مسؤولان أميركيان: قواتنا في الخارج هشة أمام المسيرات
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
قالت صحيفة واشنطن بوست -في مقال مشترك بين الديمقراطي جاك ريد رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، والجمهوري البارز فيها روجر ويكر- إن بالون التجسس الصيني الذي شاهده الأميركيون مذهولين، العام الماضي، وهو يشق طريقه عبر بلادهم، تبين أنه كان مجرد قمة جبل جليدي يتزايد اتساعا.
وقال السيناتوران إن البالون الذي أسقطته القوات الجوية قبالة ساحل ولاية كارولينا الجنوبية، لم يكن الوحيد، حيث اكتشفت العديد من الأجسام الطائرة، وأشارت التقارير الأخيرة إلى أن "بالونات التجسس هذه ليست سوى بضعة آلاف من الغارات الجوية التي واجهتها بلادنا، تتضمن معظمها مسيرات صغيرة تحلق على ارتفاع منخفض جدا".
وتشكل أنظمة الطائرات غير المأهولة هذه -حسب الكاتبين- تحديات متعددة، إذ تداخلت مع مسارات الطيران التجاري "وعبرت حدودنا الجنوبية دون اعتراض".
وقد تم التعرف على العديد منها لا يحلق فوق قواعد عسكرية أميركية فحسب بل منشآت نووية أيضا، مثل قاعدة لانغلي الجوية في فرجينيا، وقاعدة وايتمان الجوية في ميزوري "ونطاقات اختبارنا غرب البلاد".
المسيرات تمثل تهديدا متزايدا للجيش الأميركي (الفرنسية) اكتشاف المسيراتويواجه أفراد الخدمة المنتشرين في الخارج تهديدات متزايدة من هذه الأنظمة غير المأهولة، إذ فقد الجنود الأميركيون الثلاثة -الذين استهدفوا في هجوم بالأردن في يناير/كانون الثاني الماضي- حياتهم بسبب مسيرة إيرانية صغيرة، وبالتالي أصبحت هذه الأنظمة مشكلة أمنية كبيرة، ولا يملك الجيش الأميركي سوى الحد الأدنى من التدابير المضادة لها.
المشكلة الأولى -حسب السيناتورين- أن الولايات المتحدة تفتقر إلى القدرة الكافية على اكتشاف المسيرات "لأننا ما نزال نعتمد على رادارات الإنذار المبكر زمن الحرب الباردة" وهذه لم تعد قادرة على اكتشاف وتحديد وتتبع الطائرات الصغيرة على ارتفاعات عالية ومنخفضة.
والمشكلة الثانية هي تداخل السلطات المسؤولة عن وقف هذه التوغلات، بسبب متاهة الولايات القضائية المتداخلة والبيروقراطيات غير المرنة التي تعمل على إرباك عملية الاستجابة للأزمات بدلا من حلها، وبالتالي -كما يقول الكاتبان- على الولايات المتحدة أن تطلق عملية إصلاح واسعة النطاق من أجل اكتساب القدرة على الكشف وتبسيط الاستجابة بمجرد تحديد التهديد.
والمشكلة الثالثة -حسب السيناتورين- تكمن في الحاجة "لتعزيز قدراتنا الدفاعية بشكل كبير ضد المسيرات المعادية في قواعدنا العسكرية بالخارج".
ويعمل الكونغرس -وفق الكاتبين- مع المسؤولين العسكريين على تزويد الجيش بأساليب الكشف والسلطات القانونية وأدوات مكافحة المسيرات التي يحتاجها، بعد أن أثبت الهجوم الإيراني على إسرائيل أن المسيرات حل مميت وغير مكلف لاختراق الدفاعات الجوية الأكثر تطورا.
ولا يوجد سبب للاعتقاد بأن التحدي يقتصر على سماء العراق وإسرائيل -حسب المسؤولين- بل يمكن أن يهدد الولايات المتحدة نفسها، مما يعني أن صناع القرار في البلاد ربما لم يعد لديهم الوقت لوضع مخطط أفضل للدفاعات ضد المسيرات.
