أنصار فلسطين بجامعة كاليفورنيا يتعرضون لضغوط من مسؤولين مؤيدين لـإسرائيل
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
نشرت مجلة "بوليتيكو" تقريرا حول الجدل داخل جامعة كاليفورنيا- بيركلي وحرية التعبير والتظاهرات المؤيدة للفلسطينيين ودعوات المشرعين اليهود في كاليفورنيا الجامعة للحد من انتشار معاداة السامية في حرم الجامعة.
وجاء في التقرير الذي أعده بليك جونز أن حرم جامعة بيركلي يعاني اضطرابات لم يشهد مثلها في تاريخه، في حين أن الانتقادات لها ضخمت من التحديات التي تواجه الجامعة بعد ستة أشهر من الحرب على غزة.
وهاجمت الكتلة اليهودية من المشرعين في مجلس الولاية الجامعة وطريقة معالجتها للعداء ضد الطلاب والأساتذة اليهود أثناء الحرب. ويدفع هؤلاء في مجلس الولاية باتجاه تشريع قوانين لمواجهة معاداة السامية وردا على الأحداث بما في ذلك احتجاج عنيف لمتحدث إسرائيلي بنهاية شباط/ فبراير أدى لإخلاء الطلاب اليهود.
وقال جيسي غابريل الذي ترأس اتحاد الطلاب بالجامعة عام 2002: "لا شيء يؤشر أكثر من فشل جامعتنا في حماية الطلاب وحرية التعبير".
وفي الوقت الذي لم يطلب الجمهوريون في الكونغرس من جامعة كاليفورنيا- بيركلي تقديم شهادة أمام لجانه، إلا أنها واحدة من ست جامعات على مستوى الولايات المتحدة تواجه تحقيقات من الجمهوريين بتهم معاداة السامية، ومن قسم الحريات المدنية في وزارة التعليم.
وفي لقاءات خاصة ضغط المشرعون في مجلس ولاية كاليفورنيا، على مديرة الجامعة كارول كرايست ورئيس النظام في الجامعة مايكل في دريك بشأن الطريقة التي تمت فيها معالجة مظاهر معاداة السامية، وأصدروا بيانات عامة عبروا فيها عن عدم رضاهم من معالجة الجامعة الموضوع.
وتؤشر المواجهات المتوترة والتشهير ونشر صور والمعلومات عن الناشطين والخلافات داخل الأقسام والحوادث التي انتشرت بشكل سريع بين الطلاب أثناء حفلات التخرج في كلية القانون إلى التوترات المستمرة في حرم الجامعات الأمريكية.
وهي توترات لم تشهدها جامعة كاليفورنيا في تاريخها، حيث قالت كرايست في مقابلة معها بشهر شباط/ فبراير: "هذا مختلف لأن الطلاب هم ضد الطلاب" و"الكليات ضد الكليات وهي أكثر الخلافات الداخلية التي شاهدتها"، في مسيرتها العملية كرئيسة للجامعة والتي تمتد على أربعة عقود.
ولم تأت الرقابة على حرم جامعة كاليفورنيا في بيركلي وحرم ستة فروع لها من مجلس الولاية، ولكن من مكتب حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم الديمقراطي الذي زار "إسرائيل" في تشرين الأول/ أكتوبر. وبعد الرحلة كان "أول لقاء عقده الحاكم وقبل أن يلتقي بقادة اليهود وقادة المجتمع، هو مع قطاعات التعليم العالي في الولاية للحديث عن مناخ حرم الجامعات"، وذلك حسب مستشار نيوسوم، جيسون إليوت. وقال: "كان يريد التأكد من حصول أعضاء المجتمع اليهودي على الحماية ورابطتهم بولايتنا".
وقبل هجمات تشرين الأول/ أكتوبر كان طلاب الجامعة في مقدمة النشاطات الناقدة لـ"إسرائيل" وأنشأوا فرعا اسمه "بيرز فور بالستاين" كفرع لـ "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" وقاد الطلاب محاولة فاشلة في 2015 لإجبار الجامعة على الابتعاد عن "إسرائيل".
وزاد الانقسام في جامعة كاليفورنيا بعد حرب غزة.
وأصدرت"بيرز فور بالستاين"بيانا، دافعت فيه عن حق المقاومة للفلسطينيين بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر "ندعم المقاومة وندعم حركة التحرر وبدون أي شك ندعم الانتفاضة".
