يخيم الضباب الدخاني على مدينة بيروت معظم الأيام، وهو عبارة عن سحابة بنية اللون تُظلم أفق المدينة، ما يشكل خطرا صحيا كبيرا على السكان ويرفع إصابات السرطان إلى 30%.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن ما يقدر بنحو 8 آلاف مولد ديزل يعمل على تشغيل المدن اللبنانية منذ عام 2019. ويمكن سماع هذه المولدات وشم روائحها ورؤيتها في الشوارع.

لكن أسوأ تأثير لها هو الهواء الذي يضطر سكان المدينة إلى استنشاقه.

‘Where can you hide from pollution?’: cancer rises 30% in Beirut as diesel generators poison city https://t.co/EECURAe0pm

— Guardian Environment (@guardianeco) April 22, 2024

وتوصل بحث جديد، من المقرر أن ينشره علماء في الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB)، إلى أن اعتماد العاصمة اللبنانية المفرط على مولدات الديزل في السنوات الخمس الماضية قد ضاعف بشكل مباشر من خطر الإصابة بالسرطان.

ويقول أطباء الأورام إن معدلات التشخيص الإيجابي آخذة في الارتفاع. وتوضح نجاة صليبا، عالمة كيمياء الغلاف الجوي وقائدة الدراسة: "النتائج مثيرة للقلق".

إقرأ المزيد علماء يحلون لغز أنظف هواء على الأرض

وتؤثر هذه المشكلة بالدرجة الأولى على بيروت، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان مثل المقاصد.

وعادة ما تكون مستويات التلوث الناتج عن الجسيمات الدقيقة المعروفة باسم PM2.5، وتصل إلى 60 ميكروغراما لكل متر مكعب، وفقا لصحيفة "الغارديان".

وهذه الكمية أعلى بأربع مرات من الحد الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية وهو 15 ميكروجرام/م3، ما يؤكد أيضا على أنه لا ينبغي أن يتعرض الأشخاص لهذا المستوى لمدة لا تزيد عن ثلاثة إلى أربعة أيام في السنة.

ويبدو أن الوضع أصبح حرجا بعد الانفجار الكارثي الذي وقع في أغسطس 2020، والذي زاد من إضعاف البلاد.

وأدى الانهيار الاقتصادي في لبنان إلى شبه انهيار في شبكة الطاقة الحكومية، ما تسبب في زيادة استخدام مولدات الديزل. ونتج عن هذا، إلى جانب عوامل أخرى، حلقة مفرغة، حيث تستمر المولدات في تلويث الهواء، ما يؤدي إلى تفاقم المشكلات الصحية، بما في ذلك السرطان.

وتطلق المولدات ملوثات مسرطنة في الغلاف الجوي، ما يزيد بشكل كبير من مخاطر الإصابة بالسرطان بين السكان.

وبحسب قياسات الجامعة الأميركية في بيروت، تضاعفت الملوثات المسببة للسرطان في ثلاث مناطق في العاصمة بشكل أساسي.

وذكر صليبا أن التقييم يشير إلى أن خطر الإصابة بالسرطان قد ارتفع بنسبة 50% تقريبا.

خطر السرطان على أساس المواد المسرطنة

بحسب صحيفة "الغارديان" يقول علماء الجامعة الأميركية في بيروت في ورقتهم البحثية: "نحن نحسب خطر الإصابة بالسرطان على أساس المواد المسرطنة المنبعثة من مولدات الديزل، والتي يتم تصنيف بعضها على أنها مواد مسرطنة من الفئة 1A".

إقرأ المزيد كيف يؤثر "جينز الموضة السريعة" على البيئة؟

وتتمثل الفئة 1A (المعروفة سابقا باسم Cat 1) في المواد المعروفة بقدرتها على التسبب في الإصابة بالسرطان لدى البشر بناء على أدلة بشرية إلى حد كبير.

ولاحظ متخصصو الأورام في بيروت بشكل غير رسمي ارتفاعا كبيرا في معدلات الإصابة بالسرطان، ما يشير إلى ارتفاع تقريبي بنسبة 30% كل عام منذ عام 2020.

وعلاوة على ذلك، لاحظوا اتجاها شائعا: أصبح المرضى أصغر سنا بينما أصبحت الأورام التي يصابون بها أكثر عدوانية. ومع ذلك، لم يتم التصديق على هذه البيانات.

وتقول صليبا إن البلاد تعاني من "حلقة مفرغة كبيرة. نحن بلد فقير للغاية الآن، لذلك نستمر في طلب كل هذه الأموال".

ورغم أن الجهات المانحة الدولية ساهمت بمليارات الدولارات لبدء مشاريع البنية الأساسية المحسنة، فإن المشاكل الأساسية لم تعالج بعد.

وأشار الدكتور فضلو خوري، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت وطبيب الأورام المتخصص في سرطان الرئة والرقبة، في حديث لصحيفة "الغارديان" إلى أن الجامعة الأميركية في بيروت "أجرت قياسات ونماذج رياضية، ووجدت أن 40% من تعرض الناس اليومي في لبنان للمواد المسرطنة المحمولة جوا يأتي من مصدر واحد: مولدات الديزل. ولن ترى تأثير ذلك على معدلات الإصابة بسرطان الرئة والرقبة والمثانة لسنوات لأن هذه أمراض تستغرق سنوات من التعرض المزمن".

