قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يحقق خلال 200 يوم من الحرب المستعرة في قطاع غزة أيا من أهدافه المعلنة، بينما ساعد عدم قابليتها للتحقق في إطالة أمد الحرب.

وأضاف في تحليل عسكري للجزيرة أن الجيش الإسرائيلي في مواجهاته السابقة اعتمد على الحرب الخاطفة، حيث إنه لا يستطيع تحمل خسائر كبيرة، فضلا عما تشكله التداعيات الاقتصادية من ضغط على الداخل الإسرائيلي.

ويرى الفلاحي أن عدم قدرة الجيش على تحقيق أهدافه في الحرب، يؤكد وجود خلل لدى قيادته التي حددت تلك الأهداف، وهي الوصول إلى قيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتحرير أسراهم وتدمير قدرات المقاومة في غزة.

وأشار الخبير العسكري إلى أن ما حققه الاحتلال هو دمار واسع في القطاع وضحايا تجاوز عددهم 110 آلاف ما بين قتيل وجريح، لعدوان استخدم فيه كافة الأسلحة معتمدا على جسر جوي من الدول الداعمة، وتأييد سياسي في أروقة منظمة الأمم المتحدة، وإمكانات وقدرات لا تتوافق مع الأداء الميداني.

وفي هذا السياق، لفت الفلاحي إلى أن جيش الاحتلال يعود مرة أخرى بعد 200 يوم من الحرب لتنفيذ عملية عسكرية في مناطق كانت أول ما بدأ بها عمليته البرية في القطاع مثل منطقة بيت حانون، وهو ما يعني وجود إشكالية كبيرة على المستوى الإستراتيجي والعملياتي والتكتيكي.

معركة دفاعية ناجحة

ويرى الخبير العسكري أن المقاومة أدارت معركتها الدفاعية بشكل ناجح وفعال، وكان لديها إستراتيجية تعامل مع الأهداف، سواء في الميدان بالقطاع أو في مراكز الثقل السياسي بتل أبيب وبقية المناطق الأخرى، كما أنها نجحت في توظيف إمكاناتها وقدراتها بشكل لافت ومبهر.

حيث أثبتت فصائل المقاومة -حسب الفلاحي- قدرات عسكرية وبدنية قوية جدا في استخدام تلك الإمكانات والقدرات، مما رفع فاتورة الخسائر لجيش الاحتلال، وفي المقابل قام الجيش بقتل عدد من أسراه أثناء محاولته تحريرهم خلال عملياته بالقطاع.

واعتبر الفلاحي استمرار عمليات المقاومة دليل على إعداد مبني على تخطيط مسبق بشكل جيد وحسن توظيف لمقدراتها، وتوزيعها بصورة صحيحة يمكن الاستفادة منها في كل معركة، حيث كان كل لواء في غزة يدير عمليته بمعزل عن باقي الألوية الأخرى في القطاع.

كما يرى أن دقة العمليات ونجاحها في تحقيق خسائر لدى جيش الاحتلال على مستوى الأفراد والمدرعات، يعني توفر معلومات استخباراتية دقيقة، رغم اختلاف أشكال المواجهة وخطط الجيش في القطاعات المختلفة.

وشدد على أنه لا يمكن الحديث عن هزيمة المقاومة أو انتهاء قدراتها القتالية في القطاع، مشيرا في هذا السياق إلى العمليات الأخيرة التي تعلن عنها قوى المقاومة في مقاطعها التوثيقية التي نشرتها مؤخرا، في ظل خروج متتابع لقوى الاحتلال من مناطق مختلفة في القطاع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات فی القطاع

إقرأ أيضاً:

ترامب "ينقلب على بوتين": يجب التعامل معه بشكل مختلف

انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين، السبت، إثر ضربات تعرض لها مدنيون في أوكرانيا في الأيام الأخيرة، قائلا: "ربما هو لا يريد أن يوقف الحرب".

وفي منشور على منصته "تروث سوشال" بعد محادثات أجراها مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في روما، قال ترامب: "لم يكن هناك أدنى سبب لبوتين لإطلاق صواريخ على مناطق مدنية ومدن وقرى في الأيام الأخيرة. هذا يجعلني أعتقد أنه ربما لا يريد وقف الحرب، وعندها يجب التعامل معه بشكل مختلف".

وأضاف ترامب أن "فرض عقوبات ثانوية على روسيا قد يكون ضروريا ردا على ذلك".

وقال: "يموت الكثير جدا من الناس".

وفي وقت سابق من السبت، ذكرت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية نقلا عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن بوتين أكد مجددا استعداد بلاده لإجراء محادثات مع أوكرانيا من دون شروط مسبقة، وذلك خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.

والتقى ويتكوف بوتين لمدة 3 ساعات في موسكو، الجمعة، لمناقشة خطة واشنطن الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وبعدها قال ترامب إن الجانبين "قريبان للغاية من التوصل إلى اتفاق"، رغم الاختلافات الواضحة في مواقفهما.

مقالات مشابهة

  • «يونيفيل»: ننسق بشكل وثيق مع الجيش اللبناني
  • هل وافقت المقاومة على نزع سلاحها ؟ .. قيادي فيها يوضح
  • ترامب "ينقلب على بوتين": يجب التعامل معه بشكل مختلف
  • وفد حماس يصل إلى القاهرة لبحث مقترح صفقة شاملة مع إسرائيل
  • ماذا بعد ارتفاع خسائر جيش الاحتلال بغزة؟ محللون يجيبون
  • كيف تبدو خريطة إسرائيل لـاليوم التالي في غزة؟
  • استمرت 3 ساعات.. تفاصيل مباحثات ويتكوف وبوتين بشأن الحرب
  • شاهد | مجموعة الأزمات الدولية: الحرب الأمريكية على اليمن امتداد للحرب على غزة
  • ماذا يعني تكرار عمليات المقاومة قرب السياج الفاصل بغزة؟ خبير يجيب
  • خبيران عسكريان: ما يحدث في شمال غزة يشي بعملية كبيرة للمقاومة