واستخدمت رئيسة لجنة التعليم في مجلس الولاية، الجمهورية فيرجينيا فوكس البيان كدليل وكذا حادث شباط/ فبراير عندما طلبت وثائق من الجامعة في آذار/ مارس.
وظلت التظاهرات المضادة سلمية، باستثناء حادث هوجم فيه طالب يهودي كان يحمل العلم الإسرائيلي بزجاجة مياه معدنية. لكن المزاج تغير عندما تم تعطيل محاضرة لمحام إسرائيلي اسمه ران بار- يوشوفاط، وجندي سابق في الجيش الإسرائيلي حيث هوجم باب القاعة وكسرت نافذتها.
وقالت يهودية حضرت اللقاء إنها شعرت بالاختناق وطلبت مساعدة طبية. ونشر مكتب كرايست مزيدا من الحرس وشجبت التظاهرة، وعاد بار- يوشوفاط مرة ثانية إلى حرم الجامعة بدون مشاكل. لكن الحادث استخدمه بعض المشرعين والطلاب لإظهار أن حرم الجامعة لم يعد مكانا آمنا.
واعترفت كرايست أن هناك "حس بالخوف الجسدي يشعر به الطلاب سواء كانوا من أنصار إسرائيل أو فلسطين". وحمّلت منصات التواصل الاجتماعي المسؤولية عن تأجيج الخوف في حرم الجامعات وكذا أخبار الغزو البري الإسرائيلي لغزة. وقالت: "يبدو أن الطلاب يكبتون حس العنف الذي من المخيف رؤيته في الشرق الأوسط الآن".
ويضاف إلى هذا الشعور التهديد بالتشهير ونشر صور الطلاب وهوياتهم، كما تقول كرايست والذي "يقود لحس من العجز والشعور بالضعف الذي يشعر به العديد من طلابنا"، ويزداد الشعور هذا عندما يتم نشر المعلومات الخاصة على الإنترنت وبنية خبيثة.
ووصف عضو في منظمة "بيرز فور بالستاين"، فرع منطمة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" عددا من الحالات التي تم فيها نشر معلومات خاصة بطلاب فصله وعرضها على شاحنة كبيرة خارج الجامعة. وقال الطالب: "الكثير من أنصار فلسطين يشعرون بعدم الراحة للظهور نتيجة لهذا".
ودفع الطلاب اليهود إدارة الجامعة لمنع النشاطات المؤيدة لفلسطين من الاعتصام أمام بوابة الحرم. لكن الإدارة رفضت قائلة إن احتلال جزء من البوابة عادي ولا يعتبر خرقا لقوانين الجامعة، لكن قادة الحرم الجامعي ركبوا كاميرات لمراقبة التظاهرات وحماية لسلامة الطلاب. وساعدت طالبة يهودية اسمها حنا شالكتر في تقديم دعوى قانونية بمعاداة السامية ضد الجامعة. وساهمت شهادتها أمام اللجنة التعليمية في مجلس النواب وتجربتها في الحرم الجامعي بقرار اللجنة التحقيق في جامعة كاليفورنيا- بيركلي.
ولفتت الجامعة انتباه الرأي العام هذا الشهر عندما شوهد عميد كلية القانون إيروين تشيمرنسكي في مواجهة مع المؤيدين لفلسطين أثناء حفلة للطلاب المتخرجين في بيته. وشوهدت زوجته كاثرين فيسك وهي تحاول أخذ هاتف من محتج، مما عقد من النقاش العام حول حق التعبير بناء على التعديل الأول في الدستور الأمريكي.
ودافع تشيمرنسكي في الماضي عن حق المؤيدين لفلسطين في التعبير عن آرائهم في الحرم الجامعي، لكن جماعة طلابية دعت قبل أيام من الحفل لمقاطعة حفل التخرج في بيت عميد كلية القانون اليهودي بسبب "تواطئه بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني". ونشرت دعوة المقاطعة على "انستغرام" حيث احتوى المنشور على صورة ساخرة للعميد وهو يحمل طنجرة يسيل منها الدم، ولكن الصورة حذفت لاحقا. وقال تيشمرنسكي في منشور: "أليس هذا مثال واضح على استخدام مجاز فدية الدم".
