صحيفة التغيير السودانية:
2024-09-22@18:28:55 GMT

ويستمر مسلسل التضليل والاحتيال!

تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT

ويستمر مسلسل التضليل والاحتيال!

 

ويستمر مسلسل التضليل والاحتيال!

رشا عوض

هناك من يجتهد في ان يجعل هذه الحرب اللعينة مناسبة لتلميع الجيش واعادة تسويقه كملاذ امن للمواطنين عبر ترديد حجج ساذجة تنطوي على كثير من التضليل مثل مقولة ان المواطنين ينتقلون من مناطق سيطرة الدعم السريع الى مناطق سيطرة الجيش، في الحقيقة المواطنون ينتقلون من مناطق الحرب الى المناطق التي لم تصلها الحرب، المواطن يبحث عن السلام ولا يبحث عن سيطرة جيش او سيطرة دعم سريع، ولو كان هناك جيشا مسيطرا وناجحا في اداء واجبه لما كان هناك وجودا للدعم السريع اساسا، مجرد وجود مناطق يسيطر عليها الجيش ومناطق اخرى يسيطر عليها الدعم السريع هو عنوان لازمة وفشل وخيبة وطنية كبرى!! اما قصة سيطرة الجيش فهي واقع مؤقت ينتهي بان تطل تاتشرات الدعم السريع برأسها ! لان الجيش لا يبذل اي مجهود في حماية المدنيين عبر التصدي لقوات الدعم السريع ومنعها من التمدد في مناطق سيطرته فقد انسحب في زمن قياسي من مناطق كثيرة وترك المواطنين يواجهون مصيرهم مكشوفي الظهر تماما! تصوير نزوح المواطنين كبيعة سياسية للجيش احتيال مفضوح، والعبارة اصلا لا تنطبق على كل مناطق السودان ، مثلا لا تنطبق على بعض ولايات دارفور وهناك مناطق لسيطرة الدعم السريع في الخرطوم والجزيرة مثلا لم ينزح منها اهلها ، والذين نزحوا الى مناطق سيطرة الجيش ملايين منهم غادروا السودان الى دول اخرى، ومن تبقى في مناطق سيطرة الجيش يتمنى مغادرة السودان في اي لحظة ولكن ضيق ذات اليد هو ما يجبره على البقاء، فالجيش لا يطعم الناس ولا يسقيهم ولا يوفر لهم علاجا ولا يحميهم متى ما هاجم الدعم السريع مناطقهم! وبعض جنوده يسرقون الناس واستخباراته تعتقل الابرياء وتعذبهم او تقتلهم بالاشتباه تماما كما تفعل استخبارات الدعم السريع في مناطق سيطرتها ، وطبعا الدعم السريع اثبت فشله في القدرة على حفظ الامن للمواطنين في مناطق سيطرته واثبت انه لا يملك للمواطنين سوى السلب والنهب والتهجير!

الغرق في شبر ماء المفاضلة بين الجيش والدعم السريع دليل على عدم استخلاص الدرس الصحيح من كارثة هذه الحرب ، هذا الدرس باختصار هو ان اكبر ازمة في السودان عنوانها هذه المؤسسة العسكرية والامنية المعطوبة بكل تشكيلاتها: جيش دعم سريع جهاز امن كتائب كيزان الخ، هذه الحرب هي اكبر ادانة اخلاقية وسياسية لهذه المؤسسة الامنية والعسكرية المعطوبة والفاقدة للتأهيل الفني والاخلاقي لاداء واجبها تجاه مواطنيها! المواطنون تنهار منازلهم فوق رؤوسهم وتتقطع اوصالهم بالدانات وقذائف المدفعية والطيران ويصطادهم الرصاص الطائش في معركة صراع سلطة عريان بين جيش يريده الكيزان مطية للعودة الى السلطة ودعم سريع خرج من رحم ذات الجيش ثم شق عليه عصا الطاعة واصبح له- اي الدعم السريع – طمعه الخاص في السلطة! صراع سلطة عريان تخوضه اطراف المؤسسة العسكرية الفاسدة على اجساد الابرياء! والسلاح المدفوع ثمنه خصما من خبزنا ودواءنا يستخدم لقتلنا وتمزيق اوصال اطفالنا وتدمير بنيتنا التحتية من جسور ومطارات ومصانع ومستشفيات وتدمير بيئتنا وتلويث الهواء الذي نتنفسه! هذا هو ملخص هذه الحرب القذرة التافهة، ولذلك لا يعقل ان ننخرط نحن المكتوين بنيرانها في مداعبة احلام اي طرف من طرفيها عبر مفاضلات ( اب سنينة واب سنينتين).

