لقاء خليجي أوروبي يبحث خفض التصعيد وتطورات غزة
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
بحث وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي الاثنين، سبل خفض التصعيد في المنطقة وتطورات الأوضاع في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ بمشاركة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ومسؤولي خارجية دول المجلس وهي السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت وسلطنة عمان، إلى جانب مسؤولين أوروبيين بينهم مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
وأفادت الخارجية القطرية في بيان، بأن قطر شاركت في المنتدى رفيع المستوى بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي حول الأمن الإقليمي، إذ ترأس وفدها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.
وناقش المنتدى "تطورات الأوضاع في المنطقة وسبل خفض التصعيد والتهدئة، لا سيما إنهاء الحرب في قطاع غزة، ومستجدات الأزمة الروسية الأوكرانية، والأمن البحري وحرية الملاحة"، وفق البيان ذاته.
بدورها قالت الخارجية السعودية في بيان، إن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، شارك في أعمال المنتدى ذاته، مشيرة إلى أن الاجتماع بحث تعزيز التعاون الأمني والإستراتيجي، والتطورات في قطاع غزة ومحيطها، وأهمية التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وإيصال المزيد من المساعدات إلى القطاع.
كما قال وزير الخارجية السعودي على هامش مشاركته، إن "هناك حديثا يتبلور في أروقة الاتحاد الأوروبي للاعتراف بدولة فلسطين"، واصفا ذلك بالإيجابي والمهم.
ونقل بيان لمجلس التعاون الخليجي، أن الأمين العام للمجلس جاسم البديوي، أكد في كلمته أن "الاجتماع يتزامن مع ظروف وتداعيات خطيرة جدا، مع استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية غير الإنسانية في غزة".
من جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس الاثنين، إنه "لا يمكن نسيان وضع غزة المزري ونحتاج فورا لإطلاق جميع الرهائن ووقف إطلاق النار وتخفيف الكارثة الإنسانية"، مؤكدا أنه "لن يكون هناك استقرار دائم في المنطقة ما دامت الحرب في غزة مستمرة".
ويأتي ذلك، بينما يواصل جيش الاحتلال حربه على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مخلّفا عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين وسط وضع إنساني يوصف بالكارثي ومجاعة متفاقمة تخيم على القطاع المحاصر.
المصدر: الموقع بوست
إقرأ أيضاً:
بعد انتصار ترامب.. لبنان يخشى التصعيد ويتطلع للوعود
مع إعلان فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية، تتصاعد التساؤلات في لبنان بشأن الآثار المحتملة لوصول رئيس جديد إلى البيت الأبيض على الأوضاع اللبنانية. إذ تلعب الولايات المتحدة دوراً محورياً في سياسات الشرق الأوسط، وتؤثر مواقفها الخارجية بشكل مباشر وغير مباشر على استقرار المنطقة.
وكان كل من المرشحين دونالد ترامب وكامالا هاريس قد وعدا في حملاتهما الانتخابية بالعمل على وقف إطلاق النار في لبنان وقطاع غزة. لكن يبقى السؤال: هل سيتمكن الرئيس الجديد من ترجمة هذه الوعود إلى واقع ملموس؟ وهل سيتجه لبنان نحو فترة تهدئة قريبة، أم أن قضيته ستظل تتأرجح ضمن أولويات الإدارة الأميركية الجديدة؟
وفي سياق موازٍ، تزداد المخاوف بين اللبنانيين من احتمال اندلاع حرب أوسع نطاقاً إذا نفذت إيران تهديداتها بضرب إسرائيل، وما قد يتبع ذلك من ردود فعل من قبل الأخيرة. ومع استمرار هذه التوترات، تثار تساؤلات بشأن قدرة واشنطن على الضغط على تل أبيب للحد من التصعيد، ومدى استجابة إسرائيل لهذه الضغوط.
غياب التغيير
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي أنه لا توجد مؤشرات تدل على تغييرات كبيرة في الإدارة الأميركية بشأن حربي غزة ولبنان في الأفق القريب، حتى بعد انتقال السلطة من الحزب الديمقراطي إلى الحزب الجمهوري.
ويوضح الزغبي أن سبب عدم توقع تغيير قريب في السياسة الأميركية يرجع إلى عاملين رئيسيين: "الأول أن الإدارة الجديدة تحتاج إلى وقت حتى 20 يناير المقبل لاستلام الرئيس الجديد سدة الرئاسة وتنظيم إدارته من خلال التعيينات الضرورية. أما السبب الثاني، فهو انتخابات الكونغرس، التي تكتسب أهمية كبيرة توازي أهمية انتخابات الرئاسة، خصوصاً مع حسمها لمصلحة حزب الرئيس الجمهوري".
ويشير الزغبي إلى أنه "يتعين انتظار فترة من الفراغ الدبلوماسي النسبي قبل اتخاذ قرارات حاسمة من قبل الإدارة الأميركية المنتخبة. وبالتالي، من المرجح أن تستمر الحرب في لبنان وغزة لأسابيع مقبلة، نظراً لبطء الحركة الدبلوماسية أو تجمّدها".
