كتب محمد علوش في" الديار": يعوّل رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية على انتصار المحور في الحرب القائمة حالياً، لتعزيز فرص وصوله الى رئاسة الجمهورية، وهو محق في ذلك، بينما يعول خصومه وخصوم "الثنائي الشيعي"،على هزيمة المحور لإضعاف هذا الفريق في لبنان، ودفعه الى التنازل عن ترشيح فرنجية، لذلك فإن المشاركين في الحرب والرافضين لها ينتظرون انعكاس ما يجري رئاسياً.


رغم هذا الانتظار، هناك بعض الإشارات التي يمكن قراءتها في السباق الرئاسي، إذ لم تكن الوعكة الصحية للسفير السعودي في لبنان وليد البخاري، والتي غيّبته عن لقاء "الخماسية" مع فرنجية في بنشعي، بعيدة عن الرسائل السياسية التي تقوم المملكة بإرسالها لبنانياً ودولياً أيضاً، لأن غياب السفير عن اللقاء وحضوره باليوم التالي لم يكن وليد صدفة، وقد تركت الحادثة أثرها في بنشعي بحسب مصادر سياسية متابعة.
الى جانب هذه الإشارة، كانت لافتة أيضاً إشارة زيارة قائد الجيش جوزاف عون الى باريس برفقة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، حيث تُشير المصادر الى أن عون يشعر بدوره أن حظوظه ترتفع نسبة لما يجري في الجنوب، والدور الذي سيكون موكلاً للجيش في المرحلة الأولى من مراحل تطبيق أي تسوية تُنهي الحرب.
هناك مقربون من قائد الجيش يكشفون أنه قد حقق خلال الأسابيع الماضية تقدماً ملحوظاً في السباق الرئاسي، فهو الى جانب دعم أطراف أساسيين في "الخماسية" التي تُعنى بالملف الرئاسي، قد حصل مؤخراً على دعم فرنسي أيضاً، مشيرين الى أن فرنسا انتقلت من دعمها لفرنجية في سياق المقايضة الشهيرة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة الى دعم عون، على اعتبار أنه الخيار الامثل للرئاسة لأسباب تتعلق بالجنوب اولاً، وتتعلق بموقف القوى السياسية ثانياً، حيث يحظى الرجل باحترام غالبية القوى على الساحتين الإسلامية والمسيحية.
ما تقدم لا يعني انتهاء حظوظ فرنجية، فهو يبقى مرشحاً حاضراً في حال مالت ظروف التسوية لمصلحته، لكن الأكيد أن هذا الأمر لن يكون سهلاً، بل سيتطلب البحث عن شروط تسوية قد تكون أصعب من أي اسم آخر، أي أصعب من اسم جوزاف عون أو اسم أي مرشح ثالث من خارج دائرة المرشحين الأساسيين، قد يعتبر البعض أنه الحل لكسر الانقسام العمودي في لبنان.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

هل يعود العرب الى لبنان بعد الحل؟

منذ ما قبل بدء معركة "طوفان الأقصى" حصلت عدّة تطورات في المشهد السياسي الداخلي والإقليمي، كان لها تأثير على المسار العام للعلاقات بين الدول.ولعل التطور الأول هو التقارب الفعلي بين دول الخليج والدولة السورية، وقد يكون التقارب بين دمشق وابو ظبي هو الأكثر وضوحاً، لكن العلاقة الودية مع السعودية لها الدور الاكبر في تعديل المشهد والتوازنات. اما التطور الثاني فكان الاتفاق السعودي الإيراني الذي رعته الصين والذي أثبت بعد محطات عدّة انه ثابت ومستمر ومبني على قناعة ثنائية بين البلدين.

