يمن مونيتور/العربي الجديد

تعد الملابس التقليدية من أهم ما يميز الرجل اليمني، ولا يكتمل الزي المميز بجماله وأناقته وتصميمه من دون “الجنبية” على الخصر، ويكون الخنجر في واجهتها عمودياً.

للجنبية في اليمن تاريخ بعيد وإن لم يُعرف بدقة، فالتماثيل والنقوش القديمة تدلل على أنها تعود إلى أزمنة ضاربة في القدم، فتمثال الملك معد يكرب الذي يعود إلى عام 500 قبل الميلاد تقريباً، يظهره مرتدياً الجنبية، ما يؤكد أنها كانت موجودة لدى الحضارتين السبئية والحميرية.

وتتكون الجنبية من الحزام الذي يلتف حول خصر الرجل، وينقش في الغالب يدوياً بخيوط ذهبية اللون تظهر أشكالاً هندسية بحسب طلب الزبون، ويعرف غمد الجنبية باسم “الجفر” أو “الخفاق” أو “العسيب”، وهو يصنع من أنواع محددة من الأخشاب، من أهمها خشب شجرة الطنب.

وهناك مقبض الجنبية أو رأسها، والذي يتباين بحسب الكلفة، إذ يصنع من قرون وحيد القرن في الأنواع الفاخرة، أو من أنياب الفيل في الدرجة الثانية، أو من قرون الجاموس أو البقر في الدرجة الثالثة، كما أن هناك الرؤوس العادية التي تصنع من الخشب، ورأس الجنبية هو ما يعطيها قيمتها، ويتم تزيينه بجنيهين من الذهب أو الفضة يسميان “الزهرتين”، يضاف إلى كل ذلك “النصلة” التي تصنع في الغالب من الحديد، وتكون حادة، وذات شكل مقوس.

ويعد رأس الجنبية ونصلتها المكونين الرئيسيين لها، وهما ما يمنحانها قيمتها، ويحددان سعرها. للرأس نوعان هما “العزيري” و”الكرك”، وينقسم الرأس العزيري المصنوع من قرون الحيوانات بدوره إلى أربعة أنواع، هي “الصيفاني” وهو الأغلى سعراً، يليه “الزراف”، ثم “الأسعدي”، و”البصلي”، في حين ينقسم الرأس الكرك إلى ثلاثة أنواع، هي “المصوعي” و”المحبشي”، و”الصيني”، وهي أقل سعراً من العزيري.

يقول أحمد الوصابي، وهو صانع جنابي، لـ”العربي الجديد”: “تتكون الجنبية من رأس وسلة ومبسم وزهرات وعسيب وحزام، ويصنع الرأس إما من قرن وحيد القرن، أو قرن الفيل، أو قرن الوعل، أو من البلاستيك، ويصنع الجفر من الخشب، ويلف حوله السيل والجلد، وهناك أنواع بحسب اللون، فهناك الأخضر والأحمر والبني والأسود والأبيض، وهناك المأربي والحاشدي. وأما الحزام فهناك حزام يدوي، وحزام يصنع بالماكينة. وهناك أنواع من الخيوط خاصة بالأحزمة، منها الخيط الفرنسي الفاخر، والخيط الصيني العادي، وتصنع النصلة من جنزير الدبابات، وهذا النوع الأغلى، وهناك نوع آخر من الحديد”.

وتستخدم الجنبية عادة للزينة، ويحرص اليمنيون على لبسها في الأعياد والمناسبات الاجتماعية، كما تستخدم في أداء رقصة “البرع” الشهيرة، كما تستخدم سلاحاً، ويطلق عليها اسم السلاح الأبيض، وتستخدم أيضاً خلال التحكيم في الخلافات بين المتنازعين نتيجة للقيمة الرمزية التي تمتلكها باعتبارها رمزاً للرجولة.

وهناك العديد من العوامل التي تحدد سعر الجنبية، أهمها نوع الرأس، ويعد الرأس المصنوع من قرن وحيد القرن هو الأغلى، وتسمى هذه الجنبية بـ”الصيفاني”، إضافة إلى نوعية الذهب وحجمه على رأس الجنبية، ويعد الأكثر تميزاً ما يسمى “الذهب الحميري القديم”، والذي يباع وفقاً لقيمته التاريخية وليس لوزنه. كما أن الجنبية تكون أغلى سعراً كلما كانت قديمة، لأن قدم الجنبية وكثرة لمس رأسها يمنحها لمعاناً خاصاً يزيد من قيمتها، إضافة إلى القيمة التاريخية للجنبية التي تتوارثها الأجيال عن الأجداد والمشايخ، ما يزيد من قيمتها. وأغلى جنبية سجلت حتى الآن كانت مملوكة للشيخ الشائف، شيخ قبيلة بكيل، والتي اشتراها بمليون دولار، وفضلاً عن إتقان صنعها وقدمها، فإن ما زاد من قيمتها أنها كانت الجنبية الخاصة بالإمام أحمد بن يحيى حميد الدين الذي حكم اليمن قبل قيام “ثورة 26 سبتمبر” في عام 1962.