وخلص الكاتبان إلى أن الوقت قد حان لكسر الجمود البيروقراطي وبناء نهج واسع النطاق في التعامل مع التهديد الذي تفرضه المسيرات الصغيرة، لأن تطوير هذه الحلول سيؤدي إلى "تحسين قدرتنا على الدفاع عن المنخرطين في الدفاع والمدنيين، أمام المخاطر المتزايدة التي تشكلها الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية، دون أن ننسى أن الأمن القومي يبدأ من الداخل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
كيف يشكل الألم اللطيف شخصياتنا ويؤثر على حياتنا؟
وروى غطاس تجربته الشخصية التي جعلته يعيد اكتشاف نفسه حين شعر بشعور أشبه بالألم الخفيف خلال حصة مكتبة في المدرسة، ليكتشف لاحقا أن هذا الشعور كان نقطة تحول في رحلته المعرفية.
وأشار إلى أن الملل ينبع من فجوة بين توقعات العقل ونشاطه الفعلي، فعندما يقل النشاط العقلي عن مستوى معين يشعر الإنسان بحالة من الضجر تدفعه إلى البحث عن تغيير.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4متلازمة "الطفل المتعجل".. لماذا يبدو بعض الأطفال أكبر من سنهم؟list 2 of 4"وهم الزمن".. هل إحساسنا بالبعد الرابع حقيقي؟list 3 of 4استعد للعام الجديد بـ"قائمة الأمنيات العكسية"list 4 of 4كيف يفهم الإنسان الحديث نفسه؟.. سوبر ماركت الهويات (٣)end of listوأوضح غطاس أن الملل يتولد من عوامل عدة، أبرزها التوقعات غير المحققة، والرتابة المستمرة، وقلة المدخلات الحسية، وتحدث في هذا السياق عن تجربته مع سلسلة كتب "الناجحون" التي وجدها بالصدفة في المكتبة المدرسية.
نقطة البدايةوقال غطاس إن لحظة الملل الشديد تلك كانت نقطة البداية التي دفعتني لاستكشاف العالم بين العلم والأدب، بين توماس إديسون والمتنبي، موضحا أن هذا النوع من الملل -الذي وصفه بـ"الألم اللطيف"- يدفع الإنسان إلى تحفيز ذاته للخروج من حالة الركود.
وأشار إلى أن الرتابة المستمرة مهما كانت ممتعة تؤدي إلى الملل، واستشهد بما ورد عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من اختياره الأوقات المناسبة لموعظة أصحابه خوفا من أن تصيبهم السآمة.
وأوضح أن قلة المدخلات الحسية تعد من أبرز مسببات الملل، فعندما يقل التنوع في البيئة المحيطة يشعر الإنسان بالضجر، مما يدفعه إلى البحث عن محفزات جديدة، وقد تُستخدم وسيلة للتعذيب النفسي في بعض الأحيان.
إعلانوانتقد غطاس ثقافة الهروب المستمر من الملل في العصر الحالي، إذ نلجأ إلى هواتفنا وأجهزتنا الذكية في كل لحظة فراغ، مشيرا إلى دراسة أظهرت أن الناس قد يفضلون التعرض لصدمات كهربائية خفيفة بدلا من الجلوس في صمت لمدة 15 دقيقة دون القيام بأي شيء.
نقطة التحولمن جانبه، شارك بطل الفنون القتالية خالد عفارة تجربته الشخصية مع "الألم اللطيف"، وبيّن كيف شكّل الملل نقطة تحول في مسيرته.
وروى بطل الفنون القتالية كيف كانت بداياته في التدريب قاسية ومؤلمة، لكنها قادته إلى اكتشاف قدراته الحقيقية والتغلب على العقبات، وقال "هذا الألم الذي هربنا منه مرارا كان بوابتي إلى اكتشاف قوة الإرادة والصبر".
ويرى عفارة أن اللحظات المؤلمة تحمل في طياتها فرصا للتغيير والنمو، مؤكدا أن الصبر على الألم أثناء التدريبات القاسية جعله أقوى وأكثر قدرة على مواجهة التحديات.
وأوضح أن الرياضات القتالية تعلّم الإنسان الصبر والتحمل، وقال "في لحظات التدريب الشاقة تشعر بالألم الذي يدفعك لتجاوز حدودك، إنه ألم يذكرك بأنك على قيد الحياة وأنك تتقدم نحو هدفك".
وأشار عفارة إلى أن الألم في الرياضة ليس فقط جسديا، بل نفسي أيضا، فالرياضي يمر بلحظات شك وضغط تجعله يفكر في الاستسلام، لكن تجاوز تلك اللحظات يمثل انتصارا حقيقيا.
وأضاف "الرياضة تعلمنا أن الألم ليس عدوا، بل هو دليل على أننا نسير في الطريق الصحيح".
14/1/2025