وفي هذا السياق يضيف الخبير الاستراتيجي، العميد المتقاعد ناجي ملاعب أن "الفائز في السباق الرئاسي لن يكون قادراً على اتخاذ قرارات فعلية قبل الموعد الرسمي لانتقال السلطة"، موضحاً أن "التصريحات التي أدلى بها ترامب خلال حملته الانتخابية بشأن اتخاذ خطوات فورية لا تتعدى كونها وعوداً انتخابية".
ويستبعد ملاعب امكانية استقرار في الشرق الأوسط، خاصة على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية، في الوقت القريب، وذلك "لاستبعاد حدوث تحول جذري في السياسة الأميركية تجاه المنطقة".
كما يلفت ملاعب إلى أن "الرئيس جو بايدن قدّم دعماً غير مسبوق لإسرائيل، ومن المتوقع أن يستمر في تلبية متطلباتها إلى حين تسلّم الرئيس الجديد، وفي هذا السياق، أعلن الأمين العام الجديد لحزب الله، نعيم قاسم، عن تصعيد عسكري ضد إسرائيل، مما ينذر باستمرار حالة التوتر والعنف في المنطقة، في وقت لن تسمح إيران بانهيار حزب الله، الذي يعد رأس حربة في محورها بالمنطقة".
من جهته يرى الكاتب والباحث السياسي جورج العاقوري أن "نتيجة الانتخابات الأميركية، سواء كان فاز بها الجمهوريون أو الديمقراطيون، لن تغير من الثابت الأساسي في السياسة الأميركية أي "الحفاظ على أمن إسرائيل واستقرارها"، مشيراً إلى أن هذا المبدأ يعتبر "قاعدة لتقييم كل الخطوات الأميركية المقبلة في المنطقة".
ويشير إلى أن المرشحين للرئاسة الأميركية تعهدوا بالسعي لإنهاء الحرب في لبنان، "لكن التساؤل يبقى بشأن طبيعة الحلول المطروحة، التي باتت مرتبطة بقرار إسرائيلي اتخذ منذ 7 أكتوبر يقضي بالقضاء على أذرع إيران في المنطقة"، ويشدد على أن "الضربة التي تلقتها إسرائيل في ذلك اليوم، استدعت حلولاً جذرية منها، إذ أصبح الهدف وجودياً بالنسبة إليها".
"قرار نتانياهو واضح بمواصلة الحرب حتى تحقيق استقرار دائم"، كما يشدد العاقوري مذكّراً بأن" القرار 1701 تعرض لانتهاكات منذ 2006، "سواء عبر تحركات حزب الله العسكرية في منطقة الليطاني سواء تحت الأرض عبر بناء الأنفاق، أو فوق الأرض عبر نشاط جمعيات مثل جمعية أخضر بلا حدود، وكذلك عبر الخروق الإسرائيلية".
ويعتبر أن لبنان "ليس أولوية بحد ذاته في المعادلة الإقليمية، لكن ارتباط استقرار إسرائيل بالجبهة اللبنانية ودور حزب الله، يضع الملف اللبناني في الواجهة كأداة للتعامل مع الوضع الراهن".
وفيما يتعلق بالجهود المبذولة لوقف إطلاق النار، يوضح العميد الركن المتقاعد، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، الدكتور هشام جابر، في حديث لموقع "الحرة" أن "الأفق يبدو مسدوداً، لكن الجيش الإسرائيلي يعاني من استنزاف في جنوب لبنان ولم يحقق نتائج ملموسة. لذلك، قد يطرح نتانياهو صيغة لوقف إطلاق النار أو يستجيب للإدارة الأميركية الجديدة، فلن يقدم هدايا مجانية للرئيس بايدن بعد انتهاء ولايته".
في عين العاصفة؟
وسيبدأ الرئيس الأميركي الجديد بعد أسابيع "في صياغة سياسة خارجية واضحة، وخاصة تجاه الأزمات الكبرى، مثل الوضع في أوكرانيا والأزمة مع الصين حول تايوان، وكذلك الأوضاع في الشرق الأوسط، وتحديداً ما يحدث في غزة ولبنان"، كما يقول الزغبي.
ويشرح الزغبي أن "ترامب يتبع نهجاً متشدداً في مواجهة إيران، على عكس الديمقراطيين الذين سعوا إلى احتواء النفوذ الإيراني وربما إعادة إحياء الاتفاق النووي بشروط جديدة"، مشيراً إلى أن "كل ذلك يعني استمرار الحرب لأسابيع إضافية، مما قد يؤدي إلى تفاقم المآسي الإنسانية في لبنان".
ويوضح الزغبي أن فوز ترامب "يمنح إسرائيل ضوءاً أخضر أكثر حسماً، خصوصاً بعد تخلّص نتانياهو من معارضيه، لمواصلة عملياتها العسكرية بهدف تدمير ترسانة حزب الله العسكرية والتشكيلات المسلحة التابعة له، وهو ما قد يؤدي بشكل متسلسل إلى تراجع النفوذ الإيراني في دول عربية أخرى، مثل العراق واليمن، خاصة بعد أن بات النفوذ الإيراني في سوريا موضع اختبار في ضوء مواقف متحفظة اتخذها النظام السوري تحت ضغوط عربية وأوروبية وربما بتنسيق أميركي".