وتعد الجنبية نوعاً من الثروة التي يدخرها اليمنيون، وتعتبر عند الرجال مالاً كما هو حال الذهب عند النساء، وجرى العرف أن الجنابي يرثها الأولاد الذكور، ويكون الابن الأكبر هو الأحق بوراثة جنبية أبيه، ويليه الذي بعده في حال توريث أكثر من جنبية.

وتحتل الجنبية مكانة مرموقة في التراث الثقافي غير المادي اليمني، وتظهر في كثير من الأمثال الشعبية المتوارثة، فيقال “عسيب ما يركب عسيب” ويضرب المثل في الحث على التوافق بين الأكفاء، وضرورة عدم التعالي والتكبر على الأقران. ويقال “عسيبه بيشاور رأسه” ويضرب المثل في المتفاخر بنفسه. ويقال “أما الخفنق لو راح رأسي”، ويضرب المثل في أن بعض الأشياء ثمينة، وعلينا التمسك بها والدفاع عنها حتى لو ضحينا بحياتنا، والخفنق هو العسيب؛ أي غمد الجنبية.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الجنبية اليمن

إقرأ أيضاً:

الإمارات تطلق النسخة الثالثة من "تحدي تكنولوجيا الغذاء" العالمي بجائزة مالية قيمتها 2 مليون دولار

أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة النسخة الثالثة من مسابقة تحدي تكنولوجيا الغذاء العالمي خلال الاجتماع السنوي لمبادرة كلينتون العالمية، والذي انعقد في مدينة نيويورك بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

سيواجه العالم تحدي إطعام نحو 2 مليار شخص إضافي بحلول عام 2050. وفي ظل تزايد تحديات الأمن الغذائي عالميًا، يأتي تحدي تكنولوجيا الغذاء ليبرز الحلول التقنية الرائدة التي تسهم في تحويل أنظمة الغذاء لمواجهة المخاطر التي تهدد الأمن الغذائي، خصوصًا في البيئات الأكثر تحديًا.

ويقدم تحدي تكنولوجيا الغذاء في نسخته الثالثة أكبر جائزة نقدية في تاريخ المسابقة، والتي ينظمها كل من تمكين ومكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة بدولة الإمارات، بالشراكة مع مؤسسة بيل وميليندا جيتس، ومبادرة كلينتون العالمية، وكل من مبادرة الإمارات الوطنية للحد من فقد وهدر الطعام "نعمة"، وسلال (الشركة الرائدة في مجال التكنولوجيا الزراعية في دولة الإمارات العربية المتحدة).

ويوسّع تحدي تكنولوجيا الغذاء نطاق اهتمامه هذا العام ليشمل ثلاثة مجالات رئيسية: الغذاء والمياه، الغذاء والطاقة، وفقدان وهدر الغذاء. وسيتوّج التحدي أربع شركات ناشئة لتحصل على جائزة نقدية بقيمة إجمالية تبلغ 2 مليون دولار، إلى جانب دعم طرح الحلول الفائزة في السوق والوصول إلى شبكة واسعة من الشركاء، لتنطلق هذه الشركات الأربع في مشاريع وشراكات جديدة لتطوير وتوسيع حلولها التقنية الرائدة، بداية في دولة الإمارات كمنصة إطلاق تمكّن هذه الشركات بعد ذلك من توسيع نطاق حلولها في الأسواق الأكثر احتياجًا في دول الجنوب العالمي، والمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي العالمي.

وتجدر الإشارة إلى أن دولة الإمارات تواجه تحديات بيئية حالية من المرجح أن تصبح شائعة في العديد من الدول الأخرى مستقبلًا، نظرًا لمناخها الصحراوي الجاف، وندرة الأراضي الزراعية، وقلة موارد المياه العذبة. ولهذا، فإن تطوير تقنيات مبتكرة في دولة الإمارات لتوفير الغذاء في ظل تزايد السكان، والموارد المحدودة، والظروف المناخية الصعبة، يوفر حلولًا يمكن تطبيقها على نطاق عالمي.

