الجزيرة:
2025-02-23@20:33:51 GMT

نيويورك تايمز: الحقيقة المرة لمعركة إسرائيل بغزة

تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT

نيويورك تايمز: الحقيقة المرة لمعركة إسرائيل بغزة

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن إسرائيل فشلت في تحقيق هدفيها الأساسيين من الحرب، وهما تحرير المحتجزين وتدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالكامل، وإن أدت العمليات العسكرية إلى إضعافها.

ويبقى السؤال، بعد 6 أشهر من الحرب، عما حققته إسرائيل ومتى يمكن أن ينتهي القتال وكيف، يخلق توترات عالمية متزايدة حول حرب كلفت إسرائيل الدعم حتى من حلفائها المقربين.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هآرتس تحذر من اعتبار حصول إسرائيل على الدعم الأميركي الأخير انتصاراlist 2 of 4عقوبات خطِرة.. كاتب إسرائيلي: هل وصلت العلاقات الإسرائيلية الأميركية إلى نهايتها؟list 3 of 4فايننشال تايمز: أوكرانيا تواجه سباقا مع الزمن للاستفادة من المساعدات الأميركيةlist 4 of 4كاتبة بجيروزاليم بوست تتحدث عن معضلات إسرائيل الإستراتيجيةend of list

وأوضحت الصحيفة -في تقرير مشترك بين محرريها في واشنطن والقدس- أن الحرب وتكتيكات الجيش الإسرائيلي جاءت بتكلفة باهظة، حيث قُتلت أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين، وأصبح الجوع منتشرا على نطاق واسع في غزة، وبدأت الخسائر العسكرية الإسرائيلية في الارتفاع، ولا يزال حوالي 133 من المحتجزين في غزة.

واستقرت الحرب في نمط مميت من المناوشات والغارات الجوية مع استمرار القوات الإسرائيلية في الحرب بغزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب أكثر من 100 هدف وقتل العشرات من المقاتلين في الجزء الأوسط من القطاع، مشيرا إلى أن خسائر حماس مستمرة في التصاعد، وأن وتيرة القتال وقدرات حماس قد تضاءلت في الوقت الحالي.

حماس باقية

ورغم الخسائر الفادحة التي تكبدتها حماس -حسب الصحيفة- فإن قسما كبيرا من قيادتها العليا في غزة ما زالت في مكانها، متخفية في شبكة واسعة من الأنفاق ومراكز العمليات تحت الأرض، وتتخذ القرار في المفاوضات، في وقت يقول فيه مسؤولون أميركيون إن هذه الأنفاق ستسمح لحماس بالبقاء وإعادة تشكيل نفسها بمجرد توقف القتال.

ويقول دوغلاس لندن، وهو موظف متقاعد قضى 34 عاما في وكالة المخابرات المركزية "إن المقاومة الفلسطينية التي تتجلى في حماس وغيرها من الجماعات المسلحة، فكرة بقدر ما هي مجموعة مادية وملموسة من الناس، ومهما تلحقه إسرائيل من الضرر بحماس، فإنها ستبقى تتمتع بالقدرة والمرونة والتمويل وطابور طويل من الأشخاص بعد كل الدمار وكل الخسائر في الأرواح".

وفي تقييم استخباري سنوي صدر في مارس/آذار الماضي، أعربت وكالات التجسس الأميركية عن شكوكها في قدرة إسرائيل على تدمير حماس فعليا.

وقال التقرير إنه "من المحتمل أن تواجه إسرائيل مقاومة مسلحة مستمرة من حماس لسنوات قادمة، وسيكون من الصعب على الجيش الإسرائيلي تحييد البنية التحتية التي تسمح للمقاومين بالاختباء تحت الأرض، واستعادة قوتهم ومفاجأة القوات الإسرائيلية".

الحرب تصل إلى رفح

يعتقد الجيش الإسرائيلي أن 4 كتائب من مقاتلي حماس تتمركز في رفح، وأن آلاف المقاتلين الآخرين لجؤوا إليها، إلى جانب حوالي مليون مدني، ولذلك يجب تفكيك هذه الكتائب.

ولكن الطريقة الوحيدة لتدميرها -حسب مسؤولين إسرائيليين- هي توغل كبير للقوات البرية في رفح، كما أن تدمير الأنفاق بين غزة ومصر سيمثل هدفا حاسما.

