أعلى مرفق من صنع الإنسان في تاريخ سلطنة عُمان سيكون في الخوير
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
مسقط-أثير
كشفت بلدية مسقط عن تفاصيل مشروعها الجديد في حي الوزارات، والذي أُطلق عليه مسمى (ساحة الخوير)، حيث سيضم أعلى سارية علم في سلطنة عُمان بارتفاع (126م)، إلى جانب العديد من المقومات الترفيهية والرياضية.
حضر اللقاء معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي – محافظ مسقط، وسعادة أحمد بن محمد الحميدي – رئيس بلدية مسقط، والفاضل هارشا شيتي – الرئيس التنفيذي لجندال شديد للحديد والصلب التابعة لمجموعة جندال في سلطنة عُمان، التي موّلت هذا المشروع.
ويمتدُّ المشروع على مساحة تزيد على (18,000 م٢)، ويضم إلى جانب سارية العلم العملاقة، مجموعة متنوعة من المقومات الترفيهية، مثل: المساحات المعشبة، وأشجار النخيل، والممرات المخصصة للمشي والدراجات الهوائية، فضلًا عن وجود معرض خاص للفنون والحرف اليدوية في الهواء الطلق، ومنطقة للتزلج على الألواح وأخرى لممارسة الرياضة.
كما جُهِّز المشروع بالمرافق العامة كدورات المياه ومواقف للسيارات يبلغ عددها (107) مائة وسبعة مواقف، وبذلك ستُوفِّر الساحة ملاذًا للراغبين في التنزُّه وممارسة الرياضة في الهواء الطلق، لتكون إضافةً جميلةً في قلب العاصمة مسقط.
وتُعد سارية العلم في ساحة الخوير أعلى مرفق من صنع الإنسان في تاريخ سلطنة عُمان، حيث يتجاوز ارتفاعها 40 طابقاً في معايير الأبنية، وصُنعت من الحديد باستخدام 135 طن من الصلب، حيث يبلغ القطر الخارجي للسارية عند القاعدة 2,800 مم، فيما يبلغ القطر في أعلى نقطة منها 900مم، وتبلغ أبعاد العلم العُماني 18 متر طولاً و 31.5 متر عرضاً، كما تم تزويد السارية بنظام إنارة تحذيري للطائرات.
وثمّن معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي – محافظ مسقط الجهود المبذولة من القطاعين العام والخاص لتنفيذ هذه المبادرة، وأوضح أن هذا المعلم سيكون مزارًا ومُتنفَّسًا للقاطنين في محافظة مسقط وخارجها، مشيرًا إلى أنه من المُقرَّر رفع العلم العُماني على السارية الجديدة خلال احتفالات البلاد بالعيد الوطني (٥٤) الرابع والخمسين المجيد بمشيئة الله تعالى”.
من جانبه، قال سعادة أحمد بن محمد الحميدي – رئيس بلدية مسقط: “ما يُميِّز هذا المشروع في الأساس هو كونه نموذجًا يُحتذى به للتعاون والعلاقة التشاركية بين القطاعين العام والخاص، حيث تلتقي أهداف الطرفين في خدمة الرؤية المستقبلية لسلطنة عُمان 2040. إن مشروع ساحة الخوير كان نتاج التعاون بين محافظة مسقط ممثلةً ببلدية مسقط، وشركة جندال شديد للحديد والصلب التي تُعدّ من كبار منتجي الحديد في المنطقة والعالم؛ وبذلك يكون نموذجًا رائدًا لتوحيد الجهود في مبادرات يكون لها أثر واضح على مختلف الأصعدة”.
