متحف اللوفر أبوظبي يفتتح معرض «من كليلة ودمنة إلى لافونتين: جولة بين الحكايات والحِكَم»
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
يُقيم متحف اللوفر أبوظبي أول معارضه خلال عام 2024 تحت عنوان «من كليلة ودمنة إلى لافونتين: جولة بين الحكايات والحِكَم»، وافتتح المعرض معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، رئيس متحف اللوفر أبوظبي.
ويُقام المعرض بالشراكة مع المكتبة الوطنية الفرنسية، ومؤسَّسة متاحف فرنسا، وبدعم من دار المجوهرات «فان كليف أند آربلز»، ويقدِّم للزوّار مجموعة من القصص القديمة والحكايات الرمزيَّة المصوَّرة.
تتولى تنسيق المعرض أني فرناي نوري، أمينة المعرض وأمينة متحف رئيسيَّة سابقة في قسم المخطوطات الشرقيَّة في المكتبة الوطنيَّة الفرنسيَّة. ويستمد المعرض الإلهام من الحكايات الرمزيَّة المصوَّرة التقليدية التي عُثِرَ عليها في بعض المخطوطات التاريخية، ويتعمَّق في عالم حكايات الحيوانات. يستضيف المعرض أكثر من 132 عملاً فنياً، ويضمُّ مجموعة من المخطوطات النادرة واللوحات والأعمال الفنية المعاصرة وغيرها، ليميط اللثام عن مجموعة من الحكايات التي تتمحور حول مفاهيم الصداقة والولاء والدهاء والجوانب الأخلاقية، وتجسِّدها أدوار الحيوانات التي أُسبِغ عليها صفاتٌ بشرية.
تُعرَف الحكايات الرمزيَّة بأنها أحد أنواع الأعمال الأدبية التي تتكوَّن من قصص قصيرة تدور حول مجموعة من الحيوانات أو الأدوات لكنها تحمل صفات بشرية، وتهدف إلى تعليم دروس أخلاقية، وعرض سلوكيات بشرية من خلال تفاعلات شخصياتها. وتظهر الحكايات الرمزيَّة في العديد من الثقافات في العالم، وتتوارثها الأجيال، وتعدُّ وسيلةً للترفيه ولتعليم الحِكَم وغرْس القيم.
يستكشف المعرض أصول هذا النوع من الأعمال الأدبية في الهند واليونان، مُتتبِّعاً بذلك مراحل تطوُّره من خلال إسهامات شخصيتَيْن بارزتَيْن في هذا المجال، هما ابن المُقفَّع في العالم العربي الإسلامي، وإيسوب في العالم اليوناني الروماني. ومن خلال المعرض، يتعرَّف الزوّار إلى إسهامات الترجمة العربية لابن المقفع (720-756 ميلادية) في الترجمات التي تلتها، مثل النسختَيْن الفارسية والفرنسية اللَّتَيْن اعتمد عليهما جون دي لافونتين في ترجماته. ويُعرف لافونتين (1621-1695 ميلادية) بأنه أحد أبرز الشخصيات الأدبية في التاريخ الفرنسي، وتركت أعماله أثراً باقياً في الأدب الفرنسي، وما زالت تحظى بالإعجاب بفضل جاذبيتها وحِكمتها.
وقال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: «لا يقتصر دور متحف اللوفر أبوظبي على تقديم الفن فحسب، بل ينسج رواياتٍ انطلاقاً من مكانته، بوصفه متحفاً عالمياً يهتم بسرد القصص المميَّزة. لقد تجاوزت الحكايات الرمزيَّة الحدود اللغوية والثقافية، وألهمت إبداعات جديدة في الشرق والغرب، وهي تتناغم مع مهمتنا المتمثّلة في تسليط الضوء على القصص المشتركة للإنسانية».