غير أن غزو رفح أصبح نقطة احتكاك بين الولايات المتحدة وإسرائيل، إذ يقول مسؤولون أميركيون إن تل أبيب لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح، ومن دون ذلك، فإن عدد القتلى في غزة الذي وصل إلى 34 ألفا سوف يرتفع أكثر.

وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جو بايدن للصحفيين "لم أر حتى الآن خطة ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ لنقل الأشخاص، تحتوي على أي مستوى من التفاصيل حول كيفية إيواء وإطعام وتوفير الدواء لهؤلاء المدنيين الأبرياء، بل وأيضا كيفية التعامل مع أشياء مثل الصرف الصحي والمياه وغيرها من الأمور الأساسية".

وبالنسبة لرفح، يريد المخططون العسكريون الأميركيون أن تنفذ إسرائيل غارات مستهدفة على نقاط قوة حماس ولكن بعد نقل المدنيين، وقال الفريق مارك شوارتز "هذا هو الوقت المناسب لإسرائيل للانتقال إلى مرحلة جديدة تركز على عمليات محددة للغاية لمكافحة الإرهاب".

وأشارت الصحيفة إلى أن حركة المدنيين داخل غزة، والفلسطينيين الذين لجؤوا إلى رفح، تشكل نقطة شائكة رئيسية ليس فقط بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بل أيضا في المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين.

وقال وليام ج. بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية "إنها صخرة أكبر من أن تدفع وتلة شديدة الانحدار. إن رد الفعل السلبي هذا هو الذي يقف في طريق حصول المدنيين الأبرياء في غزة على المساعدات الإنسانية".

ويقول المسؤولون الأميركيون سرا إن الطريقة الوحيدة لتحقيق إسرائيل صفقة تخلص المحتجزين هي وقف عملية رفح، لكن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إنهم يعتقدون أن العملية الوشيكة في رفح هي وحدها التي أبقت حماس في المفاوضات.

ومع استمرار المحادثات، يتزايد الغضب بين عائلات "الرهائن" بسبب فشل إسرائيل في إعادة ذويهم إلى وطنهم، وقال غلعاد كورنغولد (62 عاما) إن كلمات "اليأس والإحباط والغضب والخوف" تغلبت عليه بسبب فشل الحكومة في تحقيق المحتجزين، مضيفا "لقد تخلوا عنهم".

إسرائيل حاولت منذ بداية الحرب تدمير شبكة الأنفاق الواسعة الموجودة أسفل غزة، والتي تمتد لمئات الأميال، وتصل أحيانا إلى 15 طابقا تحت الأرض

شبكة الأنفاق

وقالت الصحيفة إن إسرائيل حاولت منذ بداية الحرب تدمير شبكة الأنفاق الواسعة الموجودة أسفل غزة والتي تمتد لمئات الأميال، وتصل أحيانا إلى 15 طابقا تحت الأرض، وتستخدمها حماس لإخفاء قادتها واحتجاز "الرهائن" والسماح لمقاتليها بالهرب من الهجوم الإسرائيلي، وفقا لمسؤولين إسرائيليين وأميركيين.

ومع أن إسرائيل لم تتمكن من تدمير الأنفاق التي أمضت حماس سنوات في بنائها، فإن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إنهم سيطروا على معظم النقاط الرئيسية، وإن 19 كتيبة من أصل 24 كتيبة تابعة لحماس توقفت عن العمل، لتتقلص قدرة حماس على قيادة قواتها بشكل كبير.

ويقول مسؤولون ومحللون أميركيون إن من المرجح أن تظل حماس قوة في غزة عندما ينتهي القتال، لكن مدى سرعة إعادة بنائها سيعتمد على قرارات إسرائيل في المراحل التالية من الحرب وفي أعقابها، حيث يستعد كل من الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين لما سيأتي بعد ذلك.

ويقول بعض المسؤولين الإسرائيليين إن سحق حماس قد يستغرق سنوات، وقال عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي بيني غانتس إن الحرب قد تستمر "عاما أو عقدا أو جيلا"، ولذلك يشعر المسؤولون الأميركيون بالحرج ويقولون إن على إسرائيل أن تعلن النصر على حماس وتنتقل إلى نوع مختلف من القتال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات الجیش الإسرائیلی تحت الأرض فی غزة

إقرأ أيضاً:

كاتبة إسرائيلية تكشف الأسباب الغامضة والحقيقة المرة وراء خطة تهجير غزة

جرى تأجيل جلسة المجلس الوزاري الأمني والسياسي الخاصة بالاستراتيجية الإسرائيلية بشأن إيجاد بديل لحكم حركة حماس في قطاع غزة بسبب اعتبارات سياسية وأمنية، إلا أنها عقدت هذا الأسبوع وخرجت ببعض الاستنتاجات الرئيسية. 

