WP: لماذا كان تصويت بعض الديمقراطيين ضد إسرائيل أمرا مهما؟
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
تساءل المعلق في "واشنطن بوست" شادي حميد عن أهمية تصويت ديمقراطيين ضد حزمة مساعدة لـ"إسرائيل"، ذلك أن تصويتهم يعكس مواقف 75 بالمئة من الديمقراطيين الذين يعارضون الحرب التي تشنها "إسرائيل" ضد غزة.
وقال: "لقد تحول الأمريكيون وبشكل متزايد ضد حرب "إسرائيل" في غزة. ولأول مرة منذ هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، قالت غالبية الأمريكيين في آذار/ مارس إنهم يرفضون أفعال "إسرائيل" العسكرية وهي أكثر وضوحا بين الديمقراطيين، بنسبة 75 بالمئة".
وقال إن الرئيس جو بايدن يشترك في بعض مظاهر القلق هذه، وانتقد القصف الإسرائيلي العشوائي، كما ونشرت تقارير عن حواراته الساخنة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكيف عبر عن انزعاجه فيها، لكن الحوارات كانت كلها خاصة ولم يطرأ أي تغير جوهري على السياسة الأمريكية.
فقد رفض بايدن اشتراط المساعدة العسكرية الأمريكية لـ"إسرائيل"، وقد تبعته قيادة الحزب الديمقراطي في هذا.
وكان آخر الامتحانات للعلاقات في يوم السبت، حيث صوت الكونغرس على مشروع قائم بذاته لتزويد "إسرائيل" بمليارات الدولارات من المساعدات العسكرية، وهذه هي المرة الأولى التي صوت فيها الكونغرس على قانون خاص بـ"إسرائيل" دون أن تكون مرفقة في حزمة مساعدات لأوكرانيا. وصوت 37 نائبا ديمقراطيا من 213 ضد القانون.
وبطريقة ما، فقد كان العدد كبيرا، لأن التصويت ضد "إسرائيل" كان عملية محفوفة بالمخاطر، ولم يعد الأمر كذلك. وبطريقة أخرى فالعدد يظل قليلا في ظل الحرب البشعة والوحشية الجارية حاليا في غزة.
وبأي طريقة نظرت إليها فهناك استنتاج واحد لا مفر منه: هناك انقسام داخل الحزب الديمقراطي، ويجد حامل لواء الحزب، بايدن نفسه واقفا ضد أهداف عشرات الملايين من أنصاره.
وفي الأيام التي سبقت التصويت، عملت مجموعة من المشرعين الديمقراطيين لحشد الدعم للتصويت بـ "لا" على أمل أن يغير بايدن موقفه واستراتيجيته من الحرب. وقد تحدث الكاتب مع أربعة منهم، النائبة عن واشنطن باميلا جايابال، والنائب عن كاليفورنيا رو خانا، وواكين كاسترو عن تكساس، وبيكا بالينت عن فيرمونت.
ووصف كاسترو التصويت بأنه "من أهم عمليات الاقتراع التي تحدد من نحن كأمة"، وقارنت جايابال التصويت بأنه مثل التصويت غير المتوازن في الكونغرس لاجتياح أفغانستان والعراق و"في اللحظة، كان من الصعب وقف الحرب وتغيير السياسة"، لكن وبعد ذلك "قلنا، أه، كان من الأفضل لو لم نفعل هذا".
وعبر كل نائب عن إحباطه من السياسة، ولكنهم عبروا عن تفاؤل متحفظ من أن التيار يسير باتجاههم. ففي استطلاع شبكة "سي بي أس"، هذا الشهر وافقت نسبة 32 بالمئة من الديمقراطيين على إرسال الولايات المتحدة أسلحة إلى "إسرائيل".