وأضاف: «تكتسب شراكتنا مع المكتبة الوطنية الفرنسية ومؤسَّسة متاحف فرنسا، وتعاوننا مع المؤسَّسات الإقليمية، أهمية كبرى، فقد أثمرت شراكات المتحف عن حصوله على مجموعة من الأعمال المتميزة على سبيل الإعارة، وأتاح لنا هذا المعرض فرصة للتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية، ما أسهم إسهاماً فعّالاً في تعزيز الثراء الثقافي لهذه الحكايات الرائعة».
وقالت أني فرناي نوري: «إنها المرة الأولى التي يحظى فيها الزوّار بفرصة مميَّزة لمشاهدة ومقارنة أعمال فنية نادرة وقيِّمة تمثِّل ثلاثة أنواع من الحكايات الرمزيَّة التقليدية. لقد تطوَّرت التقاليد الشرقية والغربية، المتجذّرة في التراث العالمي المشترك بصورة مستقلة دون أن يكون بينها اتصال مباشر، ورسم كلٌّ منها مساره الخاص. ولم تتقارب تلك التقاليد وتتحد في النهاية إلا من خلال أعمال كاتب الحكايات الرمزيَّة البارز جون دي لافونتين، لتُقدَّم لنا في صورة مجموعة فريدة معروضة في متحف اللوفر أبوظبي».
وقال الدكتور غيليم أندريه، القائم بأعمال مدير إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي: «إننا متحمِّسون لإقامة هذا المعرض المتميِّز والمحفِّز للفكر في متحف اللوفر أبوظبي، حيث يسلِّط الضوء على القوة الخالدة الكامنة في الحكايات الرمزيَّة المأخوذة من ثقافات وعصور مختلفة. ومن خلال هذا المعرض، سيحظى الزوّار بفرصة لاستكشاف الموضوعات والدروس العامة الموجودة في هذه القصص، ومعرفة ما تحظى به من أهمية في تشكيل عالمنا».
يُذكَر أنَّ المعرض يضمُّ ثلاثة أقسام رئيسية هي: رحلات الحكايات الرمزيَّة، ورواية القصص، والحكايات الرمزيَّة اليوم، والتي سينطلق الجمهور من خلالها في رحلة عبر الزمن مع النصوص من خلال التعرُّف على ما مرَّت به من تعديلات وترجمات مختلفة. ومن المقرَّر عرض العديد من القطع البارزة المُقدَّمة من فرنسا، والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة في جميع أنحاء المعرض.
تشمل أبرز الأعمال المعروضة والمُقدَّمة إلى اللوفر أبوظبي من شركائه، على سبيل الإعارة، إحدى أقدم المخطوطات المصوَّرة لحكايات كليلة ودمنة لابن المقفع، التي يعود تاريخها إلى العصر الأيوبي (1171-1250 ميلادية)، والمغامران وكتاب العجائب لجون بابتيست أودري، والرسّام بينوا لويس بريفوست، وصورة جون دي لافونتين لإميل بايارد، والرسام إل. وولف (نقاش)، ولافونتين يكتب حكاياته الرمزيَّة، لفرانسوا فايرون (نقاش).
ويستخدم متحف اللوفر أبوظبي تقنية الذكاء الاصطناعي للمرة الأولى في هذا المعرض، ليمكِّن الزوّار من تأليف حكاياتهم الخاصة عبر طاولات تعمل باللمس، ثمَّ تنزيل قصصهم عن طريق مسح رمز الاستجابة السريعة. ويتيح المعرض للزوّار أيضاً تخصيص حكاياتهم باختيار شخصياتها ودروسها الأخلاقية، ثمَّ مشاركتها مع أطفالهم وأحبابهم.
ويقدِّم متحف اللوفر أبوظبي، على هامش المعرض، مجموعة من البرامج الثقافية والتعليمية التي ترتقي بتجربة الزوّار، إضافةً إلى مجموعة من الجلسات الحوارية وعروض الأفلام التي تطرح موضوعات الأخلاق والحكمة والقوة الكامنة في رواية القصص. وينظِّم المتحف سلسلة من الجلسات الحوارية لإجراء مناقشات تفاعلية عن مختلف جوانب الحكايات الرمزيَّة. وسيُعلَن عن جدول البرامج الثقافية والتعليمية المقرَّرة قريباً.