وطالبت كتلة اليهود الديمقراطيين بمنع استخدام كلمة "إبادة" في حرم الجامعات ومطالبة الإدارات الجامعة بتعديل قواعد السلوك، وهي فكرة وافق عليها الحاكم نيوسوم. وكانوا يردون على حادث حصل في حرم جامعة كاليفورنيا، سانت بربارة والذي علق فيه ملصق يخبر الطلاب اليهود "تستطيعون الهرب لكن لا تستطيعون الاختفاء".
ولعب المسؤولون المنتخبون دورا في مساءلة الجامعات الأخرى بشأن معالجة معاداة السامية، وكانت جامعة بنسلفانيا الأكثر عرضة للضغط بحيث أدى لاستقالة رئيستها ليز ماغيل، وكذا رئيسة هارفارد كلودين غي. وتم التركيز في بيركلي على الموظفين والعاملين إلى جانب الطلاب والناشطين، وهذا يأتي مع أن الجامعة معروفة بتاريخها في الدفاع عن الحريات المدنية في ستينات القرن الماضي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الطلاب معاداة السامية جامعات فلسطين امريكا فلسطين طلاب جامعات معاداة السامية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جامعة کالیفورنیا معاداة السامیة مجلس الولایة فی مجلس فی حرم
إقرأ أيضاً:
NT: جامعة كولومبيا أخبرت طلابها الدوليين أنها لا تستطيع حمايتهم
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، للصحفيين ليام ستاك وكاثرين روزمان، قالا فيه إنه: "بعد أيام من اعتقال مسؤولي الهجرة لناشط بارز مؤيد للفلسطينيين في الحرم الجامعي، جمع مسؤولو جامعة كولومبيا طلابا وأعضاء هيئة تدريس من كلية الصحافة، وأصدروا تحذيرا".
وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21"، فإنّ المحامي والأستاذ المساعد في مجال التعديل الأول للدستور الأمريكي، ستيوارت كارل، قد حثّ الطلاب غير الأمريكيين على تجنّب نشر أعمالهم عن غزة وأوكرانيا، والاحتجاجات المتعلقة باعتقال زميلهم السابق.
وأوضح: "مع تبقّي شهرين تقريبا على التخرج، قد تكون إنجازاتهم الأكاديمية -أو حتى حريتهم- في خطر إذا أثاروا غضب إدارة ترامب. وقال كارل للحضور في قاعة بوليتزر: "إذا كانت لديكم صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، فتأكدوا من أنها لا تعجّ بالتعليقات على الشرق الأوسط".
وأردف التقرير: "عندما اعترض طالب فلسطيني، كان عميد كلية الصحافة، جيلاني كوب، أكثر صراحة بشأن عجز الكلية عن حماية الطلاب الدوليين من الملاحقة القضائية الفيدرالية. قال كوب: "لا أحد يستطيع حمايتكم، هذه أوقات عصيبة".
وأبرز: "على مدار العامين الدراسيين الماضيين، أجبرت احتجاجات الطلاب ضد الحرب في غزة جامعة كولومبيا على اتّخاذ موقف محفوف بالمخاطر للموازنة بين المطالب المتعارضة لحرية التعبير وسلامة الطلاب. وفي الأسبوع الماضي، تعرّضت الكلية لموقف محرج".
ووفق التقرير ذاته، فإنّه: "أولا، ألغت إدارة ترامب 400 مليون دولار من المنح والعقود الفيدرالية بسبب ما وصفته بفشل الكلية في مكافحة معاداة السامية، وهي خطوة استثنائية قال الرئيس المؤقت لجامعة كولومبيا إنها ستؤثر على "كل ركن من أركان الجامعة تقريبا".
"في اليوم التالي، اعتقل موظفو الهجرة محمود خليل، وهو خريج حديث، وأخرجوه من سكن الجامعة. وقال الرئيس ترامب إنه سيتم تجريده من بطاقته الخضراء وترحيله" تابع التقرير، مردفا: "أثارت الخطوتان صدمة في جامعة كولومبيا -وعالم التعليم العالي- ووضعتها في طليعة هجمات إدارة ترامب المتصاعدة على كلٍّ من الجامعات النخبوية والمجتمعات المهاجرة. وهي نتيجةٌ سعت كولومبيا جاهدة لتجنبها".
