صدى البلد:
2025-01-22@23:00:38 GMT

حكم قراءة صحيح البخاري وكتب السنة لرفع الوباء

تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية، إن "صحيح الإمام البخاري" هو أصحُّ كتاب بعد كتاب الله تعالى، ولذلك اعتنى به المسلمون أعظم عناية؛ حتى صار علامةً على المنهج العلمي الدقيق وعلى التوثيق في النقل عند المسلمين.

وأضافت دار الإفتاء في إجابتها على سؤال: ما حكم قراءة صحيح البخاري وكتب السنة لرفع الوباء؟ أن الاعتناءُ بـ"صحيح البخاري" من أبواب رضا الله تعالى، وقراءتُه باب جليل من أبواب تعلم العلم النافع، وقراءتُه في النوازل والمهمات والملمات هو ما فعله علماء الأمة ومُحَدِّثوها عبر القرون سانِّين بذلك سُنة حسنة، ونصُّوا على أن قراءته وكتب الحديث سببٌ من أسباب تفريج الكرب ودفع البلاء.

وأكدت دار الإفتاء، أنه لا شكَّ أن قراءةَ سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودراسَتَها والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند القراءة من أعظم الأعمال الصالحة.

وتابعت: وقد جرت العادة في الديار المصرية قديمًا بقراءة "صحيح البخاري"؛ فابتُدئت قراءته في رمضان بالقلعة عام 775هـ بحضرة السلطان، حيث كان يجتمع بالقلعة طائفة من الفقهاء والعلماء لقراءة الصحيح، ويختم بشكل دوري كل ثلاثة شهور، ويقام لختمه حفلٌ.

وعلى ذلك جرى علماءُ الأزهر الشريف عبر القرون؛ حيث نُقِل كثيرٌ من الحوادثِ والوقائعِ التي اجتمع فيها علماء الأزهر لقراءة "صحيح البخاري" لدفع الوباء، والغلاء، والنصر على الأعداء، وخسوف القمر، وغير ذلك.

وأما دعوى نفي مقصود التلاوة والتبرُّك والتعبُّد بنصوص الكتاب والسنة: فهي دعوى باطلةٌ لم يُسبَق إليها صاحبها؛ إذ هي مبطلة لباب الرواية والتلقي في الدين، مخالفة لإجماع المسلمين، ولو كان المراد عدم الاكتفاء بالرواية عن الدراية لم يصحَّ ذلك حجة على المنع، فليس كلُّ أحد يحسن الدراية، والناس في ذلك متفاوتون، ولذلك كان الحُفَّاظ عبرَ القرونِ حريصين على قراءة الحديث وتلقيه، وكانوا يخصصون الساعاتِ الطوالَ لسرْد نصوصِ الكتب الحديثية ومتونها، وهذا باب يختلف عن باب الدراية والتفسير والشرح والبيان.

وذكرت دار الإفتاء، أن تخصيص المسلمين لذلك شهرًا معينًا في السنة ومكانًا معينًا في بيت من بيوت الله لا يخرجُ طاعتهم وطلبهم للعلم عن المشروعية، بل ذلك أمرٌ ضروري لتنظيم طلب العلم وسماع الحديث، وإلا لكان تنظيم الدراسة في الكليات الشرعية مثلًا بزمان معين ومكان معين بدعة ضلالة، وهذا لا يقولُ به عاقل، وقد نصَّ أهل العلم على مشروعية تخصيص زمان معين أو مكان معين بالأعمال الصالحة.

وأما من اتهم المسلمين في فعلهم ذلك بالبدعة، فهو الأولى بهذا الوصف؛ لأنه تحجَّر واسعًا وضيَّق على المسلمين أمرًا جعل الشرعُ لهم فيه سعةً، حيث إن الإسلام حثَّ حثًّا مطلقًا على تعلُّم العلم وسماع كلام المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

وأوضحت أن الأمر المطلق يقتضي عمومَ الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، ومنع المداومة على الخير ضربٌ من ضروب الجهل والصدِّ عن العلم النافع، والناهي عن ذلك قد سنَّ سنةً سيئةً في المنع من فعل الخير وتنظيمه والمداومة عليه، مخالفًا بذلك ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أنَّ عمله كان ديمة، ومن أنَّ أحب الأعمال إلى الله أدومها.

