زهير عثمان حمد
الخلط بين السياسة والأدب في الكتابة الصحفية يمكن أن يكون مصدرًا للإبداع، حيث يُتيح للكتّاب التعبير عن القضايا السياسية بأسلوب أدبي جذاب ومؤثر. هذا النوع من الكتابة يمزج بين الحقائق والتحليل السياسي مع الأساليب الأدبية كالاستعارات، الرمزية، والسرد القصصي، مما يُثري المحتوى ويجعله أكثر تشويقًا وجاذبية للقراء.

في الكتابة الصحفية، يُعتبر الأدب أداة لتعزيز الرسالة السياسية وجعلها أكثر وضوحًا وتأثيرًا في القارئ. كما يُمكن للأدب أن يُقدم نقدًا اجتماعيًا وسياسيًا بطريقة فنية تلامس الوجدان وتُحرك العقول.ومع ذلك، يجب على الصحفيين الحفاظ على التوازن بين الإبداع الأدبي والموضوعية الصحفية، وضمان أن الرسالة السياسية لا تضيع وسط الأسلوب الأدبي. الهدف هو إيصال المعلومات بطريقة مفهومة ومقنعة دون التضحية بالدقة والمصداقية.

الأدب يُعدّ من العناصر الأساسية في الكتابة، وله أهمية كبيرة تتجلى في عدة جوانب: تعزيز الجمالية:الأدب يُضفي جمالًا على الكتابة من خلال استخدام اللغة الشاعرية والصور البلاغية.نقل القارئ إلى عوالم مختلفة:يُمكن للأدب أن ينقل القارئ إلى عوالم خيالية، مما يُثري تجربته القرائية.التأثير العاطفي والنفسي:الأدب يُؤثر في القارئ عاطفيًا ونفسيًا، ويُمكن أن يُحدث تغييرًا في نظرته للعالم.عزيز القدرات الذهنية: يُساهم الأدب في تحفيز التفكير النقدي وتعزيز القدرات الذهنية للقارئ.

الإصلاح المجتمعي:يُمكن للأدب أن يُسهم في الإصلاح المجتمعي من خلال طرح قضايا هامة وتشجيع النقاش حولها.توثيق الثقافة والتاريخ: الأدب يُعدّ وسيلة لتوثيق الثقافة والتاريخ ونقلهما عبر الأجيال.

تهذيب النفس:يُساهم الأدب في تهذيب النفس وتعزيز الذوق الرفيع لدى القارئ. , وتوسيع المدارك: يُوسع الأدب مدارك القارئ ويُعرفه بأفكار ومفاهيم جديدة قد لا يتعرض لها في حياته اليومية.

بهذه الطرق، يُعتبر الأدب جزءًا لا يتجزأ من الكتابة، مُضيفًا إليها قيمة فنية ومعنوية عميقة.

لا يوجد قاعدة ثابتة تحكم استخدام التشبيهات والرموز في الكتابة الصحفية، ولكن يُفضل أن يتم استخدامها بحذر وبشكل يخدم النص ويسهل على القارئ فهم المحتوى. الكتابة الصحفية تتطلب الوضوح والدقة، ويجب أن تكون المعلومات مُقدمة بطريقة مباشرة ومفهومة.التشبيهات والرموز يمكن أن تُستخدم لإضافة عمق وبُعد إضافي للنص، خاصةً في المقالات الرأي والتحليلات الصحفية، حيث يكون هناك مساحة أكبر للتعبير الشخصي والإبداع الأدبي. ومع ذلك، يجب أن تُستخدم بطريقة لا تُشتت القارئ أو تُعقد الفهم.في النهاية، يعتمد الأمر على السياق والغرض من الكتابة، وعلى الصحفي أن يُقرر متى وكيف يُمكن أن تُسهم هذه الأدوات الأدبية في تعزيز النص وتوصيل الرسالة بشكل أكثر فعالية

قوة المقالة الصحفية تكمن في قدرتها على التواصل بفعالية مع الجمهور وتقديم الأفكار بطريقة واضحة ومقنعة. استخدام اللغة الأدبية الراقية يمكن أن يُضفي جمالًا وعمقًا على النص، ويُثري المحتوى بالتشبيهات والصور البلاغية، مما يجعل القراءة ممتعة ويُسهم في تعزيز الرسالة الصحفية.

