خبراء يجيبون لـ "الفجر".. ما أهمية زيارة أردوغان إلى العراق؟
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
تشهد العلاقات التركية العراقية تتطور كبير خلال تلك الفترة حيث قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الإثنين، بزيارة رسمية إلى العاصمة العراقية بغداد، والتي تعد الأولى له منذ أكثر من عقد.
الأمر الذي جعل المواطنين يتساءلون ما وراء زيارة أردوغان إلى بغداد، الأمر الذي جعل الخبراء يجيبون لـ "الفجر" على أسأل المواطنين من خلال هذا التقرير.
زيارة أردوغان إلى العراق
أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، توقيع اتفاقيتين استراتيجيتين أحدهما يخص ملف المياه وأكثر من 20 مذكرة تفاهم خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد الإثنين، كاشفًا عن إمكانية أن تشهد الزيارة توقيع اتفاق رباعي عراقي – تركي – قطري – إماراتي بوضع أسس المباشرة بمشروع التنمية.
ووصف العوادي زيارة الرئيس التركي بـ التاريخية، مشيرا إلى أنها الأولى للرئيس التركي إلى العراق منذ 13 عامًا، وآخر مرة زار فيها لبغداد كنت في 2011، وتنطلق أهمية الزيارة من الملفات التي ستبحثها والتي تم الإعداد لها مبكرًا.
وأوضح، أنه "منذ العام الماضي، عملت فرق ولجان مشتركة على الإعداد للزيارة في ملفات الأمن والمياه والزراعة داخل العراق، والاقتصاد والتبادل التجاري، وعدة لجان أجرت زيارات متبادلة للعراق وتركيا للإعداد بشأنها بدقة خلال سنة كاملة، والزيارة ستأتي تتويجا لمجمل الترتيبات التي اتفقت عليها اللجان التحضيرية لهذه الزيارة"، حسب وكالة أنباء العراق الرسمية.
وأردف قائلا: "الزيارة ستكون نقطة انطلاق كبيرة جدا بالعلاقات العراقية التركية وبشكل غير معهود قبل تاريخها، وستكون بداية لتصفير المشاكل بين العراق وتركيا وستشهد توقيع اتفاقيتين بين رئيس الوزراء والرئيس التركي إضافة إلى اكثر من عشرين مذكرة تفاهم وبين مؤسسات عراقية وتركية بمختلف الميادين وستكون هناك ضمانات لتنفيذها، إذ ستقوم لجان بمتابعة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بعد انتهاء الزيارة".
محاور زيارة أردوغان إلى بغداد
- يلتقي الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد وأيضا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني
- مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي
- الملف الثاني هو طريق التنمية، وهنالك احتمالية أن تجري النقاشات خلال الزيارة بين العراق وتركيا بحضور وزيري النقل من دولتي قطر والإمارات العربية المتحدة تمهيدًا لعقد اتفاق رباعي على المباشرة بوضع أسس طريق التنمية.
- الملف الثالث، سيكون الملف الاقتصادي والتبادل التجاري والرابع هو الملف الأمني المتعلق خاصة بحزب العمال الكردستاني الذي يعتبر هاجسًا كبيرًا للجانب التركي وحصلت فيه ترتيبات كبيرة جدا خلال الفترة الماضية واللجان الأمنية المشتركة بين العراق وتركيا تعمل بصورة مستمرة وتم وضع استراتيجية وحلول.
- اتفاقا بين العراق وتركيا على وضع نفس المقاربة الأمنية بين العراق وإيران في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، حيث سيكون هنالك اتفاق شامل بين العراق وتركيا لمواجهة التحديات الأمنية وبشكل يصب بمصلحة البلدين.
- ملف المياه مع تركيا مهم جدا للعراق وملف الأمن بالنسبة لتركيا مهم جدًا وهما من القضايا الحاسمة، إذ أن العراق يعاني من شحة مياه والجانب التركي يرى ضرورة العمل على الاستثمار الأمثل لها.
ما وراء الزيارة؟
ومن جانبه قال المحلل السياسي التركي محمود علوش، إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تركيا ستؤدي إلى تحسن العلاقات التركية العراقية خلال الفترة ستؤدي إلى تواجد شراكة بين البلدين مشيرًا إلى أن تلك الشراكة العلاقات التركية العراقية سيساعد في فتح ملف حزب العمال الكردستاني.
وأضاف «محمود» في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن تلك الزيارة جاءت في وقت صعب يمر على منطقة الشرق الأوسط خصوصًا مع ضعف الهيمنة الأمريكية على المنطقة موضحًا أن تلك التعاون بين أنقرة وبغداد سيعود بالخير على الجانبين.
أشار المحلل السياسي التركي، إلى أن هناك بعض المعوقات والصعوبات ستواجه هذا التقارب من أجل عدم استكماله ولكن إذا كان إرادة حقيقية بين الطرفين سيحدث التقارب بين البلدين.
