صحيفة أثير:
2025-01-31@19:59:21 GMT

التعصّب الجماهيري؛ هل هو شغف أم مُشكلة؟

تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT

التعصّب الجماهيري؛ هل هو شغف أم مُشكلة؟

أثير- أحمد بن سعيد الحارثي

في ظل تزايد شعبية الرياضة في دول وطننا العربي، خصوصًا كرة القدم، يظهر التعصب الجماهيري واحدًا من التحديات الرئيسة التي تواجه المجتمعات الرياضية، وهذا التعصب لا يقتصر فقط على الشغف الزائد بالأندية، بل يتجاوزه إلى إثارة التوترات وأحيانًا العنف.

من أهم الأسباب التي تمكّن من نشوء هذا التعصب هو وجود عدة عوامل أبرزها الولاء المفرط للنادي، والهوية القبلية أو الإقليمية المرتبطة بالأندية، وكذلك التنافس الشديد، أضف إلى ذلك الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في تأجيج هذه المشاعر من خلال التغطية المستمرة والأحيان المثيرة للجدل.

التعصب الجماهيري ترتبت عليه تأثيرات متعددة وهي العنف في الملاعب وحولها، والتمييز ضد الجماهير الخصم، وتشويه صورة الرياضة كنشاط يجمع الشعوب بدلا من أن يفرق بينها. هذا بالإضافة إلى الضغوط النفسية التي يمكن أن تترتب على اللاعبين والمسؤولين.

توجد عدة حلول وإستراتيجيات لنبذ التعصب الجماهيري في ملاعبنا الخليجية والعربية أهمها تعزيز الوعي العام بسلبيات التعصب وتقديم برامج تثقيفية تركز على قيم التسامح والاحترام المتبادل بين المشجعين، وأيضا تفعيل القوانين والعقوبات ضد أي شكل من أشكال العنف أو التمييز في الملاعب، مع تشديد العقوبات على المخالفين، والاعتماد على دور الأندية والاتحادات الرياضية بأن تأخذ دورًا فاعلا في محاربة التعصب من خلال حملات توعوية مشتركة وفعاليات تعزز الروح الرياضية، وأخيرا ،التعاون مع وسائل الإعلام من خلال العمل على إيجاد شراكة مع وسائل الإعلام لتوفير تغطية تركز على الجوانب الإيجابية للرياضة وتجنب إثارة النزعات التعصبية.

ومع التزام الجميع بدوره في محاربة التعصب الجماهيري، يمكن تحويل الملاعب ومقار الأندية إلى أماكن للاحتفاء بالرياضة والثقافة بصورة تعكس القيم الإيجابية للمجتمع وتوجد بيئة أكثر تسامحًا وقبولًا.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: وسائل الإعلام تلعب دورا مهما في التصدي للشائعات والأفكار المتطرفة

الْتقَى الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، بعدد من الإعلاميين والصحفيين في جناح دار الإفتاء المصرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث أكَّد خلال اللقاء على الدَّور المحوري الذي تقوم به المؤسسات الدينية في تعزيز الوعي الفكري والديني والمشاركة في عملية البناء والتنمية.

المفتي: المؤسسات الدينية شريك أساسي في بناء الوعي وتعزيز الاستقرار المجتمعي

وأعرب المفتي عن تقديره الكبير للدَّور الذي يقوم به الإعلام والصحافة في نقل الصورة الصحيحة والتصدي للشائعات والأفكار المتطرفة، مؤكدًا أنَّ التعاون المستمر بين المؤسسات الدينية والإعلامية هو السبيل الأمثل لتحقيق وعي مجتمعي مُتَّزن قائم على العلم والمعرفة والفهم الصحيح للدين.

وأوضح أنَّ دار الإفتاء المصرية تبذل جهودًا كبيرة لمواكبة التحديات المعاصرة والتعامل مع القضايا المجتمعية والفكرية والدينية بواقعية ومنهجية علمية رصينة، مشيرًا إلى أن التصدي للقضايا المعاصرة يتطلب فهمًا دقيقًا للنصوص الشرعية مع مراعاة الواقع، وذلك دون المساس بقدسية هذه النصوص أو تجاهلها تحت دعاوى الحداثة.

المفتي: التعاون بين المؤسسات الدينية والإعلامية ضرورة لمواجهة الشائعات وتصحيح المفاهيم المغلوطة

وأوضح أن جناح دار الإفتاء المصرية بمعرض الكتاب هذا العام يشهد نقلة نوعية في محتواه وطريقة عرضه، ولم يَعُدْ مقتصرًا على عرض الإصدارات العلمية وبيعها، بل أصبح مِنصَّة تفاعلية لمناقشة القضايا المجتمعية الشائكة من خلال ندوات وفعاليات يشارك فيها خبراء في مختلف المجالات، حيث عقدت الدار عدة ندوات مثل:

- الفتوى والدراما، لمناقشة العَلاقة بين الشريعة والفنون.

- الفتوى والظواهر المجتمعية، بمشاركة متخصصين في علم الاجتماع والشريعة.

- الفتوى والصحة النفسية؛ لبحث تأثير الفتاوى على التوازن النفسي للمجتمع.

- الفتوى وفقه التعايش؛ لتعزيز قِيَم التسامح والمواطنة والتعايش المشترك.

وأشار المفتي إلى أن الدار تُولي اهتمامًا خاصًّا بتصحيح المفاهيم المغلوطة التي يجري ترويجها باسم الدين، وذلك من خلال تقديم الفتاوى المتخصصة التي تتناول قضايا العصر، مثل: الجهاد، والتحول الجنسي، وقضايا المرأة، والفتاوى الطبية، وفقه الدولة، وحقوق المواطنة، مؤكدًا أن هذه الفتاوى تستند إلى قواعد علمية رصينة وتصدر عن أهل التخصص، وهو ما يضمن دقة الطرح وسلامة الاستنتاجات.

