مؤتمر دولي يبحث بطنجة معالم الانتقال الطاقي العادل ببلدان شمال إفريقيا
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
انطلقت اليوم الاثنين بمدينة طنجة فعاليات مؤتمر دولي حول "الانتقال الطاقي العادل"، منظم بمبادرة من مؤسسة "كارنيغي أندوومنت فور إنترناشل بيس" بشراكة مع مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، مع تركيز خاص حول بلدان شمال إفريقيا.
وتتوزع أشغال المؤتمر، الذي يشارك فيه ممثلون عن أصحاب المصلحة بدول شمال إفريقيا (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، مصر)، على ست جلسات تتطرق إلى "التحديات والمخاطر المناخية الرئيسية في شمال إفريقيا"، و"نقاط الضعف المتعلقة بالمناخ في البنية التحتية لتصدير النفط"، و"مواطن الضعف المرتبطة بالمناخ في البنية التحتية لواردات النفط"، و"التحديات الاقتصادية والبيئية وكذلك فرص الانتقال الطاقي في شمال إفريقيا"، و"تأطير الخطاب المناخي من خلال البحث والتطوير والتعليم والتكنولوجيات الحديثة"، و"تحديات الحوكمة وصنع السياسات المناخية في شمال إفريقيا".
وقال مدير برنامج الشرق الأوسط، التابع لمؤسسة "كارنيغي أندوومنت فور إنترناشل بيس"، عمرو حمزاوي، إن مفهوم الانتقال الطاقي العادل يتعلق ب "إدارة عملية التحول من الطاقة غير المتجددة إلى الطاقة المتجددة مع مراعاة هموم وانتظارات مختلف شرائح المجتمع، أي ضمان حقوق الأجيال الحالية واللاحقة، وضمان حقوق شرائح المجتمع غير المقتدرة، والأخذ بعين الاعتبار الصعوبات الجندرية والمساواة بين النساء والرجال، والاستماع إلى هموم السكان والمجتمع المدني البعيد عن المركز".
في حالة بلدان شمال إفريقيا، اعتبر المتحدث، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هناك أولوية كبيرة للتحول إلى استخدام الطاقة المتجددة لخفض كلفة استيراد الطاقة الأحفورية، لاسيما بالنسبة للدول ذات الكثافة السكانية المرتفعة ،كمصر والمغرب وتونس، مبرزا أن "الصعوبات التي تواجهها هذه البلدان تتمثل في الحصول على استثمارات كبيرة لتمويل الانتقال الطاقي، ما يقتضي مساعدة المجتمع الدولي وصناديق الطاقة الخضراء وصناديق الخسائر والأضرار".
بالمقابل شدد عمرو حمزاوي على أن الانتقال الطاقي سيكون "أصعب بكثير" بالنسبة للدول المصدرة للطاقة الأحفورية، لاسيما في البلدان التي بنت اقتصادياتها على عائدات تصدير هذا النوع من الطاقة، كالجزائر وليبيا نموذج لذلك.
في هذا السياق، سجل أن "المسار الوحيد الرشيد بالنسبة للدول المصدرة للطاقة الأحفورية يتمثل في تنويع الموارد والمنتجات الاقتصادية، وتقليل الاعتماد والتبعية للطاقة الأحفورية"، متوقعا أن "يكون الأمر صعبا للغاية، سواء بالنسبة لليبيا أو الجزائر، التخلص من التبعية الكاملة للطاقة الأحفورية، علما أن مسار الانتقال الطاقي قد يأخذ وقتا ومجهودا كبيرين من الحكومات والمجتمعات لإعادة الهيكلة الاقتصاديات".
من جهته، سجل رئيس مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، عبد العزيز الجناتي، أن اللقاء مناسبة لاستعراض وضعية الانتقال بالأرقام بالنسبة لبلدان شمال إفريقيا، متوقفا عند ما يمكن تسميته ب "المعادلة 90"، إذ أن الدول غير المنتجة للنفط تستورد أكثر من 90 في المائة من حاجياتها الطاقية، بينما الدول المصدرة له تعتمد على عائدات الطاقات الأحفورية في أكثر من 90 في المائة في ناتجها الداخلي الخام.