وتابع التقرير: "أقرّت الرئيسة المؤقتة للجامعة، كاترينا أرمسترونغ، بالضغط يوم الاثنين. وكتبت في رسالة إلى الطلاب وأعضاء هيئة التدريس: "كل الأنظار مسلطة على كولومبيا".
واسترسل: "كان هذا صحيحا لأشهر. في كانون الأول/ ديسمبر، حثّت معلقة محافظة، ليندا مكماهون، مرشحة ترامب لمنصب وزيرة التعليم، على ما وصف بكونه: تدمير جامعة كولومبيا. وبحلول يوم الثلاثاء، كانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، تُخبر الصحفيين أن الجامعة رفضت مساعدة الإدارة في تحديد هوية الأشخاص: المنخرطين في أنشطة مؤيدة لحماس"، وفق تعبيرها.
وأضاف: "كانت رسالة ليفيت صارمة: نتوقّع من جميع الكليات والجامعات الأمريكية الامتثال لسياسة هذه الإدارة". مؤكدا: "بفضل موقعها على بُعد رحلة سريعة بالمترو من غرف الأخبار واستوديوهات البث التابعة لوسائل الإعلام الوطنية، أصبحت جامعة كولومبيا مركزا لحركة احتجاج طلابية وطنية العام الماضي".
ومضى بالقول: "في نيسان/ أبريل، أقام طلاب مؤيدون لحركة التحرير الفلسطينية مخيما في وسط الحرم الجامعي لمعارضة الحرب على غزة، وطالبوا الجامعة بسحب استثماراتها ما أسموه "جميع الاستثمارات الاقتصادية والأكاديمية في إسرائيل". وشمل ذلك برنامج شهادة بكالوريوس مزدوجة من جامعتي كولومبيا وتل أبيب".
أيضا: "أثار هذا المخيم مظاهرات مماثلة في جامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة. والآن، تخشى جامعات أخرى من أن يكون إلغاء التمويل واعتقال خليل نذير، هو هجوم أوسع نطاقا على الجامعات من قِبل إدارة ترامب وحلفائها الجمهوريين".
وبحسب التقرير نفسه: "قال أستاذ التاريخ الفخري في كلية بارنارد، والذي كتب تاريخ جامعة كولومبيا، روبرت مكوخي: إذا كنت ترغب في تحقيق أقصى استفادة من رصيدك، ولم ترغب في محاربة جامعة مثل هارفارد، فإن جامعة كولومبيا هدفٌ جيدٌ للغاية. موقعها في نيويورك يُمثل نعمة ونقمة في آنٍ واحد".
وأبرز: "اتّسمت معظم الاحتجاجات التي شهدتها جامعة كولومبيا بالسلمية. ولكن مع تنامي احتجاجات الطلاب وحماستهم، قال بعض الطلاب وأعضاء هيئة التدريس إنهم شعروا بأن الخطوط الفاصلة بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية، والتي كانت محل نزاع كبير أصلا، قد أصبحت ضبابية للغاية".
"قال العديد من الطلاب اليهود إنهم شعروا بالخوف في الحرم الجامعي بسبب الهتافات واللافتات والمنشورات في احتجاجات الطلاب، والتي عبّرت أحيانا عن دعمها لحماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. كما وُجهت اتهامات محددة بمعاداة السامية، وأثار ذلك ضجة عندما ظهر مقطع فيديو على الإنترنت لقائد احتجاج طلابي يقول: الصهاينة لا يستحقون الحياة (تم إيقافه عن الدراسة لاحقا)" تابع التقرير.
وأضاف: "لعقود من الزمن، كان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مصدر توتر وجدل في جامعة كولومبيا. فهناك مجموعات كبيرة من الطلاب الذين يتعاطفون مع كلا جانبي الصراع، وقسم دراسات الشرق الأوسط المرموق، وبرنامج الشهادة المزدوجة مع جامعة تل أبيب".
وأوضح: "للجامعة أيضا تاريخ عريق في النشاط الطلابي يعود إلى ستينيات القرن الماضي، وكانت لفترة طويلة الموطن الأكاديمي لإدوارد سعيد، الباحث الأدبي صاحب كتاب "الاستشراق" والمتحدث البارز باسم القضية الفلسطينية".