من جهة أخرى، يبرز جابر الفرق بين النهجين الديمقراطي والجمهوري، إذ يصف الديمقراطيين بأنهم "يظهرون أنفسهم كمعتدلين، لكنهم في الواقع يتبعون نهجا مكيافيليا: قبضة من حديد ترتدي قفازات من المخمل. أما الجمهوريون، فهم أكثر تشدداً، لكنهم صريحون في مواقفهم، ويعتقد جابر أن ترامب سيعمل على انهاء الحروب بعد وصوله إلى البيت الأبيض، إذ رغم دعمه الكبير لإسرائيل، إلا أنه لم يخض أي حرب خلال فترة رئاسته. بينما أظهرت إدارة بايدن دعماً غير مسبوق لإسرائيل رغم ما ترتكبه في غزة ولبنان".
ورغم الاختلافات بين الحزبين، يرى جابر أنهما "وجهان لعملة واحدة"، لكنه كان يتمنى كما يقول "فوز ترامب بسبب موقفه من لبنان، حيث يحمل شعوراً خاصاً تجاه هذا البلد وقد صرح بذلك".
حرب إقليمية محتملة؟
يدفع اللبنانيون "ثمن حرب بالوكالة، حيث تعتبر الأرض اللبنانية ساحة لصراع ممتد بين إيران وإسرائيل" كما يقول العاقوري "وأي تصعيد بين الجانبين قد يؤثر على استقرار المنطقة ككل، فيما سيبقى لبنان عالقاً في دوامة الصراع والدمار والدم، وربما قد يؤدي توسع النزاع إلى تخفيف الضغط على لبنان أو تسريع إخماد جبهته".
ويضيف العاقوري أن وصول ترامب إلى السلطة يعني "تصعيد الضغط الأميركي على طهران، كما حدث خلال ولايته السابقة حين شُدّدت العقوبات على إيران وتم اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، مما شكّل ضربة موجعة لنفوذ طهران الإقليمي".
كما يطرح العاقوري تساؤلاً بشأن ما إذا كانت إسرائيل ستكتفي بضرب أذرع إيران الإقليمية أو ستقبل بضمانات دولية تحدّ من نفوذ إيران، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة تمكنت حتى الآن من إبقاء الضربات الإسرائيلية ضد إيران محددة، وقد يكون الاستحقاق الانتخابي دافعاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي للتريث في توسيع المواجهة، والأيام المقبلة ستكشف مسار التصعيد ومدى قدرة الإدارة الأميركية على ضبط وتيرة هذا النزاع".
وفي السياق نفسه، يشير الزغبي إلى ضرورة ترقب مواجهة محتملة بين إيران وإسرائيل، حيث "اعترفت إيران، ولو مؤخراً، بالتداعيات السلبية الكبرى للغارات الإسرائيلية الأخيرة، وهي تستعد للرد بشكل موجع وحاسم، مما يشير إلى احتمال رد إسرائيلي متوقع قد يكون أشد إيلاماً وأوسع نطاقاً من الردود السابقة، لكن فوز ترامب قد يعيد حسابات طهران في مسألة الرد العنيف".
ويشدد الزغبي على أن الوضع الحالي في الشرق الأوسط، وتحديداً الأزمات التي تلعب الإدارة الأميركية دوراً في حلها، يتطلب "وقتاً إضافياً لتقييم مدى التغيير المتوقع في السياسة الأميركية".
كذلك يعبّر جابر عن تخوفه من اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل، مشيراً إلى أن "ردود الأفعال المحتملة بين الجانبين قد تؤدي إلى تصعيد أكبر، رغم أن إيران ليست لديها مصلحة في الدخول في حرب شاملة، كونها ستتحول في النهاية إلى صراع مباشر مع الولايات المتحدة".
وفي تعليقه على الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران، يؤكد ملاعب أن "طهران سعت إلى التقليل من أهمية الهجوم بإعلانها عن مقتل جنديين فقط، لكن تصريحات نتانياهو، التي أشار فيها إلى تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية، وضعت إيران في موقف يفرض عليها الرد، وهي تنتظر موقفاً واضحاً من الرئيس الأميركي المنتخب، فيما تؤكد إسرائيل أن أي رد إيراني سيواجه بردٍّ مؤلم، مما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة".
ويشدد ملاعب على أن "إيران تعد الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك مشروعاً استراتيجياً، مما يضعها في مواجهة مع إسرائيل، رغم أن قدراتها لا تضاهي قدرات الأخيرة. وبعدما كانت تعتمد على أذرعها، وخصوصاً حزب الله في لبنان، لخوض هذه المواجهة، تجد نفسها الآن في مواجهة مباشرة مع إسرائيل. وقد نشهد في الأيام المقبلة تصعيداً إضافياً بين الطرفين، بما في ذلك تصعيد من قبل حلفاء إيران وأذرعها في المنطقة، ومن ضمنهم حزب الله في لبنان".