وأبرز أنه مع تزايد الطلب على الطاقة، صار الانتقال نحو الطاقات المتجددة أمرا واقعا، يتطلب من ارباب القرار والمجتمع المدني وعموم الناس استحضار شروط الاستدامة ونقل التكنولوجيات المستدامة، مبرزا أن اللقاء سيمكن من رصد استراتيجيات الانتقال الطاقي لبلدان شمال إفريقيا ومقارنة النتائج المحققة مع الأهداف المسطرة.
وحسب أرضية المؤتمر، "تستمد دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 97 في المائة من طاقتها من الوقود الأحفوري، وعلى الصعيد العالمي تمتلك أعلى المعدلات من الإيرادات النفطية المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، علما أن هذه المناطق تعتبر الأكثر عرضة للتغير المناخي"، مضيفة أنه "من الضروري أن تتجه جهود تكييف النظام الطاقي في الدول المصدرة والمستوردة للنفط لإيجاد حلول لمعالجة الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية القائمة".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الانتقال الطاقی شمال إفریقیا
إقرأ أيضاً:
“الشرق الأوسط للطاقة” ينطلق اليوم في دبي
ينطلق اليوم في مركز دبي التجاري العالمي، معرض الشرق الأوسط للطاقة 2025، معلناً بدء الدورة الأكبر في مسيرة الفعالية الممتدة على مدى 49 عاماً.
ويُقام المعرض تحت رعاية وزارة الطاقة والبنية التحتية، ويستمر حتى 9 أبريل، ويشهد هذا العام الدورة الأولى من معرض بطاريات الشرق الأوسط.
ويستعد مركز دبي التجاري العالمي لاستقبال ما يزيد على 40 ألفا من الزوار والخبراء الدوليين في مجال الطاقة، بما في ذلك أكثر من 500 من كبار المشترين، للاطلاع على أحدث الابتكارات التي تقدمها 1600 جهة عارضة من أكثر من 90 دولة.
ويمتد المعرض على مساحة 16 قاعة، تشمل 17 جناحاً دولياً، ويقدم حلولاً متكاملة تغطي جميع جوانب سلسلة القيمة في قطاع الطاقة، بدءاً من إنتاج الطاقة وتخزينها وصولاً إلى التنقل المستدام وتقنيات الشبكات الذكية.
وقال مارك رينج، مدير معارض الطاقة في شركة إنفورما ماركتس، الجهة المنظمة للمعرض، إن هذه الدورة تعكس الديناميكية والطموح والإمكانات الكبيرة التي يزخر بها قطاع الطاقة في المنطقة، وإن من المتوقع أن يُحدث المعرض نقلة نوعية في تصور مستقبل قطاع الطاقة، بفضل مزيجه الفريد الذي يجمع بين أبرز الابتكارات في السوق، وفرص التواصل المميزة، والانطلاقة الأولى لمعرض البطاريات.
ويمثل إطلاق معرض بطاريات الشرق الأوسط بمشاركة أكثر من 200 جهة عارضة، أبرز المستجدات المرتقبة في معرض الشرق الأوسط للطاقة لعام 2025، وهو النسخة الإقليمية لإحدى أهم المنصات العالمية لتكنولوجيا البطاريات والتنقل الكهربائي، كما يشهد انطلاق مؤتمر معرض البطاريات، الذي يتناول قضايا بالغة الأهمية، مثل تخزين الطاقة، والبنية التحتية للمركبات الكهربائية، وتحديات سلسلة التوريد، ودمج الشبكات الذكية في سوق البطاريات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، والذي تشير التوقعات إلى أن قيمته ستصل إلى 9.98 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2029، مدفوعاً بتحولات فاعلة في السياسات، وتنامي استخدامات الطاقة المتجددة، وزيادة الطلب الإقليمي على حلول الكهرباء.
وإلى جانب مؤتمر البطاريات، يستضيف برنامج معرض الشرق الأوسط للطاقة 150 من نخبة قادة الفكر، ضمن خمس مؤتمرات تشمل قمة القيادة، والندوات التقنية برعاية معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، ومؤتمر إنترسولار آند إيس الشرق الأوسط، ومنتدى الابتكار العالمي، ومنتدى قادة الأعمال في إفريقيا.وام