وأطلق النسخة الثالثة من تحدي تكنولوجيا الغذاء العالمي الرئيستان المشاركتان للتحدي، وهما معالي مريم المهيري، رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وريما المقرب، رئيس مجلس إدارة شركة "تمكين"؛ كما انضم التحدي في نسخته الثالثة لجهود مبادرة كلينتون العالمية نحو "الالتزام بالعمل".

وفي هذا السياق، صرحت معالي مريم المهيري، رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة والرئيس المشارك لتحدي تكنولوجيا الغذاء: "بعد الإعلان التاريخي في مؤتمر الأطراف (كوب 28) حول الزراعة المستدامة، وأنظمة الغذاء المرنة، والعمل المناخي، والإعلان عن الشراكة بين دولة الإمارات ومؤسسة غيتس بشأن الابتكار الزراعي، بات واضحًا أن أنظمة الإنتاج الغذائي تلعب دورًا محوريًا في أزمة المناخ العالمية. لذا، أصبحت الحاجة ملحّة لاتخاذ خطوات جريئة تقوم على الابتكار والتفكير التحويلي لإعادة تشكيل منظومة الغذاء، خاصة مع تزايد الطلب على الغذاء، والمياه، والطاقة"، وأضافت معاليها: "من خلال تحدي تكنولوجيا الغذاء العالمي، نهدف إلى تعزيز تضافر الجهود العالمية ومشاركة جميع الدول في طرح الأفكار وتطوير استراتيجيات لدعم قضية حيوية كالأمن الغذائي."

ومن جانبها، قالت ريما المقرب، رئيس مجلس إدارة شركة تمكين والرئيس المشارك لتحدي تكنولوجيا الغذاء: "يعد الابتكار محورًا أساسيًا في رؤية ونهج دولة الإمارات، فقد أدركنا أن تسريع وتيرة التقدم يتطلب دمج الأفكار الرائدة مع شراكات فعالة واستثمارات ذكية في مراحلها المبكرة، ولقد أثبت هذا النهج نجاحه في تحقيق نتائج نوعية على المستويين المحلي والدولي. ومن هذا المنطلق، يعمل تحدي تكنولوجيا الغذاء على تجسيد هذا التوجه من خلال انتقاء المبتكرين الواعدين وربطهم بشبكة واسعة من الشركاء الاستراتيجيين، إذ نقدم لهم الموارد والدعم اللازم لتوسيع نطاق حلولهم وتسريع جهودهم نحو المساهمة في تحقيق الأهداف العالمية للأمن الغذائي".

وأضاف روجر فورهيس، رئيس النمو العالمي والفرص في مؤسسة بيل وميليندا جيتس: "'تشكل تداعيات نقص الغذاء وانعدام الأمن الغذائي أولوية قصوى لمؤسسة جيتس، حيث أشار تقريرنا السنوي الأخير إلى أن سوء تغذية الأطفال هو من بين أسوأ الأزمات الصحية العالمية. ومع تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي عالميًا، واستمرار تغير المناخ في التأثير سلبًا على إنتاج المحاصيل وتربية الماشية، أصبح من الضروري دعم الحلول التكنولوجية المبتكرة التي تسهم في استقرار النظم الغذائية. نحن فخورون بالتعاون مع تحدي تكنولوجيا الغذاء، ودعم جهودهم في تعزيز الابتكار والتفكير التحويلي في التكنولوجيا الزراعية، لضمان مستقبل غذائي آمن للجميع".

يشار إلى أن تحدي تكنولوجيا الغذاء يحظى بدعم من المزيد من الجهات التي تسعى لتمكين منظومة تكنولوجيا الأمن الغذائي، بما في ذلك حاضنات الأعمال ومسرعات مشاريع الشركات الناشئة في دولة الإمارات مثل مجتمع الشركات الناشئة في الإمارات "Hub71"، مركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع"، ومنصة "ستارت إيه دي" لدعم ريادة الأعمال، بالإضافة إلى المركز الدولي للزراعة الملحية، وتحالف الثورة الخضراء في إفريقيا (AGRA)، ومكتب التميمي وشركاه.