وقال هارشا شيتي – الرئيس التنفيذي لجندال للحديد والصلب: نحن فخورون بالشراكة مع محافظة مسقط لتنفيذ هذا المشروع الرائد، وبناء أعلى سارية علم في سلطنة عُمان لتُلهم الأجيال القادمة بالسعي دومًا نحو المزيد من التقدم والنجاح. بالنسبة لنا في جندال شديد وبعد (15) عامًا على انطلاقتنا في سلطنة عُمان، أصبحنا اليوم وبكل فخر، أكبر منتج للحديد والصلب في المنطقة، إلى جانب الكثير من المشاريع المستدامة القادمة التي ستؤكد على وجود سلطنة عُمان على قائمة أكبر الدول التي تراعي الاستدامة في هذا القطاع. ومع هذه المسيرة الناجحة بكل المقاييس، ارتأينا أن نُقدِّم هذه الأيقونة المعمارية كهدية للشعب والحكومة العُمانية التي لم تألو جهدًا في تقديم كل ما هو مطلوب لتعزيز نجاحنا المشترك. وبالنيابة عن رئيس مجلس إدارة مجموعة جندال العالمية الفاضل فينكاتيش جندال، أبارك لعُمان هذه الخطوة الرائدة في مسيرة التقدم والازدهار”
جدير بالذكر أن الأعمال الإنشائية بدأت في مشروع ساحة الخوير بعد انتهاء كافة الدراسات الهندسية اللازمة والحصول على التصاريح المطلوبة لبدء العمل، ويتوقع أن يتم تدشينه رسميًّا خلال احتفالات البلاد بالعيد الوطني (٥٤) الرابع والخمسين المجيد.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: للحدید والصلب
إقرأ أيضاً:
"وارنر براذرز" و"ليالي مسقط"
سالم بن نجيم البادي
ظهرت بعض الأصوات التي تُطالب الناس بمقاطعة "ليالي مسقط" والسبب مُشاركة شركة "وارنر براذرز" التي تم التعاقد معها هذا العام، بزعم أنها مُتهمة بدعم إسرائيل!
وتداول دعاة المقاطعة رسائل ومقاطع فيديو تحث النَّاس على مقاطعة ليالي مسقط، بعض المقاطع كانت متشنجة وأصحاب الرسائل يطالبون بنشرها على نطاق واسع حتى تنجح المقاطعة، وهم يأملون أن تكون مواقع الليالي السبعة خالية تمامًا من الزوار! شخصيًا لستُ ضد المقاطعة، لكنني أكره محاولة التأثير على النَّاس واستغلال عواطفهم الدينية والقومية لمحاولة جعلهم يتخذون قراراتهم فهم أحرار في أن يقاطعوا أو لا يقاطعوا!
وبعد تفكير عميق في العواقب، ما ظهر منها وما بطن، والموازنة بين منافع المقاطعة وأضرارها على الناس الذين ينتظرون المهرجان للعمل فيه من أجل كسب أرزاقهم، فقد قُضي الأمر وتم التعاقد مع هذه الشركة، ومن تعاقدوا معها لا نشك مُطلقًا في وطنيَّتهم ولا في دينهم، وربما كانوا يعرفون تاريخ هذه الشركة ويتوقعون ردود الفعل التي يُمكن أن تحدث من الناس في المجتمع والمزاج السائد في المجتمع هو التضامن والتعاطف مع أهل غزة ضد وحشية وبربرية العدو الإسرائيلي.
لا أعلم ما ذنب المواطنين الذين يعملون في ليالي مسقط- وهم كُثر- أنهم أعدوا العدة للمشاركة في الفعاليات منذ وقت طويل، ومنهم الموظفون والتجار وحتى أصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة، وسائقو سيارات الأجرة، وأصحاب المطاعم والمقاهي والأماكن السياحية والترفيهية.
الواقع أنَّ ليالي مسقط يمثل متنفسًا للعائلات التي تأتي إليه من كل محافظات السلطنة للترويح عن النفس والترفيه المباح والفرح والمرح، وهذه الفعاليات لها فوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة جدًا، والتطوير فيها مطلوب وضروري، كما إن النقد لها لن يتوقف في كل عام، فقد كانوا سابقًا يسخرون من تكرار الفعاليات التراثية، والمرأة التي تُعِد خبز الرقاق العُماني، وأحيانًا ينتقدون الحفلات والغناء، لكن في المُقابل مضت المسيرة في تقدم وتطور عاماً تلو الآخر، وهو أمر مشهود.
إنَّ مجتمعنا يُعرف بأنه مجتمع التسامح، ونحن العُمانيين نرفض التعصب، ونرفض التنطع، أو التشدد والتطرف في رأي ضد رأي آخر، ولا يجب أن تفرض فئة وجهة نظرها على فئة أخرى، أو تمارس ضغوطًا وطعنًا في وطنية أو قناعات الآخرين.
ويا دعاة المقاطعة، فكِّروا في النَّاس الذين يبحثون عن رزقهم من خلال العمل في هذه الليالي، ولا تضيِّقوا عليهم، وأنتم لا تعلمون ظروفهم، وتذكروا أن لا ذنب لهم، ولا علاقة لهم بالتعاقد مع شركة ترون أنتم وجوب مقاطعة الليالي بسببها!
زورا ليالي مسقط وتمتعوا بفعالياته المختلفة، وادعموا الناس الذين يعملون فيه، فهم مواطنون شرفاء يستحقون منَّا كل دعم في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.