من ناحية أخرى، قد تكون اللغة العامية أكثر فعالية في بعض السياقات، خاصةً عند التواصل مع جمهور واسع قد لا يكون معتادًا على اللغة الأدبية الراقية. العامية يمكن أن تجعل المحتوى أكثر قربًا وتفاعلًا مع القراء، وتُسهل فهم الأفكار المُقدمة.

المهم هو اختيار الأسلوب الذي يُناسب الجمهور المستهدف والغرض من المقالة، وأن يكون الاستخدام متوازنًا بحيث لا يُشتت القارئ أو يُعيق فهم الرسالة الأساسية.

ثورة الاتصالات ودخول صحافة الإنترنت أحدثت تغييرات كبيرة في صناعة المحتوى الصحفي، حيث أصبحت المقالات أقصر لتتناسب مع سرعة الحياة العصرية وتقلص فترات الانتباه لدى القراء. هذا التوجه نحو الاختصار قد يُعتبر تجاريًا بحتًا بالنسبة للبعض، وقد يُنظر إليه على أنه يفتقر إلى العمق الإنساني والإبداع الذي كان يميز الكتابة الصحفية التقليدية. ومع ذلك، يمكن القول إن الإبداع لا يزال ممكنًا حتى في المقالات القصيرة. يمكن للكتاب استخدام اللغة الأدبية والتشبيهات والرموز لإضافة عمق وجمالية للنصوص، حتى لو كانت قصيرة. الأهم هو القدرة على التواصل مع الجمهور وتقديم المحتوى بطريقة مؤثرة ومفهومة. التحدي الحقيقي يكمن في الجمع بين الإيجاز والتعبير الأدبي الغني، وهو ما يتطلب مهارة وحرفية عالية من الكتّاب والصحفيين لتحقيق التوازن بين متطلبات السرعة والإيجاز وبين الحفاظ على الجودة الأدبية والعمق الإنساني في الكتابة.

مع تطور وسائل الإعلام وتغير عادات القراءة، من المحتمل أن نشهد تزايدًا في استخدام الكتابة القصيرة جدًا والمدعومة بالرموز والرسومات. هذا التوجه يأتي استجابةً للحاجة إلى نقل المعلومات بسرعة وبطريقة تجذب انتباه الجمهور الذي يُفضل التفاعل مع المحتوى البصري والموجز. والصحافة الشاملة، التي تجمع بين المعايير الصحفية والتكنولوجيا، تُظهر أن المستقبل قد يحمل تنوعًا في طرق السرد الصحفي والكتابة، مما قد يغير الصحافة نفسها. ومع ذلك، لا يعني هذا بالضرورة أن الكتابة التحليلية المعمقة ستختفي؛ فهناك دائمًا حاجة للتحليل العميق والمحتوى الذي يقدم رؤى مفصلة حول القضايا المعقدة.
التوازن بين المعلومات والجاذبية البصرية يُعدّ مهمًا في تنسيق الكتابة الصحفية، والصور والرسومات تُعتبر جزءًا من هذا التوازن ومع تنامي توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات الكتابة والتحرير والنشر الإعلامي، قد نشهد تطورات تُحدث قطيعة مع الماضي التناظري وتُقدم أشكالًا جديدة من الكتابة الصحفية.في النهاية، من المرجح أن يستمر الإعلام في التكيف مع التغيرات التكنولوجية وتفضيلات الجمهور، مما يعني أن كلاً من الكتابة القصيرة والتحليلية المعمقة سيجدان مكانهما في المشهد الإعلامي المستقبلي. مع تطور وسائل الإعلام وتغير عادات القراءة، من المحتمل أن نشهد تزايدًا في استخدام الكتابة القصيرة جدًا والمدعومة بالرموز والرسومات. هذا التوجه يأتي استجابةً للحاجة إلى نقل المعلومات بسرعة وبطريقة تجذب انتباه الجمهور الذي يُفضل التفاعل مع المحتوى البصري والموجز.