أهمية الزيارة
أوضح المحلل السياسي العراقي، علي البيدر، أن هذا زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى بغداد هي زيارة في توقيت حساس التي يمر على المنطقة مشيرًا إلى أن تلك الزيارة تؤكد على تعزز الحضور العراقي في السياسة الدولية خصوصًا أنها تأتي بعد أيام من زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى واشنطن.
أضاف «البيدر» في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن تلك الزيارة ذات بعد سياسي وأمني واقتصادي فالعراق يريد تعزيز الشركة والتعاون في مجال التجارة البينية التي تشكل أهمية بالغة للبلدين وفي ذات الوقت ترتبط بتطورات أمنية بالغة في المنطقة حيث تتشارك انقرة وبغداد المخاوف من اندلاع صراع إقليمي ويهتمان بالشأن الفلسطيني وتطورات الاوضاع في غزة.
واختتم المحلل السياسي العراقي، أن الملف الاقتصادي مهم للغاية في إطار العلاقات الثنائية، لذلك تم توقيع أكثر من 20 مذكرة تفاهم بين البلدين مسؤولين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: العلاقات التركية العراقية زيارة أردوغان إلى العراق تركيا العراق
إقرأ أيضاً:
الأولى عربيا.. ما أهمية زيارة أمير قطر لسوريا؟
دمشق- مثلت زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الخميس، إلى العاصمة السورية دمشق، كأول زيارة لرئيس دولة عربية إلى البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، نقطة فارقة في سياق العلاقات بين البلدين كما يرى محللون.
ورأى محللون أن هذه الزيارة تعكس رغبة الدولتين المشتركة في تعزيز التعاون والعلاقات بينهما وبحث سبل تطويرها، حيث قالت وكالة الأنباء القطرية "قنا" إن قطر تؤكد وقوفها إلى جانب الشعب السوري والإدارة السورية الجديدة، خاصة فيما يتعلق بملف العقوبات ورفعها عن سوريا.
وكان في استقبال أمير قطر في مطار دمشق الدولي الرئيس السوري أحمد الشرع، ورئيس الحكومة محمد البشير، ووزيرا الخارجية أسعد الشيباني والدفاع مرهف أبو قصرة، وعدد من المسؤولين وأعضاء السفارة القطرية في دمشق.
وبدورها، رحبت وزارة الخارجية السورية بزيارة أمير قطر وأشادت بالدور الذي لعبته الدوحة كحليف للشعب السوري طوال الأعوام الـ14 الماضية، مؤكدة تطلعها العميق إلى توطيد العلاقات بين البلدين.
بينما قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس مع وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري محمد بن عبد العزيز الخليفي، إن الاجتماعات ناقشت إطارا شاملا لإعادة الإعمار في البلاد، وهذا ما يعد مؤشرا على مشاركة قطرية فعالة مرتقبة في جهود إعادة الإعمار، سواء عبر الاستثمارات أو عبر تقديم المساعدات الإنسانية.
إعلان اللبنة الأولى عربيايرى الكاتب والباحث السوري مصطفى النعيمي أن زيارة أمير قطر إلى الجمهورية العربية السورية تأتي في سياق استكمال الدعم للقضية السورية، الذي كان قد بدأ مع بداية الثورة قبل 14 عاما.
وشدد الباحث على أهمية كون هذه الزيارة هي "الأولى عربيا على مستوى الزعماء"، مضيفا في حديثه للجزيرة نت: "أرى أن قطر لم ولن تتخلى عن مسؤوليتها تجاه القضية السورية، حيث تسعى إلى مد جسور الثقة المتبادلة بين الشعب والحكومة السورية من جهة، والجانب القطري من جهة أخرى".
ويضيف الباحث أن الزيارة تأتي في طليعة التحركات الدبلوماسية على مستوى قادة الدول، إذ تمثل تأييدا للشرعية الكاملة للنظام الحاكم في دمشق، إلى جانب تقديم التهنئة بشكل مباشر عبر زيارة الأمير تميم بن حمد آل ثاني إلى سوريا.
وأكد النعيمي على أن هذه الزيارة ستكون "اللبنة الأولى عربيا في إعادة بناء سوريا، وستتبعها خطوات مماثلة من الدول العربية، مع بقاء قطر في طليعة الداعمين للقضية السورية منذ انطلاق الثورة، وحتى تحقيق الاستقرار وبناء الدولة".
الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (يسار) أكد على عمق العلاقات السياسية الإيجابية مع سوريا (الصحافة القطرية) دول المنطقةيرى الباحث السوري مضر الدبس أن هذه الزيارة تحمل دلالات كثيرة، أهمها هو الحرص القطري على دعم خيارات الشعب السوري، وهو موقف كان واضحا منذ بداية الأزمة.
"فالسوريون لا ينسون أن علم الثورة ظل مرفوعا في سماء قطر منذ عام 2011 وحتى اليوم، وهو تعبير عن موقف ثابت في الوقوف مع إرادة الشعوب التي تنتصر في النهاية، ما يجعله خيارا صائبا على المدى الإستراتيجي" حسب قوله.