المصدر: Interesting Engineering

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار الصحة البيئة التلوث الصحة العامة الطاقة الطاقة الكهربائية امراض بحوث بيروت دراسات علمية طب مرض السرطان الإصابة بالسرطان

إقرأ أيضاً:

نصائح ذهبية للوقاية من السرطان‎

على الرغم من التقدم الحاصل في مجال العلاج من أمراض السرطان، إلا أنه لا يزال يمثل تحدياً كبيراً للصحة العامة.


وفيما يلي يوضح الدكتور جيف فاسيركا، أخصائي أمراض الدم والأورام وخريج كلية الطب بجامعة سانت جورج في غرينادا، أهمية التعرف على مخاطر السرطان ويقدم بعض النصائح للكشف عنه. مخاطر الإصابة بالسرطان

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعد السرطان أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم، حيث يتسبب في وفاة ما يقرب من 9.7 مليون شخص. وتشمل عوامل الخطر الرئيسية، بحسب منظمة الصحة العالمية، تعاطي التبغ واستهلاك الكحول والنظام الغذائي غير الصحي والخمول البدني وتلوث الهواء. كما تلعب عوامل الخطر غير القابلة للتغيير، مثل العمر والمواد المسرطنة والعوامل الوراثية وضعف جهاز المناعة، دوراً في الإصابة.

أهمية الفحوصات المنتظمة

تسهّل الفحوصات المنتظمة العلاج السريع من الإصابة بالسرطان، وبالتالي خفض عدد الوفيات المرتبطة به.

وتعد فحوصات الكشف المنتظمة مثل تصوير الثدي بالأشعة السينية ومسحات عنق الرحم وتنظير القولون ضرورية للكشف عن أية مشاكل في وقت مبكر، وتمكين العلاج السريع وتعزيز فرص النجاة من المرض.

 على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي اكتشاف سرطان الثدي في مراحله المبكرة إلى زيادة نسبة معدل البقاء على قيد الحياة لخمس سنوات إلى 99% في حال تقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب، مقارنة بنسبة 27% فقط في حال الكشف المتأخر.

علامات رئيسية

قد تختلف الأعراض حسب نوع السرطان، ولكن هناك بعض العلامات الرئيسية، التي يجب الانتباه إليها لضمان اتخاذ تدابير سريعة والوقاية الاستباقية مثل:
• الأعراض الجسدية: ظهور كتل غير مبررة وتورم وسعال وضيق في التنفس وتغيرات في الإخراج ونزيف غير متوقع وفقدان الوزن غير المقصود والتعب والألم غير المبرر وظهور الشامات الجديدة.
• مشاكل الجهاز البولي: المضاعفات بما في ذلك الحاجة الملحة للتبول بشكل متكرر وعدم القدرة على التبول والألم.
• أعراض أخرى: تغيرات غير عادية في الثدي وفقدان الشهية والألم المستمر وحموضة المعدة والتعرق الليلي الشديد.

تدابير الوقاية

إن اتباع أنماط حياة أكثر صحة ومواكبة مواعيد اللقاحات الأساسية ومعالجة المخاطر البيئية يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان.
• أسلوب حياة صحي: تجنُّب منتجات التبغ والحفاظ على وزن صحي واتباع نظام غذائي صحي والامتناع عن تناول الكحول.
• الحصول على اللقاحات اللازمة: أخذ اللقاحات ضد فيروس الورم الحليمي البشري والتهاب الكبد الوبائي "ب" والفيروسات الأخرى، التي قد تعرض الأشخاص للخطر.
• معالجة المخاطر من محيطك: تجنب التعرض للأشعة فوق البنفسجية واستخدام وسائل الحماية من الشمس والحد من التعرض لتلوث الهواء الخارجي والداخلي.
ومن الجدير بالذكر أن للتوعية العامة والتثقيف حول أهمية الفحص المبكر دوراً بارزاً في تشجيع المزيد من الناس على الخضوع لتلك الفحوصات، التي يمكنها إنقاذ الحياة.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع غامض في حالات الإصابة بسرطان الرئة حول العالم.. سبب مثير للقلق
  • دراسة تكشف علاقة استخدام خيط الأسنان والسكتات الدماغية
  • هل يمكن الحدّ من خطر الإصابة بمرض «السرطان»؟
  • دراسة تكشف منافع ومخاطر عقاقير خفض الوزن.. ضررها أكثر من نفعها
  • تزايد حالات الإصابة بالسرطان في تعز
  • نصائح ذهبية للوقاية من السرطان‎
  • التقلبات المناخية والصحة العقلية.. دراسة تكشف التأثير الخطير على المراهقين
  • دراسة جديدة تحدد عاملين أساسيين يمكن القيام بهما للحد من خطر الإصابة بالسرطان
  • دراسة أمريكية تكشف عن مخاطر مميتة لحقن التخسيس.. سكتة دماغية ونوبات قلبية
  • المواد الكيميائية في أغلفة الأطعمة تخترق أجسامنا بشكل يدعو للقلق