والصحافة الشاملة، التي تجمع بين المعايير الصحفية والتكنولوجيا، تُظهر أن المستقبل قد يحمل تنوعًا في طرق السرد الصحفي والكتابة، مما قد يغير الصحافة نفسها. ومع ذلك، لا يعني هذا بالضرورة أن الكتابة التحليلية المعمقة ستختفي؛ فهناك دائمًا حاجة للتحليل العميق والمحتوى الذي يقدم رؤى مفصلة حول القضايا المعقدة. التوازن بين المعلومات والجاذبية البصرية يُعدّ مهمًا في تنسيق الكتابة الصحفية، والصور والرسومات تُعتبر جزءًا من هذا التوازن. ومع تنامي توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات الكتابة والتحرير والنشر الإعلامي، قد نشهد تطورات تُحدث قطيعة مع الماضي التناظري وتُقدم أشكالًا جديدة من الكتابة الصحفية. في النهاية، من المرجح أن يستمر الإعلام في التكيف مع التغيرات التكنولوجية وتفضيلات الجمهور، مما يعني أن كلاً من الكتابة القصيرة والتحليلية المعمقة سيجدان مكانهما في المشهد الإعلامي المستقبلي. مع تطور وسائل الإعلام وتغير عادات القراءة، من المحتمل أن نشهد تزايدًا في استخدام الكتابة القصيرة جدًا والمدعومة بالرموز والرسومات. هذا التوجه يأتي استجابةً للحاجة إلى نقل المعلومات بسرعة وبطريقة تجذب انتباه الجمهور الذي يُفضل التفاعل مع المحتوى البصري والموجز.

الصحافة الشاملة، التي تجمع بين المعايير الصحفية والتكنولوجيا، تُظهر أن المستقبل قد يحمل تنوعًا في طرق السرد الصحفي والكتابة، مما قد يغير الصحافة نفسها. ومع ذلك، لا يعني هذا بالضرورة أن الكتابة التحليلية المعمقة ستختفي؛ فهناك دائمًا حاجة للتحليل العميق والمحتوى الذي يقدم رؤى مفصلة حول القضايا المعقدة.
التوازن بين المعلومات والجاذبية البصرية يُعدّ مهمًا في تنسيق الكتابة الصحفية، والصور والرسومات تُعتبر جزءًا من هذا التوازن. ومع تنامي توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات الكتابة والتحرير والنشر الإعلامي، قد نشهد تطورات تُحدث قطيعة مع الماضي التناظري وتُقدم أشكالًا جديدة من الكتابة الصحفية. في النهاية، من المرجح أن يستمر الإعلام في التكيف مع التغيرات التكنولوجية وتفضيلات الجمهور، مما يعني أن كلاً من الكتابة القصيرة والتحليلية المعمقة سيجدان مكانهما في المشهد الإعلامي المستقبلي

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الکتابة القصیرة الکتابة الصحفیة التوازن بین من الکتابة فی النهایة فی الکتابة هذا التوجه الأدب ی یمکن أن ومع ذلک الذی ی مکن أن

إقرأ أيضاً:

صحافتنا العربية .. معايير التتويج والتعويج .. !

بقلم : حسين الذكر ..

ضمن المغالطات العربية او بالأحرى المهنية العامة . ان تعريف الصحافة ينطوي على انها مهنة حرة موضوعية حيادية .. فيما اغلب ان لم يكن جميع مؤسسات الاعلام في العالم مرتبطة بدولة او حزب او فكر او مرجعية ما وكل من يعمل ضمن وسائلها – موظفا كان او متطوعا لاعتبارات وجدانية او انتمائية او أي صلة ظاهرية او خفية تحرك الانسان في توجهاته العامة وتدير شؤونه – ما هو الا كريشة في الهواء كما يقول د . علي الوردي – . مما يجعل من التعريف والمفهوم بمثابة ازمة واشكالية من النوع المضحك المبكي .. ! فمن يا ترى هو الصحفي الحر ومن هو الصحفي المؤسسي؟ الذي يتحرك ضمن اطار وحدود لا يمكنه تجاوز الخطوط الحمراء حتى لو بالتمني .. وهذا ما يغلف صحافتنا العربية وينسجم مع اطر الحكم العامة وقواعد الامن المجتمعي والسياسي القائمة .

