200 يوم حرب .. ما حققته تل أبيب وحماس من أهداف للحرب حتى الآن؟
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
دخلت الحرب على غزة يومها الـ 200 على التوالي، وسط مخاوف دولية وإقليمية من تصاعد الصراع في المرحلة المقبلة في خضم اعتزام إسرائيل اجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع، والتي يتحصن بها أكثر من مليون شخص، بالتزامن مع تساؤلات عن طبيعة المرحلة المقبلة من الصراع الدموي الأكبر منذ عقود.
واستعرض محللون فلسطينيون وإسرائيليون في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، ما حققته تل أبيب وحركة حماس من أهداف للحرب حتى الآن، واستعدادات كل طرف للفترة القادمة، بعد تعثر مفاوضات الهدنة المتواصلة منذ أسابيع على الرغم من الضغوط الدولية لإنجازها.
اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في أحدث تقاريرها عن الحرب التي تجاوزت 6 أشهر، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة أدت إلى إضعاف حماس، حيث تدهورت معظم كتائب حماس وتشتتت في القطاع وقُتل الآلاف من أعضائها.
لكن على الرغم من ذلك لم تحقق إسرائيل أهدافها الأساسية للحرب، المتمثلة في إطلاق سراح رهائنها المحتجزين في قطاع غزة، وتدمير القدرات السياسية والعسكرية لحماس بالكامل.
200 يوم من الحرب
وقال المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه بعد 200 يوم من الحرب، لم تتحقق بعد الأهداف التي حددتها الحكومة الإسرائيلية للمعارك بالكامل.
وأوضح غانور أن هذه الأهداف تتضمن: تدمير قدرات حماس، واستعادة المختطفين، وألا يشكل قطاع غزة قاعدة عدوان ضد إسرائيل مرة أخرى.
وأضاف أن "هذه الحرب فُرضت على إسرائيل في 7 أكتوبر بصورة مفاجأة من قِبل حماس، بعد احتلالها قرى غلاف غزة وقيام القوات الإسرائيلية بصد واستعادة هذه المناطق، ومن ثم إجراء العملية البرية التي أدت إلى السيطرة على 85 بالمئة من قطاع غزة، وتدمير أجزاء هائلة من قدرات حماس القتالية والسياسية"، لكن في المقابل "تكبدت إسرائيل الخسائر البشرية والمادية والمعنوية".
وبشأن طبيعة عمليات إسرائيل العسكرية خلال الفترة المقبلة، أشار المحلل السياسي الإسرائيلي إلى أن "الخطط العملياتية الحربية أُقرت وتم اعتمادها من قبل المستوى السياسي، وتجري أعمال إقامة المناطق الآمنة لإخلاء السكان العزل لإبعادهم عن محيط دائرة القتال المتوقع، لكن الأمر يتوقف الآن على تهيئة المناخ الدولي السياسي، ولا سيما الموافقة الأميركية لاستكمال الوصول إلى رفح وأنفاقها لعله يرغم قادة حماس على مواجهة مصيرهم أو مقايضة حياتهم مقابل المخطوفين الإسرائيليين الذين يشكلون دروع بشرية وبوليصة تأمين لبقائهم".
واعتبر أنه "إذا تم هذا المخطط، فقد يحقق حسب الوعود قدرا كبيرا من أهداف الحرب بالنسبة لإسرائيل".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة مخاوف دولية تصاعد الصراع رفح إسرائيل الصراع الدموي قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
4 بدائل “قاتمة” تنتظر إسرائيل في غزة
#سواليف
حددت دراسة أمنية إسرائيلية 4 #بدائل وصفتها بالقاتمة أمام #تل_أبيب للتعامل مع قطاع #غزة تمثلت في #حكم_عسكري مطول أو #تهجير_السكان أو إقامة #حكم_فلسطيني “معتدل” أو بقاء الوضع القائم.
وقال معهد دراسات الأمن الإسرائيلي (غير حكومي) في دراسة بعنوان ” #البدائل_الإستراتيجية لقطاع غزة” إنه بعد مرور عام ونصف العام تقريبا على #الحرب على قطاع غزة تقف إسرائيل عند مفترق طرق، وعليها صياغة إستراتيجية مناسبة لمستقبل القطاع.
وأعد الدراسة الباحث في معهد دراسات الأمن القومي عوفير غوترمان الذي عمل سابقا محللا أول في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية.
مقالات ذات صلة “أونروا”: نفاد إمدادات الدقيق في قطاع غزة 2025/04/24ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- ونحو 11 ألف مفقود، وتفرض حصارا مطبقا على جميع الإمدادات والمساعدات الإنسانية، مما تسبب بمجاعة قاسية.
بدائل “قاتمة”
وترى الدراسة أن إسرائيل “تواجه مجموعة من البدائل القاتمة، جميعها إشكالية في آثارها وجدواها، وأول تلك البدائل: تشجيع الهجرة الطوعية، وهو خيار لم تُدرس عواقبه الإستراتيجية بدقة في إسرائيل، وإمكانية تحقيقه ضعيفة”.