ومن الجدير بالذكر أن المسابقة استقطبت في نسخيتها الأوليين أكثر من 1،100 طلب للمشاركة من قبل الشركات الناشئة من 98 دولة، إذ استعرض المتنافسون عدة حلول مبتكرة، كان أبرزها تقديم تقنيات جديدة لتطوير البروتين النباتي سلبي الكربون ووسائل لتقليل هدر الطعام باستخدام التعرف على الصور بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب طرق الحفاظ على البنية الخلوية للطعام أثناء التجميد الفائق.

وقد واصل الفائزون في النسخ السابقة تحقيق نجاحات بارزة، حيث تمكنوا من جمع تمويل إضافي وإطلاق مشاريع مشتركة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك شركة "آيريس" (التي كانت تُعرف سابقًا باسم مزارع البحر الأحمر)، والتي نجحت في جمع تمويل يتجاوز 34 مليون دولار منذ فوزها بالمسابقة، وتطبيق تقنياتها المتقدمة في مزارع "سلال" بأبوظبي.

سيتم إغلاق باب تقديم الطلبات للمشاركة في التحدي بتاريخ 12 ديسمبر 2024، ليتم اختيار المتأهلين للنهائيات خلال شهر أبريل 2025. ويمكن للمشاركين تقديم طلباتهم عبر الموقع الإلكتروني: www.foodtechchallenge.com.

 

يمثل تحدي تكنولوجيا الغذاء مسابقة عالمية تهدف إلى اكتشاف ودعم الحلول الرائدة والمبتكرة والمعتمدة على التكنولوجيا، والتي تهدف إلى تطوير أنظمة غذائية قادرة على مواجهة التحديات المتزايدة في البيئات القاحلة والحارة والصعبة التي تعد من بين الأكثر تعرضًا لانعدام الأمن الغذائي، وتواجه نقص في الخدمات والابتكارات والاستثمارات الزراعية التقليدية.

تنظّم دولة الإمارات العربية المتحدة تحدي تكنولوجيا الغذاء لتحفيز الابتكار في مواجهة التحديات غير المسبوقة التي تؤثر على الأمن الغذائي في عدد متزايد من الدول سنويًا، ونظرًا لتغير المناخ والتحولات الديموجرافية والتأثيرات على سلاسل التوريد. تم إطلاق النسخة الثالثة من تحدي تكنولوجيا الغذاء بناءً على ثلاث ركائز رئيسية تعتمد على العلاقة التكاملية بين الغذاء والماء والطاقة. وتمنح المسابقة الفرصة لأربعة فائزين للحصول على جائزة مشتركة قدرها 2 مليون دولار من خلال تطوير حلولهم في دولة الإمارات وفي المناطق التي تعاني من نقص الموارد في الجنوب العالمي.

يهدف تحدي تكنولوجيا الغذاء إلى تمكين المبتكرين من بناء عالم يتحقق فيه الأمن الغذائي للجميع. تقام المسابقة بالشراكة مع استراتيجية "نعمة"، المبادرة التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة للحد من فقد وهدر الطعام، و"سلال"، الشركة الرائدة في مجال التكنولوجيا الزراعية في الإمارات، ومؤسسة بيل وميليندا جيتس، ومبادرة كلينتون العالمية، إلى جانب شركاء رئيسيين آخرين يعملون على تمكين النظام البيئي للتكنولوجيا الغذائية.

 

 

مقالات مشابهة

  • قبل ما تشتري.. تعرف على أنواع الذهب والفرق بين الإيطالي والمصري والتركي
  • بن حبتور: استشهاد نصر الله عنوان فخر واعتزاز كل أحرار الأمة
  • مبان استهدفتها إسرائيل في الضاحية الجنوبية كانت مليئة بالسكان وهناك قتلى وجرحى / شاهد
  • "مقطورة دخلت في سيارة أوبر بالأوتوستراد".. ومصدر أمني لـ "الفجر" يكشف التفاصيل
  • الإمارات تطلق النسخة الثالثة من "تحدي تكنولوجيا الغذاء" العالمي بجائزة مالية قيمتها 2 مليون دولار
  • ترسانة حزب الله التي زعم الاحتلال استهدافها في لبنان
  • اميركا تقدم حزمة مساعدات للعدو الصهيوني قيمتها 8,7 مليارات دولار
  • أسوار الإسكندرية الأثرية مهملة رغم قيمتها التاريخية
  • خالد بن محمد بن زايد: شهداء الوطن الأبرار مصدر فخر واعتزاز
  • ثروة بافيل دوروف: ملياردير بدون راتب وارتباطات قانونية