خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إسرائيل رغم رمزيتها
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
شدد الخبير الاستراتيجي المصري اللواء محمد عبد الواحد على أن الضربات الإيرانية داخل العمق الإسرائيلى، كانت بطيئة ورمزية لكنها كانت مؤثرة جدا لاسيما أنها أصابت أماكن حساسة للغاية.
وفي إجابة عن أسئلة طرحتها RT عما إذا كانت إيران قد حققت نقلة نوعية في قواعد الاشتباك بينها وبين إسرائيل، بالإضافة إلى قضايا أخرى، لفت عبد الواحد إلى أن "هذه الضربات كانت أمام العالم كله تم الإعلان عن ساعة الصفر وميعاد الإطلاقات حتى أن إيران التي أطلقت الصواريخ والطائرات أعلنت عن إطلاقها وكان العالم كله منتظرا".
ورأى أن "هذا شتت الانتباه عن قضية غزة وبدأ العالم ينتظر ويترقب وصول الصواريخ والمسيرات إلى داخل الأراضي الإسرائيلية بشكل مباشر وحي"، منوها أنه كان شكلا غريبا للصراع وهذا برأيه أكد أنه "كانت هناك تفاهمات إيرانية أمريكية بشأن هذه الضربة على أن تكون ضربة رمزية بسيطة تحقق مصالح الدول الثلاث"، أي تحقق مصالح إيران من جهة وتحقق مصالح إسرائيل من جهة أخرى، إضافة إلى مصالح واشنطن.
وأكد أن الطرفين حققا مصالح تتمثل فيما يلي: أولا مصالح الكل هو حفظ ماء الوجه لكل الأطراف، فكلا الطرفين سواء إسرائيل او إيران حققا أو كسبا ثقة شعبيهما بل صدرا مشاكل الداخل إلى الخارج.
كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "استطاع أن يحتوي غضب الشارع ويدفع الحراك أو المظاهرات إلى داخل المخابئ تخوفا من الضربات الصاروخية"، حسب الخبير المصري، الذي اعتبر أن المرشد الإيراني على خامنئي أيضا "نجح في أن يمتص غضب الشارع ويحوله من غضب إلى احتفالات"، مشيرا إلى أن "الأمريكيين وافقوا على هذه الضربة وأقنعوا إسرائيل بأنه من الممكن توظيف هذه الضربة سياسيا وإحراز نتائج سياسية".
ورأى الخبير المصري أن إسرائيل "حققت مكاسب حقيقية" من الضربات الإيرانية لها، كان أهمها التغطية على أحداث غزة و"محاولة ترميم صورتها التي تأثرت كثيرا بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد سكان غزة" مما وضعها في عزلة وأدى إلى تراجع حماس الدول الغربية لدعم إسرائيل خلال الفترة السابقة.
وأضاف: "ربما هذه الضربات جعلت إسرائيل تكسب تعاطفا دوليا جديدا وبدأت تصور نفسها إعلاميا أو تصدر خطابا إعلاميا هو خطاب المظلومية مرة أخرى وأن جيرانها يريدون القضاء عليها".
وشدد على أن إسرائيل استفادت من "دعاية كبيرة جدا" لتسويق منظومات الدفاع الجوي التي تملكها بعدما قالت إنها استطاعت إسقاط 99% من المسيرات والصواريخ، لتوظف ذلك للدعايه والاعلان لبيع منظومات الدفاع الجوى مثل "السهم" أو منظومة "القبة الحديدية" أو "مقلاع داود".
لكن الخبير المصري نوه بأن إيران "خدعت" الولايات المتحدة وخدعت إسرائيل وحققت "مكاسب أكبر"، معتبرا أن إيران فرضت قواعد اشتباك جديدة كما أن ضرباتها نالت من سمعة ومصداقية إسرائيل في المنطقة ودفعت للتشكيك في قدرتها على الردع.
وحسب رأيه، فإن الضربة الإيرانية شكلت تهديدا للأمن القومي الإسرائيلي ونظرية الأمن الإسرائيلية باستهداف مواقع استراتيجية حساسة، حتى ولو كانت الذخيرة ربما بدون رأس حربة او بدون متفجرات قوية لكن وصلت إلى أماكن حساسة، مما يؤكد قدرة إيران على توجيه مثل هذه الضربات مستقبلا.