لمزيدٍ من المعلومات بشأن المعرض وحجز التذاكر، يرجى زيارة الموقع التالي: louvreabudhabi.ae.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
ابتكارات طلابية واعدة في معرض جمعية البيئة العُمانية للاستدامة
مسقط- الرؤية
نظَّمت جمعية البيئة العُمانية معرض الاستدامة لعام 2025، واستضافت 12 مدرسة خاصة لتستعرض حلولها المبتكرة والتي من شأنها أن تسهم في تحقيق مستقبل أكثر اخضرارًا واستدامة.
وسلط المعرض الضوء على المشاريع التي يقودها الطلاب والتي تعالج التحديات البيئية الرئيسية وتتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. وأُدير المعرض في نسخته الماضية من قبل مجلس الأعمال العُماني الأمريكي، أما في نسخته الرابعة هذا العام، فقد تولّت جمعية البيئة العُمانية زمام المبادرة بصفتها المنظم الرئيسي؛ مما يعكس التزام الجمعية الراسخ بالتثقيف البيئي، وتمكين الشباب، والمشاركة المجتمعية في سلطنة عُمان.
وإضافة إلى التشكيلة المتنوعة من المشاريع الطلابية، ضم المعرض طلاب الجامعات، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والأعمال التجارية، والمنظمات الحكومية، والمبتكرين الذين يقدمون حلولاً واقعية للاستدامة. وجاء اختيار مشاركتهم بناءً على التزامهم العميق، وخبراتهم المتخصصة، ورؤاهم القيمة في تعزيز المسؤولية البيئية، فضلاً عن دورهم البارز في إلهام الأجيال المستقبلية والمجتمع ككل. كما كان حفل توزيع الجوائز من أبرز محطات المعرض، حيث تم تكريم أفضل المشاريع ضمن عدة فئات: وفازت مدرسة عزان بن قيس العالمية بأفضل عرض تقديمي، فيما حصت المدرسة العُمانية العالمية أفضل فكرة مبتكرة. وفي فئة أفضل تطبيق عملي، فكان التكريم من نصيب الأكاديمية الأمريكية البريطانية في عُمان. وحصدت مدرسة حي الشروق العالمية لقب "الفائز العام".
وتكلل الحدث بالنجاح بدعم الرعاة الرئيسيين؛ حيث ساهم فندق شيراتون عُمان، التابع لمجموعة مجلس أعمال ماريوت، بصفته الراعي المستضيف في تقديم مساحة ترحيبية ومرطبات للحضور. وواصلت شركة باور نمر، المعروفة عالميًا بتطوير أكبر منطقة رطبة مبينة في العالم، رعايتها للحدث منذ نسخته الأولى بصفتها الراعي الرئيسي. في حين تولّت شركة أبكس للنشر توفير تغطية إعلامية متميزة بصفتها الراعي الإعلامي.
وقال الدكتور علي عكعاك عضو المجلس التنفيذي في جمعية البيئة العُمانية: "يتماشى هذا الحدث مع مهمة جمعية البيئة العُمانية الرئيسية في رفع الوعي المجتمعي حول صون البيئة والممارسات المستدامة. وينصب تركيزنا الأساسي على إشراك الطلاب والشباب، وتنمية القيم والسلوكيات التي ستسهم في تحقيق المسؤولية البيئية على المدى الطويل".
ويتعدى معرض جمعية البيئة العُمانية للاستدامة 2025 كونه مجرد فعالية مدرسية؛ ليُصبح منصة بارزة للإلهام وتبادل المعرفة؛ حيث جرى تسليط الضوء على الاتجاهات الناشئة في مجال الاستدامة وتعزيز النقاشات والحوارات البناءة. ومع أكثر من 30 عارضًا وما يزيد عن 300 مشارك، ساهم المعرض في تعزيز ثقافة مشتركة من المسؤولية البيئية والعمل الدؤوب.