كما كشف فضيلة المفتي عن عدد من الإصدارات العلمية الجديدة التي أطلقتها الدار هذا العام، والتي تسلِّط الضوءَ على مختلف القضايا الفكرية والاجتماعية، مثل فتاوى وقضايا تشغل الأذهان في ثلاثة أجزاء، تتناول القضايا الشائكة المتعلقة بالعقيدة، والتكفير، والعبادات، والفنون وغيرها، وكتاب فتاوى المرأة، وهو إصدار شامل يوضح الأحكام الشرعية المتعلقة بشؤون المرأة المختلفة بأسلوب واضح وسَلس، وكتاب دليل الأسرة في الإسلام، وهو كتاب يهدُف إلى تعزيز القيم الأسرية الصحيحة ومواجهة المفاهيم الدخيلة التي تهدف إلى تفكيك بِنية الأسرة التقليدية، وكتاب أصول الفقه تاريخه وتطوره، وهو إصدار علمي يوثق مراحل تطور علم أصول الفقه، ويوضح دَوره في ضبط عملية الفتوى، وكتاب الدليل الإرشادي للإجابة عن أسئلة الأطفال الوجودية، وكتاب فقه الدولة وغيرها من الإصدارات المهمة.

الفتوى المؤسسية تعني الرجوع إلى العلماء المتخصصين في المؤسسات الدينية الرسمية

وفي ردِّه على مداخلات الصحفيين، أوضح عياد أن التمييز بين الفتوى الصحيحة وغير الصحيحة يعتمد على أمرين أساسيين؛ الأول هو الرجوع إلى الفتوى المؤسسية الصادرة عن الجهات الدينية المعتبرة، والثاني هو الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة والمنصات الرقمية الموثوقة في نشر الفتاوى وتصحيح المفاهيم المغلوطة.

وأضاف أن الفتوى المؤسسية تعني الرجوع إلى العلماء المتخصصين في المؤسسات الدينية الرسمية، مصداقًا لقوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]، مشيرًا إلى أن الإنسان في مختلف مجالات الحياة يلجأ إلى أهل التخصص، فالمريض يذهب إلى الطبيب، ومن يريد تشييد بناء يستعين بالمهندس، وكذلك الأمر في الشأن الديني، حيث ينبغي الرجوع إلى العلماء المعتبرين لضمان صحة الفتوى ومواءمتها لمقاصد الشريعة.

وأشار إلى أنَّ مصر تتميز بوجود مؤسسات دينية راسخة تحظى بالاحترام والثقة، على رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف المصرية، والتي تعمل جميعها على تقديم الفتاوى الصحيحة المستندة إلى العلم الشرعي والمنهج الوسطي، مؤكدا أن دار الإفتاء تعمل على توسيع نطاق خدماتها الإفتائية من خلال افتتاح فروع جديدة في مختلف المحافظات؛ وذلك بهدف تيسير وصول المواطنين إلى الفتاوى الصحيحة من مصادرها الموثوقة، ضمن خطة تنموية تهدُف إلى محاربة الجهل والتصدي للأفكار المغلوطة.

وأكَّد أنَّ الوسائل الإلكترونية أصبحت ضرورة لا يمكن التغافل عنها في نشر المعرفة الدينية الصحيحة والتواصل مع الجمهور، مشيرًا إلى أنَّ دار الإفتاء المصرية أدركت أهمية هذه الأدوات وسخَّرت التكنولوجيا الحديثة لخدمة الفتوى الشرعية، منها الفتوى الهاتفية عبر الخط الساخن، والفتوى المكتوبة، والفتوى الشفوية، إضافة إلى الفتوى الإلكترونية عبر موقع الدار الرسمي وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وشدَّد فضيلة المفتي على أن اتِّباع الفتوى الصحيحة مسؤولية كبيرة، مما يستوجب على كل فرد الرجوع إلى مُفْتٍ معتمد ينتمي إلى مؤسسة دينية معروفة، حتى إذا ما وُجد خلل أو خطأ في الفتوى، تكون هذه المؤسسة قادرة على تصحيح المسار وضبط الفتوى بما يحقق الأمن والسلم المجتمعي.

 

مقالات مشابهة

  • مبادرة «أنتي الأهم» تنظم ندوة عن الروح الرياضية ونبذ التعصب بمعرض الكتاب 2025
  • إيران تراقب إدارة ترامب عن كثب
  • زاخاروفا: 90% من وسائل الإعلام الأوكرانية تعيش على المنح الأمريكية
  • عباس شومان: الفتوى صناعة صعبة وخطرة.. وليس كل من تخرج في الأزهر قادر على الإفتاء
  • برلماني: الهجوم الإسرائيلي على مصر يؤكد صدق موقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين
  • "الروح الرياضية.. أهداف خارج الثلاث خشبات" لنجوى مصطفى في معرض الكتاب
  • مفتي الجمهورية: وسائل الإعلام تلعب دورا مهما في التصدي للشائعات والأفكار المتطرفة
  • ترامب يعيد تنظيم الوصول الإعلامي للبيت الأبيض
  • كاتب صحفي: الإعلام الأمريكي لم يقدم الحقائق.. وواشنطن تستخدمه لتحقيق مصالحها
  • بسمة وهبة: وسائل الإعلام الأمريكية جزء من حملة مغرضة ضد مصر