وكان التصويت بـ "لا" ليس دعوة لرفض مساعدة "إسرائيل"، ولكن المشكلة هي أن القانون فشل بوضع أي شرط على المساعدة. وهو قانون يعفي وزير الخارجية من "إخطار الكونغرس في الأمور المتعلقة" بالمساعدة الخارجية والتي تصل إلى 3.5 مليار دولار على شكل منح تمويل، وهي واحدة من الشروط التي يتخلى فيها الفرع التشريعي عن سلطاته الرقابية. كما أنه يكافئ حكومة نتنياهو بمميزات خاصة واستثنائية بشكل يساعد "إسرائيل" على استخدام المال لشراء الأسلحة من صناعتها العسكرية المحلية وكذا شراء الأسلحة الأمريكية بأسعار معقولة.
وكان اللغز المحير في الأشهر الأخيرة هو رفض إدارة بايدن استخدام نفوذها الكبير على "إسرائيل".
ففرض شروط على مساعدة حليف، ليس أمرا صغيرا، لكن يجب أن لا يحصل الحليف على صك مفتوح لعمل ما يريد بالأسلحة الأمريكية.
فقد رفض نتنياهو طلبات بايدن وعلى مدى الأشهر الماضي تحسين الوضع الإنساني في غزة التي تقف على حافة المجاعة، كما أن رؤية نتنياهو لما بعد الحرب والتي تشمل على منطقة عازلة وعمليات أمنية بدون توقف داخل أراضي غزة هي متناقضة مع الرؤية الأمريكية. وبالنسبة للأمريكيين، والكاتب واحد منهم، فالسؤال القائم: إن لم يكن لدينا استعداد لاستخدام نفوذنا، فهل هناك ظروف ستدفعنا على استخدامه؟ أم يجب أن يكون الدعم لـ"إسرائيل"، مقارنة مع دعم الدول الأخرى، بدون شروط؟ وكما قالت جايابال: "المسألة ليست هي عن اللهاث"، فإدارة بايدن في مواجهة خيار عمل شيء مختلف لو أرادت نتائج مختلفة.
وفي الحوار مع النواب المعارضين، أكدت جايابال وخانا وكاسترو وبالينت على أهمية التفريق بين الدعم العسكري الهجومي والدفاعي لـ"إسرائيل". وعبروا عن قلق من الأسلحة الهجومية التي استخدمت لتدمير غزة وقتل الفلسطينيين وبأعداد كبيرة. وبالتأكيد لـ"إسرائيل" الحق بالدفاع عن نفسها، إلا أن الحق هذا ليس مطلقا أو غير محدود.
وقال خانا إنه كان من الداعمين لنظام القبة الحديدية وصوت لصالح تقديم 3.5 مليار دولار لـ"إسرائيل".
وتصف بالينت، وهي أول يهودية في مجلس النواب تدعم وقف إطلاق النار، بأنها مناصرة لـ"إسرائيل" و"أنا داعمة طويلة للأسلحة الدفاعية والهجومية كي تدافع "إسرائيل" عن نفسها" و"لكن يجب أن تكون نقطة نقول فيها، أنا داعمة لـ"إسرائيل" وأنا حفيدة شخص مات في الهولوكوست ويمكنني الوقوف بقوة مع ما تعتقده غالبية الأمريكيين".
ويرى حميد أن هذا الجدل قوي، لكنه لم يكن كافيا، وأشار خانا، النجم الصاعد في الحزب إلى "الانفصام الكامل" بين واشنطن والديمقراطيين العاديين عندما يتعلق الأمر بـ"إسرائيل".