وبيّن أنه: "في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، غرقت الجامعة في جدل استمر شهورا بعد مزاعم بأن أساتذة مؤيدين للفلسطينيين قاموا بترهيب طلاب مؤيدين لدولة الاحتلال الإسرائيلي. لم تجد لجنة من أعضاء هيئة التدريس أي دليل على معاداة السامية" مشيرا إلى أن "الأزمة الحالية تُقزّم أيا من هذه النزاعات".
وأشار: "هذا الأسبوع، أعلنت وزارة التعليم أنها أرسلت رسائل إلى 60 جامعة تخضع للتحقيق لانتهاكها القواعد الفيدرالية التي تحمي من "التمييز والمضايقة المعادية للسامية".
إلى ذلك، وفقا للتقرير فإن الرسائل تُحذّر الجامعات، بما في ذلك الكليات الخاصة والعامة، من جامعة هارفارد إلى جامعة تينيسي، من: "إجراءات إنفاذ محتملة". ولكن حتى الآن، لم تواجه أي جامعة نفس مستوى التدقيق الذي واجهته جامعة كولومبيا، أو احتمال خسارة مئات الملايين من الدولارات من الأموال الفيدرالية بسبب اتهامات معاداة السامية.
وأبرز: "في الأسبوع الماضي، صرّحت الرئيسة المؤقتة لجامعة كولومبيت، الدكتورة أرمسترونغ، بأن خفض التمويل الفيدرالي ستكون له عواقب بعيدة المدى على "الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والأبحاث ورعاية المرضى". ويوم الاثنين، أعلنت المعاهد الوطنية للصحة أنها ألغت أكثر من 400 منحة كانت ستُخصّص أكثر من 250 مليون دولار للجامعة، وهو الجزء الأكبر من التخفيض البالغ 400 مليون دولار الذي أُعلن عنه يوم الجمعة".
وتابع: "تعهّد ترامب بمزيد من الاعتقالات للناشطين الطلابيين، مثل خليل، البالغ من العمر 30 عاما، الذي احتجزته سلطات الهجرة على الرغم من وضعه كمقيم دائم قانوني في الولايات المتحدة".
واسترسل: "احتفى البيت الأبيض باعتقال خليل، ونشر صورته تحت عبارة "شالوم، محمود" على حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال ترامب إنه سيتم إلغاء البطاقة الخضراء لخليل وسيتم ترحيله. ويوم الاثنين، نشر وزير الخارجية، ماركو روبيو، بيانا، اتّهم فيه خليل "بقيادة أنشطة متحالفة مع حماس".
وأكد التقرير: "لكن المسؤولين لم يوضحوا معنى ذلك، ولم يتهموا خليل بالاتصال بالمجموعة أو تلقي توجيهات منها أو تقديم دعم مادي لها. بدلا من ذلك، يبدو أن الحجة هي أن الاحتجاجات المناهضة دولة الاحتلال الإسرائيلي في جامعة كولومبيا كانت معادية للسامية، وأن خليل بالتالي قوّض النضال العالمي ضد معاداة السامية، التي حددتها الولايات المتحدة كهدف من أهداف سياستها الخارجية؛ وأدان نشطاء الحقوق المدنية هذا المنطق".
وقالت رئيسة اتحاد الحريات المدنية في نيويورك، دونا ليبرمان، في تجمع حاشد، الاثنين: "إنه أمرٌ مرفوض. إنه مُستهدف وانتقامي، ويمثل هجوما متطرفا على التعديل الأول. وتفوح منه رائحة المكارثية".
وأبرز التقرير: "لا تشعر جامعة كولومبيا بضغوط من السلطة التنفيذية فحسب. ففي الشهر الماضي، أرسلت لجنة التعليم والقوى العاملة في مجلس النواب رسالة إلى الدكتورة أرمسترونغ ورئيسي مجلس إدارة جامعة كولومبيا، ديفيد غرينوالد وكلير شيبمان، تُحدد فيها "العديد من الحوادث المعادية للسامية" التي قالت إنها وقعت هذا العام الدراسي".
"طلبت الرسالة من الجامعة تقديم سجلات تأديبية تتعلق بـ 11 حادثة تعود إلى العام الدراسي السابق، بما في ذلك "احتلال" الطلاب لقاعة هاميلتون في نيسان/ أبريل الماضي، والاحتجاج على محاضرة لوزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، وتعطيل محاضرة التاريخ الإسرائيلي" وفق المصدر ذاته.