قالت الكاتبة الإسرائيلية آنا براسكي في مقال نشرته صحيفة "معاريف" إنهم "في إسرائيل، يدركون تماماً: إذا لم تبنِ بديلاً فإن من كان يحكم قبل الحرب سيستمر في الحكم بعد الحرب، وهذا ليس أقل سوءا من بقاء حماس في غزة".

وأضافت براسكي "يبدو أن رئيس الحكومة، رغم الحجج التي طرحت والمخاوف التي تم مناقشتها، لا يتعجل في صياغة وتطوير خطة إسرائيلية، وتبين أنه ليس لدينا حلول جيدة للتقدم، والحلول السيئة التي تتدفق علينا بكثرة، يجب أن نصدها قبل أن يحاولوا فرضها علينا".

وأوضح "في هذا النص تذكرت هذا الأسبوع، في الساعات المتأخرة من يوم الإثنين، بعد انتهاء جلسة المجلس الوزاري الأمني والسياسي التي تناولت المبادئ الإسرائيلية قبيل إرسال الفريق الإسرائيلي إلى المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وفي عدة محادثات جرت لي مع مصادر مطلعة، حاولت بناء صورة الوضع قبيل المحادثات، التي هي الخطوة التي من المفترض أن تقود إلى قرارات مصيرية لمصير الأسرى الذين ما زالوا في أنفاق حماس في غزة، ولأمن إسرائيل على المدى القصير والطويل، وللمستقبل الإقليمي كله".

وأشارت إلى أن "الكثير من الأسئلة المفتوحة بقيت مع إجابات قليلة، والأهم من ذلك - مع انطباع مقلق بأنه حتى اليوم، أكثر من 500 يوم بعد السابع من أكتوبر، لم تتقدم إسرائيل في فهم ما تريد أن يحدث في غزة وكيفية تحقيق ذلك.. ما الذي تطرحه على طاولة المفاوضات من خلال ممثليها البارزين؟ وهل ترى مسارا واقعيا يؤدي إلى قرارات وليس إلى طريق مسدود أو انفجار مُدار؟".


وذكرت أنه في نهاية شتاء 2025، تبقى الاستراتيجية هي نفس استراتيجية التأجيل التي يتميز بها بنيامين نتنياهو، وإذا لم تكن لديه حلول جيدة فمن الأفضل قدر الإمكان تأجيل لحظة اتخاذ القرارات.

وكشفت أن "الفقرة التي تفتتح هذا المقال تُثبت أن هذا هو الحال بالضبط، وهي فقرة لم أكتبها هذا الأسبوع، بل في كانون الثاني/ يناير 2024، بعد ثلاثة أشهر من السابع من أكتوبر، بعد أن دعا نتنياهو، تحت ضغط شديد من إدارة جو بايدن، المجلس الوزاري الأمني والسياسي لمناقشة ما كان أكثر ما لا يرغب في مناقشته وهو يوم ما بعد حماس في قطاع غزة".

وقالت إنه "خلال السنة والشهرين اللذين يفصلان بين جلستي المجلس الوزاري حول نفس الموضوع، حدثت العديد من الأمور: اختفى كل أولئك الذين حاولوا إقناع نتنياهو بأنه لا بديل لحماس في غزة إلا السلطة الفلسطينية بطريقة ما أو بأخرى.. يوآف غالانت يتابع جلسات المجلس الوزاري من صالون منزله، وبيني غانتس وغادي إيزنكوت يعبران عن رأيهما كأعضاء في الكنيست من المعارضة، بينما كبير مؤيدي استبدال حماس بالسلطة الفلسطينية، وزير الخارجية في إدارة بايدن أنتوني بلينكين، لم يعد قادرا على الاتصال مباشرة وبشكل طارئ مع نتنياهو، وهناك العديد من الأشخاص الآخرين الذين يتخذون اليوم قرارات في البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون".