كثير من الاخوة وزملاء المهنة العرب يتداولون أيام عروبتنا واحداثنا الاجتماعية والرياضية وغيرها الكثير مما يتطلب الإحساس بالانتماء والتعبير صحفيا .. وقد تداولت الشأن مع الأخ والزميل زيد السربل من الكويت الشقيقة باعتباره من انشط الصحفيين العرب في تحري ونشر وتحريك وإدارة الاخبار العربية المنوعة سيما الرياضية والثقافية منها .. وقد ذكرت له طرفة معبرة من باب المزاح : ( في العراق تدور على المستوى الشعبي بالافراح والاحزان ان المحتفيين يجمعوا عدد من أصحاب الاهازيج والاحياء المناسباتي فرحا بالرقص والاهازيج او اللطم والنواح في الحزن .. لكنهم بعد انتهاء المناسبة وعند موائد الاكل تحدث المفاجئة حينما يبعد ( صناع الحدث الشو ) فيما يظهر على الموائد ويتصدر المشهد اشخاص آخرين ليس لهم دور اطلاقا باحياء الحدث والمناسبة .. !
بعض الزملاء في الصحافة والاعلام والسوشل ميديا والصحافة الالكترونية يكتبون خلال السنة اكثر من (360) عمودا صحفيا وغيرها من التغريدات والاخبار بما يتسع لدائرة الاهتمام العربي بكل ما يعني من انتماء واحساس .. لكن وقت الدعوات والمؤتمرات والتتويج .. نشاهد حد العجب أسماء مدعوة ومكرمة ومتوجة باسم الصحافة مع ان لا رصيد لها خلال اهم احداث الموسم فلن تحرر ولم تهمس ولم تهش ولا تنش بشيء ما ) .
ذلك ليس غريب .. ولا مستغرب فالناس دوما على دين ملوكهم .. والمؤسسات تتبع الخطوط الحمراء والمعايير المزدوجة واللزجة حد الدسومة منها .. فاختيار ملكة جمال العالم لا تعني انها اجمل النساء ولا تمت لذلك بصلة بل ان اسمها وجنسيتها وطائفتها وظروفها ومعانيها توظف بهذا الاتجاه .. وكذا جوائز نوبل او غيرها .. سيما في الجانب الإنساني وليس العلمي البحت – كي لا نكون ظالمين او قساة على اهل العلم – فتخصصات الادب والشعر والفن والرياضة والاعلام .. بالتأكيد لا تتبع معايير مهنية ولن تكون هي الفيصل في ذلك .. بل هي توظيفية بحتة … وذلك من اهم قواعد تامين الامن القومي .. سيما العربي منه !

حسين الذكر

مقالات مشابهة

  • مفيدة شيحة منتقدة مسلسلات رمضان: كم من الانحطاط وقلة الأدب!
  • «بيورهيلث» تتعاون مع أبوظبي للطفولة المبكرة لتطوير حلول الرعاية الصحية الشاملة للأطفال
  • طالبة تتخرج في مدرسة ثانوية أميركية بامتياز ولا تستطيع القراءة أو الكتابة
  • ميزات جديدة لمساعد الذكاء الاصطناعي Gemini
  • سخرية الصحافة الكينية تغضب نجل موسيفيني
  • صحافتنا العربية .. معايير التتويج والتعويج .. !
  • ولاد الشمس الحلقة 2.. الصحفية تحاول الهرب وبابا ماجد أرسل رجالاً لكي يقوموا بضرب ولعة
  • الموت يغيب عبدالله صقر
  • هيئة الإعلام العراقية تحظر عرض مسلسل معاوية خلال رمضان.. ما السبب؟
  • محطة مصر .. محمد رمضان يكشف عن الفائز فى أولى حلقات برنامج مدفع رمضان