ويضيف الدبس في حديثه للجزيرة نت: "وبهذا المعنى، تعكس هذه الزيارة دعما على المستوى الأخلاقي للسوريين، إلى جانب إمكانية بناء علاقات جديدة، خاصة أن سوريا باتت اليوم قادرة على إقامة علاقات دولية تقوم على المصالح المشتركة".
إعلانواعتبر الباحث السياسي أن هناك حاجة حقيقية اليوم لتنسيق مواقف دول المنطقة إزاء التحديات المختلفة، "إذ توجد ملفات عديدة تتطلب موقفا مشتركا، مثل العلاقة مع الإدارة الأميركية، والقضايا العالقة في المنطقة، والقضية الفلسطينية، والملف الإيراني".
موضحا أن هذه كلها مسائل تحتاج إلى تنسيق سياسي بين دول الخليج عموما، وبين سوريا ودول شرق المتوسط، "حيث أصبحت سوريا الجديدة قادرة على لعب دور إيجابي في هذه الملفات" حسب الباحث.
وفي سياق الحديث عن نتائج هذه الزيارة، يشير الدبس إلى أن هناك مصالح اقتصادية لشعوب المنطقة باتت متداخلة، ما يستدعي تحقيق السلام وبناء علاقات إستراتيجية طويلة الأمد تعود بالفائدة على الجميع.
مضيفا: "وكما نعلم، هناك جالية سورية كبيرة في قطر ودول الخليج، مما يجعل العلاقات السياسية الإيجابية عاملا مساعدا في المرحلة الانتقالية لسوريا، لتجاوز العقبات نحو بناء دولة مستقلة وموحدة، وهو ما أكده أمير قطر خلال زيارته إلى دمشق، ويمكن القول إن هذا التوجه يخدم مصالح جميع شعوب المنطقة".
دور مستقبليوحول الدور المستقبلي لقطر في سوريا، يرى الباحث السوري الدكتور أحمد الحسين، أنه لن يكون مختلفا كثيرا عن مرحلة ما قبل ثورة 2011، حيث كان لقطر في سوريا استثمارات كبيرة، والعديد من الاتفاقيات الإستراتيجية، ومشاريع الطرق ضمن نظام الاستثمار "بي أو تي" (BOT)، ومشروع مد أنابيب الغاز للوصول إلى أوروبا، ومن المتوقع أن تستثمر قطر مجددا في هذه المجالات.
ويضيف الحسين في حديثه للجزيرة نت أن "الباب مفتوح اليوم؛ فسوريا بلد يبدأ من تحت الصفر، وقطر لم تتوقف عن دعم الشعب السوري وثورته عبر إقامة القرى والمخيمات، وتقديم المساعدات الطبية وغيرها".
وأشار الباحث إلى ترقب السوريين لبناء علاقات إستراتيجية مع قطر؛ لأن هناك قطاعات عديدة جاهزة للاستثمار في سوريا: كالنقل، والبنى التحتية، والكهرباء، والماء، والصرف الصحي، إلى جانب المطارات، وسكك القطار، والطرق بين المحافظات، ومشاريع الإعمار، والعديد من الرؤى المستقبلية التي يمكن أن تنجزها قطر في سوريا، بحكم خبرتها واستثماراتها ودورها الرائد في الاستثمار.
وأكد الحسين على ضرورة الاستفادة من التجربة القطرية الرائدة في مجال التعليم، سواء في التربية أو التعليم العالي، مضيفا أنه "يمكن لقطر مساعدة سوريا في وضع إستراتيجية للوصول لما يريده ويتمناه السوريون لبلدهم، والسوريون أساسا لديهم إرادة عالية للإنجاز، وإمكانيات عالية ورغبة بإعمار بلادهم".
مدينة الأمل في سوريا تم افتتاحها بحضور وزيرة التعاون الدولي في قطر (الجزيرة) جهود مكثفةوكانت دولة قطر قد كثفت جهودها في تقديم المساعدات الإنسانية إلى سوريا منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، عبر تسييرها جسرا جويا لدعم الشعب السوري وإغاثته، حيث أرسلت طائرات محملة بمساعدات إنسانية تضمنت سيارات إسعاف، ومواد غذائية، وعقاقير دوائية مقدمة من صندوق قطر للتنمية.
إعلانهذا إلى جانب إرسالها تجهيزات فنية للمساهمة في إعادة تشغيل مطار دمشق الدولي، حيث كانت الخطوط الجوية القطرية أولى شركات الطيران المدنية التي تستأنف رحلاتها إليه بعد سقوط النظام.
وفي إطار الجهود التي بذلتها دولة قطر طوال سنوات الحرب لمساندة النازحين واللاجئين السوريين، تم الإعلان، أمس الأربعاء، عن افتتاح مشروع "مدينة الأمل" بمنطقة أعزاز في ريف حلب، بالتعاون مع مؤسسة قطر الخيرية وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية، حيث تضم 1400 وحدة سكنية مجهزة بالكامل لإيواء 8 آلاف و800 فرد من العوائل التي نزحت إلى الخيام بفعل الحرب.