وبينت أن هناك عاملان ثابتان فقط بقيا في المعادلة: نتنياهو في مكتب رئيس الحكومة وحكم حماس في غزة، بينما هناك شيء مختلف تماما في الوضع الحالي مقارنةً بالواقع في بداية 2024، وهذا الشيء لا يترك لنتنياهو خيارا سوى الخروج من منطقة الراحة الخاصة به في تأجيل القرارات وتمديد الوقت، وساعة الرمل لإدارة المحادثات بشأن المرحلة التالية في قطاع غزة والتوصل إلى نتائج تقترب من النفاد.

وأضافت براسكي أنه في جلسة المجلس الوزاري هذا الأسبوع (على عكس جلسة المجلس الوزاري في يناير 2024) خصص نتنياهو وقتا طويلا للغاية للحديث عن "التناغم العجيب الذي يسود بينه وبين الرئيس دونالد ترامب، وعن الحاجة للحفاظ على هذا التناغم ومنع أي شخص من التسلل إلى هذه الأيديلوجية بأفكار غريبة، ويبدو أن هذه هي واحدة من الأهداف الرئيسية لرئيس فريق المفاوضات الجديد الوزير رون ديرمر".

وقالت إنه "داخل التعريف الغامض "التنسيق مع واشنطن" يختبئ مزيج من عدة مواقف - مثل فريق كرة قدم، وفي حديثه المتواصل والمباشر مع مبعوثه والمقرب من ترامب، ستيف ويتكوف، ومع كبار المسؤولين في الحكومة، من المفترض أن يلعب ديرمر كحارس مرمى، مدافع، ظهير، وأحياناً حتى كصانع ألعاب، وعليه أن يدافع عن المصلحة الإسرائيلية، وألا يسمح لأي مصلحة غريبة بالظهور، وأن يصد الأفكار الخطرة، وأيضا أن يحافظ على نفس التناغم الذي يكثر نتنياهو من الحديث عنه للوزراء في المنتديات المختلفة".

واعتبرت أن "الموقف الأضعف في الفريق الإسرائيلي هو موقف المهاجم، وهذا لا يمكن إلا أن يثير قلق كل من يفضل الواقع على الوهم. طوال عام كامل، أمام الحكومة الأمريكية التي تبدو متوقعة، المنطقية والمتسقة - كان لدى إسرائيل رفاهية عدم المبادرة، أما بالنسبة للمرحلة الجديدة التي بدأت للتو، من المستحسن الدخول بمبادرة واضحة ومحددة، بما في ذلك جدول زمني واقعي للتنفيذ، ومن يعتقد أن عرض الإطراء من ترامب هو بوليصة تأمين غير محدودة الزمن قد يصاب بخيبة أمل شديدة دون القدرة على طلب تمديد للوقت في الملعب".

واعتبرت أن "ترامب، على عكس "شعبه الأبدي"، غير مستعد لطريق طويل، وعنده الوقت هو المال، والحرب في غزة ليست حدثا استثنائيا، وبالنسبة لترامب القاعدة سارية أيضا فيما يتعلق بها.. وما الذي تم مع بايدن، لن ينجح مع ترامب، خاصة عندما يتعلق الأمر بوقت محدود من المفاوضات حول شروط إنهاء الحرب في غزة".

وأضافت أنه "من البداية، في نقطة الانطلاق، كان الرئيس ترامب بالفعل معنا، لكن ليس بأي ثمن ومعظم الاحتمالات ليست للأبد، وإذا اكتشف أنه لا يوجد لدى إسرائيل خطة واقعية يمكن تنفيذها - بينما لدى الجانب الآخر شيء يمكن عرضه، قد يجد نتنياهو نفسه يوما ما في مكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي".


وأكدت أن "كل شخص عاقل يتابع فيلم الإثارة المحتمل أن ينتهي بكارثة في جبهة أمريكا وأوكرانيا وروسيا، يجب أن يكون حريصا ويستخلص استنتاجات لنفسه، الوقت هو المال حتى بالنسبة لحلفاء مثل أوكرانيا، وما كان في رؤية بايدن استثمارا طويل الأجل للحفاظ على قيم الديمقراطية، فهو من منظور ترامب إهدار للمال".

من وجهة نظره ترامب فإن زيلينسكي، الذي تلقى مليارات من أمريكا وأوروبا لإدارة الحرب مع روسيا ولم ينتصر، هو خاسر ومبذر، وإذا كان لا يستطيع الانتصار على روسيا الكبرى ولن ينتصر عليها أبدا في ساحة المعركة، بل سيستمر في الوضع الحالي، فمن وجهة نظر الرئيس ترامب لا شك في أي جانب يجب أن ندعمه لإنهاء الحرب، وبأسرع وقت ممكن.