كما ثبت في "الصحيحين" وغيرهما، ولم يلتفت في نهيه هذا إلى عواقبِ ما يقوله ويزعمه مِن صرْف المسلمين عن سماع حديث نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، ويُخشَى عليه أن يدخل بنهيه هذا في قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ﴾ [البقرة: 114]، نسأل الله العافية والسلامة، والله تعالى يديم المسلمين على هذه المواسم الصالحة المباركة ويسدد خطاهم ويتقبل منا ومنهم صالح الأعمال.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صحيح الإمام البخاري صحيح البخاري كتب السنة الوباء دار الإفتاء الأزهر صلى الله علیه وآله وسلم صحیح البخاری دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

ليلة الإسراء والمعراج.. دروس وعبر من أعظم معجزات النبي

ليلة الإسراء والمعراج من أعظم الأحداث التي شهدها تاريخ الأمة الإسلامية، وهي معجزة إلهية حدثت لنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، تميزت بتسليط الضوء على عظمة الله سبحانه وتعالى ومكانة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنده. وقد ورد ذكر هذه المعجزة في القرآن الكريم في سورة الإسراء، حيث قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَىٰ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَىٰ الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1].

ليلة الإسراء والمعراج

تظل ليلة الإسراء والمعراج علامة فارقة في تاريخ الأمة الإسلامية، وستظل الأجيال تلو الأجيال تستلهم منها العبر والدروس العظيمة التي ترسخ الإيمان في قلوبهم وتجعلهم أقرب إلى الله تعالى.

ليلة الإسراء

في ليلة الإسراء، سُبحان الله، أُسري بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وذلك في رحلة سريعة جرت في جزء من الليل، وكانت تلك الرحلة علامة على قدرة الله وعظمته، وفي هذه الليلة، تَجَسَّدت معجزة الإسراء لتكون بداية لرحلة أخرى هي المعراج، حيث عُرج بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماوات العُلا، فصعد إلى مقام سدرة المنتهى، وعُرضت عليه آيات الله الكبرى، ورأى من عجائب الخلق ما لا يراه بشر، وحدثت هذه الرحلة يقظةً دون أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حالة نوم، بحسب ما أوضحت دار الإفتاء المصرية.

رحلة الإسراء والمعراج

تناولت دار الإفتاء المصرية هذه الحادثة العظيمة وذكرت أن الإسراء والمعراج كانا رحلتين منفصلتين ولكنهما مرتبطتان في معانيهما، حيث كان الإسراء تمهيدًا للمعراج، إذ ارتقى به صلى الله عليه وآله وسلم إلى أعلى درجات السماوات، لينال شرف المقام عند ربه جلَّ وعلا.

وذكرت دار الإفتاء أن المعراج كان وسيلة لتكريم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإثبات مكانته عند الله، وكذلك لتأكيد رسالته التي استمرت معجزة في نشر الحق والدعوة إلى التوحيد.

الإسراء والمعراج

هذه الرحلة الروحية والجسدية في نفس الوقت هي خير شاهد على عناية الله عز وجل بنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولذا فهي تمثل محطَّة تاريخية هامة في حياة الأمة الإسلامية، وتستمر في تذكير المسلمين بمكانة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهمية التمسك بعقيدتهم ودينهم، ومن هنا، تكتسب ليلة الإسراء والمعراج خصوصية كبيرة في قلوب المسلمين، حيث يتم الاحتفال بها في شهر رجب من كل عام، وهي فرصة للتفكر والتأمل في عظمة الله وقدرته.

إن رحلة الإسراء والمعراج تظل درسًا للمسلمين في كيفية الارتقاء الروحي والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، كما أنها تذكرهم بضرورة الحفاظ على الصلاة وأداء العبادة على أكمل وجه، وذلك كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما فرضت الصلاة في هذه الرحلة المباركة.

مقالات مشابهة

  • بيان معنى الأمّية في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • ليلة الإسراء والمعراج.. دروس وعبر من أعظم معجزات النبي
  • بيان مدى علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للغيب
  • حكم الحلف بغير الله والترجي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • الإفتاء: الإسراء والمعراج معجزات كبرى للنبي وهي من الدلائل على صدقه
  • بيان مدى مشروعية المديح والابتهالات النبوية
  • حكم قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر
  • مكتب الشباب والرياضة بذمار يُحيي ذكرى جمعة رجب
  • حكم المزاح وضوابطه وشروطه في الإسلام
  • كيف أعبد الله وأتوجه إليه؟.. علي جمعة يرد