هذه الحرب هزيمة اخلاقية وسياسية مغلظة لكل من الجيش والدعم السريع ، واي اكروبات سياسية لاثبات تفوق احدهما على الاخر اخلاقيا عبث لا طائل من ورائه! ولا يتورط فيه الا من يرغب في التماس مبرر لاصطفافه خلف احد الطرفين.

اصطفاف المواطن الذين ينشد السلام والامان والكرامة والحرية يجب ان يكون خلف مشروع الدولة المدنية الديمقراطية ذات الجيش المهني القومي الذي ليس هو الجيش الحالي وليس هو الدعم السريع. جيش على الاقل لا يقتل شعبه بالطريقة التي شهدناها في هذه الحرب وفي كل حروب السودان التي لم تكن ولا واحدة منها ضد عدو خارجي! كلها حروب صراع على السلطة!

اما انا شخصيا لو سألتموني عن امنيتي الحقيقية فهي ان يكون هذا السودان كوستاريكا افريقيا ( بدون جيش نهائي) ، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه!

المهم هذه الحرب يجب ان تجعلنا نخجل من محاولة تلميع اي بوت عسكري ، على هؤلاء العسكر ان يبادروا هم بغسل ايديهم من دماء الشعب ويوقفوا هذه الحرب القذرة ويعتذروا لهذا الشعب عن سوء صنيعهم به ويطلبوا صفحه وغفرانه.

الوسومالإحتيال. التضليل الجيش الحرب لدعم السريع

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الإحتيال التضليل الجيش الحرب لدعم السريع

إقرأ أيضاً:

حل الجيش.. الواجب الوطني الذي تأخر كثيرا

 