وأكدت أن ترامب يقدر المال والوقت وأولئك الذين يعتبرهم أقوياء أو "الفائزين"، من يعتقد للحظة أن ما حدث في أوكرانيا لن يحدث لـ"إسرائيل" لأن هذا حدث مختلف فهو يسير في الطريق الخطأ.
خطة التسويق

ولم يتضح بعد ما إذا كانت هذه المحاولة ستنجح وما إذا كانت حماس ستكون مستعدة لمواصلة العمل وفق صيغتها الحالية بعد انتهاء المدة المحددة في الاتفاق، من ناحية أخرى، ووفقاً لتقديرات بعض الشخصيات السياسية (بما في ذلك رئيس الوزراء)، فإن فرص نجاح المفاوضات بشأن المرحلة الثانية ليست عالية، لأن حماس لن تكون مستعدة لقبول المطلب الإسرائيلي بنزع السلاح، ورحيل كبار أعضاء المنظمة من القطاع، والإنهاء الكامل لحكم حماس في غزة.

ولذلك فإن المفاوضات ستصل على الأرجح إلى طريق مسدود، وهو ما سيعطي "إسرائيل" الشرعية الكاملة للعودة إلى القتال، وهذه المرة بصيغة مختلفة، مختلفة عن تلك التي كانت موجودة قبل وقف إطلاق النار، بشكل مكثف وشديد، وبدعم كامل من إدارة ترامب.

ورغم ذلك فهناك شخصيات سياسية أخرى تخالف هذا التقييم وترى أنه ينبغي إعطاء أهمية واهتمام كامل للجهد المشترك للدول العربية من أجل خلق وتعزيز خطة بديلة لقطاع غزة مع إدارة ترامب.

وقالت براسكي إن "هناك من يتصور أن نتنياهو يثق تماما بترامب، وأن ترامب وشعبه يتشاركون تماما الموقف الإسرائيلي القائل بأن حماس والسلطة الفلسطينية لن تسيطر على قطاع غزة، وفي الواقع، من المستحسن أن نحافظ على الحذر والتشكك اللازمين، وأن لا نقلل من شأن المبادرة العربية".

وأوضحت "حقيقة أن فريق الرئيس ترامب منحاز إلى إسرائيل اليوم فيما يتعلق بالمواقف الأساسية فيما يتعلق باليوم بعد غد لا يثبت بالضرورة أن الإدارة سوف تكون أيضا مع إسرائيل في هذه القضية بشكل كامل في المستقبل القريب، وتشير عدد من المصادر في إسرائيل إلى الجهد الأهم الذي بذلته الدول العربية للترويج لخطة الحكومة بشأن قطاع غزة، وما لا يقل أهمية - إن لم يكن أكثر - عن المبادرة المضادة الفعلية، لتسويقها لدى ترامب وكبار المسؤولين في إدارته".

واعتبرت أن "إسرائيل تدرك أن الدول العربية، بما في ذلك قطر ومصر، تمارس في الآونة الأخيرة ضغوطا شديدة على حماس للتوافق مع الخطة العربية، التي تتبع في الأساس نفس النموذج اللبناني الذي وافقت عليه حماس قبل ثماني سنوات، وتفترض الدول العربية أن حماس لا يمكن أن تبقى في السلطة في غزة، ولهذا السبب اكتسبت فكرة تشكيل لجنة مدنية لحكم القطاع زخما في الآونة الأخيرة، وبحسب مصادر إسرائيلية، ظهرت مؤخرا مؤشرات على أن حماس تظهر علامات مرونة في قضية موطئ قدم السلطة الفلسطينية في اللجنة المدنية المقترحة - وهذا يجب أن يثير قلق المستوى السياسي".

وبينت أنه "لم يعد هناك طريق مسدود كما كان في الماضي غير البعيد.. اليوم مع ضغوط الوسطاء على حماس، وفي الوقت الذي أصبحت فيه خطة ترامب لهجرة سكان غزة من القطاع في الخلفية وتشكل تهديدًا، أصبحت حماس مستعدة بالفعل للاعتراف بطريقة أو بأخرى بتبعية اللجنة المستقبلية للسلطة الفلسطينية"، وذلك حذرت مصادر مطلعة على الأحداث مؤخرا من أنه "لا يوجد اتفاق كامل حتى الآن، ولكن هناك ديناميكية، ولا ينبغي الاستهانة بها".


