هل يتعايش باسيل مع أزمة التيار الداخلية؟
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
عاد الخلاف الداخلي في "التيار الوطني الحرّ" الى الواجهة وهو الذي لم يتوقف منذ استلام رئيس "التيار" جبران باسيل رئاسة الحزب وزمام المبادرة، لكن هذه المرة يطال بشكل او بآخر عددا غير قليل من نواب تكتل "لبنان القوي"، من هنا بات السؤال الاساسي الذي يطرح امام المعنيين، هل يستطيع باسيل التعايش مع هذا المستوى من الخلافات الحزبية؟ وكيف يمكن له احتواءها في ظل تماسك النواب المعارضين داخل التكتل بشكل كبير، وعليه لا يمكن الاستفراد بهم بشكل احادي؟
يعمل باسيل ضمن سياسة واضحة تهدف إلى تمكينه من السيطرة على "التيار" حزبياً بشكل كامل في ظل وجود الرئيس السابق ميشال عون، على اعتبار أن هناك تبدلات حقيقية قد تحصل "بعد عمر طويل"، اذ ان الكثير من القيادات الاساسية في "التيار" لن تتجاوب مع باسيل كما تتجاوب اليوم مع عون، وهذا ما سيضع باسيل في مأزق مفاجئ، وعليه فهو يعمل اليوم على تأمين حضوره داخل الاطر القيادية والحزبية بالتوازي مع تعزيز شعبيته ضمن البيئة العونية ككل.
سيعتمد باسيل بشكل واسع على قدراته الشعبية لدى التياريين، وهو جرب ذلك مراراً وتكراراً، وكانت القيادات العونية المعترضة والتي تخرج من "التيار" تجد نفسها معزولة بشكل شبه كامل في الشارع، ولم تستطع تحقيق اي خرق جدي خلال اي عملية اقتراع نيابية او نقابية وغيرها، وعليه، وبالمقارنة يمكن لباسيل الاعتماد على مثل هذه التجارب للقول إن أي قيادي حزبي يستقيل من "التيار" او يتم فصله لن تكون له اي قدرة شعبية او حزبية.
لكن، وبحسب مصادر مطلعة، فإن الواقع هذه المرة يبدو مختلفاً، اذ ان معظم النواب المعارضين داخل التكتل، لديهم حيثياتهم القوية الخاصة بهم اضافة إلى حيثيات "التيار الوطني الحر"، وتحديداً إلياس ابو صعب وآلان عون وسيمون ابي رميا وحتى اسعد درغام، حيث سيتمكن هؤلاء من تحقيق ضرر كبير في البنية الشعبية والناخبة العونية وان لم يستطع اي منهم الفوز لوحده من دون تحالف، الا أنهم سيسلبوا التيار كتلة اصوات لا بأس بها تؤثر على الحواصل وعلى المرشحين الاخرين..
في الاستحقاقات السابقة، تمكن باسيل من الاستفادة من حضور الرئيس السابق ميشال عون لإقناع هؤلاء النواب بوجهة نظره، وهذا ما حصل على سبيل المثال لحظة التصويت لمرشح التقاطع جهاد ازعور اذ كان غالبية النواب المعارضين يرفضون التصويت له لكنهم التزموا بقرار عون، لكنه اليوم بات باسيل في موقع غير مريح بعد فصل النائب الياس بو صعب، اذ بات سائر النواب اكثر تماسكاً ويلوحون بالقيام بردة فعل موحدة في حال تعرضهم لأي قرار حزبي غير مناسب.
هنا، تصبح الحالة الاعتراضية تتمتع بنوع من الشرعية السياسية والنيابية والخدماتية نظراً لقدرة هؤلاء النواب في المجال الخدماتي في أقضيتهم وتوزعهم على عدة مناطق ذات غالبية مسيحية، كما ان انسحاب هؤلاء او فصلهم سيترك في كتلة باسيل مجموعة من النواب الذين وصولوا بأصوات "الثنائي الشيعي" او بأصوات "قوى الثامن من اذار" الامر الذي يضرب حضوره المسيحي وخطابه الاعلامي بشكل كبير خصوصا مع اقتراب الحل المرتبط بالاستحقاق الرئاسي.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تعلموا من أنصار الله.. ترامب لن ينفعكم يا عرب
شرّ البلية ما يضحك، فالقادة العرب يرون دونالد ترامب قائدا مؤهلا لتحقيق السلام وحلّ الدولتين، نعم.. هكذا يعتقد هؤلاء القادة، في الوقت الذي سمحت إدارته بتزويد جيش الاحتلال بقنابل زنة ألفي رطل، والتهديد بالجحيم القادم على غزة إن لم يتم إطلاق الرهائن، إضافة إلى أن ترامب جاهز للموافقة على فرض السيادة على معظم أجزاء الضفة وكذلك القدس الكبرى طور التطبيق والتنفيذ، بحيث تصل مساحتها إلى عشرة بالمئة من مساحة الضفة.
