلق الشديد ويتطلّب معالجة عاجلة".

وقال عثمان الذي يرأس هذه البعثة التي أُسِّست أواخر العام الماضي من جانب مجلس حقوق الإنسان لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ بدء الصراع في نيسان/أبريل 2023، "لا يوجد مكان آمن في السودان الآن".

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • ترتيب أممي لمحادثات غير مباشرة بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» في جنيف
  • "كلهم اغتصبوني.. كانوا ستة"! شهادات مروعة عن جرائم قوات الدعم السريع في السودان
  • الجيش السوداني: ارتفاع ضحايا الهجوم على الفاشر وتدمير مركبات عسكرية للدعم السريع
  • "رايتس ووتش" تتّهم قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال عنف جنسي في السودان  
  • تصعيد ميداني بين الجيش و الدعم السريع و تحشيد كبير حول الفاشر ومدني
  • الجيش السوداني يحبط هجوما على الفاشر للدعم السريع
  • الجيش السوداني مسنودا بالطيران يستهدف الدعم السريع بالفاشر
  • الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر
  • الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر
  • معارك طاحنة في الخرطوم والفاشر بين الجيش السوداني والدعم السريع