المصدر: RT
ناصر حاتم - القاهرة
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار إيران أخبار مصر أخبار مصر اليوم الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القاهرة طهران قطاع غزة ناصر حاتم واشنطن
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: إسرائيل تقصف ضاحية بيروت لتثبيت الردع لا ترميمه
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن إسرائيل تريد منع حزب الله من استعادة توازنه والتأثير أيضا على بيئته الحاضنة، معتبرا قصف ضاحية بيروت الجنوبية قد يكون لأهداف استخباراتية بعيدة المدى.
جاء ذلك في تعليق حنا على القصف الإسرائيلي الذي استهدف مبنى بمنطقة الحدث في الضاحية الجنوبية اليوم الأحد، في حين نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن "حزب الله خزن أسلحة كبيرة ومهمة في الموقع المستهدف".
ولاحقا، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرات حربية "دمرت بنية تحتية استخدمت لتخزين صواريخ دقيقة لحزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت".
تصاعد أعمدة الدخان إثر غارة إسرائيلية على مستودع بمنطقة الحدث عند الضاحية الجنوبية لبيروت#الأخبار pic.twitter.com/Y2tldVk0pq
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 27, 2025
وأوضح حنا -في حديثه للجزيرة- أن استهداف الضاحية يعني استهداف معقل حزب الله، ومنع إعادة إعمارها، لافتا إلى أن الهدف قد يكون ثانويا من أجل تتبع أهداف استخباراتية إسرائيلية بعيدة المدى.
وحسب الخبير العسكري، فإن إسرائيل ترسل رسالة عبر هذا القصف "لتؤكد ما تملكه من معلومات استخباراتية أو تنفي ذلك مثل وجود شخصيات معينة"، مشيرا إلى أنها "ستراقب كيف ستتصرف هذه الشخصيات في هذه الحالة".
إعلانولخص حنا هذه العملية بـ"اختبار المنظومة"، واصفا إياها بـ"الرابحة لإسرائيل"، إضافة إلى كونها حربا إعلامية ونفسية إسرائيلية.
وتواصل إسرائيل -رغم سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024- استهدافها جنوب لبنان بذريعة مهاجمة أهداف لحزب الله، إذ ارتكبت أكثر من 1342 خرقا، مما خلّف 117 قتيلا و362 جريحا على الأقل.
ووفق حنا، فإن إسرائيل تحاول التحكم بسماء لبنان وفرض سيطرتها عليه عبر قواعد اشتباك جديدة ترتكز على "البقاء في مواقع معينة في الجنوب، والتحليق والخروج متى تشاء من دون محاسبة".
وتؤكد تل أبيب بقصفها الضاحية الجنوبية أنها أمام "مرحلة جديدة عنوانها انتهاء عهد حزب الله وقياداته الوازنة" -حسب حنا- الذي قال إن جيش الاحتلال يحاول تثبيت الردع لا ترميمه.
التبرير الإسرائيليووصف الخبير العسكري التبرير الإسرائيلي بوجود أسلحة في الموقع المستهدف بـ"السخيف"، مرجعا ذلك إلى عدم وجود انفجارات متتابعة وغياب أضرار في المناطق المحيطة.
وأعرب عن قناعته بأن إمكانية عودة حزب الله إلى الحرب "صعبة" بسبب رغبته في الاهتمام بالبيئة الحاضنة وإعادة تأهيل نفسه، لافتا إلى أن القصف الإسرائيلي قد يحمل أهدافا غير عسكرية.
وحسب الخبير العسكري، فإن إسرائيل تستهدف دوائر حزب الله، وهي: القيادة والسيطرة، والبنية التحتية التي تشغل البعد العسكري، والوحدات العسكرية. ونجحت في ذلك إلى حد ما.
وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وقد تنصل الجيش الإسرائيلي من استكمال انسحابه من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي -خلافا للاتفاق- إذ نفذ انسحابا جزئيا ويواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلها في الحرب الأخيرة.
إعلانكما شرعت إسرائيل أخيرا في إقامة شريط حدودي يمتد إلى كيلومتر واحد أو كيلومترين داخل أراضي لبنان.