أما البديل الثاني فهو “احتلال القطاع وفرض حكم عسكري مطول، ومع أن ذلك قد يُضعف حماس بشدة لكنه لا يضمن القضاء عليها وينطوي على خطر تعريض الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس للخطر، وتكبد تكاليف باهظة أخرى طويلة الأجل”.
وعن البديل الثالث أوضحت الدراسة “إقامة حكم فلسطيني معتدل في القطاع بدعم دولي وعربي، وهو خيار تكاليفه على إسرائيل منخفضة، لكنه يفتقر حاليا إلى آلية فعالة لنزع سلاح القطاع وتفكيك قدرات حماس العسكرية، وأخيرا احتمال فشل مبادرات الاستقرار السياسي والعسكري، مما يترك حماس في السلطة”.
كما أشارت إلى البديل الرابع، وهو “استمرار الوضع الراهن، وينبع هذا البديل أساسا من واقع تمتنع فيه إسرائيل عن الترويج لمبادرات عسكرية أو سياسية في قطاع غزة، أو تفشل في المبادرات التي تسعى إلى تنفيذها”.
وقال غوترمان إن قائمة البدائل الإستراتيجية لقطاع غزة صممت من خلال دراسة استقصائية شاملة لمختلف الخيارات المطروحة في الخطاب الإسرائيلي والعربي والدولي، سواء مبادرات عملية طرحتها جهات رسمية أو اقتراحات من معاهد بحثية ومحللين.
إستراتيجية ثنائية الأبعاد
وتوصي الدراسة بتنفيذ إستراتيجية ثنائية الأبعاد تجمع بين العمل العسكري والسياسي، وهي “جهد عسكري مكثف ومتواصل لا يهدف فقط إلى تقويض حماس وقدراتها، بل أيضا إلى إرساء أسس استقرار بديل حاكم لحماس، وبالتوازي مع ذلك، مبادرة سياسية لبناء بديل حاكم معتدل تدريجيا في قطاع غزة من شأنه أيضا دعم وتسريع نجاح الجهد العسكري”.
ورأت الدراسة أن هذه الإستراتيجية “تتطلب تعاونا وثيقا مع الدول العربية، وينبغي أن تكون جزءا من اتفاق إقليمي يشمل التطبيع مع المملكة العربية السعودية وخطوات نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي”.
وقالت إنه بالنسبة للفلسطينيين فإن الأفق السياسي المتوخى في هذه الإستراتيجية هو “أفق استقلال وسيادة محدودين”.
أما بالنسبة لإسرائيل -وفقا للدراسة ذاتها- فتحافظ الخطة على الحرية الأمنية والعملياتية والجهود المستمرة للقضاء على حماس وإحباط التهديدات الناشئة في القطاع من خلال مزيج من التدابير العسكرية والاقتصادية والقانونية والسياسية.
واعتبرت الدراسة أن “هذه الإستراتيجية المقترحة أكثر تعقيدا في التنفيذ مقارنة بالبدائل أحادية البعد التي تناقش حاليا في إسرائيل، ولكنها واقعية من حيث جدواها العملية، وعلى النقيض من البدائل الأخرى”.
حماس متجذرة
ولفتت الدراسة إلى أنه “من المهم الإدراك أن حماس ليست ظاهرة خارجية أو جديدة أو عابرة في التجربة الفلسطينية -خاصة بقطاع غزة- بل هي متجذرة بعمق وجوهر فيه”، وفق تعبيرها.
وقالت إن حماس وُلدت في قطاع غزة، وأعضاؤها محليون لا يعملون من خلال شبكات تنظيمية فحسب، بل أيضا من خلال شبكات عائلية.
وأشارت إلى أنه على مدار عقود من وجودها نجحت حماس بترسيخ وعيها السياسي الديني والقومي في المجتمع الفلسطيني من خلال نشاط مكثف في جميع مجالات الحياة.
وأضافت الدراسة أن الجيل الذي نشأ في قطاع غزة على مدى العقدين الماضيين لا يعرف بديلا لحماس.
واعتبرت أن الوضع المدني في قطاع غزة غير قابل للاستمرار دون إعادة إعمار واسعة النطاق، لكن مستقبل إعادة الإعمار غير واضح، وفق تعبيرها.
ورأت الدراسة أن إسرائيل قادرة على قمع حماس في غزة بالوسائل العسكرية وحدها، لكنها لن تقضي عليها.
وفي بداية حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حددت حكومة بنيامين نتنياهو أهدافا لها، أبرزها: تفكيك قدرات “حماس” وحكمها للقطاع، وإعادة الأسرى الإسرائيليين، لكنها لم تنجح في تحقيق أي من الأهداف التي وضعتها.
وتقول المعارضة الإسرائيلية إن حكومة نتنياهو لم تنجح بالحرب ولا تملك إستراتيجية لليوم التالي لها.