وهناك، بالطبع، شيء يجب قوله للأجيال القادمة، من أجل وضع علامة في اللحظات التي تتطلب الشجاعة السياسية، مهما كان الأمر عديم الجدوى. فلو استمر الديمقراطيون العاديون بالتعبير عن سخطهم في الأشهر المقبلة، فلربما اضطرت إدارة بايدن للانحناء لمطالبهم، ليس تعبيرا عن تغير مبدئي ولكن لأسباب عملية، وهو أن قيادة الحزب لا يمكنها الاستمرار بتجاهل مواقف أعضائها وفي قضية مشحونة مثل الحرب في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الحزب الديمقراطي امريكا الاحتلال الحزب الديمقراطي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
ما هي وحدة "سابير" التي أنقذت إسرائيل من صواريخ إيران؟
حين هاجمت إيران إسرائيل بصواريخ بالستية ضخمة خلال عام 2014، فشلت في التسبب في أضرار نوعية خطيرة لقوات الجيش الإسرائيلي، فكيف حدث هذا الأمر؟.
وكشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" من خلال إجراء سلسلة من المقابلات مع كبار ضباط استخبارات الجيش الإسرائيلي، أن المدى الكامل لتباعد القدرات العسكرية وتحصين الجيش الإسرائيلي لمواقعه السرية تحت الأرض لا يزال غير معروف تماماً.
ماذا فعلت إسرائيل؟في عام 2020، كانت هناك تقارير متعددة عن اتجاه استخبارات الجيش الإسرائيلي لنقل العديد من عملياتها إلى مرافق سرية تحت الأرض. لكن وحدة أقل شهرة في استخبارات الجيش الإسرائيلي تسمى "سابير"، والتي كانت مسؤولة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول) 2023، عن تسريع انتقال أجهزة الاستخبارات العسكرية إلى مرافق تحت الأرض بشكل كامل وتوفير المزيد من المرافق الطارئة تحت الأرض لهم.
وبحلول الوقت الذي أطلقت فيه إسرائيل أول 120 صاروخاً باليستياً على إسرائيل في أبريل(نيسان) 2024، كانت غالبية ما كان يجب أن يكون تحت الأرض جاهزاً للعمل بالفعل.
ولدى وحدة سابير عدد من المهام لاستخبارات الجيش الإسرائيلي، لكن أحد المكونات الرئيسية لمهمتها هو ضمان استمرار العمليات في العمل حتى في أسوأ الأزمات.
Sapir: The enigmatic Israeli military unit moving IDF intelligence underground - exclusive https://t.co/aBFcDhUaLO #Israel #defense pic.twitter.com/HTsYdiz7rZ
— Eli Dror (@edrormba) February 14, 2025 التكنولوجيا تعلب دوراًوقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إن هجوم إيران في أبريل(نيسان) 2024 ساعد في توضيح النسبة المطلوبة للعمليات التي تحتاج إلى تعزيزات أفضل أو تدخلات تكنولوجية تحت الأرض، بحيث تم معالجة معظم هذه القضايا بحلول هجوم إيران في أكتوبر(تشرين الأول) 2024.
وأوضحت المصادر أن قاعدة سابير نفسها تضم عدة ضباط برتبة مقدم، أغلبهم من استخبارات الجيش الإسرائيلي، ولكن أقلية كبيرة منهم "معارون" من قيادة الاتصالات في الجيش الإسرائيلي. وقد تضاعف عدد جنودها تقريباً بعد السابع من أكتوبر(تشرين الأول) لدعم كل العمل المطلوب حديثاً.
وقالت مجندة في وحدة سابير إن المئات من جنود الخدمة النظامية يعملون في الوحدة ومنذ الحرب، اكتسبت 250 جندي احتياطي آخر. وأضافت: "نحن أقوياء جداً في العمليات العسكرية والتكنولوجيا ونعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع".
وفي حديثها عن التحركات نحو مناطق أكثر حماية، قالت: "لقد أجرينا بالفعل العديد من التدريبات للانتقال في حالات الطوارئ إلى مساحات تحت الأرض. المرونة مهمة جداً".
وعندما سُئلت عما إذا كان التحدي الأكبر في هذا المجال هو إيران، قالت "إن التحدي الأصعب ليس فقط التعامل مع إيران ولكن التعامل مع جميع خصومنا في نفس الوقت. كل شيء يحتاج إلى أن يحدث بسرعة كبيرة".
وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي، إن استخبارات الجيش الإسرائيلي لا ينبغي لها أن تعمل فوق الأرض في الأمد البعيد إذا كان الجيش يريد ضمان استمرارية العمل.
وقالوا إن الجيش الإسرائيلي بأكمله يحتاج إلى التحرك في اتجاه أكثر سرية، ولكن بشكل خاص استخبارات الجيش الإسرائيلي والبنية التحتية الحيوية ذات الصلة.
هل ينسف نتانياهو خطة ترامب ويضرب إيران؟ - موقع 24في خضم كل هذه الضجة في البيت الأبيض، بدا العالم كأنه لم يلاحظ الأسبوع الماضي عندما هدد الرئيس دونالد ترامب بعمل عسكري أمريكي وإسرائيلي ضد إيران إذا لم توافق على إلغاء برنامجها للأسلحة النووية. ما هي أهمية سابير؟وتعد وحدة سابير مسؤولة عن إنشاء البنية التحتية التكنولوجية للاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، أينما كان ذلك. وقد تم الإبلاغ على نطاق واسع عن وجود انتقال دائم مستمر لآلاف ضباط استخبارات الجيش الإسرائيلي إلى الجنوب.
ولقد تم بناء أجزاء كبيرة من المواقع الجديدة لاستخبارات الجيش الإسرائيلي تحت الأرض منذ البداية. وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إن الدروس المستفادة من هذه الحرب لن تؤدي إلا إلى تعزيز هذا الاتجاه ولن تتطلب إعادة التفكير في الهندسة المعمارية أو المفاهيم الرئيسية.
والأمر الحاسم هو أنه بعد السابع من أكتوبر(تشرين الأول)، تلقت شركة سابير مبلغاً هائلاً من الأموال الإضافية لإنجاز مهمتها، وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إن وزارة المالية أدركت أهمية الاستعداد لأسوأ السيناريوهات.
ويعمل لصالح وحدة سابير العشرات من المهندسين ومحللي الاستخبارات ومحللي البيانات، وخاصة فيما يتعلق بسحابة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي.
وانضم العشرات من جنود الاحتياط خلال الحرب. بالإضافة إلى ذلك، تضع خططًا لكيفية إنشاء البنية التحتية بشكل احترافي.
كما يدعم وحدة سابير العشرات من التطبيقات الرقمية المتميزة التي تستخدمها استخبارات الجيش الإسرائيلي. وقالت مصادر إن دور سابير هو "تمكين تدفق المعلومات الاستخباراتية" من خلال جميع التطبيقات الرقمية.
وتتعامل سابير مع التكنولوجيا التشغيلية، ويُنظر إلى أعضائها غالباً على أنهم جنود دعم المعركة، حيث يوفرون الألياف الضوئية ووحدات التكنولوجيا المحمولة والبنية الأساسية لشبكة الأقمار الصناعية والراديو ومنصات الاتصال.
وتوفر "سابير" قدرات التشفير لجميع خطوط الاتصالات الاستخباراتية المختلفة في الجيش الإسرائيلي، وفي المجال الرقمي، توفر الدفاع السيبراني الخاص باستخبارات الجيش.
هل تستطيع إسرائيل تدمير "النووي الإيراني" بمفردها؟ - موقع 24تناولت صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية، التقييمات الاستخبارية الأمريكية، التي تفيد بأن إسرائيل تنوي مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، مستعرضة قدرة إسرائيل حول وقف البرنامج النووي الإيراني بمفردها، وموقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من "تغيير قواعد اللعبة بالشرق ...وباعتبارها جناحًا رئيسيًا للبنية التحتية التكنولوجية لاستخبارات الجيش الإسرائيلي، حظيت وحدة "سابير" باهتمام كبير لدورها في عملية تفجير أجهزة بيجر ضد حزب الله.