وتضيف المصادر أن "الخلاف بين حماس والسلطة الفلسطينية في الأشهر القليلة الماضية تركز على مسألة ما إذا كانت اللجنة ستكون رسميا غير تابعة لأحد، كنوع من الحكومة المؤقتة - أو ما إذا كانت ستكون تابعة للسلطة الفلسطينية، التي ستعترف بسلطة السلطة الفلسطينية في قطاع غزة. ومؤخرا، توقفت حماس عن معارضة هذا البند المبدئي".

ويعتقد المتابعون لجهود العالم العربي لترويج فكرة اللجنة المدنية كبديل لحماس في غزة أنه إذا لم تأخذ "إسرائيل" الخطة العربية على محمل الجد بما فيه الكفاية، فقد يؤدي ذلك إلى مفاجأة غير سارة في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية، وقد تجد "إسرائيل" نفسها أمام الموقف المشترك لصالح حل اللجنة المدنية من جميع الأطراف. 

وإذا تم تحضير الخطة العربية وتسويقها في البيت الأبيض، فسيكون من الصعب على "إسرائيل" معارضتها، ناهيك عن العودة إلى القتال.

وأكدت أن "الأفكار التي تطرح في المناقشات والمنتديات المختلفة بشأن غزة يمكن تقسيمها إلى مجموعتين رئيسيتين: الأفكار التي تفتقر إلى إمكانية التنفيذ العملي عادة ما تحظى بأفضل النتائج في وسائل الإعلام وتولد عناوين رئيسية (وأحياناً محادثات صعبة بيننا وبين كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية)؛ وتلك التي يمكن تنفيذها فعليا، المشكلة فقط أن المشاكل المرتبطة بها تفوق الإمكانات الإيجابية".

وأوضحت أن "فكرة الهجرة الطوعية لأعداد كبيرة من سكان غزة إلى الدول العربية أو الغرب أو أفريقيا، والتي يحب اليمين اللعب بها، هي بالضبط الحالة النموذجية، وفي كثير من الأحيان، يطلق الجناح اليميني في الائتلاف اليميني دعوات لتشجيع الهجرة، ومن وقت لآخر تظهر منشورات تكشف عن اتصالات مع دولة أخرى من المفترض أنها مستعدة لاستيعاب سكان غزة، بينما كانت الحكومة الأميركية قد تعرضت بالفعل لضغوط شديدة بسبب مثل هذه التصريحات، بل وأدانتها في عدة مناسبات".

وقالت إن حل الهجرة قد يكون جيدا للوضع السياسي لبتسلئيل سموتريتش، ويعزز موقف إيتامار بن غفير انتخابيا، لكن في الواقع ليس لدى واشنطن ما تقلق بشأنه.

ومن الناحية السياسية والإستراتيجية، يعتبر نتنياهو رجلاً واقعياً راسخاً، وبحسب عدة مصادر مطلعة، فإن نتنياهو لا يأخذ فكرة الهجرة الطوعية على محمل الجد، وأن الفكرة ليست واقعية ولن تؤدي إلى تغيير استراتيجي في تحديات اليوم التالي. 

وبحسب عدة مصادر مقربة من نتنياهو، فإن فكرة الهجرة الطوعية لا يبدو أنها تتمتع بإمكانية حقيقية من حيث الأعداد التي من شأنها أن تغير الواقع الاستراتيجي في القطاع.

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: من سيقف في وجه ترامب بشأن أوكرانيا؟
  • نيويورك تايمز: آمال أوروبا تتجه نحو الانتخابات الألمانية بعد «صدمة» ترامب
  • نيويورك تايمز: ترامب الفوضوي لا يملك مفاتيح إنهاء حرب أوكرانيا
  • بعد تشريح جثث عائلة بيباس..إسرائيل تنفي رواية حماس عن قتلهم بعد قصف
  • كاتبة إسرائيلية تكشف الأسباب الغامضة والحقيقة المرة وراء خطة تهجير غزة
  • معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: حماس أذلت “إسرائيل” عسكريا وأفشلت قطار التطبيع 
  • نيويورك تايمز: مسودة اتفاق المعادن الجديدة أكثر إزعاجا لأوكرانيا
  • معهد إسرائيلي: فشلنا في تحقيق الأهداف بغزة وعلينا التركيز على أمرين
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لأي رهينة
  • بعد إعلان إسرائيل.. أول تعليق أميركي على "الجثة المجهولة"