إلى ذلك، قال النائب الجمهوري من ميشيغان ورئيس لجنة مجلس النواب، تيم والبيرغ: "كان من الصعب الحصول على معلومات أساسية للغاية. وعدتني الرئيسة أرمسترونغ شخصيا مرتين بأن القيادة الجديدة ستؤدي إلى تغييرات حقيقية، لكنني لم أرَ سوى وعود جوفاء".
وفي السياق نفسه، أعلنت الجامعة أنها تُوازن بين التزاماتها بالامتثال لقانون الخصوصية الفيدرالي أثناء عملها مع السيد. وصرّحت متحدثة باسم الدكتورة أرمسترونغ: "لقد تعاونّا وسنواصل التعاون مع طلبات اللجنة مع الحفاظ على التزاماتنا القانونية".
ووفقا لمساعد في لجنة مجلس النواب، قد تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول له بالحديث عن الأمر، قدمت جامعة كولومبيا سجلات تأديبية، لكنها حجبت تفاصيل رئيسية في كثير من الحالات من خلال حجبها بشكل كبير. وأضاف المساعد أن اللجنة تواصل التفاوض مع الجامعة للحصول على المعلومات.
وفي الربيع الماضي، عندما استُدعيت رئيسة الجامعة آنذاك، نعمت شفيق، للإدلاء بشهادتها أمام الكونغرس، تجنّبت المصطلحات القانونية التي استخدمها أقرانها، الرئيسان السابقان لجامعة هارفارد وجامعة بنسلفانيا، في جلسات الاستماع في كانون الأول/ ديسمبر 2023. استقالوا بعد أن دفعت شهادتهم المشرّعين والجمهور إلى التشكيك في التزام الجامعات باستئصال معاداة السامية في الحرم الجامعي.
واسترسل التقرير: "في حديثها أمام لجنة مجلس النواب التي يقودها الجمهوريون والمعنية بالتعليم والقوى العاملة، اعتمدت الدكتورة شفيق نبرة تصالحية".
وأكدت أنه: "سيتم اتخاذ إجراءات ضد الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين ينتهكون قواعد الجامعة، وقدمت للمشرّعين سجلات تأديبية جامعية عادة ما تكون سرية. وأضافت أن جامعة كولومبيا تحترم ممارسة حرية التعبير، لكنها: لا تستطيع ولا ينبغي لها أن تتسامح مع إساءة استخدام هذا الامتياز".
وفي اليوم التالي، استدعت الدكتورة شفيق إدارة شرطة المدينة لاعتقال الطلاب المتظاهرين في حديقة جامعة كولومبيا. فيما أُلقي القبض على أكثر من 100 طالب من جامعة كولومبيا، وهي أكبر حملة اعتقالات جماعية تشهدها الجامعة منذ الاحتجاجات التي شهدتها عام 1968.
واختتم التقرير بالقول: "أدّت هذه الاعتقالات لانزلاق الجامعة في أزمة جديدة، مع تصاعد غضب الطلاب وعالم التعليم العالي. وبعد أشهر، استقالت الدكتورة شفيق بعد فترة وجيزة من توليها منصبها، هيمنت عليها أزمة الاحتجاجات وانتقادات لطريقة تعاملها معها. لكن التوترات استمرت حتى بداية العام الدراسي الجديد".
واستطرد: "في الخريف، أعربت المجموعة التي نظمت احتجاج العام الماضي عن دعمها لـ"المقاومة المسلحة" التي تقودها حماس، ونشرت مقالا على الإنترنت وصف يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر بأنه: نصر أخلاقي وعسكري وسياسي".
وأردف: "في الأسابيع الأخيرة، اندلعت احتجاجات في كلية برنارد، التابعة لجامعة كولومبيا، احتجاجا على طرد طالبين تم تأديبهما لتعطيلهما درسا عن تاريخ دولة الاحتلال الإسرائيلي"، مبرزا: "في مقابلة يوم الأربعاء، قال كوب، عميد كلية الصحافة، إنه وزملاؤه كانوا يحاولون توضيح الأمر لطلابهم في قاعة المدينة بأنهم في لحظة خطر كبير. وأوضح: كنا نقدم صورة صادقة وصارمة للوضع الراهن".