حل الجيش.. الواجب الوطني الذي تأخر كثيرا
رشا عوض
ما نراه بأم أعيننا هو أن المؤسسة العسكرية معول هدم الدولة السودانية واداة تفكيكها وتعذيب شعبها واكبر ثغرة للتدخلات الخارجية الخبيثة، فهي اهم وكر للعمالة والخيانة الوطنية وسرقة الموارد الاقتصادية.
هذه هي الحقيقة التي سنرددها إلى ان نهلك دونها، وحتما سوف يأتي رجالها ونساؤها ذات يوم!
ولكن الآلة الاعلامية الفاجرة في البجاحة والمتخصصة في الكذب، والمثابرة على التضليل وتزييف الوعي نجحت في صناعة ببغاوات يرددون عبارات لزجة ومقرفة لا تصمد امام اي نقاش عقلاني ومنطقي قوامه الادلة والبراهين، عبارات على شاكلة القوات المسلحة صمام امان البلد!!! وانهيار الجيش يعني انهيار الدولة!!! والحفاظ على مؤسسة الدولة يستوجب الوقوف خلف الجيش! في حين ان الجيش نفسه ليس واقفا حتى نقف خلفه! بل هو في حالة هروب متواتر من ساحات المعارك!! وفي حالة اعتماد على مليشيات الكيزان والحركات المسلحة، وفي صباح كل يوم تتكاثر المليشيات من رحم جديدة اسمها حرب الكرامة!
المدينة الوحيدة التي صمدت طويلا في وجه الدعم السريع هي الفاشر ولكنها صمدت لأن المعركة تصدت لها قوات مناوي وجبريل التي حشدت قواتها على اساس قبلي، وتفننت الاجهزة الامنية في التحريض الاثني على القتال وتحويله الى معركة وجود بين الزغاوة والعرب، الامر الذي ينذر بمجازر جماعية على اساس اثني، والمؤشرات تشير إلى ان الفاشر في طريقها للسقوط في يد الدعم السريع في خاتمة المطاف، خصوصا بعد خروج خلافات مناوي مع سلطة بورتسودان الى العلن بسبب الثلاثمائة مليون دولار التي كان يجب ان تصرف للحركات المسلحة المشاركة في حرب الكرامة ولم تصرف لها حتى الآن.
خلاصة حديثي، هذا الجيش السوداني ليس وطنيا وليس مهنيا، ولو كان لدولتنا هذه اباء مؤسسين حقيقيين لكان اول قرار تتخذه حكومة الاستقلال في الاول من يناير ١٩٥٦م هو حل هذا الجيش المصمم على حراسة سلطة المستعمر وقمع الشعب، والشروع في بناء جيش السودان المستقل بمواصفات منسجمة مع توجه دولة وطنية مستقلة، تماما كما فعل نيريري مع جيش تنزانيا غداة الاستقلال.
لكن للاسف نحن دولة يتيمة لذلك ظلت مقموعة تحت بوت هذا الجيش منذ استقلالها حتى الآن.
اقول قولي هذا وانا متأكدة من ان حل الجيش السوداني الآن ليس ممكنا، لأن هناك ارادة دولية واقليمية لن تسمح بذلك وهي راغبة مع سبق الاصرار والترصد في الاحتفاظ بخيال المآتة هذا لمآرب تخصها، ولكن مهما يكن من امر، لا اجد منطقا في استدامة سيطرة الاوهام حول هذا الجيش على ادمغة السودانيين، هذا الجيش يجب النظر اليه كمؤسسة مأزومة وكاهم جذر من جذور الازمة الوطنية منذ الاستقلال، وبالتالي فان شرط استمراره هو انفتاحه على مشروع لاعادة الهيكلة لاعادة تأهيله فنيا واخلاقيا، فهذه الحرب لا تصلح مطلقا كرافعة سياسية للجيش تكريسا لوصايته على الدولة السودانية وتبعا لذلك وصاية الحركة الاسلامية اسما الاجرامية فعلا التي اشعلت هذه الحرب تحت تخدير حلم استعادة السلطة المطلقة على السودان بواسطة هذا الجيش الذي تحول طيلة عهد الاسلامويين الى مجرد ” حصان طروادة” الذي يختبئ داخله الكيزان لاضفاء الطابع الوطني على مشروعهم الحزبي البغيض، وذلك استنادا الى الاساطير الوطنية المنسوجة حول الجيش دون وجه حق.

ملحوظة: غدا ساواصل ما بدأته من نشر سلسلة اقتباسات من مقالاتي طيلة فترة الحرب عن موقفي من قوات الدعم السريع، لن افعل ذلك ارضاء للمعاتيه والسفلة من الكيزان المحترفين في البلطجة الاسفيرية والمتواطئين معهم من المغفلين او المأجورين، بل في سياق استخلاص الوعي الصحيح من هذه التجربة القاسية التي فرضت علينا فرضا ممثلة في هذه الحرب القذرة، حرب صراع السلطة بين الجيش والكيزان من جهة والدعم السريع في الجهة المقابلة.

الوسومالجيش السوداني الدعم السريع حل الجيش

مقالات مشابهة

  • حل الجيش.. الواجب الوطني الذي تأخر كثيرا
  • أعضاء بالكونغرس يخاطبون بايدن بشأن دعم الإمارات للدعم السريع
  • حماية واستعادة كنوزنا واثارنا الثقافية
  • استياء أممي من هجوم قوات الدعم السريع على الفاشر السودانية
  • غوتيريش منزعج بشدة من هجوم الدعم السريع على الفاشر
  • تفاصيل اجتماع بين البرهان وبلينكن بشأن إنهاء الحرب
  • نيويورك تايمز: الإمارات تتستر بالعمل الإغاثي في السودان لتسليح الدعم السريع
  • عن حرب السودان الكارثية السريالية
  • تدعم الجيش أم الدعم السريع.. أين تصطف دول الجوار في حرب السودان؟ (1)
  • حصار الفاشر يتصاعد وسط قصف مدفعي ومعارك عنيفة بين الجيش والدعم السريع