عمقت 200 يوم من حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحنة الإنسانية، حيث لا تكف منظمات أممية وإغاثية عن التنبيه إلى مستويات مثيرة للقلق من الانعدام الحاد للأمن الغذائي في القطاع.

وبموازاة تضرر مصادر الغذاء، تواصل إسرائيل فرض قيود صارمة على إيصال المساعدات للفلسطينيين في غزة، في سياق سياسة تجويع تبدو ممنهجة بشكل واضح، في حين تكشفت أولى لحظات حصار التجويع مع بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

ووفقا لتقرير أعده ناصر آيت طاهر، فإنه جرى تدمير ممنهج لمصادر الإنتاج الغذائي، وعرقلة ما سمح لاحقا بدخوله من مساعدات مقننة عبر المعبر البري في جنوب القطاع، كما حيد الاحتلال في شمال القطاع دور وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بحجج واهية.

ومع طي 200 يوم من الحرب، باتت المجاعة تهدّد معظم سكان القطاع المحاصر والمدمّر، حيث يظهر تقرير أممي أن نصف سكان غزة يعانون الجوع الكارثي، وأن 90% من الأطفال يعانون سوء التغذية الحاد.

هذا المنهجية الإسرائيلية دفعت مراقبين إلى اعتبارها حرب تجويع، ورأوا في الحوادث المتكررة لإطلاق جيش الاحتلال النار على فلسطينيين يتجمعون للحصول على المساعدات القليلة المتاحة دليلا واضحا على ذلك.

ليست أقل فتكا

ولم تكن المساعدات التي تُسقط من الجو أقل فتكا، حيث غرق غزيون حاولوا الوصول إلى بعضها مما استقر في البحر، في حين قضى آخرون أو أصيبوا جراء سقوط طرود الإنزالات الجوية عليهم.

ولا يزال البعض يتساءل عن جدوى الكميات الضئيلة وطابعها العشوائي وخطورة إلقائها من الجو على المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، كما تبرز علامات الاستفهام حول جدوى خطط إيصال المساعدات عن طريق البحر إلى غزة.

وبينما يجري تنفيذ خطة عسكرية أميركية منفصلة تقضي ببناء رصيف عائم لتمكين سفن الشحن الأكبر حجما من الوصول إلى الشاطئ، وهو ما لا يتوقع إنهاؤه قبل شهور، تشكك منظمات إنسانية في جدوى هذا المسار، لأن الأولى -فيما ترى- رفع القيود عن إيصال المساعدات برا.

وعلى وقع ضغط دولي مستجد، تتحدث إسرائيل عن خطط لبناء معبر بري جديد يصل إلى شمال القطاع، كما تعد بفتح معبر بيت حانون (إيرز)، وتقول إنها ستسمح باستخدام ميناء أسدود غير البعيد عن شمال القطاع، كما ستسمح بدخول المزيد من المساعدات من الأردن عبر معبر كرم أبو سالم جنوبي غزة.

لكن عاملون في مجال الإغاثة يقولون إن غزة المحاصرة الجائعة لا تطعمها الكلمات، وطريق دخول المساعدات إليها واضح، وهو البر عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، وهو الأسهل والأسرع والأكثر أمنا، لكن إتاحته تحتاج يحتاج إرادة دولية، كما يقولون.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

تحذيرات أممية من شح الغذاء في القطاع.. وجنوب إفريقيا: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحاً للإبادة الجماعية

البلاد – جدة، رام الله
يتخوف أهل غزة من عودة شبح المجاعة مجددًا، مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، وحذرت وكالة الأمم المتحدة للإغاثة والأعمال الإنسانية من نفاذ المواد الغذائية في القطاع، فيما قالت جنوب إفريقيا إن الاحتلال يستخدم الاحتلال التجويع سلاحًا.
وأعاد استمرار وقف المساعدات أمس الأربعاء لليوم الرابع على التوالي، إلى ذاكرة الغزيين لحظات المجاعة الحالكة التي عاشوها خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، وخاصة في شهر رمضان الماضي، ولم تكن تلك المجاعة أزمة عابرة فقط، بل كانت صورة حياة ذاق فيها الناس صنوف العذاب كافة، أُنهكت خلالها أجسادهم من التعب والإرهاق، بسبب قلة الطعام، والحرمان من أبسط حقوقهم ومقومات حياتهم. وقالت وكالة الأمم المتحدة للإغاثة والأعمال الإنسانية إن أسعار المواد الغذائية في غزة ارتفعت بشكل حاد، وقد تنفد طرود المساعدات الغذائية قريبا بعد أن منعت إسرائيل دخول المزيد منها منذ يوم الأحد الماضي. وأفادت الوكالة بأن أسعار الدقيق والخضروات تضاعفت، منوهة إلى أنه إذا استمر الحظر الإسرائيلي فإن ما لا يقل عن 80 مطبخًا “مجتمعيًا” قد ينفد مخزونها قريبًا، كذلك حال الطرود الغذائية المتبقية لدعم نحو 500 ألف شخص.
وفي السياق، قالت جنوب إفريقيا إن “إسرائيل تستخدم التجويع سلاح حرب” في غزة عبر منع وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع منذ الأحد الماضي. وأضافت في بيان صادر عن وزارة خارجيتها أمس الأربعاء أنه “عبر منع دخول الغذاء إلى غزة، تواصل إسرائيل استخدام التجويع سلاحًا في الحرب كجزء من الحملة المستمرة التي قضت محكمة العدل الدولية بأنها إبادة جماعية محتملة ضد الشعب الفلسطيني”، في إشارة إلى القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام تلك المحكمة.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يواصل إغلاق معبر كرم أبو سالم لليوم السادس على التوالي
  • تحذيرات أممية من شح الغذاء في القطاع.. وجنوب إفريقيا: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحاً للإبادة الجماعية
  • الإفطار على الحواجز.. سياسة صهيونية ممنهجة لعقاب الفلسطينيين في رمضان
  • حماس: سياسة التجويع امتداد لحرب الإبادة الجماعية وتصعيد إرهابي ضد غزة
  • حماس تعقب على استمرار سياسة التجويع في غزة
  • «حماس»: سياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال امتداد لحرب الإبادة ضد غزة
  • حماس: سياسة التجويع هي امتداد لحرب الإبادة التي شنها العدو ضد غزة
  • بعد قراره بوقف دخول المساعدات.. نتنياهو يبتز غزة بفرض سياسة التجويع.. والقطاع يشهد أزمة غذائية حادة
  • الاحتلال يواصل إغلاق معبر كرم أبو سالم ومنع دخول المساعدات إلى غزة
  • لليوم الرابع على التوالي.. إغلاق معبر كرم أبو سالم ومنع دخول المساعدات إلى غزة