هذه التطورات لها خلفية اساسية هي مسار السعودية الاقتصادي ورؤية الامير محمد بن سلمان التي تفرض على الرياض تصفير مشاكلها مع القوى والدول الاقليمية، لذا تحول الامر الى توجه استراتيجي أدى الى توقف حرب اليمن والى تعديل طريقة التعامل السعودية مع لبنان وفيه بعد سنوات عديدة من اللامبالاة الكاملة من قبل الرياض تحديداً ودول الخليج عموماً تجاه الملف اللبناني الذي بات بنداً عاشراً على سلم الأولويات السعودية، مما ساهم في عرقلة الكثير من الاستحقاقات التي تحتاج لموقف سعودي واضح.

منذ إنتهاء عهد الرئيس ميشال عون، عدلت المملكة سلوكها تجاه لبنان، اذ وبالرغم من استمرارها بالتعامل بحذر مع الملفات الا أنها باتت تناقش بعض الإستحقاقات وتعطي رأياً فيها من دون ان تتدخل بالتفاصيل والزواريب السياسية الداخلية، وباتت حركة السفير السعودي في بيروت وليد البخاري أكثر وضوحاً مع اعطاء اشارات توحي بأن التعامل مع مختلف القوى الداخلية اصبح ممكناً ولم يعد هناك موقف معادي لأي طرف داخلي مع الحفاظ على هوامش الخلاف والاختلاف الذي له جذور تمتد لسنوات.

بحسب مصادر مطلعة فإن جزءا من عدم إتمام الملف الرئاسي اللبناني هو عدم وجود موقف سعودي واضح من المرشحين، فهذا الموقف لا يؤثر فقط على كتلة واسعة من النواب في المجلس النيابي، بل يؤثر أيضاً على موقف القوى الاقليمية والدولية، وقد سعت سابقاً كل من فرنسا وقطر للحصول على موقف واضح من الرياض تجاه ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وغيره من المرشحين من دون نتيجة. هكذا يصبح الحضور السياسي السعودي في لبنان بالغ الأهمية ويؤثر على مسار البلد من اكثر من زاوية.

وترى المصادر أن الإنفتاح العربي على لبنان سيستكمل وقد يترافق مع التسوية المتوقعة بعد الحرب الحاصلة في جنوب لبنان وقطاع غزة، اذ ان الرياض ترغب في تحسين علاقاتها مع مختلف الاطراف في المنطقة وفي الداخل اللبناني وقد يكون "حزب الله" احد هذه الاطراف، اذ ان التواصل مع حكومة صنعاء ومع ايران من قبل السعوديين لن يكون اسهل من فتح ابواب الاتصال مع حارة حريك. أمام كل ما تقدم ستكون دول عربية كبيرة مستعدة للقيام بدور مشابه للدور السعودي في اللحظة التي ترفع فيها المملكة الفيتو المبدئي.

وتلفت المصادر إلى أن الانفتاح العربي الكامل تجاه لبنان سيكون استكمالا للتسوية الشاملة التي ستطال لبنان ودولا اخرى والتي تهدف، وفق مصلحة الجميع، للاستقرار الطويل الأمد بعد الحرب الجنونية التي طالت أكثر من دولة في المنطقة. اذا ستكون عودة العرب الى لبنان مرتبطة بعودتهم الى سوريا ايضا وبمصالحتهم ايران، وعليه يصبح المشهد في المنطقة عبارة عن سلسلة متكاملة من المصالحات والتسويات.. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • هل يعود العرب الى لبنان بعد الحل؟
  • رسالة التسامح والغفران
  • قبل الهجوم على لبنان.. نواب من الليكود يبعثون برسالة لنتنياهو وهذه تفاصيلها
  • التعادل السلبي يحسم مباراة طلائع الجيش والاتحاد السكندري في الدوري
  • محمد آل نصفان يحقق لقب البطولة العربية الدولية للإسكواش
  • الإعلام ومآلات حسم الحرب في السودان
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قائد فصيل في لواء جفعاتي خلال معارك شمالي قطاع غزة
  • فرنسا قلقة من تصاعد التوترات جنوبا.. ميقاتي: العدوان الاسرائيلي تدميري وارهابي
  • قائد الجيش استقبل السفير النروجي
  • اغتيال قائد عسكري ميداني كبير في حزب الله بغارة إسرائيلية