عن أيّ دولتين يتحدّث القادة العرب؟ هل يضحكون علينا وعلى شعوبهم؟ غالبية القادة العرب وضعوا أنفسهم بتصرّف ترامب تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية، من يجرؤ من القادة العرب على ذكر كلمة (المقاومة) في خطاباته؟ هؤلاء يقومون بترتيبات تحت الطاولة للعمل الفعلي باتجاه تهجير الفلسطينيين من غزة، أصابنا القرف والتقزز من مواقف عربية تتسم بالميوعة والكذب، لم يعد ينطلي علينا تلك المواقف لزوم الاستهلاك الإعلامي، والتي تحاول كسب تأييد الجماهير العربية، التي تدرك تماما حجم التواطؤ العربي مع كيان الاحتلال وواشنطن.
العرب وضعوا كل البيض في سلّة ترامب، وهذا دليل واضح على خشيتهم وخوفهم من هذا الرئيس الذي لا يعرف لغة الدبلوماسية في تعامله مع العرب، يخشون على أنظمتهم من السقوط، وهم يدركون تماما بأنّ ترامب لن ينفعهم، وبكل بساطة يمكنه التخلّي عن أقرب الحلفاء، فلا ثقة بأي إدارة أمريكية وخاصة الحالية.
قللناها سابقا، الوقوف مع المقاومة بكلّ قوّة هو السبيل الوحيد أمام هذه الأنظمة للمحافظة على وجودها، فالمقاومة هي خطّ الدفاع الأول عنهم، وعلى هؤلاء القادة اتّخاذ مواقف رجولية قبل فوات الأوان، تعلّموا من أنصار الله في اليمن الذين وجّهوا تحذيرا مدته أربعة أيام لإدخال المساعدات، وغير ذلك سيعودون لاعتراض البواخر في باب المندب، هؤلاء هم الرجال الذين وقفوا وساندوا مقاومة فلسطين وما زالوا، في حين يرتجف القادة وترتعد فرائصهم خوفا من قرارات لا يتوقعها أحد من ترامب.
أيّها القادة العرب.. ترامب لن يستطيع تغيير الشرق الأوسط، لأنّ من سيقرر ذلك هي المقاومة فقط، التغيير يا سادة سيطال أمريكا نفسها، الثقة بالولايات المتحدة ضرب من الجنون والتفاهة، فالإدارة الحالية لا تعرف غير لغة المصالح، ومصالح العرب هي فقط بالوقوف الحقيقي إلى جانب المقاومة الفلسطينية وخلع رداء الذلّ والمهانة عنهم، قبل أن يجرفهم طوفان شعبي لا يبقي ولا يذر.
هل تجرؤ دولة عربية على مقاضاة ترامب؟ تصريحات الرئيس الأمريكي بفتح أبواب الجحيم على غزة، هي دعوة للإبادة الجماعية والقتل والإجرام، وهذا بحدّ ذاته مدعاة لأن يقوم نظام عربي واحد بمقاضاة ترامب أمام المحاكم الدولية، فهل يمكن رؤية تحقيق ذلك؟ يبدو أنني شطحت كثيراً!
وفي كلّ الأحوال؛ أنا أنفخ في قربة مثقوبة، لا طائل من كل مناشداتي، فمن اعتاد على الذلّ وتقبيل بساطير الأعداء، سيبقى ذليلا خانعا، عبدا مطيعا لأسياده في تل أبيب وواشنطن، ويكفي أننا رفعنا رؤوسنا بالمقاومة الباسلة، التي ستبقى في غزة رغما عنهم جميعا.. فهي عنوان الكرامة والشرف والرجولة والعنفوان.
كاتب فلسطيني